المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



النزاع بين الزوجين واثره على التربية  
  
1970   12:58 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص154-155
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

في كثير من الأحيان تكون التربية الممارسة من قبل الأهل جيدة ولا إشكال عليها في حد ذاتها كعملية تربية بحتة  , ولكن الذي يحصل أنهم يضيعون هذا النجاح من خلال اختلافات تقع بينهم يكون لها أثرا سلبيا على الأولاد وتعطل كل النتائج الإيجابية التي حصلت عليها من خلال التربية السليمة لولا هذا الخطأ .

هذه الأخطاء ذات أوجه مختلفة يجمعها عنوانان هم :

أ‌- خلافهما فيما بينهما :

في هذه الحالة يكون الخلاف بين الزوجين لأمور لها علاقة بمشاكل زوجية خاصة بهما , ولكن هذا الأمر لا يكون سريا بينهما , بل يقومان بالاختلاف أمام أولادهما مما ينعكس سلبا على الأولاد لعدة جهات منها اهتزاز صورتهما أمام الأولاد , فلا يعودوا للاستماع إليهما لأنهما لا يستطيعان حل خلافاتهم فكيف يحلا مشكلة غيرهما .

هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الأولاد إما أن يسقط احترام احدهما في أعينهما , أو أن يسقط احترامهما معا , ومن المعلوم أنه لا تأثير على الولد ممن لا يحترمه , وهذا يؤدي الى فشل عملية التربية .

ب‌- خلافهما على تربية ولدهما :

في هذه الحالة يكون الخلاف على امر خارجي متعلق بترية الولد نفسه فأحدهما يريد الأمر الفلاني والآخر يريد أمرا غيره , في هذه الحالة يحاول كثير من الأولاد اللعب على وتر هذا الخلاف كي يستطيع أن يفعل في النهاية ما هو اكثر راحة له , فيقوم بعضهم بأعمال يصور فيها لكل من أبيه وأمه أنه معه وهو في الحقيقة ليس مع أحد , بل يلعب على الموضوع لمصلحة شخصية  يجب على الأهل الاتفاق فيما بينهما على الاسلوب الأفضل وعدم إظهار الاختلاف لو كان للأولاد كي لا يستغلونه سلبا .

في المحصلة فإن السعي لانسجام كامل بين ركني العملية التربوية في البيت وهما الأب والأم هو الطريق الأسلم لعملية تربوية سليمة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.