القيمة الغذائية والصحية والاقتصادية لمنتجات نخيل البلح

لقد كانت ثمار النخيل ولا تزال الغذاء الاساسي لملايين عديدة من البشر, حيث تعد عنصرا اساسيا في غذائهم وخاصة في مناطق انتشاره الرئيسية, وايضا تعد ثماره فاكهة مرغوبة ومحببه في مختلف اصقاع العالم وحتى في تلك المناطق التي لا تزرع فيها اشجار النخيل.

عرف سكان مناطق زراعة النخيل في الصحاري العربية بالقوة والرشاقة والمناعة ضد مختلف الامراض, وبعد الدراسة تبين ان اعتمادها الاساسي في الغذاء كان فقط على التمر والحليب.

ان التمور – ثمار النخيل- غنية بمختلف العناصر الغذائية الضرورية لحياة الانسان فهي غنية بالسكريات الاحادية (فركتوز, وغلوكوز) التي لا يحتاج امتصاصها من قبل الجسم الى عمليات هضمية وكيميائية معقدة كما هو الحال مع بعض العناصر الغذائية الاخرى مثل الدهون والنشويات, اضافة الى قدرة التمور على منح القوة والنشاط والحرارة, فهي تعمل على غسل الكليتين وتنظيف الكبد ودعم عمل القلب. ان 1كغ من التمر يمد الانسان بما يزيد على 3000 كالوري (سعر حروري) بينما البرتقال يعطي 500 سعر حروري والعنب 800 سعر حروري والموز 970 سعر حروري, والتين الجاف 800 سعر حروري, والكرز 77 والمشمش والدراق 52 سعر حروري.

كما يعد التمر ملينا طبيعيا لاحتوائه على نسبة جيدة من الالياف السيللوزية, كما انه يعد مقويا للبصر, وقد استعمل لهذه الغاية من قبل الطيارين الامريكان اثناء الحرب العالمية الثانية.

كما ان غني التمور يتمثل بدرجة اساسية – عدا عما سبق – باحتوائها على نسب كبيرة من الاملاح والعناصر النادرة ذات الاهمية الكبيرة في غذاء وصحة الانسان. لكل ذلك فقد اطلق على التمر لقب المنجم لكثير ما يحتوي من عناصر معدنية.

اذا تناول الانسان 100غ من ثمار التمر يوميا فانه يعطي جسمه كل احتياجاته اليومية من المغنيزيوم والمنغنيز والنحاس والكبريت ونصف احتياجاته من الحديد وربع حاجته من الكالسيوم والبوتاسيوم. من كل ذلك فقد فهم سكان البوادي هذه القيم الكبرى للتمور واعتمدوها في غذائهم مع الحليب, وبذلك تمكنوا من ان يعطوا اجسامهم كل ما يحتاجونه وكل ما يساعدهم على البقاء والنشاط خاصة في تلك المناطق المتميزة بجدبها وفقرها وقساوة حياتها البيئية.

تؤكل التمور بعد نضجها بصورتها الطازجة او بعد تجفيفها او بعد طهيها, او يصنع منها دقيق, كما تدخل في صناعة المعجنات والحلويات المختلفة, ويصنع منها مربيات ومعاجين مختلفة وفي الزمن الاخيرة اصبح ينتج منها شراب يعرف باسم تامرا يشبه البيبسي مولا, وهذا الشراب منعش ومفيد يستخدمه الرياضيون لزيادة نشاطهم, كما يصنع منه عصير يمكن تخميره وتحويلة الى نبيذ جيد.

في بعض مناطق انتشار النخيل يستخدم السكان بعض اجزاء النخلة مثل النموات الحديثة والبراعم الورقية يستخدمونها في تغذيتهم كخضروات, يقومون بطهيها وتناولها في طعامهم.

كما انه بواسطة عصر او تجريح اوراق وسوق الاشجار يستخرج منها شرابا حلو المذاق يمكن تحويلة الى نبيذ جيد, ويستخرج من اعناق الاوراق الياف وخيوط قوية ومتينة تستخدم كأربطة.

يزرع النخيل في بعض مناطق زراعته كزراعة بذرية غايتها ليس الحصول على الثمار, بل يزرع فقط من اجل فوائده الاخرى التي تتمثل في هذا الاطار عدا عن فائدة الثمار, تتمثل في فوائد اوراقه جريدة وخوصة واليافه, حيث يصنع منها مختلف انواع الاقفاص والأسبتة والمنشئات والخصر وغيرها. ان الاوعية المصنعة من النخيل جيدة لتعبئة انواع الفاكهة المختلفة الاخرى مثل العنب والتين والمشمش والزيتون. وكذلك تستخدم هذه الاوعية لنقل وشحن البيض والدجاج وسواها من المنتجات. في الكثير من المناطق تعد منتجات اشجار النخيل هذه سببا رئيسيا لزراعته.

كذلك في كثير من المناطق يزرع نخيل التمور كمصدات للرياح لحماية بساتين انواع الفاكهة الاخرى مثل الحمضيات من الرياح والتيارات الهوائية الباردة, ولحماية الزراعات الاخرى المزروعة بشكل مستقل او كزراعة تحميليه بين الاشجار.

كما ان لنوى (بذور) الثمار وللثمار الرديئة فوائد كثيرة حيث تستخدم كعلف للحيوانات, ويستخلص منها بعض المركبات المختلفة والمفيدة.