أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
11417
التاريخ: 18-1-2016
3004
التاريخ: 21-10-2014
2404
التاريخ: 2024-09-08
349
|
مقا- نجم : أصل صحيح يدلّ على طلوع وظهور ، ونجم النجم : طلع.
ونجم السنّ والقرن : طلعا. والنجم : الثريّا ، اسم لها ، وإذا قالوا : طلع النجم ، فانّهم يريدونها. وليس لهذا الحديث نجم ، أي أصل ومطلع. والنجم من النباتات : ما لم يكن له ساق ، من نجم ، إذا طلع. والمنجم في الميزان : الحديدة المعترضة فيه.
مصبا- النجم : الكوكب ، والجمع أنجم ونجوم ، وكانت العرب تؤقّت بطلوع النجوم ، لأنّهم ما كانوا يعرفون الحساب ، وإنّما يحفظون أوقات السنة بالأنواء ، وكانوا يسمّون الوقت الّذى يحلّ فيه الأداء نجما ، تجوّزا ، لأنّ الأداء لا يعرف الّا بالنجم ، ثمّ توسّعوا حتّى سمّوا الوظيفة نجما ، لوقوعها في الأصل في الوقت الّذى يطلع فيه النجم ، واشتقّوا منه فقالوا نجّمت الدين ، إذا جعلته نجوما.
لسا- نجم الشيء ينجم نجوما : طلع وظهر. وفي الحديث : هذا إبّان نجومه ، أي وقت ظهوره. وكلّ ما طلع وظهر فقد نجم. ابن الأعرابىّ : النجمة شجرة ، والنجمة الكلمة ، والنجمة النبتة الصغيرة ، وجمعها نجم ، فما كان له ساق فهو شجر ، وما لم يكن له ساق فهو نجم. والنجمة : شيء ينبت في اصول النخلة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ظهور الى جهة علوّ ، ومن مصاديقه :
ظهور الكواكب من الأفق الى جهة سمت الرأس. وظهور النباتات من الأرض واعتلاؤها. وهكذا في السنّ والقرن. ونبوغ الشاعر أو الفارس. وصدور شيء وإنتاجه.
وسبق في برز وبدو وغيرهما : الفرق بينها وبين الطلوع والظهور والبزوغ وغيرها- فراجعها.
وأمّا مفهوم الأصل : فباعتبار ظهور الفرع واعتلائه ونشأه منه.
وأمّا الأنواء : فهو جمع النوء وهو سقوط نجم في المغرب وطلوع نجم آخر في قباله في المشرق ، والأنواء ثمانية وعشرون في امتداد السنة كلّها. والنوء بمعنى النهضة والسقوط.
والكوكب : هو النجم باعتبار التظاهر بعظمة وضياء. راجعه.
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } [النجم : 1، 2] فالنجم في مقابل الهوىّ فانّه تمايل الى سفل ، كما أنّ النجم ظهور الى علوّ.
ثمّ إنّ المادّة تستعمل في المادّيّات وفي المعنويّات. والمراد تمايل النجوم الى الهوىّ والسقوط ، كما في- وإذا الكواكب انتثرت. وإذا النجوم انكدرت. وهذا المعنى بإقبال عالم الآخرة ، وإدبار الدنيا.
والضلال : فقدان الهداية والرشاد ، والانحراف عن مسير الحقّ. وهذا أمر معنوي وقد ذكر في مورد القسم بهوىّ النجم المادّي.
والأحسن أن يكون المراد نفس رسول اللّه ص الهابط من المحلّ الأعلى والمقام الأسنى ومن مرتبة الحقّ في الحقّ ، الى جانب الخلق بالرسالة اليهم وهدايتهم وسوقهم الى الحقّ ، فهذا البرنامج والفعّاليّة العمليّة في الخارج يحسبه الناس أنّه ضلال وانحراف ، فانّهم لا يستطيعون أن يدركوا الحقائق الروحانيّة بقلوبهم المنكدرة.
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن : 5، 6] النجم : كلّ ما يظهر ويتمايل الى اعتلاء من كوكب أو نبات مادّيّا أو
معنويّا. والشجر : ما علا ونما وأورق وفرّع مادّيّا أو معنويّا ، والشجر ما بلغ الى فعليّة في الاعتلاء بخلاف النجم ففيه القوّة. وكما أنّ النجم أعمّ من النبات كذلك الشجر- راجع الشجر.
وأمّا السجدة : فهو الخضوع التامّ والتذلّل بحيث تفنى الأنانيّة. وسبق أنّ السجود أعمّ من الاختياريّ والطبيعيّ التكوينيّ- فراجعه.
وهذه الجملة تناسب الجملة السابقة ، فانّ الحسبان مصدر كالغفران ، وهو بمعنى الإشراف والنظر والدقّة ، وهذا المعنى يلازم الحكومة والاحاطة ، ومن آثار الحكومة التامّة حصول التذلّل في الطرف.
فالمراد كون الشمس والقمر تحت إشراف ونظر دقيق ومحاسبة ، والنجوم والأشجار خاضعة وساجدة ومتذلّلة تحت حكمه وعظمته. وهذا كما في :
{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ} [النحل : 12]. {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ } [الأعراف : 54]. {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} [الحج : 18] فالمراد من التسخير : تسخيرها تكوينا بحيث خلقت مقدّرة وعلى خصوصيّات معيّنه ومحكومة بحكمه لا تتجاوز عنه بوجه ، وهكذا السجود.
والنجم في هذه الآيات الكريمة : يراد به الكوكب ، بقرينة الشمس والقمر ، ولا مانع من إرادة عموم ما يتمايل الى اعتلاء بالطّبع ، وهذا المعنى يناسب أن يجعل في عين اقتضاء الاعتلاء : محكوما بالتسخّر.
{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ} [الطارق : 1 - 3] الطرق : ضرب وتثبيت على حالة مخصوصة. والثقب : الدقّة والنفوذ.
سبق في الطرق : تطبيق الطارق على كلّ شمس له نور ذاتيّ في منظومته
في السماء المادّيّ. وعلى النفس الروحانيّ المطمئنّ الكامل النورانيّ في السماء الروحانيّ ، وكلّ منهما يثبت نظما وحركة وكيفيّة مخصوصة ويوجد حرارة ونورا في محيطه.
وهكذا يراد التعميم في :
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام : 97] فانّ الهداية إمّا في الطرق الماديّة الظاهريّة أو في السبل المعنويّة الروحانيّة بالنجوم الروحانيّة.
{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات : 88، 89] هذا النظر بعد قوله :
{فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الصافات : 87].
فانّ من تدبير العوالم ما يرتبط بتربية النجوم وتنظيم حركاتها وإدارة أمورها تكوينا وإبقاءا ، والنجوم وتحوّلاتها مشهودة لكلّ أحد ، وهي تظهر وتتمايل الى علوّ على نظم خاصّ.
وهذا النظر والتوجّه اليها مرحلة عمليّة وعطف أذهانهم في الخارج الى التفكّر فيها ، ثمّ اعتذر بإظهار السقم واختلال المزاج عن البحث وإدامة السؤال والجواب ، فانّ المكالمة والبحث مفيد إذا كان بصورة تحرّى الحقّ وطلب الانصاف والحقيقة ، لا بطريق المجادلة والمخاصمة.
وليس المراد إنتاج السقم عن النظر الى النجوم ، فانّ السقم أمر داخليّ واختلال بدنىّ يتوجّه اليه النفس بعلم شهوديّ ، ولا حاجة في تشخيصه الى النظر في النجوم أو امور اخر.
{النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير: 2، 3]. {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ} [المرسلات : 8 - 10] الانكدار : زوال الصفا والخلوص في شيء وحصول الشوب والخلط فيه.
والطمس : مسّ يوجب زوال نظم وصورة في الشيء بحصول اختلال فيه.
والانفراج : حصول مطلق الفرجة بين الشيئين بزوال الارتباط. والنسف : القلع والفرق.
يراد حصول الاختلال في نظم النجوم وجريانها ، وعروض الانكدار في صفائها وخلوص نظامها ونورها وحرارتها وارتباطها وانضباطها.
والمراد الكواكب في العالم المادّيّ ، فانّ تحوّل هذا العالم يلازم زوال النظم وحصول الاختلال فيه. ولا يصحّ أن يراد المعنى العامّ ، أو النبات : فانّ النجوم الروحانيّة لا تنكدر ولا تختلّ بظهور عالم الآخرة ، وأمّا النباتات والأشجار فهي دائما في التحوّل والاختلاف.
{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } [الواقعة : 74 - 76] المواقع جمع الموقع وهو محلّ الوقوع والحلول والنزول. والمراد النجوم الروحانيّة والنفوس السالكون الى جناب القدس والعالم اللاهوتيّ ، ومواقعها هي المنازل في مسيرها والمقامات الّتي يصل السالكون اليها منزلا بعد منزل ، ويشاهدون حقائق فيها.
وهذه مقامات رفيعة متعالية في مسير السير الى اللّه المتعال ، وليس للإنسان منازل ذات رفعة وعظمة وعلوّ وشرف منها.
وفي هذه المنازل يسبّح وينزّه النفس الانسانيّ عن كلّ شوب وخلط ، ويستعدّ للقاء الربّ ، ويكون مظهرا للصفات العليا والأسماء الحسنى ، ويحصّل جلالا وعظمة من مبدأ العظمة.
فظهر لطف ذكر اسم العظيم في المورد ، وهكذا توصيف القسم بها بأنّه لو تعلمون قسم عظيم - راجع السبح.
_______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|