المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

سرية ابن عتيك
15-7-2019
GAMMA (γ) RAYS
5-11-2020
الضغط المتولد عن الغازات
18-9-2019
بطلان إمامة القوم حتى مع تقدير ثبوت صفات الإمامة لهم -الشيخ أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي
العوامل البيئية (او العوامل الخارجية)
6-8-2021
أول وقت الوقوف بعرفة.
20-4-2016


أسلوب الأم مع أولادها الذكور  
  
4600   11:10 صباحاً   التاريخ: 8-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : التربية الفاشلة وطرق علاجها
الجزء والصفحة : ص181-210
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-24 1499
التاريخ: 2-5-2022 2006
التاريخ: 25-5-2022 1855
التاريخ: 22-6-2018 1907

تقدمت أساليب الأب مع أولاده الذكور وذكرنا هناك بعض الأساليب , كما ذكرنا خلفيتها , وهي تجري هنا مع الأم فتسأل هل الخلفية انتقامية ؟ أو هل الخلفية والداعي لتنبيه الولد هو الخوف على مستقبله وعدم الانجرار وراء الشهوات ؟

فقبل استعمال أي أسلوب من قبل الأم عليها أن تقتنع وبأنه لمصلحة الولد ولفائدته , مع مراعاة زمن التنبيه أو العقاب ومكانه كما تقدم سابقا .

كما وعلى الأم دراسة أسباب تصرفات الأولاد القبيحة وغير الأخلاقية , ودراسة دوافع هذا التصرف قبل اتخاذ الأسلوب المناسب له وعليها أن تتساءل لماذا قام الآن بهذا التصرف ولم يقم به من قبل؟

وهل كانت المرة الأولى مثلا ؟ وهل كان مضطرا لذلك ؟

وهل أحرج على هذا التصرف ثم ندم بعد ذلك وتاب عنه ؟

وهل كان السبب في ردة فعل الولد هو سوء تصرف الأم والأب ؟

إن كل ذلك سوف يؤثر على الأسلوب المتخذ تجاه هذا الفعل , على النتيجة التي نريدها أن تكون بعد تأنيب الولد , إذ المفروض أن الهدف من التأديب هو إصلاح حاله .

وكما ذكرنا سابقا فإن للولد مراحل يمر بها ويحتاج فيها الى عناية وتربية وهي :

1ـ مرحلة الحمل .

2- مرحلة سن الطفولة (دون 7سنوات) .

3- مرحلة سن اللعب (دون 12سنة) .

4- مرحلة سن المراهقة (فوق 12 سنة) .

5- مرحلة سن النضوج (فوق 21 سنة) .

وقد فصلنا الكلام عنها فيما يتعلق بتصرف الأم مع أولادها الذكور , وبعض ما قلناه يفيد هنا للأمهات خاصة فيما يتفق بالتوجيهات العامة التي لا دخل للرجولة بها , وسنتكلم عن هذه المراحل الخمس فيما يتعلق بالأم ويختص بها فنقول :

1ـ مرحلة الحمل :

فعلى الأم العناية بنفسها عند الحمل , من جهات : من جهة نوع الطعام والشراب وحليته , ومن جهة مكان التواجد فتبتعد عن أمكنة الفسوق والفجور ومجالس الغناء وأجواء العصبية والأمراض النفسية.

وإذا اضطرت لأخذ شيء من الأدوية عليها مراجعة الطبيبة المختصة .وتحافظ على طهارتها المعنوية والمادية , فتقلل من البقاء على الجنابة , وتبقى على وضوء في النهار وقبل النوم فهو أفضل لها ولجنينها .

على الأمهات بذل الجهد والاعتناء بكل أمر له دخالته في وضع الولد وأخلاقه وسلوكه  ولأهمية هذا الموضوع لا باس ببسط الكلام فيه :

أثر نفس الأم الحامل على تكوين جنينها :

قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : بالرغم من أن الأب والأم كليهما يشتركان في صنع الخلية الأولى للطفل ويتساوى دورهما فيه – ولهذا نجد أن الأطفال يكتسبون بعض صفاتهم من آبائهم وبعضها من أمهاتهم – لكن الرحم هو الذي يصنع الطفل ويخرج تلك الذرة الصغيرة بصورة إنسان كامل .

وإن جميع الاستعدادات التي كانت كامنة في تلك الخلية الأولية تظهر الى عالم الفعلية في رحم الأم , إذن فالمقدرات التفصيلية للطفل من الصلاح والفساد , والجمال والقبح , والنواقص والكمالات , الظاهرية والباطنية كلها تخطط في الرحم .والرحم هو المرحلة الأخيرة للتكوين قبل نزوله الى الحياة الأرضية :

هناك مئات التفاعلات والتأثيرات الاختيارية والاتفاقية تمر في طريق أصلاب الآباء وأرحام الأمهات , وتؤثر في الأطفال بصورة خفية حيث تظهر نتائجها جميعا في الرحم .

والرحم هو آخر مراحل التأثيرات المختلفة الطارئة على تكوين الطفل, وعند عبوره هذه المرحلة يبدأ الحياة على الأرض .

إذن فالسعادة والشقاء التكوينيين للإنسان يجب البحث عنهما في آخر المراحل وهو رحم الأم . ولهذا نجد الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) بالرغم من عنايتهم الشديدة بالتأثر المشترك لأصلاب الآباء وأرحام الأمهات حول سعادة الطفل وشقائه يوجهون جل اهتمامهم الى رحم الأم فيقولون : ((السعيد سعيد في بطن أمه , والشقي شقي في بطن أمه)) (1)  .

إن (رحم الأم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان , ولهذا المحيط تأثيراته الإيجابية والسلبية على الجنين لأنه الإطار الذي يتحرك فيه , ويعتبر الجنين جزءا من الأم , تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأم , وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأم على نمو الجنين الجسدي والنفسي , فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفيا) (2) .

لقد (اثبت الواقع الاجتماعي والواقع العلمي بدراساته المستفيضة الأثر الحاسم للوراثة والمحيط الاجتماعي في تكوين الطفل ونشوئه , وانعكاسات الوراثة والمحيط عليه في جميع جوانبه الجسدية والنفسية (3) فأغلب الصفات تنتقل من الآباء والأمهات الى الأبناء , كالذكاء والاضطراب السلوكي وانفصام الشخصية والأمراض العقلية والانضباط الذاتي , وصفات التسامح والمرونة , فيكونون وسطا مساعدا للانتقال أو يكون في الأبناء الاستعداد للاتصاف بها  إضافة الى انعكاس العادات والتقاليد على الأبناء , نتيجة لتكرر الأعمال (4) وأكد الإسلام على الزواج الانتقائي , أي بانتقاء الزوجين من أسرة صالحة وبيئة صالحة) (5) . ولسوف يأتي تأثير حالات الأم على الجنين

أثر غذاء الأم على الجنين :

قال الشيخ محمد تقي الفلسفي: هذا هو جواب السؤال الذي بدأنا به الحديث , وهو أنه لماذا اعتبرت الروايات رحم الأم هو المِلاك في السعادة والشقاء , وأغفلت ذكر صلب الأب ؟ إنه لا مندوحة لنا من القول بأن دور الأم في بناء الطفل يفوق دور الأب بكثير . نعم لو اكتفينا بملاحظة دور الأب والأم في تلقيح البويضة بواسطة الحيمن لإيجاد الخلية الأولى للطفل لكانا متساويين في ذلك الدور , إلا أن الواقع أن الأم تتحمل في دور الحمل مسؤولية كبيرة وبالخصوص فيما يتعلق بأسلوب تغذي الأم ونوعه .

إن دور الآباء في البناء الطبيعي للطفل ينتهي بعد انعقاد النطفة وحصول التلقيح , لكن دور الأم

يستمر طيلة أيام الحمل , فالطفل يتغذى من الأم , ويأخذ منها جميع ما يحتاجه في بنائه , ولهذا فإن لسلامة الأم ومرضها , طهارتها ورذالتها , سكرها وجنونها .. أثرا مباشرا في الجنين .

((إن الأب والأم يساهمان بقدر متساو في تكوين نواة البويضة التي تولد كل خلية من خلايا الجسم الجديد ولكن الأم تهب علاوة على نصف المادة النووية كل البروتوبلازم المحيط بالنواة  وهكذا تلعب دورا أهم من دور الأب في تكوين الجنين)) .

((إن دور الرجل في التناسل قصير الأمد .أما دور المرأة فيطول الى تسعة أشهر , وفي خلال هذه الفترة يغذى الجنين بمواد كيمياوية ترشح من خلال أغشية الخلاص)) .

إن الطفل أشبه ما يكون بعضو من أعضاء الأم تمام , عندما يكون في بطنها .وجميع العوامل التي تؤثر في جسد الأم وروحها تؤثر في الطفل أيضا .

إذا ابتلي أب – بعد انعقاد النطفة – بشرب الخمرة أو العوارض الأخرى فإنها لا تؤثر في الطفل  لأن صلة الطفل بأبيه إنما تكون ثابتة الى حين انعقاد النطفة فقط , لكن صلة الأم تستمر لمدة تسعة أشهر , وعليه فإذا أقدمت الأم – في أيام الحمل – على شرب الخمر فإن الجنين يسكر ويتسمم أيضا . إن أحد أسباب سلامة هيكل الطفل ورشاقة قوامه , أو عدمه في أيام الحمل يتعلق بالغذاء الذي تتناوله الأم وهي حامل .وكذلك الغذاء الذي كان يتناوله الأب قبل انعقاد النطفة .

((إذا كانت نطفة الأب مسمومة حين الاتصال الجنسي فإن الجنين يوجد ناقصا وعليلا , وهذا التسمم ينشأ من تناول الأطعمة الفاسدة , أو معاقرة الخمرة .

إذن يجب الاجتناب عن الاتصال الجنسي حين التسمم والسكر بالخصوص))(6) .

((لقد قام أحد الأطباء الحاذقين في أوروبا بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد في ليلة راس السنة المسيحية فوجد أن 80% من الأطفال المتولدين من تلك النطف ناقصو الخلقة وذلك لأن المسيحيين في هذه الليلة يقيمون أفراحا عظيمة وينصرفون الى العيش الرغيد والإفراط في الأكل والشرب ويكثرون غالبا من تناول الخمرة الى حد يجرهم الى المرض ، وبما ان المطاعم وحانات الخمور تستقبل أكبر كمية من الزبائن في هذه الليلة فإنه يتعذر على أصحابها أن يطعموهم الأطعمة السالمة تماما ويتموا بشأنها كغيرها من ليالي السنة)) (7) .

((يصاب بعض الأطفال في الأيام الأولى من أعمارهم بقروح وجروح تسمى (أكزما الأطفال) وهذه القروح لا تزول إلا بعد أن تعذب الوالدين لمدة طويلة , وهي ناتجة عن سوء تغذي الأمهات في أيام الحمل . فإن الأم لو أكثرت في أيام الحمل من أكل التوابل والأطعمة الحارة كالخردل والدارسين (8) وما شاكل ذلك فالطفل يصاب بالأكزما)) (9) .

((إن الفواكه والخضراوات التي تحتوي فيتامين تعتبر العلاج القطعي للكنة اللسان .

والأم التي تتناول من هذا الفيتامين أيام حملها , فإن جنينها يأخذ بالتكلم مبكرا ولا يصاب باللكنة)) (10) .

((إن المشروبات الروحية تعتبر خطرة جدا للحوامل لأنها بغض النظر عن التسمم الذي توجده , تهدم الفيتامينات التي تحتاجها الأم والجنين أيام الحمل , فينشأ الطفل ناقصا أو مشوها)) (11) .

((إن تناول الأطعمة الفاسدة واللحوم بالخصوص – حيث تؤدي الى التسمم – يجعل لون الجنين داكنا مائلا الى الاصفرار)) (12).

الغذاء والجمال :

يرى العلم الحديث أن للأطعمة تأثيرا خاصا في صباحة وجه الأطفال ورشاقة قوامهم ولون

شعرهم وعيونهم , وفي كل مظاهرهم , وكذلك الروايات والأحاديث فإنها لم تغفل الإشارة الى أثر الأطعمة والفواكه والخضراوات والبقول , وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) نظر الى غلام جميل , فقال : ((ينبغي أن يكون أبو هذا أكل سفرجلا ليلة الجماع)) (13) .

وهناك حديث آخر بشأن السفرجل : (( ... وأطعموه حبالاكم فإنه يحسن أولادكم)) (14) .

وعن النبي (صلى الله عليه واله) أنه قال : ((أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر , فأن ولدها يكون حليما تقيا)) (15) .

الحوادث غير المتوقعة :

يخضع الطفل في أيام الحمل لتأثيرات أمه , وإن جميع الحوادث التي تقع للأبوين تؤثر فيه ,  الطفل , وقد يكون العكس حيث تؤدي الى شقائه و سقوطه أو انعدام حياته تماما .

لنتصور مسافرا يركب سيارة ويقصد منطقة نائية جدا بحيث يطول سفره تسعة اشهر فهناك العديد من المخاطر في طريقه , فمن المحتمل في كل لحظة أن يقع في هوة سحيقة , أو واد عميق أو تصطدم سيارته بجبل , أو يقذف الى نهر , أو تكسر يده أو يجرح بدنه , وقد يصادف أن يطوي 99% من مجموع المسافة , ويبقى له 1% فقط فتصادفه عقبة كأداء أو حادثة سيئة في ذلك الجزء الأخير , فلا يمكن التأكد من وصول المسافر الى مقصده بسلام إلا بعد أن يترك السيارة  ويتجه الى منزله الأخير .

وهكذا النطفة التي تنعقد في رحم الأم لأول لحظة , فهي كالمسافر الذي استقل واسطة النقل , وعليه أن يقطع المراحل الطبيعية طيلة تسعة أشهر .

فهناك المئات من العراقيل والمخاطر تقع في طريقها , وفي كل لحظة يمكن أن تقع حادثة تؤدي الى سقوط الجنين وموته , أو تحدث فيه نقصا وانحرافا , وقد يصادف أن يقطع الجنين ثمانية أشهر من حياته بسلام , وفي الشهر الأخير يصاب ببعض العوارض , ولا يمكن القطع بسلامة الطفل واجتيازه المراحل كلها ,وتولده سعيد إلا بعد أن يتولد سالما , ويخرج الى الدنيا الخارجية ولهذا فإن قسطا كبيرا من النجاح الباهر الذي احرزه بعض العظماء في العالم وبالأخص الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) يرجع الى (سلامة المولد) ، وكذلك الانتكاسات التي تحدث لبعض الأفراد فإنها ترجع الى انحرافات الدور الجنيني .

طهارة المولد :

إن القرآن الكريم يعبر عن رجلين من هؤلاء العظماء بسلامة المولد وهما يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم (عليهم السلام) , يقول القرآن في حق يحيى : {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ}[مريم: 15](16). ويقول على لسان المسيح ابن مريم : {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ}[مريم: 33].

السلام بمعنى : عموم العافية : أي : الطهارة الكاملة للبدن والروح.

وهذه الحقيقة أي سلامة المولد متساوية في حق جميع الرسل والأنبياء والأولياء (عيلهم السلام) والنكتة الأخرى التي يجب التنبه إليها هي : أن القرآن عبر عن السلامة في دور الرحم بسلامة يوم الولادة , وذلك لأن السلامة في تمام ذلك الدور لا تعرف إلا بعد ولادة الطفل سالما , واجتيازه تلك المراحل كلها بنجاح حيث تنقطع صلته تماما برحم أمه .

وكان علي بن الحسن (عليه السلام إذا بشر بولد , لم يسأل : أذكر هو أم أنثى ؟ بل يقول سويا قال : الحمد لله الذي لم يخلقه مشوها)) (17) .

ولا ريب فلسلامة المولد قيمتها , إذا إنها هي السبب الأول في نشوء الولد السوي الذي تنبض

فيه روح السعادة والإنسانية والصفاء .

مصدر السعادة و الشقاء :

يتضح مما سبق مدى أهمية رحم الأم في سعادة الطفل وشقائه , فيه يتقرر مصير الإنسان وسلوكه بنسبة كبيرة , فبعض الأطفال يبتلى بقسم من العيوب والنواقص العضوية ويولد معها , البعض الآخر من الأطفال نجدهم سالمين من حيث القوام البدني , ولكنهم مصابون ببعض الانحرافات والعوارض النفسية والروحية .

إن الانحرافات البدنية والنفسة كثيرة , وهناك الكثير منها لا يزال مجهولا لدى العلماء حتى اليوم , إلا أن قسما كبيرا من تلك العاهات يمكن الاتقاء منها عند إحراز السلامة البدنية والنفسية للآباء والأمهات .

ولا بأس بتسليط الأضواء على هذه العاهات للحذر منها.

العاهات العضوية :

عاهات عدة :

1ـ ((بقاء الجدار الداخلي للبطن مفتوحا , وحينئذ يؤدي الى خروج الأحشاء الى الخارج (خلف الجدار الخارجي) وإيجاد انتفاخ ظاهر)) .

2-((الفتق السري الناشئ من عدم انسداد الحبل السري قبيل الولادة)) .

3-((عدم التحام جدار السرة وحصول شق في مقدم البطن الى جهة الطحال)) .

4-((عدم التحام القفص الصدري بعظم القفص وفي هذه الصورة يكون القلب سطحيا وواقعا خلف الجلد مباشرة . وفي بعض الأحيان نجد بقاء قسم من الرئتين خارج القفص الصدري)) (18) .

أما في الوجه :

1ـ ((شق الشفة : وينشأ هذا العيب من عدم التصاق الأنسجة الرابطة بني أجزاء الفك أو الأنف , هذه العاقات قد تؤدي الى ظهور أثر جرح كشق صغير على جانب واحد منه جانبي الشفة)) .

2- شق القحف : هذا الشق ينشأ من عدم اتصال الأنسجة بين عظام الجمجمة)) .

3- عدم انسداد الفتحة الوصلة بين العين والأنف هذه الفتحة التي تبدأ من الجفن الأسفل للعين وتمتد الى جهة الفم , قد تبقى مفتوحة أحيانا)) .

4- ((اتساع فتحة الفم أكثر من المعتاد . وهو ناشئ من عدم التيام الأخدود الواصل بين أنسجة الفك الأعلى والأسفل)) .

5- وقد يؤدي توقف أنسجة الوجه عن النمو الى ظهور العاهات وبعض الحفر في الوجه)) (19) .

أما في الهندام:

1ـ ((توقف بعض أجزاء الأطراف عن النمو , وفي هذه الصورة قد نجد الأطراف ملتصقة بالجسد مباشرة من دون وجود الساعد أو الساق)) .

2- ((ظهور أطرف زائدة – كاملة أو ناقصة – وهذا التشويه ينشأ في الغالب من انقسام الأنسجة الأولية)) .

3- ((عدم التناسق في اتصال مفاصل الرجلين وفي هذه الصورة تكون الأصابع في خلف القدم والكعب في الجانب الأمامي)) (20) .

أما في الجهاز الهضمي:

1ـ ((انسداد المريء وعلامته تقيؤ الطفل للحليب في اليوم الأول فور ارتضاعه)) .

2- ((ضيق فتحة المريء حيث يؤدي فيما بعد الى مشاكل كثيرة في بلع الأطعمة الصلبة – غير السائلة - )) .

3- ((الضيق الناشئ قبل الولادة لفتحة فم المعدة, والنمو غير الاعتيادي للعضلة التي تغلق هذه الفتحة)).

4- ((انسداد ثقب المخرج , أو أدائه الى غيره من الحفر كالمثانة ونحوها)) (21) .

هذه نماذج مختصرة للعاهات والنواقص التي تصيب جسم الطفل , وهي كثيرة , فجميع أجزاء البدن سواء الجهاز العظمي و الجهاز التناسلي والقلب والعروق الدموية والمخ والأعصاب خاضعة للتأثر بتلك العاهات , وقد تكون خطرة جدا الى درجة أنها تؤدي الى نشوء رأسين على رقبة واحدة , أو بدنين على ظهر واحد ...

ولقد حدث مثل هذا الحادث في زمن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ جاءته امرأة ولدت من زوجها الشرعي طفلا له بدنان وراسان على حقو (22) واحد ، فتحيروا في حصته من الإرث , هل يعطونه حصة واحد أم حصتين , فساروا الى أمير المؤمنين (عليه السلام) يسألونه عن ذلك ليعرفوا الحكم فيه , فكان جواب الإمام (عليه السلام) : ((اعتبروا إذا نام ثم أنبهوا أحد البدنين والرأسين . فإن انتبها معا في حالة واحدة فهما إنسان واحد . وإن استيقظ أحدهما والآخر نائم , فهما اثنان وحقهما من الميراث حق اثنين)) (23) .

والسر في هذا القضاء العادل والحكم الدقيق واضح ؛ لأنه اعتبر ملاك الحكم هو المركز العصبي , إذ عليه المعول في توجيه الإنسان , فإن كانت قيادة واحدة توجه البدنين والرأسين فهو شخص واحد , ولكن إذا كان يدير كل قسم جهاز عصبي مستقل عن الآخر , فهما بدنان , وأحسن طريقة لمعرفة أن الجهاز العصبي الذي يدير الجسم في هذا الإنسان واحد أو اثنين هو إيقاظه من النوم , فكما أن الشخص الواحد تدار عيناه بواسطة جهاز واحد , وهما يشبهان مصباحين مربوطين بزر واحد يشتعلان ويطفآن معا , فلا يمكن أن تكون إحدى العينين يقظة والأخرى نائمة ... كذلك الرأسان والعيون الأربع , فإن كانت تدار كلها بجهاز عصبي واحد , فلا يمكن أن يقوم أحد الرأسين بهدوء , ويبقى الثاني نائما , إذ يدل هذا على أن لهما دماغين مختلفين يصدران إرادتين متباينتين , فيستجيبان لمؤثرين متضادين , فكأنهما طفلان نائمان في فراش واحد متشابكان تماما يستيقظ أحدهما قبل الآخر .

وبالرغم من خفاء كثير من أسباب هذه الانحرافات على  البشر , فإن لنا أن نقطع بأن حدوث أي عيب في الخلية التناسلية الأولى يؤدي الى أن يصير الطفل في وضع غير اعتيادي , كما ثبت ذلك في بعض الحيوانات حين أجريت تجارب عديدة عليها .

((لقد استطاع ((شابري)) أن يوجد أجنة غير اعتيادية بإيجاد خدوش في الخلايا الأولية وقد نال هذا الإبداع بالخصوص استحسانا بالغا , لأن إجراء الاختبارات على خلايا بيضة لا يتجاوز طولها 1%- 2% المليمتر ليس أمرا سهلا)) (24) .

العوارض الروحية :

لا تنحصر العيوب والعاهات التي تصيب الطفل في رحم الأم بالنوع البدني منها فقط , فكثيرا ما يتفق إصابة الطفل بعوارض وانحرافات روحية فهي ليست ظاهرة بل كامنة , ولكن الأم هي التي أوجدت العوامل المساعدة لذلك الانحراف الكامن الذي لا يلبث بعد الولادة أن يظهر

تدريجيا , فيكشف الزمن عن أسرار عميقة كانت مكتومة في سلوك هذا الفرد حيث إن تلك

الاستعدادات تأخذ بالظهور الى عالم الفعلية واحدة تلو الأخرى .

يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((الأيام توضح السرائر الكامنة)) (25) .

وورد عن الإمام الجواد (عليه السلام) : ((الأيام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة)) (26) .

فمثل هذه الروايات تكشف بإطلاقها عما قلناه .

وقد ثبت علميا أن الأم المصابة بالسل والسرطان تكون عاملا مساعدا في إصابة طفلها بنفس المرض , والأم المأسورة للانحرافات الروحية والسيئات الخلقية والصفات الرذيلة تكون تربة مساعدة أيضا لانحراف سلوك الطفل وتفكيره أيضا , وتأخذ تلك الانحرافات الروحية بالظهور بالتدريج في الطفل .

((إن ولد السارق مصاص دماء , تكون قابليته على الإرادة الصحيحة من ولد المجنون , فإن الأفراد الذين يملكون انحرافات وراثية موجودون في جميع طبقات المجتمع , ويمكن العثور عليهم بين الأغنياء والفقراء والمثقفين والعمال والفلاحين ... كثيرون هم الذين ينهزمون أمام المشاكل لأبسط حادثة , والمتلونون الذين لا يستقرون على حال , ولا يقفون على تصميم وضعفاء الإرادة التائهون في خضم الحياة , والكسالى الذي يشبهون الجماد في خمولهم وجمودهم , والحساد الذين يكتفون من الحياة بتوجيه الانتقاد الى الآخرين , وضعفاء العقول المصابون بالشذوذ العاطفي , والخلاصة أولئك الذين لا يتجاوز عمرهم العقلي أكثر من 10 سنين أو 12 سنة .

ومما لا ريب فيه أن هذا النقص منشؤه وراثي الى حد بعيد , ولكن ليس بمقدورنا أن نعين نسبة العوامل الوراثية الى العوامل التربوية (البيئية) في توليد هذه العاهات , ومع ذلك فإن النماذج الافراطية من ضعف العقل والاختلال الروحي والبكم والبلادة تلد بوضوح علة وجود عيوب وراثية – بدنية وروحية - )) (27) .

ومن هنا يتضح لنا السر في أن الدين الإسلامي الحنيف يعتبر الصفات الرذيلة والملكات الذميمة والتمادي في الاجرام في عداد الأمراض الخطرة , فالخلق السيء ليس سببا للأمراض الروحية والعصبية فحسب , بل يؤدي أحيانا الى اختلالات بدنية عظيمة , مما يؤدي الى إصابة صاحب الأخلاق السيئة بأمراض جسدية , وهكذا نجد الأمهات المصابات بالانحرافات الخلقية والأمراض المعنوية يلدن أطفالا مصابين أيضا .

وعلى كل حال فإن أحوال الأم تؤثر على الجنين كما قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : إن جميع الحالات الجسدية والنفسية للأم تؤثر على الطفل , لأن الطفل في رحم الأم يعتبر عضوا منها , فكما أن الحالات الجسمانية للأم والمواد التي تتغذى منها تؤثر على الطفل , كذلك أخلاق الأم فإنها تؤثر في روح الطفل وجسده كحليهما .

وقد يتأثر الطفل أكثر من أمه بتلك الأخلاق , فإذا أصيبت الأم في أيام الحمل بخوف شديد , فالأثر الذي تتركه تلك الحالة النفسية على بدن الأم لا يزيد على اصفرار الوجه , أما بالنسبة الى الجنين فإنه يتعدى ذلك الى صدمات عنيفة.

((إذا حدث للمرأة في أيام الحمل حادث مخيف فإنه يتغير لونا ويقشعر بدنها لكن تظهر على جسم الجنين آثار امتقاع اللون تسمى بالخسوف)) (28) .

وهكذا فإن هموم الأم وغمومها , غصب الأم واضطرابها , تشاؤم الأم وحقدها , حسد الأم وأنانيتها , خيانة الأم وجنايتها , وبصورة موجزة جميع الصفات الرذيلة للأم ... وكذلك إيمان الأم وتقواها , طهارة قلب الأم وتفاؤلها , صفاء الأم وحنانها , مروءة الأم وإنسانيتها اطمئنان الأم وراحة بالها , شجاعة الأم وشهامتها , وبصورة موجزة جميع الصفات الحميدة للأم... جميع هذه الصفات خيرها وشرها تترك آثارها في الطفل , وتبني أساس سعادة الجنين وشقائه . وهنا يتحقق قول النبي (صلى الله عليه واله) : ((الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من سعد في بطن أمه)) .

وإليك النص الآتي كشاهد من العلم الحديث : ((إن الاضطرابات العصبية للأم توجه ضربات قاسية الى مواهب الجنين قبل تولده , الى درجة أنها تحوله الى موجود عصبي لا أكثر .

ومن هنا يجب أن نتوصل الى مدى أهمية التفات الأم في دور الحمل الى الابتعاد عن الأفكار المقلقة , والهم والغم , والاحتفاظ بجو الهدوء والاستقرار))(29) .

إن الإسلام قام بجميع الاحتياطات الازمة في موضوع الزواج للاهتمام بطهارة الأجيال الإسلامية , وأمر بتعاليم دقيقة في الزيجات حول الجهات الروحية والجسدية للرجال والنساء .

ولقد رأينا فيما مضى كيف أن الإسلام منع من التزوج من المصابين بالحمق والجنون والمدمنين على الخمرة ولكنه لم يكتف في سبيل ضمان النشء الإسلامي بذلك الحد بل منع – في مقام الاستشارة – من تزويج الرجل يسيئ الخلق : ((عن الحسين بن بشار الواسطي قال : كتبت الى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ان لي قرابة قد خطب إلي وفي خلقه سوء , قال : لا تزوجه أن كان سيء الخلق)) (30) .

الأمراض الوراثية :

قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : لسلوك الأم تأثير عميق في سعادة الطفل وشقائهم , وعليه فالرجل الذي يأمل أن يحصل على ولد شريف وطاهر القلب لا بد له من أن يمنع من التزوج من النساء البذيئات (31) .

((لقد أثبت أطباء الأمراض النفسية أن من بين الأطفال المصابين بتلك الأمراض يوجد 26% منهم ورثوها من أمهاتهم . إذ لو كانت الأم ذات جهاز عصبي سالم , فإن الطفل يكون سالما أيضا . فلو كانت تفكر الأم في صحة طفلها وسلامة جهازه العقلي فلا بد وأن تفكر في سلامة نفسها قبل تولده)) (32) .

صحيفة تشهد :

((إنه بالرغم من وجود الوسائل العلمية التي يملكها الغربيون في أوروبا وأمريكا نجد الأطفال المصابين بالعيوب والانحرافات يتولدون بنسبة هائلة .

وإليك الخبر الآتي : ((يولد في الولايات المتحدة الأمريكية 4,200,000 طفل سنويا , ولكن مئات الألوف منهم مصابون بنواقص وعيوب ناشئة قبل الولادة , وأكثرهم يشكون من الأمراض القلبية , والشلل العصبي , والصرع , والعمى , والصمم , وغير ذلك ومضافا الى ذلك فمن بين خمس نساء حوامل لا تفلح واحد منهم في ولادة طفل حي والسبب في ذلك : أحدهما الإجهاض . والآخر موت الطفل حين الولادة)) (33) .

هذا كله في المرحلة الأولى للأطفال .

وهنا نكتة مهمة :

وهي أن الأمراض الجسدية يمكن أن تكشف بسرعة لظهور بوادرها كالحمى وما شاكلها , ولكن المصابين بالأمراض الروحية ومضاعفاتها ومخلفاتها ليس فيهم بوادر ومقدمات , ولذلك فإن المصاب لا يلتفت الى الخطر إلا عندما يتأصل فيه المرض ويستبد به الانحراف ... حيث يكون

أحيانا غير قابل للتدارك أصلا .

ومن المؤسف له أن اكثر الناس في العالم وبالأخص في بلادنا يصرفون جل اهتمامهم الى الجهات المادية فقط , وغافلين عن الجهات المعنوية ولهذا السبب بالذات فِإنهم يتلقون الفضائل الخلقية والمثل الإنسانية والتقوى على أنها أمور حقيرة ليست على ذي بال حتى أن البعض يتصورون أنفسهم في غنى منها (34) .

والإسلام يؤكد على أن الانحرافات النفسية هي أمراض ؛ قال الشيخ محمد تقي الفلسفي : إن الإسلام يعتبر الانحرافات الخلقية والصفات الرذيلة أمراضا , ولهذا وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تعبر عنها بالأمراض , إنه يعتبر المكر والخداع مرضا فيقول في وصف المنافقين :{يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}[البقرة: 9،10] وكذلك عندما منع القرآن نساء النبي وحريمه من التكلم بالرقة واللين فإنه علل ذلك من ناحية الخوف من طمع المستهترين الذين لا يعرفون للعفة وزنا ولا يدركون للشرف معنى فنراه يقول : {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }[الأحزاب: 32].

وهكذا يصرح الإمام علي (عليه السلام) بالنسبة الى الحقد, ((الحقد داء دوي ومرض موبي)) (35) .

ويقول بالنسبة الى متابعة هوى النفس : ((الهوى داء دفين)) (36) .

وإليك نصا عن أحد علماء الغرب بهذا الصدد : ((لا يقل خطر الحسد عن ميكروب الطاعون الرئوي لأنه يجعل صاحبه يعمل لإضرار الآخرين أكثر من العمل لجلب المنفعة لنفسه . وهكذا الحقد والبغضاء وغيرهما من الصفات الرذيلة تعتبر معول هدامة لا أكثر)) (37) .

أثر سوء الأخلاق على بدن الإنسان نفسه :

((هناك بعض العادات التي تقلل من القدرة على الحياة , كالأنانية والحسد والتعود على الانتقاد في كل شيء واحتقار الآخرين وعدم الاطمئنان بهم , لأن هذه العادات النفسية السلبية تؤثر على الجهاز السمبثاوي الكبير والغدد الداخلية , وبإمكانها أن تؤدي الى اختلالات عملية وعضوية أيضا)) (38) .

لقد أكدت روايات أهل البيت (عليه السلام) أن الأخلاق السيئة والرذائل تجعل جسد مرتكبها مريضا وضعيفا فعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((العجب لغفلة الحساد عن سلامة الأجساد)) (39) .

وقال (عليه السلام) : ((الحسد يذيب الجسد)) (40) .

وقال (عليه السلام) : ((الحسد يفني الجسد)) (41) .

وقال (عليه السلام) : ((الحسود دائم السقم)) (42) .

وقال (عليه السلام) : ((الحسود أبدا عليل)) (43) .

2- سن الطفولة (دون 7سنوات) :

المرحلة الثانية للأطفال التي تحتاج الى عناية خاصة من قبل الأم هي مرحلة السنوات الأولى للأطفال , وهي من سن الولادة الى السبع سنوات , وذكرنا بعض الأمور التي تتعلق بالمولود الجديد في الأبوة الفاشلة فلا نعيدها , ونزيد هنا أن الأم إن استطاعت البقاء على الطهارة عند إرضاع الطفل فهو مستحب ومفيد , ولتبقى بعيدة عما ذكرنا من التأثرات النفسية عند الحمل فهي تؤثر على الحليب أيضا . وعليها المحافظة على التوجيهات الطبية أو التجارب السابقة تجاه

العناية بالطفل , فعند إرضاع الطفل عليها أنه تضع يدها تحت رقبته وتحمله .

وعليها أيضا الالتفات الى أذنيه عند النوم حتى في حالة متوازية فإن ذلك يؤثر على استقامة

الأذنين على كبر مما يضع الطفل في وضع محرج مع أصدقائه .

ولتحذر من إدخاله الى الأماكن التي فيها دخان مضر خاصة في الغرف الصغيرة .

كما وعليها منعه من اللعب بالألعاب الحادة والمؤذية .

كما ويحتاج الطفل في هذه المرحلة الى عاطفة زائدة والأمهات لا يحتجن في ذلك الى توصية رغم أنها كثيرة الجوانب وملئت بها الكتب والمكتبات .

أثر حليب الأم :

(الحليب هو المصدر الأساسي والوحيد لتغذية الطفل في الأشهر الأولى من حياته , وأفضل الحليب حليب الأم لان عملية الرضاعة لها تأثيرها  على الجانب العاطفي للطفل , والأم من تمنحه الحنان والدفء العاطفي بدافع غريزة الأمومة التي أودعها الله تعالى في المرأة , حيث تصب ركائز مشاعر الطفل وأحاسيسه من أولى أيام الرضاع) (44) .

وتتوثق أواصر المحبة بين الطفل وأمه عن طريق الرضاعة , فيكون الطفل أقل توترا وأهنأ بالا وأسعد حالا (45) .

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ((ما من لبن يرضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه)) (46) .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((انظروا من ترضع أولادكم فإن الولد يشب عليه)) (47) .

قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : ((استرضع لولدك بلبن الحسان , وإياك والقباح فإن اللبن قد يعدي)) (48) .

وقال : ((عليكم بالوضاء من الظؤرة فإن اللبن يعدي)) (49) .

وجعل الاسترضاع من الكتابيات مشروطا بمنعهن من شرب الخمر : فقال (عليه السلام) : ((إذا أرضعن لكم فامنعوهن من شرب الخمر)) (50) .

الرضاع وكيفيته ومدته :

ونهى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) من الاسترضاع من المرأة الزانية والتي تكوّن لبنها بسبب الزنى فقال : ((لا تسترضعها ولا ابنتها)) (51) .

وأمر رسول الله (صلى الله عليه واله) بالوقاية من لبن البغية والمجنونة فقال : ((توقوا على أولادكم من لبن البغية والمجنونة فإن اللبن يعدي)) (52) .

وقال (صلى الله عليه واله) : ((لا تسترضعوا الحمقاء فإن الولد يشب عليه)) (53) .

وقال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : ((إن عليا كان يقول : لا تسترضعوا الحمقاء , فإن اللبن يغلب الطباع)) (54) .

ويؤكد علماء الطب على أن تكون الأم مستريحة وهي تقوم بعملية الرضاعة ثم تمس برفق وجنة الطفل , ويجب ألا تحاول الأم إرغامه على توجيه رأسه نحو ثديها لأن ذلك يربكه ويحيره (55) .

قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) لأم اسحاق بنت سليمان : ((يا أم اسحاق لا ترضعيه من ثدي واحد وأرضعيه من كليهما يكون أحدهما طعاما والآخر شرابا)) (56) .

وقال (عليه السلام) : ((الرضاع واحد وعشرون شهر فما نقص فهو جور على الصبي)) (57)

وفي هذا الصدد تقول عالمة النفس ((لويز كابلان)) : (إن الطفل الذي ينعم بحنان أمه المتدفق خلال العام الأول والثاني من عمره يشعر بالأمان , وعادة لا يشعر بالقلق أو الخوف فيتصرف

بتلقائية عندما يبلغ سن الثالثة أو الرابعة , والطفل الذي يشعر بالطمأنينة يتمتع بالثقة بالنفس

ويتعامل مع الآخرين بسهولة ويندمج مع الأطفال في مثل عمره) (58) .

3- سن اللعب (دون 12سنة) :

هي مرحلة  مرّ تعريفها فتحسن الأم مراقبة الطفل ورعايته من كل الجوانب سواء من ناحية ألعابه , أو من ناحية أكله , أو ناحية درسه, فعليها مراقبة الألعاب التي يستعملها الولد أهي مؤذية وخطيرة أم لا ؟ خاصة اللعب بالمفرقعات النارية .

كما وعليها أن تلتفت الى طعام الطفل في هذه السنوات لأننا نتكلم عن مرحلة لعب ولهو للولد فإن الأولاد في هذا الزمن يقل طعامهم فلا بد من الاعتناء بذلك وإجبارهم أحيانا على تناول الوجبات الرئيسية بالطرق المناسبة .

وكذلك عليها الالتفات الى دراسة الطفل في هذه السنوات ليكون تأسيس دارسته متينا , فيسهل عليها فيما بعد رعايته من الناحية التعليمية , ولا ينبغي للأمهات الاتكال على المدرسة وجودتها حتى لو كانت إسلامية أو كانت مشهورة بالاهتمام بالأولاد . وقد أثبتت التجارب أن دور الأهل مهم الى جانب المدرسة في التنشئة التعليمية.

4- سن المراهقة (فوق 12سنة) :

هو السن الذي ينفتح به الشاب على خارج المنزل , وتخف سيطرة الأهل عليه , ويظهر لديه النفور من الأب بسبب المراقبة والمحاسبة لتصرفاته وأفعاله القبيحة , وهنا يأتي دور الأم اتجاهه في هذه المرحلة , حيث من ناحية سوف يلجأ الشاب إليها لنفوره من الأب أو لقساوة الأب بنظره , ومن ناحية هي قد عودته على الحنان والعطف والصدر الدافئ , فبطبيعة الحال سوف يلجأ إليها .

وعليه فدور الأم هنا ضمن أمور :

أولا : على الأم ترغيبه بالبقاء في البيت بالوسائل المناسبة له ولا تكتفي بتواجده فيه وقت الأكل والراحة ليصار عندها الى التفاهم معه وإرشاده الى ما فيه صلاح لحاله وأحواله .

ثانيا : عليها التنسيق مع الأب لكي لا يحصل التعارض مع الأساليب , كما لو قام الأب بمنع أبنه من المصروف لتقديره أنه ردع عن بعض الأعمال القبيحة كما لو كان يشتري به الدخان , فإذا قامت الأم بإعطاء المال لولدها (لشدة العطفة لديها) ومن دون معرفة الزوج تكون قد هدمت ما فعله الأب وما حاول به إصلاحه .

ثالثا : الاستفادة من عاطفتها لإصلاح الشاب , فإن الشبان في هذه المرحلة مع اضطرابهم وتخبطهم يبقون يحنون قلبيا الى الأهل وإن ابتعدوا عنهم أو لم يصرحوا بذلك , وخاصة الى الأم التي له وقع كبير عندهم , فعلى الأم هنا استغلال ذلك لمنع الولد من التمادي في الخطأ والعمل السيء , إفهامه أن ذلك من أجل مستقبله ومصلحته لا الانتقام منه , ولو أساء أساليب والده معه فتفهمه أن أسلوب الأب وإن كان غير مناسب فهو غير متعمد , وأن لديه محبة له وخوف على مصلحته , بل تظهر له قلق وألم والده من أجله عند خروجه من المنزل غضبان أو من دون طعام أو من دون مصروف الى غير ذلك من الموقف العاطفية الحكيمة والتي لن تعجز عنها الأم المربية تجاه فلذة كبدها .

والخلاصة على الأم أن تلتفت الى عاطفتها الكبيرة والحكيمة تجاه الشباب المراهق , وتحولها الى هداية وتربية .

5- سن النضوج (فوق21سنة) :

هي مرحلة النضوج والتعقل كما تقدم في تعريفها , ويكون فيها قد اكتسب تجربة وعلما ,

وركزت في فكره الآراء المتناثرة , وعلم ماذا يريد وما يحب , كما يكون قد استفاد من والديه وعنايتهما به وحسن تربيتهما له في المراحل السابقة بسبب تظافر الجهود من قبل الأم والأب .

وسوف يتفاعل الشاب في هذه المرحلة مع أسرته يظهر لهم من علمه وخبرته أو هجرته ولو ضمن قدرات محدودة .

ولو كان هناك تقصير من قبل الوالدين في التربية والارشاد والحنان فإنهم سوف يندمون لعدم صلاح  هذا الشاب وفلاحه في علمه وعمله أو هجرته .

تنبيه :

عند تقصير الأب في التربية – سواء لإهماله أم تقصيره وعند غيابه بموت أو سفر – على الأم تحمل المسؤولية كاملة , بما يتعلق بتربية الأبناء ومستقبلهم أو بإدارة شؤون المنزل العامة , لأنه هو التكامل الطبيعي بين دور الأب ودور الأم , فهي تمارس دور الأب بالنيابة مع ممارسة دورها كأم حنون , وهذا الدور المزدوج مطلوب في الحالة الاستثنائية ويكشف عن حكمة الأم ووعيها وعظمة موقفها , وأي خلل آنذاك في الدورين سوف ينعكس سلبا على سلوك الأولاد .

وقد شاهدنا الكثير من الحالات التي كانت المرأة تأخذ دور الأب – لسبب من الأسباب – وكانت ناجحة في مهمتها الصعبة , وهو يدل على كفاءة المرأة وقدرتها على خوض الصعاب .

نعم على المرأة التي زوجها حاضر ولديه تقصير في ذلك أن تعطيه الثقة بنفسه وترفع من مستواه أمام الأسرة والناس , ليعود الى فطرته وتحمله مسؤوليته إن أمكن , وإن كان غير قادر على ذلك فلا بد أن تمارس الوظيفتين بحكمة وجدارة , ولتظهر أمام أولاده أن هذا بأمر منه ورضاه .

ولا تنغر المرأة بقوة شخصيتها وقدرتها على إدارة المنزل لأن قوتها إنما كانت نتيجة ضعف زوجها أو تخليه عن مسؤوليته , وهو خلا الطبيعة البشرية  والسنن الإلهية :{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34]. وأي استغلال غير سليم لدور الرجل سوف يفضي الى كثير من العواقب التربوية السيئة .

_____________________________________________________

1ـ الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/89 .

2- علم النفس التربوي , للدكتور فاخر عاقل : 46-47 , ولنا نقاش في كلمة (هو المحيط الأول) التي لا تناسب الفكر الإسلامي .

3- علم النفس التربوي , للدكتور فاخر عاقل : 45 – 57 (دار العلم للملايين 1958 م ط11) .

4- علم النفس العام , للدكتور انطون حمصي 94:1 – مطبعة ابن حبان دمشق 1407هـ .

5- تربية الطفل في الإسلام : 28 , مركز الرسالة , قم .

6- إعجاز خوراكيها , تأليف سيد غياث الدين الجزائري ص153 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي :1/87 – 88 .

7- المصدر السابق ص 154 .

8- الدارتشين بالفارسة وهو القرفة .

9- المصدر نفسه ص175 .

10- إعجاز خوراكيها ص176 .

11- المصدر السابق ص177 .

12- المصدر السابق ص168 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي :

1/89 .

13- مكارم الأخلاق ص88 .

14- مكارم الأخلاق ص88 .

15- المصدر السابق ص86 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/89 .

16- سورة مريم , الآية : 15 . والسلام قريب المعنى من الأمن والمراد كون المحل بحيث كل ما يلقاه الإنسان فيه فهو يلائمه من غير أن يكرهه ويخاف منه وهذا ما جاء في ((الميزان في تفسير القرآن)) :14/21 , وقيل سلامة وأمن له يوم ولد من عبث الشيطان به وإوائه إياه كما في ((مجمع البحرين)) المجلد الرابع : 16/20 .

17- مكارم الأخلاق ص119 ط إيران .

18- جنين شناسي ص 57 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/90 –92.

19- جنين شناسي ص71 .

20- المصدر السابق ص73 .

21- جنين شناسي ص109 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/93 – 94 , وكما ورد في كتب التواريخ فإن الحجاج بن يوسف الثقفي كان مصابا بهذه العاهة , فقد كان فاقدا للدبر حين الولادة , ثم يقبوا له موضعه (انظر تتمة المنتهة ص98) .

22- ورد (المقو) بمعنى سطح الجبل في بعض كتب اللغة , والظاهر أن يستعمل بمعنى (الظهر) ايضا , كما تدل على ذلك القرينة في المقام .

23-    بحار الأنوار للمجلسي ج9 ص485 الطبعة القديمة .

24- تاريخ علوم ص706 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/94 – 95 .

25- غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص28 .

26- بحار الأنوار للمجلسي ج17 /214 .

27- انظر كتاب : راه ورسم زندكى ص156 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/96 – 97 .

28-    إعجاز خوراكيها ص172 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/106 .

29- ما وفرندان ما ص27 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/107  .

30- وسائل الشيعة للحر العاملي : 5/10 .

31- والسر في ذلك واضح لأن الفلاح الذي يريد الحصول علة ثمرة صالحة لا بد له من أن

يبذر بذراته في تربة صالحة . وإلا ففساد التربة يؤثر في الثمرة  , لأنها تحيط بها وهي مصدر غذائها .

32- صحيفة (اطلاعات) الإيرانية العدد 10355 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/108 .

33- مجلة (أخبار هفته) الإيرانية الصادرة بتاريخ 28/2/1338 هجرية شمسية , عنه الطفل

بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/109 – 111 .

وبعد مثل هذه الإحصائيات نرجو أن يحكم القارئ الكريم من هم التقدميون ؟ !! .

34- الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/98 – 99 .

35- غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص35 طبعة دار الثقافة النجف الأشرف .

36- المصدر السابق ص17 .

37- راه ورسم زندكى ص114 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/103 .

38- راه ورسم نذكى ص87 , عنه الطفل بين الوراثة والتربية , الشيخ محمد تقي الفلسفي : 1/105 .

39- سفينة البحار مادة (حسد) ص251 وغرر الحكم ص42 .

40- غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص23 .

41- المصدر السابق ص22 .

42- المصدر نفسه ص85 .

43- المصدر نفسه ص20 طبعة دار الثقافة – النجف الأشرف .

44- الطفل بين الوراثة والتربية , لمحمد تقي الفلسفي 82:2 .

45- قاموس الطفل الطبي ك 11-16 , عنه تربية الطفل في الإسلام : 46 , مركز الرسالة , قم.

46- الكافي 40:6 ح1 باب الرضاع .

47- الكافي 44:6 ح1 من يره لبنه ومن لا يكره .

48- الكافي 44:6 ح12 باب من يكره لبنه ومن لا يكره .

49- الكافي 44:6 ح13 باب من يكره لبنه ومن لا يكره . الوضاءة : الحسن والنظافة .

50- الكافي 42:6 ح3 باب من يكره لبنه ومن لا يكره .

51- الكافي 42:6 ح1 باب من يكره لبنه ومن لا يكره .

52- مكارم الأخلاق : 223 .

53- مكارم الأخلاق : 237 .

54- مكارم الأخلاق : 237 .

55- قاموس الطفل الطبي : 33 , عنه تربية الطفل في الإسلام : 48 , مركز الرسالة , قم

56- الكافي 40:6 ح2 باب الرضاع .

57- الكافي  40:6 ح3 باب الرضاع .

58- قاموس الطفل الطبي : 257 , عنه تربية الطفل في الإسلام : 49 , مركز الرسالة , قم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.