يعتمد المقطع الطولي للنهر على طبيعة الصخور التي تحفر فيها الأنهار مجراها وانحدار السفح الذي تجري عليه المياه، كما تلعب غزارة التصريف المائي للنهر دورا هاما في تشكيل المقطع الطولي للنهر. وتعمل مياه الأنهار اثناء جريانها على نحت المناطق المرتفعة من الحوض وخاصة عملية الحت الصاعدة. وتستمر هذه العملية حتى يتحقق التوازن ما بين قوة الحفر والحت الراسي وعمليات الترسيب، ويبدا النهر في نحت مقطعه الطولي ابتداء من المصب وهو مستوى الأساس للنهر ثم يتابع النحت تراجعه نحو الأعلى بعيدا عن المصب، وهذا يعني ان عملية النحت تسير باتجاه معاكس لجريان المياه في النهر.

ويلاحظ من الشكل ان مقطع الاتزان النهري الطولي يبدا من نقطة (د) عند المصب او مستوى الأساس، ثم يبدا بالارتفاع نحو الأعلى ويتقدم مستوى الأساس بالتدريج الى (ب) ثم الى (ب1) ثم الى (ب2). ويتناقص انحدار المقطع الطولي كلما تقدمنا نحو المصب كما في الشكل السابق.

وسبب ذلك هو اقتراب المقطع الطولي للنهر من شكل مقطع الاتزان. ويقسم المقطع الطولي للمجرى النهري الى ثلاثة اقسام هي:

1-المجرى الأعلى وتزداد فيه شدة الحت.

2-المجرى الأوسط وتتم فيه عمليات الحت والترسيب معا.

3-المجرى الأدنى وتسيطر فيه عمليات الإرساب.

نتيجة اختلاف الظروف الطبيعية في مختلف انحاء العالم فأننا نجد تنوعا في المقاطع الطولية للأنهار على النحو التالي:

1_ مقطع الاتزان الطولي: وهو اكثر المقاطع الطولية انتشارا على سطع الأرض، ويعتبر المقطع المثالي للأنهار لأنه يمثل المقاطع الطولية للأنهار في مرحلة الشيخوخة (الشكل 2).

2_ المقطع الطولي المباشر: وهو نوع نادر من المقاطع الطولية للأنهار ويوجد فقد في المناطق السهلية وتكون عادة انهار صغيرة. (شكل 2).

3_المقطع الطولي الصدعي: وهو نوع قليل الانتشار، ويحدث فقط في الأنهار الصغيرة ويكون انحدار المقطع قليلا في المجرى الأعلى وشديدا في المجرى الأسفل من المجرى النهري. (شكل 2).

4_ المقطع المتدرج: يتكون هذا المقطع الطولي بسبب وجود طبقات صخرية متفاوتة الصلابة على طول مجرى النهر، او بسبب وجود منخفضات بحيريه ضمن المجرى كما في الشكل رقم (2).