أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2014
2500
التاريخ: 10-12-2015
3332
التاريخ: 10-1-2016
6261
التاريخ: 10-12-2015
17023
|
مقا- هوى : أصل صحيح يدلّ على خلوّ وسقوط , أصله الهواء بين الأرض والسماء , سمّى لخلوّه. قالوا : وكلّ خال هواء- وأفئدتهم هواء- أي خالية لا تعي شيئا. ويقال هوى الشيء يهوى : سقط. وهاوية : جهنّم , لأنّ الكافر يهوى فيها. والهاوية كلّ مهواة. والهوّة : الوهدة العميقة. وأهوى اليه بيده ليأخذه , كأنّه رمى اليه بيده إذا أرسلها. وتهاوى القوم في المهواة : سقط بعضهم في إثر بعض. ويقولون : الهوىّ ذهاب في انحدار , والهوىّ في الارتفاع. وأمّا الهوى : هوى النفس فمن المعنيين جميعا , لأنّه خال من كلّ خير , ويهوى بصاحبه فيما لا ينبغي.
مصبا- هوى يهوى من باب ضرب هويّا وهواء : سقط من أعلى الى أسفل. وهوى يهوى أيضا هويّا بالضمّ لا غير , إذا ارتفع. وهوت العقاب : انقضت على صيد أو غيره ما لم ترغه , فإذا أراغته قيل أهوت له , والإراغة : ذهاب الصيد وهي تتبعه. والمهواة : ما بين الجبلين وقيل الحفرة. والهوى مصدر هويته من باب تعب , إذا أحببته وعلقت به , ثمّ اطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثمّ استعمل في ميل مذموم , فيقال اتّبع هواه , وهو من أهل الأهواء , والهواء ممدودا :
لمسخّر بين السماء والأرض , والجمع أهويه. والهواء أيضا : الخالي. وأهوى إلى سيفه : تناوله بيده.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تمايل الى سفل. وسبق في السفح : أنّ السقوط نزول شيء من العلو دفعة.
ومن مصاديقه : ميل النفس الى الشهوات والأمور المادّيّة. وميله الى جانب سفل ليأخذ شيئا , أو يصيد صيدا. أو يذهب الى جهة سافلة. أو انحدار طبيعيّ الى سفل. ومن ذلك مهواة الجبل.
وأمّا مفهوم الارتفاع : فيطلق في مورد الارتفاع الى جبل وغيره , وهذا يرجع في الحقيقة الى معنى التمايل الى سطح الجبل والأرض , وليس فيه ارتفاع , وانّما الارتفاع بالنسبة الى المهواة.
وأمّا الهواء : فهو مصدر في الأصل , ويطلق على الفضاء المجذوب في مقابل جاذبة الأرض المتمايل اليها مع امتداده , فهو من مصاديق الأصل.
وأمّا مفهوم الخلوّ : فهو معنى مجازىّ بمناسبة ظاهر الفضاء الخالي.
وأمّا المحبّة : فهي إذا كانت في مورد التمايل الى جهة سفل وفي سفل.
ثمّ إنّ الميل الى سفل أعمّ من أن يكون في أمر مادّىّ أو معنويّ , وسواء كان الميل إراديّا أو طبيعيّا.
{وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه : 81] فانّ من يكون مغضوبا عليه من جانب اللّٰه فقد انقطع عن لطفه ورحمته وهوى بالطبع وبالقهر.
{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ} [النجم : 23]. {كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ } [المائد ة: 70] أي ما تميل اليه الأنفس.
ومفهوم الحبّ والتعلّق وميل النفس انّما تكون من هوى يهوى من باب تعب. وهذا بخلاف مفهوم السقوط والانحدار الى السفل , فيكون من باب ضرب , فانّ الكسرة تناسب السقوط والانحدار.
مضافا الى أنّ هذا الباب بمعنى السقوط والانحدار إنّما هو مأخوذ من العبريّة والسريانيّة.
{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم : 3], .... {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى} [النساء : 135] ... , . {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى } [النازعات : 40] ... , . {اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } [الفرقان : 43] * ... , {وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ} [المائدة : 77] ... , {قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ} [الأنعام : 56]... , . {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ} [البقرة : 120] * ... , . {لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ } [الأنعام : 119].
الأهواء جمع الهوى بمعنى التعلّق والتمايل النفسانيّ.
ولا يخفى أنّ التمايل النفساني هو أكبر حاجب وأعظم مانع في قبال التوجّه الى اللّٰه عزّ وجلّ , سواء كان التمايل الى الشهوة أو الى مال أو لذّات مادّيّة , وهذا التمايل يبلغ الى حدّ يكون إلها ومعبودا في قبال اللّٰه عزّ وجلّ , فيكون من الكافرين بالحقيقة , أو من المشركين.
{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات : 40، 41] فالنهي عن الهوى أعظم مقدّمة للوصول الى الجنّة.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ... مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } [إبراهيم : 42- 43]. والإهطاع : رفع الرأس ومدّ العنق وشخوص البصر , وهذا من آثار التحيّر والدهشة. والإقناع : تطبيق الحياة بما في إمكانه فعلا , وهذا المعنى أمر قلبيّ , وأثره الخضوع وظهور حالة التسليم والانقياد الباطني. والهواء مصدر بمعنى التمايل والتعلّق المتمادي الى السفل , وهذا التمايل المحيط على القلب إذا رسخ فيه وفي فؤاده اللبّ الخالص : يوجب تحيّرا ودهشة شديدة برؤية عوالم الآخرة وأحوالها.
وليست كلمة الهواء بمعنى الخلوّ , مضافا الى أنّ القلب لا يمكن له الخلوّ , فهو إمّا مملوّ من التمايل الى الدنيا أو الى الروحانيّات.
وأمّا التعبير بالمصدر وبالمصدر ممدودا : إشارة الى أنّ افئدتهم كأنّها نفس التمايل وقد صارت مظهرا للتمايلات النفسانيّة السفليّة.
{وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة : 8، 9] يراد الخفّة في الموازين الحقيقيّة والصفات الروحانيّة الانسانيّة. والأمّ كصلب بمعنى ما يكون مقصودا وموردا للتوجّه اليه. والهاوية : المائل الى السفل وما يكون بالطبع متمايلا الى مقام سافل ومنزلة ضيّقة.
وهذا أمر طبيعيّ فانّ الإنسان إذا لم يجتهد في النيل الى العلى وتحصيل المقام الأسنى : فهو يبقى في الدرجة الحيوانيّة البهيميّة أو السبعيّة أو أضلّ , فلا يكون له حظّ من المعارف والحقائق والمراتب العالية الروحانيّة.
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القصص : 50].
______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|