أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-2-2016
34051
التاريخ: 8-06-2015
9706
التاريخ: 15-2-2016
3308
التاريخ: 2/12/2022
1359
|
مصبا- مات الإنسان يموت موتا , ومات يمات من باب خاف لغة , ومتّ أموت لغة ثالثة وهي من باب تداخل اللغتين , ومثله من المعتلّ دمت تدوم وكدت تكود وجدت تجود , وجاء فيهما تكاد وتجاد. فهو ميّت بالتثقيل , والتخفيف للتخفيف. ويعدّى بالهمزة فيقال أماته اللّٰه. ومات يصلح في كلّ ذي روح. والموات بضمّ الميم والفتح لغة مثل الموت. وماتت الأرض موتانا ومواتا : خلت من العمارة والسكّان , فهي موات تسمية بالمصدر , وقيل : الموات الأرض الّتى لا مالك لها ولا ينتفع بها أحد. ورجل موتان الفؤاد وزان سكران : أي بليد . والميتة بالكسر : للحال والهيئة , ومات ميتة حسنة. والميتة من الحيوان : ما مات حتف أنفه , والجمع ميتات , وأصلها ميّتة. قيل : والتزم التشديد في ميتة الأناسيّ لأنّه الأصل , والتزم التخفيف في غير الأناسيّ , فرقا بينهما. والموتى جمع من يعقل , والميّتون مختصّ بذكور العقلاء , والميّتات لإناثهم , وبالتخفيف للحيوانات , والأموات جمع ميت مثل بيت وأبيات. ومؤتة كغرفة : قرية من أرض الشام.
مقا- موت : أصل صحيح يدلّ على ذهاب القوّة من الشيء , منه الموت خلاف الحياة. والموتان : الأرض لم تحي بعد بزرع ولا إصلاح , وكذلك الموات. ورجل موتان الفؤاد , وامرأة موتانة. وأميتت الخمر : طبخت.
والموتة : الواحدة , والميتة حال من الموت حسنة أو قبيحة , ومات ميتة جاهليّة.
مفر- موت : أنواع الموت بحسب أنواع الحياة : فالأوّل- ما هو بإزاء القوّة النامية الموجودة في الإنسان والحيوانات والنبات , نحو يحيى الأرض بعد موتها. الثاني - زوال القوّة الحاسّة , نحو يا ليتني متّ قبل هذا. الثالث- زوال القوّة العاقلة , وهي الجهالة , نحو أو من كان ميتا فأحييناه. الرابع- الحزن المكدّر للحياة , وإيّاه قصد بقوله - ويأتيه الموت من كلّ مكان. الخامس - المنام , فقيل : النوم موت خفيف والموت نوم ثقيل.
والتحقيق
أنّ الموت انتفاء الحياة , والحياة في كلّ شيء بمقتضى ذاته وخصوصيّات وجوده , ويتنوّع بتنوّع مراتب الموجودات من مرتبة الجمادات , والنباتات , والحيوانات , والإنسان , والملائكة وما وراءها من عوالم العقول.
والمعنى الجامع لمفهوم الحياة : هو تحقّق جميع ما به قوام الشيء , من الأجزاء الظاهريّة والباطنيّة والنظم فيها والشرائط اللازمة.
وهذا المعنى يختلف بتنوّع الموجودات : ففي كلّ باقتضاء مرتبته.
ومن ذلك الأجزاء في كلّ نوع : الجزء الأخير المتمّ لشيئيّة الشيء , المفاض من جانب اللّٰه المتعال , وهو القوّة الروحانيّة المتوجّهة الى كلّ شيء بحسب مقامه من جانب اللّٰه العزيز , وهذا هو المعبّر عنه بالروح والنفحة الرحمانيّة والنفخ الإلهي.
وهذا الروح إنّما يتعلّق بالموضوع أي موضوع كان , بعد تماميّة أجزائه وتحقّق النظم اللازم والشرائط والخصوصيّات , كما يرى في اتّصال القوّة الكهربائيّة إلى أي مكينة تامّة- راجع الروح.
فالموت إنّما يتحقّق بانتفاء أمرين : إمّا بحدوث اختلال وفساد في أجزاء الموضوع وفي نظمها وخصوصيّاتها , كنقص ومرض وتفرّق. أو في حالة ارتباط الروح وتعلّقه , كقطع النفخ والتوجّه.
فالموت أمر واحد كلّىّ , كما أنّ الحياة كذلك , ويختلف كلّ منهما من جهة المصاديق وتنوّع الأنواع.
فالموت في الجمادات : كما في-. {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } [النحل : 65]. {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا} [يس : 33] فالحياة في الأرض حصول استعداد , وتحقّق شرائط تماميّة فيها , برفع النقص والخلل والموانع فيها.
وقوله- وأخرجنا منها حبّاً : اشارة الى تحقّق التماميّة والنظم والشرائط اللازمة فيها , بحيث يستعدّ لتخريج النباتات.
فالموت في الأرض انّما يحصل بحدوث اختلال في أجزائها وسطوحها , أو بعروض موانع توجب مواتها , كالحرارة والبرودة الشديدة وقطع الماء والرطوبة وغيرها.
والموت في النباتات : كما في-. {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ } [الأنعام : 95]. {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى} [الأعراف : 57] الحبّ والنوى ما دام لم يوجد فيهما اقتضاء فعليّة النموّ , وهو الحياة النباتي , من التراب والماء وحرارة الشمس وخصوصيّات اخر : فهما ميّتان من أنواع النباتات , واللّٰه تعالى فالقهما بإيجاد الشرائط والاقتضاء للحياة , فهو مخرج الحىّ من الميّت.
والموت في الإنسان والحيوان : فالأمر فيه ظاهر مشهود , ولا فرق بين الإنسان والحيوان من جهة الحياة والموت البدني المادّي , وإنّما الفرق من جهة الروح الانساني الروحانيّ الّذى ينفخ من روح اللّٰه , وهو الّذى يستعدّ للكمال والقرب واللقاء والبعث.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169]. {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام : 122] إشارة الى الحياة الروحيّة المعنويّة من دون نظر الى الجهة البدنيّة المادّيّة وحياتها أو مماتها.
وقلنا إنّ الموت عبارة عن حصول اختلال في نظم شيء وخصوصيّات وجوده وأجزائه يوجب سلب الحياة , أو انقطاع الارتباط فيما بينه وبين مبدئه الّذى نفخه.
والموت في عوالم ما وراء المادّة من الأرواح والملائكة : إنّما يتحقّق بالجهة الثانية , وهي قطع الارتباط , فإنّ قوام وجودها بالنفخ , وعلى هذا يطلق عليها عالم الأمر , في قبال عالم الخلق.
ومن أسماء اللّٰه الحسنى : المحيي والمميت : فإحياؤه وإماتته الموجودات في عالم الأمر : بمجرّد الارادة والأمر إيجادا أو إفناءا , وإرادته إرادة تكوينيّة , ويقرب من معنى الافاضة وبسط الرحمة - يقول له كن فيكون.
وأمّا في عالم الخلق : فبتحقّق الموادّ ونظمها وتعلّق الروح أو بإيجاد اختلال وفساد في الموادّ أو بإخلال في النظم.
وقلنا إنّ الجزء المتمّ لجميع الأشياء في قاطبة مراتبها : هو الروح الّذى يفاض وينفخ من عالم اللاهوت , في كلّ مرتبة على اقتضاء محلّها واستعداد أنفسها , وبهذا الروح تتكوّن الموجودات , وبها قوام وجودها وموتها , جمادا ونباتا وحيوانا وإنسانا وجنّا وملكا , فلا اختصاص للروح بالإنسان , بل هو سار ومتعلّق بجميع الموجودات , ويختلف قوّة وضعفا وشدّة على حسب مراتب الموجودات , من الجماد الى أن يترقّى الى الإنسان الكامل.
فظهر أنّ الموت البدنيّ للإنسان على صورتين : الأوّل- موت أو قتل في سبيل الوصول الى الروح , بل الى مالك الروح وربّه : فهذا سعادة ونيل الى مقام أسنى. قال اللّٰه تعالى- {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا } [الحج: 58]. {وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ } [آل عمران : 158]. {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169] فإذا كان سير الإنسان في حياته , الى اللّٰه عزّ وجلّ والى لقائه , ثمّ أدركه الموت : فهو يموت ظاهرا وبالنسبة الى الحياة الدنيا المادّيّة , ويبقى له روحه المنوّر الخالص عن شوائب الدنيا , ويحشر الى اللّٰه المتعال ويرزق عنده بما يناسب ذلك العالم.
وأمّا إذا كان سير الإنسان في إدامة حياته الدنيويّة , الى تأمين عيشه المادّىّ وترضية هويه النفساني , غافلا عن مقام وجهة الربّ المتعال , ومعرضا عن الأعمال الروحانيّة والوظائف الإلهيّة : فهو من الأخسرين الّذين ليس لهم من عالم الآخرة نصيب-. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ} [البقرة : 161]. {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا } [المؤمنون : 37] فهذا هو الميّت جسدا وروحا , وهو منقطع عن الأرزاق الدنيويّة والالتذاذات الجسمانيّة , ومحروم عن النعم الروحانيّة الاخرويّة , فانّه لم يعمل عملا ينفعه , بل لم يعتقد بما وراء عالمه المحسوس , ولم تكن مجاهداته إلّا للدنيا ولإدامة عيشها.
نعم أشدّ الخسران لهم : أنّهم لم يعتقدوا بما وراء عوالم المادّة , ولم يتوجّهوا الى جهة الأرواح والروحانيّة في أنفسهم , وهم ينكرون الحياة الخارجة عن الحياة البدنيّة - {قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [المؤمنون : 82]. {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون : 37] وبهذا ظهر حقيقة قوله تعالى- {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [طه : 74]. {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى } [الأعلى : 11 - 13] فانّهم محرومون عن الحياة الروحانيّة , ولا يموتون بالكلّيّة جسما وروحا , حتّى لا يذوقوا العذاب.
أمّا فقدان الحياة الجسمانيّة : فبالموت الظاهريّ وبانقطاع الروح عن البدن. وامّا عدم حصول الموت الروحانيّ : فانّه إنّما يتحقّق بقطع الارتباط بالكليّة , وانقطاع النفخ من المبدإ.
ثمّ إنّ الموت المشاهد للناس مرّتان : مرّة من الحياة المادّيّة الدنيويّة , ومرّة اخرى من الحياة البرزخيّة المثاليّة للبعث.
كما أنّ الحياة مرّتان : حدوث حياة برزخيّة مشهودة بعد الموت الدنيويّ , وحدوث حياة بالبعث في الحشر.
{قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} [غافر: 11] المشهودة للكفّار في جريان أمورهم : حادثتان عظيمتان مؤثّرتان , وهما حدوث الموت بانقضاء الحياة الدنيويّة. وحدوث الموت بانقضاء عالم المثال والحياة البرزخيّة.
______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|