أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015
2273
التاريخ: 29-06-2015
2495
التاريخ: 22-06-2015
3092
التاريخ: 21-06-2015
2532
|
هو أبو خبيب (و أبو بكر) عبد اللّه بن الزبير بن العوّام بن خويلد ابن أسد بن قصيّ؛ و أمّه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق؛ و لقبه العائذ لأنه عاذ بالبيت (الكامل 597) ، و المحلّ لأنه نصب الحرب في قلب مكّة و اعتصم بالكعبة.
ولد عبد اللّه بن الزبير في المدينة (2 ه-623 م) ، و هو أول مولود للمسلمين بعد الهجرة. و قد استرضع في بني مزينة (الكامل 357) .
كان عبد اللّه بن الزبير رجلا شجاعا مقتدرا في القتال شهد عددا من الفتوح، و كان في فتح إفريقية كلّه و ممن وصلوا إلى تونس و حضروا فتح قرطاجة.
و كان الزبير بن العوّام (والد عبد اللّه بن الزبير) قد طمع في الخلافة. فلمّا طعن عمر بن الخطّاب و خاف أن يختلف المسلمون من بعده سمّى ستّة نفر من وجهاء المدينة ليجتمعوا و ينتخبوا الخليفة المقبل من بينهم، و قد كان في هؤلاء الزبير بن العوّام. و انتخب رجال الشورى هؤلاء عثمان بن عفّان الأمويّ. على أن نفرا من هؤلاء الستّة لم يرضوا بينهم و بين أنفسهم بما تمّ (1). من هؤلاء الزبير بن العوّام. و لم يرض الزبير عن خلافة عثمان ثم حارب عليّا في معركة الجمل و قتل عند منصرفه من المعركة (36 ه-656 م) . و لقد ورث ابنه عبد اللّه منه الطموح إلى الخلافة.
استطاع عبد اللّه بن الزبير، بعد مقتل عليّ بن أبي طالب (40 ه) ، أن يجمع حوله الناقمين على بني أمية و أن يبسط نفوذه على الحجاز و العراق و مصر و اليمن و خراسان و السند. و لم يستطع معاوية بن أبي سفيان أن يتفرّغ لحرب عبد اللّه بن الزبير (لأن معاوية كان مشغولا بتوطيد الملك في البيت الأموي) ، و لا استطاع يزيد بن معاوية أن يتغلّب عليه.
و كان المنازعون لعبد الملك كثارا: نازعه المختار بن أبي عبيد الثّقفي (في العراق) مطالبا بالخلافة لمحمد بن الحنفيّة (ابن علي بن أبي طالب من زوجته خولة الحنفية) ، و نازعه الخوارج، و نازعه الأمويّون.
و لمّا جاء عبد الملك بن مروان إلى الخلافة تفرّغ لعبد اللّه بن الزبير ثم تغلّب عليه، على ما؟ ؟ ؟ نرى في ترجمة الحجّاج بن يوسف. و بعد مقتل عبد اللّه بن الزبير (73 ه-692 م) استتبّ الأمر لعبد الملك في جميع بلاد الخلافة الاسلامية.
عبد اللّه بن الزبير من الذين كانوا يحسنون الكلام في التحديث أكثر مما كانوا يحسنونه في الخطابة، و مع ذلك فانّه لم يكن يقلّ في المقدرة على الخطابة عن معاوية بن أبي سفيان و ابنه يزيد و عن نفر آخر من بني أميّة المعروفين بالخطابة. و قد رويت له أقوال كثيرة من الخطب و الأحاديث الموجزة تكثر فيها الكلمات الغريبة و يرد فيها شيء من الإقذاع أحيانا، فأفقدها ذلك شيئا من الطّلاوة. و كان له شيء من الشعر (العمدة 1:24-25) .
المختار من خطبه:
-اجتمع في مجلس معاوية بن أبي سفيان نفر من وجوه الصحابة فيهم الحسين بن عليّ [عليه السلام] و عبد اللّه بن الزبير، فجرى من معاوية ما أسخط عبد اللّه ابن الزبير فنهض عبد اللّه بن الزبير يفاخر معاوية، قال يخاطب الناس:
أسألكم باللّه: أ تعلمون أن أبي حواريّ (2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم و أن أباه أبو سفيان حارب رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم؟ و أن أمّي أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، و أمّه هند آكلة الاكباد (3) ؟ و جدّي الصدّيق وجده المشدوخ (4) ببدر و رأس الكفر؟ و عمّتي خديجة ذات الخطر و الحسب، و عمّته أمّ جميل حمّالة الحطب (5)؟ و جدّتي صفيّة و جدّته حمامة (6)؟ و زوج عمّتي خير ولد آدم محمّد صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم، و زوج عمّته شرّ ولد آدم أبو لهب «سيصلى نارا ذات لهب» (7)؟ و خالتي عائشة أم المؤمنين، و خالته أشقى الأشقين (8)؟ و أنا عبد اللّه و هو معاوية (9)
- لمّا شدّد الحجّاج بن يوسف الحصار على ابن الزبير في مكّة عزم ابن الزبير على أن يلقى جيش بني أميّة في هجمة واحدة، فقام في أصحابه خطيبا و قال:
أيّها الناس: ان الموت قد تغشّاكم سحابه، و أحدق بكم ربابه، و اجتمع بعد تفرّق (10)، و ارجحنّ بعد تمشّق، و رجس نحوكم رعده، و هو مفرغ عليكم ودقه (11)، و قائد اليكم البلايا تتبعها المنايا، فاجعلوا السيوف لها غرضا، و استعينوا عليها بالصبر.
- عن الطبريّ: لمّا كان يوم الثلاثاء، صبيحة سبع عشرة من جمادى الأولى سنة 73 ه، و قد أخذ الحجّاج على ابن الزبير بالأبواب، صلّى ابن الزبير بأصحابه صلاة الفجر ثم قام فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:
... أما بعد، يا آل الزبير: لا يرعكم وقع السيوف، فانّي لم أحضر موطنا قطّ إلاّ ارتثثت فيه من القتل، و ما أجد من دواء جراحها أشدّ مما أجد من ألم وقعها. صونوا سيوفكم كما تصونون وجوهكم.
لا أعلم أمرأ كسر سيفه و استبقى نفسه (12)، فان الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل. غضّوا أبصاركم عن البارقة، و ليشغل كلّ منكم قرنه (13). و لا يلهينّكم السؤال عنّي و لا تقولنّ: أين عبد اللّه بن الزبير؟ ألا من كان سائلا عنّي فانّي في الرّعيل الاول (14):
أبى لابن سلمى أنه غير خالد ملاقي المنايا أيّ صرف تيمّما (15)
فلست بمبتاع الحياة بذلّة و لا مرتق من خشية الموت سلّما (16)
احملوا (17)على بركات اللّه!
____________________
1) راجع: العرب و الاسلام في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، لمؤلف، بيروت 1378 ه- 1958 م، ص 72-73.
2) الحواري: الناصر، أو هو ناصر الأنبياء خاصة.
3) هند أم معاوية. لما انهزم المسلمون في معركة أحد (3 ه-625 م) و قتل حمزة بن عبد المطلب (عم الرسول) جاءت هند فشقت صدر حمزة و أخذت قطعة من كبده و لاكتها (مضغتها) انتقاما لوالدها عتبة بن ربيعة (و كان علي بن أبي طالب قد قتله في معركة بدر) .
4) المشدوخ: المفجوج، المقتول، المكسور (هو عتبة بن ربيعة؛ انظر الحاشية السابقة) .
5) خديجة بنت خويلد زوج محمد رسول اللّه. الخطر: القيمة، القدرة. الحسب: العمل الحميد. أم جميل بنت حرب كانت تؤذي الرسول: تضع الشوك في طريقة و الاقذار على باب بيته. . .
6) صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام و عمة رسول اللّه. حمامة: . . .
7) أبو لهب: كنية عبد العزى بن عبد المطلب (عم الرسول) كان كافرا به و كان يعذبه. و قد كان جميلا و غنيا، و قد نزلت فيه و في امرأته سورة (رقم 111 في المصحف: تبت يدا أبي لهب الخ. . .) .
8) عائشة بنت أبي بكر زوج رسول اللّه. أشقى الاشقين: . . . .
9) المعاوية: الكلبة تعوي فتجتمع الكلاب عليها.
10) تغشاكم: أظلكم. ربابه: سحابه، احدق: أحاط.
11) ارجحن: اهتز و تمايل لثقله. تمشق: تمزق. و المشق: قلة الحلب (اللبن في الضرع) -ان هذا- السحاب قد ثقل بتجمع بخار الماء فيه بعد أن كان قليلا رقيقا (كناية عن اشتداد الخطر في الحرب) . رجست السماء: رعدت رعدا شديدا. الودق: المطر. و هو مفرغ (منزل) عليكم و دقه (كناية عن قرب حدوث حرب شديدة ذات عواقب خطيرة) . غرض: هدف تطلق عليه السهام للتمرن أو للإصابة. و لعلها عرضا (بالعين المهملة بلا نقطة) .... لها و عليها: للحرب و على الحرب (؟)
12) راعه: أخافه. وقع السيوف: أصابتكم بجراح من السيوف. الموطن: المشهد في الحرب. ارتث (بالبناء للمجهول) : جرح جرحا خطيرا ينذر بالموت. -أنا لا أعلم رجلا انكسر سيفه في المعركة ثم بقي بعد المعركة حيا. البارقة: السيوف (لا تنظروا إلى حركات السيوف فيدخل على قلوبكم ضعف) .
13) القرن (بكسر القاف) : البطل الند في الحرب (الذي يبرز لك في الحرب أو يكون قبالتك في القتال) .
14) الرعيل: القطعة من الخيل تتقدم غيرها.
15) . . . انه سيلقى الموت في أي جهة اتجه. صرف (لعلها: صوب: اتجاه) .
16) -لن أرضى أبقى حيا في عيش ذليل، و لن أحاول أن أهرب من الموت.
17) احملوا: اهجموا.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|