أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018
2321
التاريخ: 25-06-2015
2552
التاريخ: 12-08-2015
1832
التاريخ: 7-10-2015
5089
|
شبيب بن البرصاء (1)هو شبيب بن يزيد بن جمرة (و قيل: جبرة) بن عوف بن أبي حارثة بن مرّة بن نشبة بن غيظ بن مرّة بن سعد بن ذبيان، و أمه قرصافة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة من قوم أبيه، و قد غلبت أمه على نسبه فعرف باسم شبيب بن البرصاء.
كان شبيب بن البرصاء من بيت شرف و سؤدد، و كان ينزل البادية و لم يأت إلى الحضر إلاّ إذا جاء وافدا على أمير أو خليفة و إلاّ إذا انتجع أحدا يتكسّب منه بشعره.
و كان بين شبيب و بين أرطأة بن سهيّة و عقيل بن علّفة-و هما من قومه-هجاء و مناقضات كثيرة.
فقد شبيب بن البرصاء إحدى عينيه في حرب مع بني طيّئ، ثم عمي في آخر أيامه. و كانت وفاته بعد وفاة أرطأة بن سهيّة (2).
شبيب بن البرصاء شاعر إسلاميّ فصيح من شعراء الدولة الأموية متين الشعر واضح المقاصد كثير المعاني؛ و فنونه الفخر و الحماسة و الهجاء و الرثاء و النسيب، و الحكم في شعره كثيرة.
المختار من شعره:
- قال شبيب بن البرصاء في النسيب (و هذان بيتان يغنّى فيهما) :
سلا أمّ عمرو: فيم أضحى أسيرها ...تفادى الأسارى حوله و هو موثق
فلا هو مقتول، ففي القتل راحة... و لا منعم يوما عليه فمطلق
- أكثر شبيب بن البرصاء هجاء أرطأة بن سهيّة، و كان يعمّ بالهجاء قوم أرطأة كلّهم، فجاء قوم أرطأة إلى عثمان بن حيّان المرّيّ، والي المدينة من سنة 93 إلى سنة 96 ه(712-714 م) ، في أواخر أيام الوليد ابن عبد الملك و شكوا شبيبا اليه. فقال عثمان بن حيّان لشبيب: «كم تسبّ أعراض قومك و تستطيل عليهم! أقسم قسما حقّا، لئن عاودت هجاءهم لأقطعنّ لسانك» . فقال شبيب بن البرصاء في ذلك:
سجنت لساني، يا ابن حيّان، بعد ما... تولّى شبابي؛ إنّ عقدك محكم (3)
وعيدك أبقى من لساني قذاذة... هيوبا، و صمتا-بعد-لا يتكلّم (4)
رأيتك تحلولي، إذا شئت، لامرئ... و مرّا مرارا فيه صاب و علقم (5)
يداك يدا خير و شرّ: فمنهما... تضرّ، و للأخرى نوال و أنعم (6)
-خطب شبيب بن البرصاء ابنة ليزيد بن هاشم بن حرملة المرّيّ، فردّه ثم عاد يسترضيه و يقبل به زوجا لابنته، في حديث طويل. و لكن شبيب بن البرصاء أبى أن يقبل بذلك، بعد أن ردّ طلبه في المرّة الأولى. ثمّ انّه قال هذه القصيدة المملوءة بالمعاني و بالحكمة:
لعمري، لقد أشرفت يوم عنيزة... على رغبة، لو شدّ نفسي مريرها (7)
و لكنّ ضعف الأمر ألاّ تمرّه... و لا خير في ذي مرّة لا يغيرها (8)
تبيّن أدبار الأمور إذا مضت... و تقبل أشباها عليك صدورها (9)
ترجّي النفوس الشيء لا تستطيعه... و تخشى من الأشياء ما لا يضيرها (10)
ألا إنّما يكفي النفوس، إذا اتّقت... تقى اللّه ممّا حاذرت فيجيرها (11)
و لا خير في العيدان إلاّ صلابها... و لا ناهضات الطير إلاّ صقورها (12)
إذا افتخرت سعد بن ذبيان لم يجد... سوى ما بنينا ما يعدّ فخورها (13)
و إنّي لترّاك الضغينة قد بدا... ثراها من المولى فلا استثيرها (14)
مخافة أن تجني عليّ، و إنّما... يهيج كبيرات الأمور صغيرها
إذا قيلت العوراء ولّيت سمعها... سواي و لم أسمع بها ما دبيرها (15)
و حاجة نفس قد بلغت، و حاجة... تركت إذا ما النفس شحّ ضميرها (16)
حياء و صبرا في المواطن، إنّني... حييّ لدى أمثال هذي ستيرها (17)
و أحبس في الحقّ الكريمة، إنّما... يقوم بحقّ النائبات صبورها (18)
أحابي بها الحيّ الذي لا تهمّه... و أحساب أموات تعدّ قبورها (19)
أ لم تر أنّا نور قوم، و إنّما... يبيّن في الظلماء للناس نورها (20)
__________________________
1) قيل لها البرصاء لأنها كانت بيضاء، و لم يكن بها وضح (مرض البرص) ، و قيل: بل برصت (راجع الاغاني 12:271، الحاشية الأولى) .
2) راجع الاغاني 12:280 و 13:33 س) .
3) العقد: العزم؛ التهديد. -ان عقدك محكم: ان تهديدك لي موثوق لا يتبدل.
4) قذاذة: ما قطع من أطراف الذهب و غيره (شيء قليل من قول الهجاء) . هيوبا: يخافها الناس (على قلتها، يخاف الناس هجائي على قلته و خفته أحيانا) . ثم جعلني أصمت: أترك الكلام (الهجاء) مع اني قادر عليه.
5) تحلولي: تحلو كثيرا (تحسن معاملتك جدا) أحيانا؛ المر ضد الحلو. المرار (بالضم) : شجر شديد المرارة (بفتح الميم) . الصاب جمع صابة: شجرة مرة الطعم. العلقم: الحنظل (شجر مر) . -اختار ناشرو الاغاني (12:278، السطر 7) أن يقرءوا مرارا (بضم الميم) : شجر مر، فأصبح معنى أربع كلمات من الكلمات الخمس في الشطر: مر و شجر مر، و هذا شيء مستكره. و لعل من الأصوب أن نقرأ: مرارا (بكسر الميم) : مرات كثيرة، فيصبح معنى البيت حينئذ: تكون حلو المعاملة لإنسان واحد مرة ثم مر المعاملة لأشخاص آخرين مرارا كثيرة.
6) . . . فمنهما (يد) تضر؛ و في (اليد) الأخرى نوال (عطاء) و أنعم (جمعة نعمة) .
7) أشرفت على رغبة: كادت تتم لي رغبة (زواجي بابنة يزيد بن هشام) .
8) المرير: العزيمة (لو أن عزيمتي استطاعت السيطرة على عاطفتي و عنجهيتي و كبر نفسي) . المرة (بكسر الميم) الفتلة من الفتلات التي تبرم حتى يكون منها الحبل. أغار الحبل: أحكم فتله. يقول الشاعر: ان الأمر إذا لم يحكم يضعف ثم يفسد و لا تكون له فائدة. و لا خير من فتلات الحبل إذا لم تبرم تماما (فإنها تتقطع بعد ذلك واحدة واحدة) و كذلك العزيمة لا فائدة منها لصاحبه إلا إذا كانت أكيدة لا تردد فيها.
9) حينما تكون الأمور (القضايا) مقبلة عليك بصدورها (بوجهها) تكون متشابهة يصعب عليك أن تميز بعضها من بعض أو أن تحكم في الصائب منها و غير الصائب. فاذا تولت عنك (بعد أن تكون قد اخترت واحدة منها اتفاقا) تعلم حينئذ الذي كان يجب أن تختاره و الذي كان يجب أن تتركه.
10) من عادة الانسان أنه يميل إلى طلب الأشياء التي يصعب عليه الحصول عليها و أن يتخوف (يرفض) الأشياء المألوفة التي لا تضره (يميل الانسان إلى الاشياء الغريبة و لا يأبه للأشياء المألوفة) .
11) إذا اتقت (خافت) النفوس أمرا تحاذره (تخشى منه الضرر) ، فاذا كانت تلك النفوس تتقي اللّه (تخشى و تعمل بما سن لها) فان اللّه حينئذ هو الذي يجيرها (يحميها من الضرر) .
12) لا خير في العيدان: الخشب الذي تصنع منه الأدوات (الرماح!) إلا صلابها (إلا ما كان في منتهى الصلابة) و لا خير في الطيور التي تنهض (تستطيع الطيران و الصيد!) إلا في صقورها (جمع صقر) أقوى الطيور على الطيران و على الصيد.
13) لا يستطيع أحد من بني سعد بن ذبيان أن يذكر من مفاخر القبيلة إلا ما قمنا به نحن (أهل بيتنا نحن) .
14) ثراها: أثرها. المولى: القريب في النسب. استثيرها: أهيجها، أحركها بعد هدوئها.
15) إذا قال أحد عني عوراء (كلمة قبيحة) تركت سماعها لغيري (لم أهتم بها) و لم (أحب أن) أسمع ما دبيرها (ما نشأ من التعليقات عليها بعد قولها) .
16) هنالك حاجات في الحياة نلتها، و هنالك حاجات كنت أحب أن أنالها، و كنت قادرا على أن أنالها ثم تركتها. إذا ما النفس شح ضميرها: إذا شكّت النفس في امكان الضرر من حاجة ما (فانها تتركها) . . .
17) المواطن: مشاهد الحرب، المواقف المختلفة في الحياة. -استحيي أن تنسب إلي بعض الاعمال، و أصبر في بعض المواقف على المشاق.
18) يقصد الناقة الكريمة (غ 12:275، الحاشية 8) . و الكريمة في القاموس (4:170) : كل جارحة (عضو) شريفة كالأذن و اليد. -أنا أملك نفسي في المواقف كلها. و لا يقوم بحق النائبات «يتغلب على المصائب و المشاق» إلا صبورها (الصبور فيها) .
19) معنى البيت غامض. -و الملموح من المعنى: أفعل ذلك أنا لأن الحي (الشاب البعيد ما بينه و بين الموت) لا يهتم بها، لا تهمه (الأمور المثالية و لا يصبر على المشاق في سبيل مبدأ) ، و لأن الاموات (جمع ميت: الذي لم يمت بعد و لكن دنا الموت منه) يود أن لو يفعلها و لكنه عاجز عما يريد بالشيخوخة. فأنا بذلك أحابي الشاب (أعطيه من الفخر ما ليس مستحقا له) و أنصر الشيخ و أحافظ له على أحسابه (أعماله الحميدة التي صنعها في أيام قدرته، و هو اليوم عاجز عن أن يعمل مثلها) . تعد قبورها: تهيأ.
20) النور هو الذي يبين للناس في الظلام (طريقهم) ، و كذلك نحن ندل سائر القبيلة على الطريق المحمود و الاعمال الحميدة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|