أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015
2378
التاريخ: 25-3-2016
2101
التاريخ: 10-04-2015
1794
التاريخ: 29-12-2015
2997
|
القطاميّ التغلبيّ (1) هو عمير بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر من بني غنم بن تغلب. و هو أول من لقّب «صريع الغواني» من الشعراء. أما مولده و نشأته فلا نعرف عنهما شيئا، و لا نكاد نمرّ بذكر له قبل معركة مرج راهط (64 ه-684 م) . منذ ذلك الحين نشأت العداوة بين بني قيس عيلان، و رئيسهم يومذاك زفر بن الحارث الكلابيّ، و بين بني تغلب. ثم نشبت بين الفريقين حروب منها يوم ماكسين على الفرات جنوب رأس العين، نحو سنة 66 هـ(685-686 م) فقتل من تغلب زهاء خمسمائة رجل و وقع القطاميّ أسيرا و أخذت إبله. فجاء القطاميّ إلى زفر بن الحارث رئيس قيس، و كان بقرقيسيا، فخلّى سبيله و ردّ عليه مائة ناقة، فكان ذلك سببا لمدائح القطاميّ في زفر. ثم كان يوم الحشّاك أو يوم الثرثار، أحد روافد الفرات، (سنة 70 ه) عند التل (تل عبدة) قرب مدينة تكريت فانهزمت فيه تغلب. ثم كان يوم رحوب أو يوم البشر -و البشر جبل الجزيرة في شمالي العراق-(73 ه) فانهزمت تغلب أيضا و قتل يومذاك أبو غياث ابن الاخطل، و نجا الاخطل نفسه هربا.
و قد ذكر الحاجي خليفة (3:5619) أن القطاميّ توفي سنة 101، (717 م) ، و لكننا لا نعلم من أين جاء بهذا التاريخ.
القطاميّ شاعر مقلّ يفضل الأخطل في ألفاظه و تراكيبه و معانيه- و لا غرو، فهو بدويّ صميم و الأخطل قرويّ (حضريّ) و شاعر بلاط يعبّر عن عاطفة الذين يتكسّب منهم أكثر ممّا يعبّر عن نفسه هو-، و لكنّه أقلّ منه شهرة. و القطامي فحل رقيق حواشي الكلام حلو الشعر حسن التشبيه قريب في نفسه الشعريّ من جرير. ثم هو مجيد للمديح و للفخر، خبيث الهجاء، و وصفه بارع جدّا، و له شيء من الغزل و النسيب. و هو في غزله و ذكره للنساء يشبه الاخطل. و له شيء من الخمر. أمّا الامثال من الحكمة فهي كثيرة في شعره (2). و هو من أحسن الشعراء ابتداءات في مطالع قصائده (3).
المختار من شعره:
- قال القطاميّ يمدح عبد الواحد بن الحارث الأمويّ بقصيدة منها:
إنّا محيّوك فاسلم، أيّها الطلل... و إن بليت و إن طالت بك الطّيل (4)
أنّى اهتديت لتسليم على دمن... بالغمر غيّرهنّ الأعصر الأول (5)
كانت منازل منّا قد نحلّ بها... حتى تغيّر دهر خائن خبل (6)
ليس الجديد به تبقى بشاشته... إلاّ قليلا، و لا ذو خلّة يصل (7)
و العيش لا عيش إلاّ ما تقرّ به... عينٌ، و لا حال إلاّ سوف تنتقل (8)
و الناس من يلق خيرا قائلون له... ما يشتهي، و لأمّ المخطئ الهبل (9)
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته... و قد يكون مع المستعجل الزّلل
و قد تباكرني الصهباء يرفعها... إليّ ليّنةٌ أعطافه ثمل (10)
أقول للحرف لمّا أن شكت أصلا... متّ السفار، و أفنى نيّها الرحل (11)
إن ترجعي من أبي عثمان منجحة... فقد يهون على المستنجع العمل (12)
أهل المدينة لا يحزنك شأنهم... إذا تخطأ عبد الواحد الأجل (13)
أما قريش فلن تلقاهم أبدا... إلاّ و هم خير من يحفى و ينتعل (14)
إلاّ و هم جبل اللّه الذي قصرت... عنه الجبال فما ساوى به جبل (15)
قوم هم ثبّتوا الإسلام و امتنعوا... قوم الرسول الذي ما بعده رسل (16)
كم نالني منهم فضل على عدم... إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل
هم الملوك، و ابناء الملوك همُ... و الآخذون به و الساسة الأول (17)
- و للقطامي أبيات يفضّل فيها البداوة على الحضارة و يذكر أن الغزو طبيعة في البدوي، فاذا لم يجد البدويّ غريبا يغزوه غزا أخاه و قريبه و نسيبه (الكامل 38) :
و من تكن الحضارة أعجبته... فأيّ رجال بادية ترانا (18)
و من ربط الجحاش فإنّ فينا... قنا سلبا و أفراسا حسانا (19)
و كنّ إذا أغرن على قبيل... فأعوزهنّ كون حيث كانا (20)
أغرن من الضباب على حلال... و ضبّة، إنّه من حان حانا (21)
و أحيانا على بكر أخينا... إذا ما لم نجد إلاّ أخانا (22)
- و من أقوال القطاميّ المشهورة و الجارية مجرى الحكمة:
أمور لو تدبّرها حكيم ...إذا لنهى وهيّب ما استطاعا (23)
و لكنّ الأديم إذا تفرّى... بلى و تعيّنا غلب الصّناعا (24)
و معصية الشفيق عليك ممّا... يزيدك مرّة منه استماعا (25)
و خير الأمر ما استقبلت منه... و ليس بأن تتبّعه اتّباعا (26)
تراهم يغمزون من استركّوا... و يجتنبون من صدق المصاعا (27)
_____________________
1) هو غير القطامي الكلبي و غير القطامي بن الحصين (راجع القاموس 4:166، الاسطر 5-7 من أسفل؛ الطبري-ليدن،2:1326،1389) ، و هو أيضا غير أبي المياس القطامي (الأمالي 1:30) . و قد كان هؤلاء أيضا شعراء. و القطامي: الصقر.
2) راجع في ذلك كله معجم الشعراء 73؛ طبقات الشعراء 121؛ الشعر و الشعراء 453؛ ديوان المعاني 2:127.
3) العمدة 1:192، راجع 191.
4) بلي: درس (امحى، وزال معظم أثره) . الطيل جمع طيلة (بكسر الطاء و فتح الياء) : العمر، المدة، الدهر-وان مر عليك زمان طويل.
5) الدمنة: آثار الدار بعد فراق ساكنيها لها، الطلل. الغمر: موضع.
6) خبل: مفسد؛ مجنون.
7) كل جديد تبقى لذته مدة قصيرة؛ و الذي يريد بقاء دائما لا يناله. الخلة: الفقر.
8) و العيش لا يكون عيشا صحيحا إلا إذا قرت به عين صاحبه (إذا رضي صاحبه به) .
9) الناس يحكمون على نتائج أعمال الفرد: يمدحون الذي ينجح و يلومون الذي يخيب.
10) تباكرني الصهباء: يؤتى إلى بالخمر صباحا. لينة أعطافه: شاب. ثمل: سكران (من الشباب، من غير خمر) .
11) الحرف: الناقة الضامرة. شكت أصلا مت السفار: اشتكت من استمرار السفر إلى وقت العصر (و العادة أن السفر يكون ليلا، ثم يتوقف مع طلوع الشمس) . المتّ: المدّ، (الاستمرار) .
12) ان ترجعي منجحة: ان تعودي بي و قد نلت عطاء من أبي عثمان (عبد الواحد بن الحارث) . العمل: السفر، السفر الطويل، التردد بين البلدان.
13) تخطأ: تخطى (لا يضر أهل المدينة ما يصيبهم إذا ظل أبو عثمان حيا، فانه يستطيع وحده أن يدفع عنهم جميع الشرور) .
14) من يحفى و ينتعل (يقصد: على كل حال: في الضيق و الشدة) : (قريش أفضل من) جميع الناس.
15) لم يبلغ جبل اليهم في الارتفاع (المجد) : لا يساويهم أحد (في علو مقامهم و مجدهم) .
16) امتنعوا قوم الرسل: حموا المهاجرين الذين جاءوا (1 ه-622 م) مع الرسول من مكة إلى المدينة. ما بعده رسل: محمد صلّى اللّه عليه[وآله] و سلم خاتم الرسل و آخرهم و به تمت الرسالة السماوية فلا يكون بعده رسول.
17) هم ملوك فعلا (خلفاء) و أبناء الملوك (يفعلون فعل الملوك في الجود و الكرم و السياسة و الدهاء الخ) . الآخذون به (بالخير) : يفعلون الخير و العمل الصالح.
18) . . . فما أشد ايغالنا في الحياة البدوية!
19) ربط الجحاش: اتخذ الجحاش (جمع جحش: ولد الحمار) أو الحمير للنقل البطيء في القرى. ان لنا (نحن نفتني) قنا (جمع قناة: قصبة) ، أي رماحا، سلبا (جمع سالب: يسلب الحياة، يقتل) و أفراسا حسانا (جميلة) ، أي أصيلة كريمة.
20) و كانت خيلنا هذه إذا أرادت الغارة (إذا أردنا نحن الغزو) على قبيل (جماعة) فأعوزهن (لم يجدن) كون (وجود قبيل غني نستفيد من غزوهم) حيث كانا: في مكان ما. . . .
21) أغارت خيلنا (غزونا نحن) بني الضباب و بني ضبة، مثلا (و ليست هاتان القبيلتان من القبائل الغنية أو القوية) و هم حلال (نازلون، مستقرون لا يفكرون بغزو) . انه من حان (قرب منا) حان: (هلك!) .
22) و في بعض الاحيان نغزو أخانا (إخوتنا، أبناء عمنا) بني بكر (بن وائل) إذا لم نجد أحدا غيرهم نغزوه.
23) (في الحياة) أمور لو تدبرها (نظر في عواقبها، في نتائجها) الحكيم لنهى (انتهى عنها، امتنع عن فعلها) . و في القاموس (4:398، السطر 6) أن «نهى» بهذا المعنى قليلة الاستعمال، نادرة. هيب (خوف منها غيره) .
24) الأديم: الجلد (هنا: الجلد المعد للصناعة) . تفرى (تقطع) بلى (اهتراء من القدم و طول الزمن) . تمينا-تعين (تشوه) تشويها كبيرا غلب الصناع (لم يستطع الصانع الماهر أن يصنع منه شيئا جيدا) . -المقصود: و لكن الطبيعة البشرية قد فسدت إلى درجة أن النصح لا يفيد الآخرين، و أصبح الحكيم نفسه لا ينتصح أيضا.
25) إذا عصيت الناصح الشفيق مرة فانك ستضر نفسك و ستكون مضطرا إلى أن تستمع منه نصحا آخر جديدا (أو أن تطلب منه أن يعيد عليك نصحه) .
26) أفضل الأمور ما تقبلتها في أولها (ما انتهزت الفرصة فيها ما دامت ممكنة) . و ليس بأن تتبعه (تتتبعه) اتباعا (تجهد في أن تتدارك الامور بعد أن تكون قد ولت أو أن تصلح الشيء بعد أن يكون فسد الخ. . .) .
27) ترى الناس يغمزون (ينخسون، يضايقون، يؤذون، يغلبون) من استركوا (من وجدوه ركيكا، ضعيفا، لينا) و يجتنبون (يتجنبون، يبتعدون، يحاسنون) من صدق المصاع (من يثبت في المجالدة و المقاتلة: من يرد على الاعتداء بمثله أو بأشد منه) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|