أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015
4311
التاريخ: 13-08-2015
1982
التاريخ: 10-04-2015
2326
التاريخ: 29-06-2015
2484
|
هو أبو معرض المغيرة بن عبد اللّه بن معرض بن عمرو بن أسد ابن خزيمة بن مدركة، لقّب بالأقيشر لأنه كان أحمر الوجه شديد الحمرة؛ إلا أنه كان يكره هذا اللقب (1). و كان الأقيشر خليعا ماجنا من أهل الكوفة، مدمنا لشرب الخمر، فاسد الخلق و الدين؛ إلا أنه كان قنوعا في التكسب بشعره.
و عمّر الأقيشر دهرا طويلا: ولد في الجاهلية، كما يروى الاصفهاني (غ 11:251) ثم أدرك عبد الملك و وفد عليه (2).
الأقيشر الأسديّ شاعر وجدانيّ تقرب خصائصه من الخصائص المحدثة العبّاسية، و خصوصا في الخمر. و شعر الأقيشر فصيح سهل عذب، و لكنّ فيه ألفاظا مولّدة و لحنا أحيانا. و للأقيشر مديح و هجاء فاحش و مجون. غير أنّ معظم شعره في الخمر.
المختار من شعره:
- للأقيشر خمرية عليها نفس محدث (غ 11:260) :
و مقعد (3) قوم قد مشى من شرابنا... و أعمى سقيناه ثلاثا فأبصرا
شرابا كريح العنبر الورد ريحه... و مسحوق هنديّ من المسك أذفرا (4)
من الفتيات الغرّ من أرض بابل... إذا شفّها الحاني من الدّن كبّرا (5)
لها من زجاج الشام عنق غريبة... تأنّق فيها صانع و تخيّرا
ذخائر فرعون التي جبيت له... و كلّ يسمّى بالعتيق مشهّرا (6)
إذا ما رآها-بعد إنقاء غسلها- ...تدور علينا، صائم القوم أفطرا (7)
- و له أيضا في وصف الخمر:
تريك القذى من دونها و هي دونه... لوجه أخيها في الإناء قطوب
كميت إذا فضّت، و في الكأس وردة... لها في عظام الشاربين دبيب
- و له في الخمر أيضا:
أفنى تلادي و ما جمّعت من نشب... قرع القوافيز أفواه الأباريق (8)
كأنّهنّ، و أيدي القوم معملة... إذا تلألئان في أيدي الغرانيق (9)
بنات ماء معا بيض جناجنها... حمر مناقيرها صفر الحماليق (10)
هي اللّذاذة ما لم تأت منقصة... أو ترم فيها بسهم ساقط الفوق (11)
- و كذلك له في الخمر:
و صهباء جرجانيّة لم يطف بها... حنيف، و لم تنغر بها ساعة قدر (12)
أتاني بها يحيى و قد نمت نومة... و قد غارت الشعرى و قد خفق النّسر (13)
فقلت: اغتبقها، أو لغيري فأهدها... فما أنا بعد الشيب-و يبك-و الخمر (14)
إذا المرء وفّى الأربعين، و لم يكن... له دون ما يأتي حياء و لا ستر
فدعه و لا تنفس عليه الذي أتى... و إن جرّ أرسان الحياة له الدهر (15)
_________________________
1) الشعر و الشعراء 352.
2) مثله 243-244.
3) المقعد: العاجز عن السير على قدميه. قد مشى من شرابنا: لما شرب من شرابنا (خمرا) . ثلاثا: ثلاث كؤوس.
4) العنبر: طيب يكون أنواعا متعددة (نباتية و حيوانية) . العنبر الورد: العنبر النباتي الذي هو الزعفران (بفتح الزاي) و الورس (بفتح الواو) : و هما نبتان يميل زهرهما إلى الحمرة. اذفر: شديد الرائحة. -ريح (رائحة) هذه الخمر كرائحة العنبر الورد أو كرائحة المسك الهندي الشديد الرائحة إذا كان مسحوقا (إذا كان المسك مسحوقا فان جميع دقائقه تفلت الزيت الطيار الذي يحمل الرائحة مرة واحدة) .
5) من الفتيات الغر (؟) . . . بابل: جنوب العراق (لعل المقصود: نتناول كؤوسها من أيدي الفتيات (الشابات) الغر (البيض، الجميلات) . شفها: (شمها، وجد ريحها) . الحاني (بتشديد الياء) : صاحب الحانوت (دكان الخمر) .
6) ذخائر جمع ذخيرة: ما ادخره الانسان (خبأه لنفسه) . فرعون: لقب ملك مصر (كناية عن أن هذه الخمر قديمة جدا، من عهد فرعون) . جبيت له: أخذت باسمه في الجباية من كل مكان (اختيرت له من أحسن بقاع الأرض) . العتيق: اسم من أسماء الخمر (القاموس 3:261، السطر 9) .
7) انقاء: اختيار، تخير. غسلها (بكسر الغين) : الطيب. (لعل غسلها هنا: مزجها بالماء. و إنقاء غسلها: (؟) .
8) التلاد: المال القديم الموروث (و المنقول كالدراهم و الغنم الخ) . النشب: ما يملكه الانسان من الأموال غير المنقولة (كالبيوت و البساتين الخ) . القوافيز جمع قافوزة: اناء لشرب الخمر. -أنفقت جميع أموالي المنقولة و غير المنقولة في قرع القوافيز أفواه الاباريق: في شرب الخمر (و الصورة البلاغية: حينما يرفع الساقي أو شارب الخمر الكأس ثم يدنيها من فم الابريق ليملأها قد يتفق أن يقرع-أن يصدم-أحدهما الآخر، ما اتفاقا من العجلة و قلة الانتباه، أو عجزا و اضطرابا من ارتجاف يد الشارب السكران و هو يملأ الكأس من الابريق نفسه) .
9) معملة: تعمل باستمرار (يتناول الشاربون الكؤوس من الساقي الذي يملأ الكؤوس لهم، أو يملئون الكؤوس لأنفسهم) . إذا تلألأ: إذا انعكس النور عن تلك الكؤوس الزجاجية (و خصوصا إذا كانت مملوءة بالخمر) . الغرانيق جمع غرنوق (بضم الغين) : الشاب الأبيض الجميل. (حينما يرفع الشاربون الكؤوس من الأرض إلى أفواههم ثم يضعونها يختلف وقوع النور عليها في أثناء حركاتها الصاعدة و الهابطة فتنعكس عنها الانوار في اتجاهات مختلفة) .
10) ... كأن تلك الاباريق بنات ماء (طيور مائية طويلة المناقير) بيض جناجنها (جمع جنجن بكسر الجيمين أو فتحهما: أعلى الصدر) حمر مناقيرها صفر الحماليق (جمع حملاق بضم الحاء و كسرها أو جمع حملوق بضم الحاء و كسرها أيضا: بياض العين) . -يشبه الشاعر أباريق الخمر الكثيرة المجموعة على الأرض كالطيور المعروفة باسم بنات الماء صدورها بيض (كبياض كأس الخمر في الجانب الفارغ منه) حمر مناقيرها (كحمرة الخمر في الجانب الأسفل من الكأس) صفر العيون (كلون الخمر في أعلى الكأس على السطح حيث تعوم الفقاقيع البيض على وجه الخمر الحمراء فتجعل اللون أصفر، من اختلاط اللون الأحمر باللون الابيض) .
11) -الخمر لذيذة ما لم يسكر شاربها ثم يأت بأعمال ناقصة (معيبة لا تليق) و ما لم يرم بسهم ساقط الفوق. ساقط الفوق: السهم الافوق الذي كسر فوقه (راجع القاموس 3:278، السطر 12) -إذا سقط الريش الذي في مؤخر السهم فان السهم حينئذ (إذا أطلق عن القوس) لا يذهب مستقيما بل يتعرج في انطلاقه (كناية عن الخطأ في الكلام: أي أن الخمر لذيذة ما لم يعمل شاربها أعمالا ناقصة أو يتكلم كلاما غير صائب أو كلاما قبيحا) .
12) صهباء: خمر حمراء. جرجانية: من نتاج جرجان (جنوب بحر قزوين) . لم يطف بها (لم يتول عملا من أعمالها: لم يجمع عنبها و لا تولى عصرها و لا خزنها و لا اسقاءها للناس) حنيف (مسلم صحيح الاسلام، لأن المسلمين لا يعرفون صناعة الخمر و لا حسن التجارة بها و لا حسن اسقائها) و لم تنغر (بفتح الغين أو بكسرها) بها ساعة قدر: لم توضع في قدر و تطبخ بالنار و لا مدة يسيرة (الخمر التي تغلى على النار تكون شديدة يثقل منها الرأس بسرعة) .
13) أتاني بها يحيى: شخص اسمه يحيى غير منسوب (لا يعرف في الناس) . كان للأقيشر جار تقي صالح اسمه يحيى فعاتب الأقيشر لما سمع هذا البيت و قال له: يا فاسق، أ أنا جئتك بها؟ فقال له الأقيشر: يرحمك اللّه، ما أكثر يحيى في الناس (ما أكثر الناس الذين يتسمى كل واحد منهم يحيى) (الشعر و الشعراء 354) . الشعري و النسر نجمان. غار: غاب. خفق: غاب (أيضا) . و قد نمت نومة (طويلة) إلى أن غابت الشعرى و النسر (فلم أشرب في تلك الليلة خمرا، فاستغرب يحيى هذا و جاءني بخمر و قال لي: قم و اشرب!) .
14) فقلت له: اغتبقها (احتفظ بها إلى الليلة القادمة ثم اشربها أنت) . الغبوق: شرب الخمر في المساء. و يبك: ويل لك، ويحك (كلمة تقال في التقريع لمن يسيء القول أو الفعل) .
15) دعه (اتركه و شأنه بعد أن ترك شرب الخمر) و لا تنفس عليه (لا تحسده على عمله الحميد في تروك شرب الخمر أو لا تظن أنه عجز عن شربها و أصبح غير أهل لأن يشربها) . و ان جر أرسان الحياة له الدهر: و ان طالت حياته بعد ذلك. -إذا رأيت أحدا ترك عادة سيئة (شرب الخمر مثلا) فلا تحسده على هذا العمل الحميد ثم تحاول أن ترده اليه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|