أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015
5050
التاريخ: 21-10-2014
2544
التاريخ: 19-11-2015
13210
التاريخ: 8-06-2015
10612
|
مقا- مرض : أصل صحيح يدلّ على ما يخرج به الإنسان عن حدّ الصحّة في أي شيء كان. وجمع المريض مرضى , وأمرضه : أعلّه. ومرّضه : أحسن القيام عليه في مرضه. وشمس مريضة : إذا لم تكن مشرقة. والنفاق مرض , وقياسه مطّرد. وقالوا مرّض في الحاجة : قصّر ولم يصحّ عزمه فيها.
مصبا- مرض الحيوان مرضا من باب تعب , والمرض حالة خارجة عن الطبع ضارّة بالفعل. ويعلم من هذا أنّ الآلام والأورام أعراض عن المرض.
صحا- المرض : السقم , وقد مرض فلان , وأمرضه اللّٰه. قال يعقوب : يقال أمرض الرجل : إذا وقع في ماله العاهة , والممراض : الرجل المسقام. والتمريض في الأمر : التضجيع فيه. والتمارض أن يرى من نفسه المرض وليس به. وأمرض الرجل أي قارب الإصابة في الرأي.
مفر- المرض : الخروج عن الاعتدال الخاصّ بالإنسان , وذلك ضربان :
الأوّل- مرض جسميّ- ولا على المريض حرج. والثاني عبارة عن الرذائل كالجهل والجبن والبخل والنفاق وغيرها من الرذائل الخلقيّة- في قلوبهم مرض. ويشبّه النفاق والكفر ونحوهما من الرذائل بالمرض : إمّا لكونها مانعة عن إدراك الفضائل كالمرض المانع للبدن عن التصرّف. وإمّا لكونها مانعة عن تحصيل الحياة الاخرويّة. وإمّا لميل النفس بها الى الاعتقادات الرديئة ميل البدن المريض الى الأشياء المضرّة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو اختلال في اعتدال المزاج أو النفس في قبال سلامتهما وصحّتهما. والمراد من المزاج أعمّ من أن يكون في إنسان أو حيوان أو نبات , فيقال : مرض الرجل , ومرضت الناقة , وأصاب الثمرة المراض.
وقد تستعمل في الجمادات والألفاظ أيضا حقيقة أو مجازا.
وفي كلّ من هذه الموارد إذا لوحظت قيود الأصل : يكون الإطلاق على نحو الحقيقة لا على الاستعارة والتشبيه.
فالمرض في بدن الإنسان : كما في {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ } [البقرة : 184]. {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} [المزمل : 20] يراد حدوث اختلال في الصحّة واعتدال المزاج.
والمرض في الروح والباطن : كما في - {رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ} [محمد : 20]. {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة : 10]. {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [الأنفال : 49] سلامة الروح أن يبقى على روحانيّته وصفائه ويسير على مسير التوجّه الى عالم النور والتكميل وتقوية ذاته.
وتوضيح ذلك أنّ للنفس إمّا تعلّق الى ما دونه من المادّيّات وعالم الطبيعة من لذائذ الدنيا وشهواتها. وإمّا تعلّق الى ما فوقه من عالم الملكوت والنور والتجرّد. وإمّا تعلّق الى نفسه وحفظ ماله وفيه من العنوان والتشخّص و المقام فيما بين الناس.
ففي الوجه الأوّل : يظهر آثاره ولوازمه من حبّ المال والتوجّه الى تحصيل الوسع والتمكّن في المأكل والمشرب والمسكن واللذّات الدنيويّة وشهواتها , ثمّ الاجتهاد في رفع الموانع ودفع المعارض والمزاحم بأي طريق كان.
فيتولّد من ذلك الحرص والطمع والغضب والتنازع والحسد والبخل وسوء النيّة , فانّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة.
وفي الوجه الثالث : يتجلّى منه التكبّر والتجبّر والتحقير والاهانة والرياء وحبّ النفس والعنوان والشخصيّة والمدح , فانّ آخر ما يخرج من قلب المؤمن حبّ النفس.
وفي الوجه الثاني- يبقى الروح على مسيره الصحيح ويسير الى كماله وسعادته ويجتهد في تحصيل خيره وصلاحه ويحفظ شئون نفسه وعلوّ مقامه وذاته ويجاهد في اللّٰه والى الحقّ والى لقائه.
ففي هذا الوجه يتحقّق له الصفاء والسلامة والنورانيّة والطهارة والروحانيّة , ويهذّب نفسه ويزكّيه عن الصفات الرذيلة , وقد أشير الى هذا المعنى بقول تعالى-. {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس : 9، 10].
فالتزكية هو تنحية ما ليس بمناسب وإخراجه عن المتن السالم. والتدسيس هو الإخفاء والستر في مورد الاستكراه.
فظهر أن مرض القلب إنّما يحصل في الوجه الأوّل والثالث , ففي ظهور كلّ من الصفات الرذيلة المنافية لمقام الإنسان المانعة له عن روحانيّته وسيره الى كماله : يتحصّل مرض وسقم , وهذا ظاهر. فانّ المرض والصحّة في كلّ شيء بحسب خصوصيّات وجوده.
وأمّا النفاق والكفر وكونهما من الأمراض : فانّهما ممّا يتعلّقان بالقلب والاعتقاد , وحقيقتهما تحقّق ظلمة ومحجوبيّة وانكدار ودسّ في القلب. كما أنّ حقيقة الايمان حصول نور ويقين وطمأنينة وصفاء وصحّة وسلامة فيه. فهما من آثار الرذائل النفسانيّة , فانّ الكفر في الأغلب يحصل من حبّ النفس والأنانيّة. كما أنّ النفاق قد يحصل من حبّ الدنيا في الأغلب {إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ } [الأنفال : 49]. {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ } [الأحزاب : 60] فذكرا في المقابلة.
وممّا نعلم قطعا أنّ الايمان والكفر إنّما يتبعان صفات موجودة في القلب , فلا يمكن تحقّق الايمان إلّا بعد التزكية , كما أنّ الكفر والنفاق من آثار رذائل الصفات , ولا يمكن إزالة النفاق والكفر إلّا بعد إزالة مبدئهما من حبّ الدنيا والنفس.
_______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|