أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015
2391
التاريخ: 11-08-2015
1936
التاريخ: 21-2-2018
4413
التاريخ: 24-3-2016
6005
|
لقبه أبو مسحل (1) و كنيته أبو محمّد؛ أمّا اسمه فهو في الأصحّ: عبد الوهّاب بن جريش (2)؛ و قد كان أعرابيا (بدويّا) من بني ربيعة بن عبد اللّه بن أبي بكر من بني عامر بن صعصعة من بني تميم. و كانت مساكن قومه في نجد.
و الذي يروى أن أبا مسحل أخذ اللغة و النحو و قراءة القرآن عن الكسائي الكبير (ت 189 ه) ثم صحبه مدّة طويلة و كان من جملة أصحابه، كما كان يروي (اللغة و النحو) عن عليّ بن المبارك الأحمر (ت 194 ه) . و في الرواية أن أبا مسحل انتقل مع أبيه من البادية إلى بغداد و سكنها. فاذا نحن علمنا أن الكسائيّ جاء إلى بغداد في أيام الخليفة المهديّ (158-169 ه) ، فيجب أن يكون مولد أبي مسحل قبيل سنة 150 ه.
و في الرواية أيضا أن أبا مسحل «قدم بغداد وافدا على الحسن بن سهل» (3) ثم نال عنده حظوة. و في بغداد كان أبو مسحل يجلس للناس في مسجد السويقة فيقرأ عليهم القرآن أو يقرءون عليه اللغة، و قد كانت بينه و بين الأصمعيّ (ت 216 ه) في أثناء ذلك مناظرات كثيرة يلمح منها أن أبا مسحل كان أصغر من الاصمعيّ سنّا. و لقد كان من الذين قرءوا على أبي مسحل أبو العباس ثعلب (ت 291 ه) . من كلّ هذا نرى أن وفاة أبي مسحل لا يجوز أن تكون قد تقدّمت على 225 ه، و أن أبا مسحل يجب أن يكون قد أسنّ كثيرا.
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو مسحل كوفيّ المذهب، و كان أكثر اشتغاله باللّغة (كما كان شأن الكوفيين عامّة) . ثم كان يهتمّ بقراءة القرآن و بالنحو أيضا، و لكنّه لم يشتهر كثيرا. و قد روي له شيء من الشعر.
قال الدكتور عزّة حسن (4): «لم يصل إلينا (ممّا ألّف أبو مسحل) إلاّ كتاب النوادر (5)، و هذا كتاب في اللغة، و المادّة فيه تمثّل لغة البادية في الجاهلية و صدر الإسلام في ألفاظها و عباراتها و أمثالها و أساليبها تمثيلا جيّدا. و الكتاب بمجموعه أثبت و أوسع نصّ (6) لغويّ وصل إلينا عن (7) المرحلة الأولى لجمع اللغة و تدوينها. . . و هو يعدّ بذلك مثالا جيّدا للخطّة البدائية التي اتّبعها الرّواة و العلماء في بادئ الأمر لجمع اللغة و تدوينها» .
المختار من آثاره:
- يقال: شطّ النهر و شاطئه و عبره و بينه وجيزه و جيزته و ضفّه و ضفّته (8) و ضيفه و حافته (بفتح الفاء غير مشدّدة) و جدّه و جدّته و جدّه، و ذلك في معنى ناحيته. و يقال: فلان كفيلي و صبيري و جريّي و زعيمي و حميلي و قبيلي و أذيني. و كلّ هذا بمعنى واحد.
-و له شعر يندب فيه شبابه:
ألا ليس من هذا المشيب طبيب... و ليس شباب بأن عنك يئوب (9)
لعمري، لقد بان الشباب؛ و إنّني... عليه لمحزون الفؤاد كئيب
و ليس على باكي الشباب ملامة... و لو أنّه شقّت عليه جيوب (10)
أقول لضيف الشيب، لمّا أناخ بي... جزاؤك منّي جفوة و قطوب (11)
حرام عليه أن ينالك عندنا كرامة برّ أو يمسّك طيب (12)
_____________________
1) المسحل في القاموس (3:394) : المنحت و المبرد (بكسر الميم فيهما) و الميزاب لا يطاق ماؤه (أي ما كان الماء المنصب منه كثيرا جدا) و المنخل (بضم الميم) و فم المزادة (بفتح الميم: وعاء من جلد للماء) و اللجام، ثم جانب اللحية، أو أسفل العذارين (بكسر العين) إلى مقدم اللحية، و الحبل المفتول، ثم اللسان و الخطيب البليغ و الماهر بالقرآن و (الرجل) الغاية في السخاء، و الجلاد الذي يقيم الحدود، و الساقي النشيط، و الشجاع و الثوب النقي (المصنوع) من القطن.
2) ورد خلاف في اسمه و اسم أبيه (راجع كتاب النوادر) المقدمة، ص 5.
3) الحسن بن سهل (ت 236 ه) تولى الوزارة للمأمون في مرو (202 ه) ثم دخل بغداد مع المأمون (204 ه) .
4) كتاب النوادر، المقدمة، ص 13.
5) الفهرست 88.
6) اقرأ: أثبت النصوص و أوسعها.
7) اقرأ: من.
8) في القاموس (3:166) بفتح الضاد، و قد تكسر الضاد.
9) بان: بعد، ذهب (إلى غير رجعة) . آب: عاد.
10) الجيب: جانب العنق من الثوب. شق الجيب (على الميت) كناية عن شدة الحزن.
11) أناخ: نزل، حل (من غير أمل بالارتحال أو الانتقال) . القطوب: تقلص عضلات الوجه دلالة على التكره.
12) مس الرجل طيبا (رائحة طيبة) : دهن شعره أو بعض بدنه بالطيب تزينا و فرحا بالحياة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|