أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015
14055
التاريخ: 21-06-2015
2549
التاريخ: 22-06-2015
2715
التاريخ: 27-09-2015
8081
|
هو أبو عليّ محمّد بن الحسن المظفّر الكاتب اللّغويّ البغداديّ المعروف بالحاتميّ (1)، كان مولده-فيما يبدو (2) - نحو سنة ٣١٠ ه (٩٢٢ م) . أخذ الحاتميّ عن أبي عمر الزاهد (توفي 345 ه) و أدرك ابن دريد (توفي ٣٢١ م) ، و لكنّنا لا نوافق ياقوتا (معجم الأدباء154: ١٨) في قوله إن الحاتميّ أخذ عن ابن دريد.
يقول الحاتميّ عن نفسه (3) إنّه اتّصل بسيف الدولة و نال عنده حظوة جعلته في مرتبة أبي عليّ الفارسيّ و ابن خالويه و أبي الطيّب اللغويّ و سنّه لم تكن زادت بعد على تسع عشرة. غير أننا لا نعلم إذا كان هذا لاتّصال بسيف الدولة قد كان في الموصل بعد أن قام ناصر الدولة و أخوه سيف الدولة بقتل أمير الأمراء محمّد بن رائق (سنة ٣٣٠ ه) و نالا على ذلك لقبيهما: ناصر الدولة و سيف الدولة، أو بعد أن انتقل سيف الدولة إلى حلب (٣٣٣ ه) .
غير أنّ الحاتميّ لم يبلغ إلى المنزلة العليا التي صارت له في السياسة و الأدب إلاّ بعد أن اتّصل بأبي محمّد الحسن بن محمد المهلّبيّ الذي أصبح، في سنة ٣٣٩ ه(949-950 م) كاتبا لمعزّ الدولة بن بويّه. ثم زادت منزلته علوّا لمّا أصبح المهلّبيّ يدبّر الوزارة للخليفة المطيع (334-363 ه) من غير تسمية بلقب «وزير» .
أما الذي شهر أبا عليّ الحاتميّ في تاريخ الأدب فهو لقاؤه للمتنبّي في بغداد-لمّا ورد المتنبّي إلى بغداد، سنة 350 ه - و مناظرته في معاني شعره ثم تأليفه للرسالة الموضّحة، و هي المشهورة بالرسالة الحاتميّة و التي تدور على الشبه الملموح بين معاني المتنبّي في الحكمة و بين الأقوال التي كانت رائجة في ذلك الحين و منسوبة إلى الفلسفة اليونانية و إلى أرسطو خاصة أو غير منسوبة.
و توفّي أبو عليّ الحاتميّ في 26 ربيع الثاني من سنة ٣٨٨ هـ (26-4-٩٩٨ م) .
خصائصه الفنّيّة:
كان أبو عليّ الحاتميّ واسع الاطّلاع و من حذاق أهل اللّغة و الأدب كثير الحفظ شديد العارضة (في الجدال و المناظرة) ، و لكن كان فيه اعجاب شديد بنفسه و غرور مع شيء كثير من البغض لأهل العلم (معجم الأدباء 18:154) و الجرأة عليهم. ثم كان أيضا شاعرا قديرا حسن التصرّف في فنون الشعر، كما كان يجمع بين البلاغة في النثر و البراعة في الشعر؛ غير أنّ شعره كان، كشعر سائر العلماء، قليل الرونق.
و أبو عليّ الحاتميّ مصنّف له: حلية المحاضرة، الهلباجة (4) سر الصناعة، الحالي و العاطل، كتاب المجاز (و كلّها في الشعر و صناعته) ، الرسالة الناجية، مختصر العربية، كتاب الشراب، منتزع الأخبار و مطبوع الاشعار، كتاب المغسّل (في خصال أبي الحسن البتّي) . ثم له كتاب الموضّحة في مساوئ المتنبّي (و هو المعروف بالرسالة الحاتمية) في ستّ عشرة كرّاسة (نحو مائة صفحة) شرح فيها ما جرى بينه و بين أبي الطيّب المتنبّي من إظهار سرقاته و إبانة عيوب شعره (وفيات ٢:٣٣٢) ) 5 (.
المختار من نثره و شعره:
-من الرسالة الحاتمية:
. . . . و قد ثبت عند ذوي العقل و التمييز أنّ الإنسان إنّما فضل سائر الحيوان بالعقل المتناول علم ما غاب عن الحواسّ، و ثبت أن النظر الفكري في النفس مفصح عمّا تناول علمه العقل، و هو على ضربين: ضرب منه منثور الألفاظ مبثوث المعاني تتصرّف النفس في اجتلابه من حيث يسنح، و ضرب منظوم موجز مفهوم.
و وجدنا أبا الطيّب المتنبّي قد أتى في شعره بأغراض فلسفية و معان منطقية. فان كان ذلك منه عن فحص و نظر و بحث فقد أغرق في درس العلوم، و إن يك ذلك منه على سبيل الاتّفاق فقد زاد على الفلاسفة بالإيجاز و البلاغة و الألفاظ الغريبة. و هو في الحالين على غاية من الفضل و سبيل نهاية من النبل. و قد أوردتّ من ذلك ما يستدلّ به على فضله في نفسه و فضل علمه و أدبه و اغراقه في طلب الحكمة ممّا أتى في شعره موافقا لقول أرسطوطاليس في حكمته. قال أرسطو: إذا كانت الشهوة فوق القدرة، كان هلاك الجسم دون بلوغها.
فقال المتنبّي:
و إذا كانت النفوس كبارا... تعبت في مرادها الأجسام
. . . . قال أرسطو: علل الأفهام أشدّ من علل الأجسام، فقال المتنبّي:
يهون علينا أن تصاب جسومنا... و تسلم أعراض لنا و عقولُ
. . . . قال أرسطو: بالغريزة يتعلّق الأدب لا بتقادم الميلاد. فقال المتنبّي:
و إذا الحلم لم يكن عن طباع... لم يحلّم تقدّم الميلاد
-و قال أبو عليّ الحاتمي يصف الثريا قبيل طلوع الفجر:
و ليل أقمنا فيه نعمل كأسنا... إلى أن بدا للصبح في الليل عسكر
و نجم الثريّا في السماء كأنّه... على حلّة زرقاء جيب مدنّر
_______________________
١) في كتاب وفيات الأعيان (2:336) : الحاتمي بتاء مكسورة نسبة إلى أحد أجداده اسمه حاتم.
٢) راجع قول الحاتمي أنه كان في التاسعة عشرة لما اتصل بسيف الدولة (سنة ٣٣٠ أو ٣٣٣ ه) .
٣) معجم الأدباء 18:156 س.
4) صنف الحاتمي كتاب الهلباجة للوزير أبي عبد اللّه بن سعدان في رجل سبه (شتمه) عنده، و سمى الرجل الهلباجة (الأحمق) و لم يصرح باسمه.
5) في معجم الأدباء (18:159س) يورد ياقوت «مخاطبة جرت بين أبي الطيب المتنبي و أبي علي الحاتمي حكيتها كما وجدتها. قال أبو علي الحاتمي: كان أبو الطيب المتنبّي عند وروده مدينة السلام (بغداد) . . . .» مما يدل على أن «هذه المخاطبة» غير الرسالة الحاتمية. و في وفيات الأعيان (٢:٣٣٣) يقول ابن خلكان: «و له الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما جرى بينه و بين أبي الطيب المتنبي من اظهار سرقاته و إبانة عيوب شعره. و لقد دلت على غزارة مادته و توفر اطلاعه. و حكى في أول الرسالة السبب الحامل له على ذلك فقال: لما ورد أحمد بن الحسين المتنبي مدينة السلام. . . .» مما يوحي بأن الحاتمي دون في الرسالة الحاتمية ما جرى بينه و بين أبي الطيب المتنبي في المجلس المذكور، فتكون الرسالة الحاتمية و ما سماه ياقوت «مخاطبة» شيئا واحدا. و يرى زكي مبارك (النثر الفني ٢:١١5 ع) أن الحاتمي ترك في انتقاد المتنبي رسالتين. -راجع في خصائص الحاتمي في النقد و في مكانته الأدبية عموما (النثر الفني ٢: ١١١-١١٩)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|