أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2016
2132
التاريخ: 14-08-2015
2465
التاريخ: 8-2-2018
2794
التاريخ: 22-7-2016
5075
|
هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزديّ من أزد عمان. و قد انتقل أهله إلى البصرة بعد تمصيرها من غير أن تنقطع صلتهم بموطنهم لأول.
ولد بن دريد في البصرة، سنة 223 هـ (838) (1) و نشأ فيها و أخذ العلم عن عمّه الحسين و عن أبي عثمان الإشنانديّ و أبي حاتم السجستاني و سواهما. و لما دخل الزّنج البصرة، سنة 257 ه(871 م) هجرها ابن دريد إلى عمان حيث بقي اثنتي عشرة سنة. و في نحو سنة 296 ه(909 م) ذهب إلى الاهواز في صحبة و اليها عبد اللّه بن محمد بن ميكال مؤدّبا لابنه اسماعيل الميكالي المشهور. ثم ان عبد اللّه بن ميكال ولّى ابن دريد على ديوان فارس فمكث ابن دريد في ولايته هذه نحو ستّ سنوات. ثم انتهت ولاية عبد اللّه على الأهواز و ذهب إلى خراسان فذهب ابن دريد معه. و لما توفّي عبد اللّه عاد ابن دريد إلى بغداد (308 ه-920 م) فأجرى الخليفة المقتدر عليه خمسين دينارا في الشهر.
و فلج ابن دريد في آخر عمره و شفي، ثم عاوده الفالج فأبطل نصفه الأسفل، و طال عليه ذلك سنتين حتى توفّي في 18 شعبان 321 ه (4-8-933 م) .
خصائصه الفنّيّة:
ابن دريد من علماء اللغة البارعين و من النقّاد و الشعراء أخذ العلم عنه جماعة من المشاهير منهم السيرافيّ و المرزبانيّ و أبو الفرج الأصفهانيّ و القالي و الزّجاجيّ و ابن خالويه. و أشهر كتبه و أعظمها كتاب الجمهرة في اللغة ألّفه لبني ميكال حينما كان في بلاطهم. و له أيضا كتاب الملاحن، غريب القرآن، أدب الكاتب، المقصور و الممدود، المجتنى (من أقوال الرسول) ، المقتنى، الخ.
و لابن دريد ديوان شعر صغير يجري فيه على أسلوب العلماء بعيدا عن الطبع و الرّونق. و في هذا الديوان مدح و هجاء و رثاء و غزل و وصف و أغراض وجدانية مختلفة. و تكثر في شعره الحكمة. و قد اشتهر ابن دريد بقصيدته المقصورة المعروفة بمقصورة ابن دريد.
المختار من شعره:
- قال ابن دريد في وصف الخمر:
و حمراء قبل المزج صفراء بعده... أتت بين ثوبي نرجس و شقائق
حكت وجنة المعشوق قبل مزاجها... فلما مزجناها حكت خدّ عاشق
- و له في نفطويه النحوي هجاء مشهور:
لو أنزل الوحي على نفطويه... لكان هذا الوحي سخطا عليه
و شاعر يدعى بنصف اسمه... مستأهل للصفع في أخدعيه (2)
أفّ على النحو و أربابه... قد صار من أربابه نفطويه
أحرقه اللّه بنصف اسمه... و صيّر الباقي صراخا عليه (3)
و اشتهر ابن دريد بقصيدة له على الألف المقصورة تبلغ مائتين و ستة و أربعين بيتا مدح بها بني ميكال و طواها على حكم كثيرة. و في هذه المقصورة وصف للإبل و للمطر و للخيل و فيها غزل و فخر كثير؛ فمنها:
يا ظبية أشبه شيء بالمها... ترعى الخزامى بين أشجار النقا (4)
أ ما تري رأسي حاكى لونه... طرّة صبح تحت أذيال الدجى
و اشتعل المبيضّ من مسودّه... مثل اشتعال النار في جزل الغضا (5)
ان الجديدين إذا ما استوليا... على جديد أدنياه للبلى (6)
ان العراق لم أفارق أهله... عن شنآن صدّني أو عن قلى (7)
و الناس كالنبت: فمنه رائق... غضّ نضير عوده مرّ الجنى
و منه ما تقتحم العين، فإن... ذقت جناه انساغ عذبا في اللها (8)
و هم لمن أملق أعداء، و ان... شاركهم في ما أفاد و اقتنى (9)
لا يرفع اللّبّ بلا جدّ، و لا... يحطّك الجهل إذا الجدّ علا (10)
من لم تفده عبرا أيامه... كان العمى أولى به من الهدى
و الناس ألف منهم كواحد... و واحد كالألف ان أمر عنى (11)
و للفتى من ماله ما قدّمت... يداه قبل موته لا ما اقتنى
و إنما المرء حديث بعده... فكن حديثا حسنا لمن وعى
و اللوم للحر مقيم رادع... و العبد لا يردعه إلا العصا
و آفة العقل الهوى، فمن علا... على هواه عقله فقد نجا
إذا بلوت السيف محمودا فلا...تذممه يوما إن تراه قد نبا
و الدهر يكبو بالفتى، و تارة... ينهضه من عثرة إذا كبا
لا تعجبن من هالك كيف هوى... بل فاعجبن من سالم كيف نجا
____________________
1) في طبقات الزبيدي (ص 201) : توفي ابن دريد سنة 321 ه و هو ابن ثلاث و تسعين، فيكون مولده، بحسب ذلك، سنة 228 ه.
2) نصف اسمه: لا يقال مثلا: ابن فلان أو أبو فلان الخ. الاخدعان: عرقان في جانبي العنق.
3) نصف اسمه هنا: نفط؛ و النصف الباقي: ويه (أداة ندبة) .
4) المهاة: بقر الوحش (نوع من الظباء) . الخزامى: نبت طيب الرائحة. النقا: الرمل الابيض. -ظبية أشبه شيء بالمها: صغيرة السن و لكن تدرك ما تدركه المتقدمات في الشباب (؟) .
5) الجزل: الغليظ. الغضا: شجر يدوم اشتعاله.
6) الجديدان: الليل و النهار. البلى: الفناء.
7) الشنآن و القلى: البغضاء و البغض. صدني: ردني، صرفني عنه.
8) اقتحمت العين فلانا: رأته قميئا، لم تبال به. الجنا: الثمر. اللها: الحلق.
9) أملق: افتقر. أفاد: استفاد، جنى مالا او نفعا. . . .
10) الجد: الحظ. اللب: العقل. حطه: خفض منزلته.
11) عنى: لزم و أتعب.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|