المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

شبهة المستشرقين حول الوحي
28-01-2015
الفتنة محرقة للأخضر واليابس
5-10-2014
الاستثناءات التي ترد على مبدأ سنوية الضريبة
10-4-2016
الرنينات الهادرونية: جسيمات ψ، ψ
20-1-2022
آثار البطالة
10-6-2022
كيف بدأت بعثة النبي "ص"
2024-09-11


ابن بابشاذ المصري  
  
3464   08:53 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص177-178
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 5617
التاريخ: 26-06-2015 2422
التاريخ: 9-04-2015 4265
التاريخ: 13-08-2015 2299

هو أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ-بن باب بن شاذ (بغية الوعاة 272) - ابن داود بن سليمان بن ابراهيم، أصله من العراق، من الديلم، جاء جدّه أو أبوه تاجرا (قيل في الجوهر، أي اللؤلؤ) الى مصر (1).

ولد ابن بابشاذ في مصر و سمع من يوسف بن يعقوب بن اسماعيل النجيرميّ (ت 423 ه‍) .

و قد ولي ابن بابشاذ «متأمّلا» في ديوان الإنشاء في القاهرة: يتأمّل ما يصدر من هذا الديوان من السجلاّت و الرسائل فيصلح ما فيها من الخطأ (معجم الادباء 12:18) ، و كان ينال على ذلك رزقا حسنا (راتبا كبيرا) . و كذلك كان يتناول رزقا على الإقراء (إقراء النحو) في جامع عمرو (في الفسطاط) .

و تزهّد ابن بابشاذ في أواخر عمره و اعتزل الناس و سكن غرفة على سطح جامع عمرو. و اتّفق أن خرج ليلة الى السطح فزلّت قدمه فسقط فمات، في الرابع من رجب من سنة 469(2/2/1077 م) .

ابن بابشاذ نحويّ مشهور و مصنّف قدير. و قد جمع تعليقة-قواعد و ملاحظات، يسمّيها ابن خلّكان «شكّة» (1:419) -تبلغ خمس عشرة مجلّدة سمّاها النحاة فيما بعد «تعليق الغرفة» (2). هذه التعليقة انتقلت بعد موت ابن بابشاذ الى تلميذه أبي عبد اللّه محمّد بن بركات السعيديّ النحويّ اللغويّ المتصدّر بموضعه في جامع عمرو للإقراء و المتولّي مكانه للتحرير في ديوان الانشاء؛ ثمّ انتقلت من أبي البركات الى أبي محمّد عبد اللّه بن برّيّ النحوي ثمّ بعد ابن برّي الى صاحبه الشيخ أبي الحسين النحوي المنبوز بثلط الفيل (3)، و كان هؤلاء كلّهم يتصدّرون لإقراء النحو في جامع عمرو مكان ابن بابشاذ و يتولّون فيما يبدو مكانه في ديوان الانشاء لتحرير الرسائل و السجلاّت (إصلاحها من الخطأ اللّغوي و النّحوي) .

و لمّا مات أبو الحسين النّحوي انتقلت هذه التعليقة الى الملك ناصر الدين محمّد بن محمّد بن أيوب (ت 635 ه‍) ، و كان محبّا للعلم و ذا عناية بالنحو.

و لابن بابشاذ، خلاف التعليقة: المقدّمة الكافية المحسبة (4) في فنّ العربية (في النحو) -شرح المقدّمة المحسبة-شرح الأصول لابن السرّاج-شرح النخبة- شرح الجمل (للزجّاجيّ) .

__________________

1) في بغية الوعاة (ص 272) : ورد العراق تاجرا في اللؤلؤ و أخذ عن علمائها و رجع الى مصر.

2) في بغية الوعاة (ص 272) : تعليق الفرقة.

3) ثلط الفيل: سلح (بسكون اللام: روث، قذر) .

4) يرى بروكلمان أن القراءة الصحيحة «المحسبة» و هو يورد قراءات أخر (الملحق 1:529، الحاشية الثانية) . أما في بغية الوعاة (272) و معجم الادباء (12:19) و في حاشية في إنباه الرواة (2:95) نقلا عن بغية الوعاة فقد ضبطت هذه الكلمة «المحتسب» .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.