المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

محاصيل المنبهات- تجارة البن الدولية
18-1-2017
تعريف عديم الجنسية
22-2-2022
القلب أمير البدن
2024-08-09
Sulfur halides
13-11-2018
عناصر مشتركة بين الجريدة والمجلة- وسائل الفصل بين المواد
23-8-2021
Night
12-7-2020


الخطابة في العصر الأموي  
  
9648   05:53 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص373-374
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2018 2244
التاريخ: 8-10-2015 5462
التاريخ: 5-8-2018 2818
التاريخ: 25-12-2015 9649

الخطابة في العصر الأمويّ كانت استمرارا للخطابة في صدر الاسلام الأوّل، ولكن زادت فيها أمور: من ذلك أن الخطبة طالت، ذلك لأن الخطبة كانت لتبليغ أوامر الدولة، فلمّا كثرت تلك الأوامر باتّساع رقعة الامبراطورية وبتطوّر الحياة الادارية والسياسية احتاج الخطباء إلى بسط القول في ذلك. ومن هنا جاء طول الخطبة في الدرجة الأولى. ثم عرف صدر العصر الأمويّ ثورات وحروبا واحتاج الولاة والقوّاد إلى تصريف القول بالإقناع وبالوعيد عند مخاطبة الجموع، فاقتضى ذلك أيضا أن تكون الخطبة أطول مما كانت في الجاهلية أو في صدر الاسلام الأوّل. وفي العصر الأمويّ تطوّرت البيئة الاسلامية ونشأت طبقات جديدة في المجتمع كطبقة المولّدين (1)، ولم يكن من المنتظر أن يفهم المولّدون الإيجاز العربي لمحا كما كان يفهمه العرب الأقحاح الأوّلون من البدو خاصة. فاحتاج الخطيب من أجل ذلك إلى أن يردّد المعنى الواحد في تراكيب متشابهة متقاربة، فزاد ذلك أيضا في طول الخطبة. وكذلك لمّا ترامت حدود الإمبراطورية باتّساع الفتوح لم يبق من الممكن أن ترسل الأوامر إلى الولاة تباعا في أوقات متقاربة، فكانت تلك الأوامر تجمّع حتّى يتألّف منها مقدار واف ثم ترسل في بريد واحد.

ولقد كان الوالي بطبيعة الحال يحتاج إلى خطبة طويلة تستوعب هذا القدر الوافي من أوامر الدولة.

وبرز في الخطبة الأموية عنصر التهديد والوعيد، ذلك لأن الولاة الأمويين كانوا يخطبون، في أول الأمر على الأقلّ، في بيئات معادية للدولة الأموية. من أجل ذلك ظهر الحزم في مخاطبة الجمهور وكثر التهديد للذين تحدّثهم أنفسهم بالعصيان. وربّما تضمّنت الخطبة إشارات مسيئة إلى الأفراد والجماعات ممّا هو مألوف في المنافسات السياسية، كما نرى في خطب زياد بن أبيه ثم في خطب الحجّاج على الأخصّ.

وكانوا يحبون أن يستشهد الخطيب في خطبته بشيء من القرآن الكريم، وبالحديث أيضا. ولقد ظل الاستشهاد في الخطب بالأمثال والشعر على ما كان عليه الأمر في صدر الاسلام وفي الجاهلية.

____________________

1) المُوَلَّد (بضم الميم وفتح الواو وفتح اللام المشددة) هنا هو الذي يولد من أبوين أحدهما عربي والآخر غير عربي.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.