المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

فطر Metarhizium في مكافحة الأرضة
2-10-2016
مفاتيح النجاح والخطوات الرئيسية للتحول الى نظام الزراعة العضوية
13-6-2016
عناصر عملية الاتصال- ثانيا: الرسالة
22-8-2022
لورنتز – هندرك انطون
10-9-2016
حكم التكرار في المسح.
23-1-2016
Roles, grammar and meaning
3-2-2022


النقد في العصر الأموي  
  
8961   02:35 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص377-379
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /

بدأ الأدباء في العصر الأمويّ يقصدون إلى النقد ويتجادلون في تقديم بعض الشعراء على بعض وفي خصائص هؤلاء الشعراء، ولكن على غير منهاج واضح ولا حبّا باستخراج قواعد عامّة: لقد بقي النقد في هذا العصر آراء شخصية وملاحظات عابرة، قال محمّد بن سلاّم الجمحي في كتابه «طبقات الشعراء» (ليدن، ص 75-76):

لمّا هرب الفرزدق من زياد بن أبيه في العراق أتى سعيد بن العاصي، وهو والٍ على المدينة أيام معاوية بن أبي سفيان، فاستجاره. فأجاره سعيد. وكان الحطيئة وكعب بن جعيل الشاعران في مجلس سعيد، فأنشد الفرزدق سعيدا يمدحه:

ترى الغرّ الجحاجح من قريشٍ... إذا ما الأمر في الحدثان عالا (1)

بني عمّ النبيّ ورهط عمرو... وعثمان الألى غلبوا فعالا (2)

قياما ينظرون إلى سعيدٍ... كأنّهم يرون به هلالا

فقال الحطيئة (لسعيد): هذا، واللّه، الشعر، لا ما كنت تعلّل به منذ اليوم (ممّا كان ينشدك كعب بن جعيل)، أيّها الأمير! فقال كعب بن جعيل (للحطيئة): فضّل (الفرزدق) على نفسك ولا تفضّله على غيرك. فقال (الحطيئة): بلى، واللّه، أفضّله على نفسي وعلى غيري.... ثمّ التفت الحطيئة إلى الفرزدق وقال له: يا غلام، لئن بقيت لتبرزن علينا!

وفي «طبقات الشعراء» أيضا (ليدن، ص 107، راجع 110):

قال الاخطل لابنه مالك: انحدر إلى العراق حتّى تسمع من جرير والفرزدق وتأتيني بخبرهما. فلقيهما مالك ثم أتى أباه فقال: جرير يغرف من بحر، والفرزدق ينحت من صخر. فقال الأخطل: فجرير أشعرهما!

وكان عكرمة بن جرير قد سأل أباه جريرا عن الشعراء، فقال جرير في الأخطل: إنّه يجيد نعت الملوك ويصيب صفة الخمر (طبقات الشعراء 113) وفي الاغاني (1:75): «سمع الفرزدق شيئا من نسيب عمر (بن أبي ربيعة) فقال: هذا الذي كانت الشّعراء تطلبه فأخطأته وبكت الديار؛ ووقع عليه هذا!

 

________________________________________

1) الاغر: الابيض، الوجيه. الجحجاح: السيد. الحدثان: الاحداث العظام، المصائب. عال: ثقل على الناس.

2) بنو عم النبي: من بني هاشم اسرة الرسول. رهط عمرو وعثمان: من بني أمية؛ وهاتان الاسرتان عماد قبيلة قريش كلها. الفعال: العمل الحميد. غلبوا فعالا: فاقوا جميع الناس بأعمالهم الحميدة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.