أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2022
1725
التاريخ: 21-10-2014
2402
التاريخ: 20-10-2014
2803
التاريخ: 23-09-2015
43388
|
مصبا- حال حولا من باب قال : إذا مضى، و منه قيل للعام حول و لو لم يمض لأنّه سيكون، تسمية بالمصدر، والجمع أحوال. و حال الشيء و أحال و أحول :
إذا أتى عليه حول، وأحلت بالمكان : إذا أقمت به حولا. والحيلة : الحذق في تدبير الأمور و هو تقليب الفكر حتّى يهتدي إلى المقصود، و أصلها الواو، و احتال : طلب الحيلة. و حالت المرأة و النخلة والناقة و كلّ أنثى حيالا : لم تحمل، فهي حائل. وحال النهر بيننا حيلولة : حجز و منع الاتّصال. والحال : صفة الشيء، يذكّر و يؤنّث، فيقال حال حسن و حسنة، و قد يؤنّث بالهاء فيقال حالة، واستحال الشيء : تغيّر عن طبعه و وصفه، و حال يحول مثله. و المحال : الباطل غير الممكن الوقوع، و استحال الكلام : صار محالا، و استحالت الأرض : اعوجّت و خرجت عن الإستواء. وتحوّل من مكانه : انتقل عنه، و حوّلته تحويلا : نقلته من موضع إلى موضع، و الحوالة : مأخوذة من هذا، فأحلته بدينه : نقلته إلى ذمّة غير ذمّتك. و قعدنا حوله بالنصب على الظرف، أي في الجهات المحيطة به.
مقا- حول : أصل واحد، و هو تحرّك في دور. فالحول : العام، و ذلك أنّه يحول أي يدور، و أحولت أنا بالمكان و أحلت : أقمت به حولا. يقال حال الرّجل في متن فرسه يحول حولا و حؤولا : إذا وثب عليه، و أحال أيضا. و حال الشخص يحول :
إذا تحرّك، و كذلك كلّ متحوّل عن حالة، و منه قولهم استحلت الشخص : أي نظرت هل يتحرّك. و الحيلة و الحويل و المحاولة : من طريق واحد، و هو القياس الّذي ذكرناه لأنّه يدور حوالي الشيء ليدركه.
مفر- حول : أصل الحول تغيّر الشيء و انفصاله عن غيره، و باعتبار التغيّر قيل حال الشيء يحول حؤولا، و استحال، تهيّأ لأنّ يحول. و باعتبار الانفصال قيل حال بيني و بينك كذا. و حوّلت الشيء فتحوّل : غيّرته إمّا بالذات و إمّا بالحكم و القول، و منه أحلت على فلان بالدين. و الحول : السنة، اعتبارا بانقلابها و دوران الشمس في مطالعها و مغاربها. و حالت الناقة : إذا لم تحمل، و ذلك لتغيّر ما جرت به عادتها.
والحال : لما يختصّ به الإنسان و غيره من أموره المتغيّرة في نفسه و جسمه و قنيته. و حول الشيء : جانبه الّذي يمكنه أن يحوّل اليه. و الحيلة : ما يتوصّل به إلى حالة ما في خفية.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو تبدّل الحالة و التحوّل من صورة أو جريان أو حالة أو صفة أو برنامج إلى اخرى.
ومن مصاديق هذا المعنى، العام : فانّ الأيّام و الشهور إذا انتهت إلى سنة كاملة، فتصير تلك الشهور متحوّلة إلى سنة اخرى مثلها، كتحوّل صفحة إلى صفحة اخرى مثلها في تمام الخصوصيّات من عدد الأيّام و الشهور و الفصول.
ومن مصاديقه : الحالة العارضة للإنسان، فانّها متحوّلة متبدّلة من خصوصيّة إلى اخرى. و قد قيل كلّ حال يزول.
ومن مصاديقه : الحوالة، فانّ الدين يتحوّل من رقبة المديون إلى رقبة المحال عليه، و كذلك الذمّة المديونة تتحوّل إلى اخرى.
ومن مصاديقه : استحالة الأرض و تحوّلها إلى الاعوجاج.
ومن مصاديقه : تحوّل المرأة إلى جريان آخر لم تحمل.
ومن مصاديقه : الحول و الحوالي، فانّ محيط الشيء يتحوّل إلى محيط خارج عنه و إلى حالة ثانويّة قريبة منه، فيقال إنّها حولها و حواليها.
ومنها الحيلة، و هي تحويل الفكر و الكلام و العمل لمنظور خاصّ يضمره.
ثمّ إنّه قد يشتقّ من بعض هذه الألفاظ بمعانيها الخاصّة بها، أفعال بالاشتقاق الانتزاعيّ، فيقال حال و أحال و أحول من الحول بمعنى العام. و احتال من الحيلة.
و لا يخفى أنّ قيد التحوّل و التبدّل مأخوذ في جميع هذه المصاديق و الموارد، و بهذا يظهر الفرق بين الحول و العام و السنة. و بين الحالة و الصفة. و بين الحول و الحوالي و الجانب و الطرف.
فيظهر لطف التعبير بهذه الكلمات في موارد استعمالاتها في القرآن الكريم.
{وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ } [هود : 43].
{أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال : 24].
أي و ظهر حال الموج و تحرّك بينهما و تحوّل، فاستعمل الفعل لازما.
و إنّ اللّه يظهر و تتجلّى قدرته و إرادته و مشيّته بين المرء و قلبه، فلا يقدر له أن يصل إلى ما يريده و أن يعمل به، فظهور الحالة للّه تعالى باعتبار ظهور حالة من آثار قدرته و مشيّته و تجلّياته.
ويمكن أن يكون الفعل هنا متعدّيا، أي إنّ اللّه يوجد حالة مخصوصة و يحوّل حالة إلى حالة مغايرة فيما بين المرء و قلبه، كما أنّ الحيلة يائيّا بمعنى تحويل الفكر و العمل و تغيير حالة إلى اخرى، و يؤيّد هذا قوله :
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ : 54].
فانّ صيغة الفعل مجهولا تدلّ على استعماله متعدّيا، أي و أوجدت حالة جديدة حادثة بينهم و بين ما يشتهون فلا يتمكّنون من بلوغ مشتهياتهم.
فالفعل لا يدلّ على المنع بل على تغيير الحالة و إيجادها، و المنع من آثار تلك الحالة، و ليس من مصاديق الحقيقة.
{ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ } [النساء : 98].
أي تحويل حالة و تغيير ما لهم و عليهم، أو تحوّلا و تحرّكا و انتقالا- إن كان بمعنى اللّازم.
وليس المقصود من الحيلة هو المكر و الحيلة العرفيّة، و إن كانت من مصاديق التحويل و التحوّل اللّغويّة، فانّ المعنى اللّغويّ هو الأصل و إنّه أعمّ و أبلغ في بيان المنظور و هو العجز عن التحويل المطلق و التحوّل.
كما أنّ إرادة مفهوم المنع في الآيات السابقة غير صحيح : فأوّلا : إنّه خلاف الأصل و الحقيقة، وثانيا : إنّ المنع في نفسه في قوله تعالى-. {وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ} [هود : 43] ، و من اللّه تعالى في قوله-. { يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ }- : غير ملائم، فانّ المنع و الحجب بينهما لا يوجب الغرق، و إنّ اللّه تعالى لا يمنع عمّا يريد المرء من دون جهة، و إنّما يوجد بمقتضى النظم و التدبير حالة حادثة توجب الممنوعيّة.
{وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ} [البقرة : 240].
{يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة : 233].
التعبير بالحول دون السنة و العام : فانّه أعمّ و يمكن أن يحاسب من كلّ يوم إلى أن ينتهي إلى ذلك اليوم من السنة الآتية، فيتحوّل امتداد الزمان إلى الأوّل، و غير لازم أن يحاسب من أوّل السنّة.
{لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران : 159].
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} [التوبة : 101].
{ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى} [الأحقاف : 27].
{إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } [الإسراء : 1].
{أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا } [النمل : 8].
{قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } [الشعراء : 34].
حول كلّ شيء بحسبه و بالنسبة اليه، أي الحالة المنعكسة منه و المحيطة القريبة منه ظاهرا أو معنى، فيلاحظ في الحول الصفات و الامتيازات الكلّيّة للشيء.
فحول الرسول (صلى الله عليه واله) عبارة عن محيط أشعّة من وجوده و حياته و تجلّيات صفاته، فيكون التفرّق منه هو البعد و المحروميّة من الفيوضات. و حول البلد امتداد أشعّة المدنيّة الاجتماعيّة الموجودة في البلد و تظاهر آثاره التابعة له. و الّذين حول شخص هم التابعون له و المقتفون أثره.
و التعبير بهذه الكلمة دون الجانب و الطرف و الدور : إشارة إلى أنّ الحول فيه حالة من ذي الحول و فيه خصوصيّاته و آثاره المنعكسة منه. فتدلّ على الارتباط و المناسبة بينهما، فانّ الحول كالظلّ و كالمرتبة النازلة.
وبهذا يظهر حقيقة مفهوم- لا حول و لا قوّة إلّا باللّه- أي لا يتراءى تحوّل و لا تبدّل حالة و تغيّرها في عالم الممكنات و لا ظهور قوّة و تأثير و قدرة إلّا بأمر اللّه العزيز و قدرته و مشيّته. وليس الحول بمعنى المنع : فأوّلا- إنّه خلاف الأصل الواحد.
وثانيا- إنّ المنع يشمل المنع عن الخيرات و العبادات و الطاعات، و لا يعقل نسبته إلى اللّه المتعال.
ولا ينتقض بنسبة القوّة المطلقة إليه تعالى : فانّ القوّة ليست علّة تامّة و يعقّبها الإختيار من العبد و فقدان الموانع. و ليس كذلك الحول بمعنى المنع فانّه علّة تامّة لترك الفعل.
فقد اتّضح معنى الجملة، و اندفع الإشكال فيه، فاغتنم و كن على بصيرة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|