أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2015
13997
التاريخ: 21-1-2016
14315
التاريخ: 10-12-2015
15650
التاريخ: 8-05-2015
2905
|
مصبا- قبض اللّٰه الرزق قبضا من باب ضرب : خلاف بسطه ووسعه. وقبضت الشيء قبضا : أخذته ، وهو في قبضته ، أي في ملكه. وقبضت قبضة من تمر ، بفتح القاف والضمّ لغة. وقبض عليه بيده : ضمّ عليه أصابعه. وقبضه اللّٰه أماته. وقبضته عن الأمر ، مثل عزلته ، فانقبض.
مقا - قبض : أصل واحد صحيح يدلّ على شيء مأخوذ وتجمّع في شيء.
تقول قبضت الشيء من المال وغيره قبضا. ومقبض السيف ومقبضه : حيث تقبض عليه. والقبض : ما جمع من الغنائم وحصّل ، يقال : اطرح هذا في القبض ، أي في سائر الغنائم المقبوضة. وأمّا القبض الّذى هو الإسراع : فمن هذا أيضا ، لأنه إذا أسرع جمع نفسه وأطرافه ، ويقولون للسائق العنيف : قبّاضة وقابض ، ومن الباب : انقبض عن الأمر وتقبّض : إذا اشمأزّ.
التهذيب 8/ 349- قال الليث : القبض : بجمع الكفّ على الشيء. وقال غيره : القبضة : ما أخذت بجمع كفّك كلّه ، فإذا كان بأصابعك فهي القبضة. ويقال : مقبض القوس. ومقبض : أعمّ وأعرف. والقابض : السائق السريع السوق ، لأنّ السائق للإبل يقبضها ، أي يجمعها إذا أراد سوقها.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو جمع ليستقرّ تحت تسلّطه وقدرته. وهو خلاف البسط ، أي الإخراج عن تسلّط اليد والنشر. ومن مصاديقه : قبض الرزق و تحديده في قبال التوسعة. وقبض اليد بضمّ الأصابع. وقبض النفس بإماتته وطي ايّام حياته. وقبض الشيء أخذه وتملّكه أو التسلّط عليه. وقبض عن الأمر منعه عن جريان أمره أو عزله عنه. وانقباض في القلب في قبال انبساطه. والقابض السائق بقبض الإبل في جهة العمل والسير وجعلها تحت سيطرته وسلب الحرّيّة عنه في الحركة كيفما شاء.
فلا بدّ من وجود القيدين- الجمع ، التسلّط- في موارد استعمال المادّة. وبهما تفترق عن مترادفاتها.
{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67]. {وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} [البقرة : 283]. {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} [طه : 96] يراد جمعها عند القابض بحيث تكون تحت سلطته ، وليست بمعنى الأخذ المطلق ، أو الأخذ بالأصابع ، أو مطلق الجمع ، أو غيرها.
والقبضة للمرّة ، فتمام الأرض بأي معنى كانت قبضة أي مجموعة تحت سلطته يوم القيامة ، فيومئذ تظهر سلطته المطلقة ومالكيّته ، وهو مالك يوم الدين.
والتعبير في الرهن بالقبض : إشارة الى لزوم كونه تحت التسلّط.
{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [البقرة : 245] من الأسماء الحسنى للّٰه عزّ وجلّ : اسما القابض والباسط ، وهما من أسماء الصفات الفعليّة ، وصفات الفعل : ظهور صفات الذات وتجلّيها في الخارج ، كالرازق والمصوّر والخالق والشافي والكاشف والكريم والقاضي وغيرها.
فالقابض هو الّذى يجمع صفة أو عملا ويجعلها محدودة ، وهي تحت سلطته وسيطرته. وهذا في مقابل البسط والتوسعة.
كما في قبض الرزق والرحمة والجود والكرم والعفو والنصر والشفاء و
البرّ والخلق والغنى والإحياء والإماتة وغيرها.
وهذان الاسمان إنّما يتشعّبان من العلم والقدرة ، فانّهما من مبادي اكثر الصفات ، كما سبق في - سما - فراجعه.
والقبض والبسط يتحقّقان في ضمن الصفات الفعليّة الاخرى ، فيقال قبض اللّٰه وبسط في رازقيّته ورحمته وجوده وكرمه وعفوه ونصره وبرّه وخلقه وإحيائه ، وهكذا.
{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} [التوبة : 67]. {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ} [الملك : 19] الآية الاولى في قبض اليد عن بسط المال والصدقات والإنفاقات. والثانية- في الطير وقبضها عبارة عن التحفّظ والتجمّع في القوى في حال الطيران في أنفسهنّ ، والتجمّع والتقيّد في قبال وظائفها الفطريّة الإلهيّة ، فانّ الصفّ اشارة الى الاطاعة والانقياد والخضوع- كما سبق.
{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا } [الفرقان : 45، 46] قلنا إنّ الظلّ انبساط آثار الوجود والتشخّص مادّيّا أو معنويّا ، ومراتب الوجود الامكاني آثار وأظلّة لنور الحقّ ، واللّٰه تعالى قد مدّها ويمدّها ، ويفيض عليها الوجود وما يحتاجون اليه ، وهو الباسط لنوره وفيضه كيف يشاء ، ولو شاء لجعل ظلّه وفيضه ساكنا لا امتداد فيه ، بل يقبضه ، وهو يسير عليه.
والشمس ونورها آيتان من امتداد الظلّ ، فانّ ظلّ الشمس وأثرها الفائض الممتدّ منها هو ضياؤها ، وهذا الضياء يمتدّ الى أن تكون الشمس باقية ولا حجاب لها ، وإذا كوّرت أو حجبت بسحاب او كرات اخرى : فالظلّ منها وهو النور والحرارة يكون منقبضا مأخوذا أو منتفيا.
ولا يخفى أنّ الظلّ المتراءى من الأجسام في قبال الشمس ليس ظلّا للشمس ، بل لذي الظلّ والحاجب عن بسط الضياء ، فالظلّ هو أثر شيء - راجع الظلّ.
والفرق بين الظلّ المنبسط من الشمس والظلّ الممتدّ من نور اللّٰه تعالى هو أنّ الشمس يبسط ضياءها ويجمعها جبرا وبلا إختيار ، فانّها مقهورة تحت سلطة الربّ العزيز وقدرته وإرادته ، بخلاف ظلّ الربّ تعالى ، فهو يقبض ويبسط كيف يشاء.
والتعبير بالظلّ إشارة الى أنّ مراتب الوجود الممكنة من جميع العوالم مظاهر صفات الجمال والجلال الإلهيّة.
____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|