أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
13163
التاريخ: 7-6-2021
2623
التاريخ: 22-10-2014
2540
التاريخ: 14-2-2016
9531
|
مصبا - الفرط : المتقدّم في طلب الماء يهيّئ الدلاء والأرشاء ، يقال فرط القوم فروطا من باب قعد : إذا تقدّم لذلك ، يستوي فيه الواحد والجمع ، يقال رجل فرط وقوم فرط ، ومنه يقال للطفل الميّت : الّلهمّ اجعله فرطا ، أي أجرا متقدّما ، ويقال رجل فارط وقوم فرّاط ، وافترط فلان فرطا : إذا مات له أولاد صغار ، وفرط منه كلام يفرط من باب قتل : سبق وتقدّم. وتكلّم فراطا : سقط منه بوادر. وفرّط في الأمر تفريطا : قصّر فيه وضيّعه. وأفرط إفراطا : أسرف وجاوز الحدّ.
مقا- فرط : أصل صحيح يدلّ على ازالة شيء عن مكانه وتنحيته عنه ، يقال فرّطت عنه ما كرهه ، أي نحيّته. ثمّ يقال أفرط ، إذا تجاوز الحدّ في الأمر ، وهذا هو القياس ، لأنّه إذا جاوز القدر فقد أزال الشيء عن جهته ، فكذلك التفريط ، لأنّه إذا قصّر فيه فقد قعد به عن رتبته الّتى هي له. ومن الباب الفرط والفارط : المتقدّم في طلب الماء ، وأفرط في الأمر ، عجّل ، وفرّطت عنه الشيء نحيّته عنه. وفرس فرط : تسبق الخيل. والماء الفراط ، الّذى يكون لمن سبق اليه من الأحياء.
صحا- فرط في الأمر يفرط فرطا : قصّر فيه وضيّعه حتّى فات ، وكذلك التفريط. وفرط عليه ، أي عجل وعدا. وفرط اليه منّى قول : أي سبق. وغدير مفرط : أي ملأن. وما أفرطت من القوم أحدا ، أي ما تركت ، ومنه قوله تعالى- {وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} [النحل : 62] ، أي متروكون.
لسا - فرط - الفارط : المتقدّم السابق. والفراطة : الماء يكون شرعا بين عدّة أحياء من سبق اليه فهو له ، وبئر فراطة : كذلك. وأمر فرط ، أي مجاوز فيه الحدّ. والفرطة : اسم للخروج والتقدّم. والإفراط : الزيادة على ما أمرت. والفراط : الترك.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الخروج عن الحدّ المعيّن في العرف. ومن مصاديقه : التقدّم والسبق والتجاوز والعدو عن اللّٰه المعيّن المقدّر. والإسراف عن القدر المعروف. والعجلة في أمر وهو خارج عن الحدّ اللازم. والتنحّي والخروج عن مكان محدود.
وأمّا التفريط بمعنى التقصير والتضييع : قلنا كراراً انّ الإفعال : يلاحظ فيه قيام الفعل بالفاعل وصدوره منه ونسبته أوّلا اليه. والتفعيل يلاحظ فيه جهة الوقوع والنسبة الى المفعول في المرتبة الاولى ، فالنظر في صيغة الإفراط الى جهة الخروج وصدوره من الفاعل ، فالمفرط من يصدر منه الخروج ومن يخرج الأمر عن حدّه. وهذا بخلاف المفرّط فهو من يوجد الخروج في شيء حتّى يخرج عن الحدّ المعيّن ، فالنظر الى تعلّق ذلك الفعل الى المفعول ، ولا يلاحظ فيه جهة الصدور.
فالتفريط في الشيء : إخراجه عن حدّه وهذا معنى التقصير في حقّه والتضييع بحدوده وعدم رعاية ماله من المقام.
ويقرب منه مفاهيم الترك والتنحيّة والكفّ وغيرها.
{قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى} [طه : 45] أي أن يخرج عن الحدّ المعيّن المعروف مستوليا علينا ، ولا يراعى حقوقنا.
وسبق أنّ الطغيان : ارتفاع مع التجاوز عن الحدود.
فالفرط : اشارة الى خروج فرعون عن الحدّ المعيّن في نفسه في جهة الارتباط بأمر موسى وهارون وفي موضوع رعاية حقوقهما.
والطغيان : إرادة ترفّع في نفسه وتجاوز الى حقوقهما.
{ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56]. {وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ} [يوسف : 80]. {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38]. {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ } [الأنعام : 61] يراد إخراج هذه الموضوعات عن حدودها المعيّنة عرفا ، ويعبّر عنها بالتقصير فيها وتضييع حقوقها.
{لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} [النحل : 62] أي وقد أخرجوا أنفسَهم أو أخرجهم الشيطان عن حدودهم المعينّة المقدّرة لهم ، فهم المفرطون ، أي المخرجون عن الحدود اللازمة.
وهذه القراءةُ أولى من قراءُة الكلمة بصيغة اسم الفاعل- مفرطون ، فانّ الإفراط أعمّ من أن يكون في حقّ نفسه أو في غيره ، وهكذا في صورة القراءة بصيغة اسم الفاعل من التفعيل (مفرّطون) وأمّا القراءة بصيغة المفعول من التفعيل :
فانّ أحدا لا يفرّط ولا يقصّر في حقّه في جهات معنويّة وآلهيّة.
{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } [الكهف : 28] الهوىّ بمعنى السقوط ومنه الهوى. والفرط والفرط كالجنب والحسن :
بمعنى المتّصف بالخروج عن الحدّ المقدّر المعروف.
فانّ من غفل عن ذكر اللّٰه ، وهو التوجّه بالقلب واللسان الى الجهة العليا والعالم الروحانيّ الإلهيّ : فهو متمايل الى السقوط وخارج عن الحقّ.
_________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|