تطبيقات المكافحة الحيوية على الحشائش

أثبتت الكائنات المجلوبة إلى منطقة لم يكن موجوداً بها من قبل أنها مفيدة عند غياب الأعداء الطبيعية الفاعلة. وعند وجود هذه الأعداء فإن إمكانية حفظ أو زيادة فاعليتها أمر يجب ألا يغفل عنه.

وقد ثبت أن حشرة داكتيلوبينس Dactylopins sp. لم تكن فاعلة في مكافحة التين الشوكي المنتشر بصورة وبائية كحشيشة ضارة في بعض المناطق بجنوب أفريقيا نتيجة لافتراس خنافس أبو العيد "Coccinellides" لتلك الحشرة. إلا أن المعاملة بجرعة منخفضة من مبيدD.D.T.  "2 أوقية لكل أيكر" على نباتات التين الشوكي مباشرة سببت خفضاً لأعداد المفترسات بدرجة كافية تم الحفاظ معها على الحشرة مما سمح لها بالقضاء على النباتات.

هذا ويوجد ما يربو عن 75 نوعاً من النباتات الخشبية أمكن إخضاعها للمكافحة الحيوية. والعدد الفعلي للمشاريع أكثر من هذا العدد نظراً لأنه بمجرد أن يثبت عامل المكافحة الحيوية نجاحه في منطقة ما فإنه غالباً ما ينقل إلى مناطق أخرى لمكافحة نفس النوع النباتي أو النباتات شديدة القرابة. ولهذا فإن محاولات مكافحة التين الشوكي Opuntia spp. حيوياً قد تمت في عشر مناطق مختلفة على الأقل في العالم، واللانتانا Lantana في إحدى عشرة منطقة، وحشيشة القلب Hypericum  في ست مناطق، والسينسيو يعقوب Senecio jacobaea في أربع مناطق. ويبدو الآن أن الحشرات قد أظهرت مكافحة ممتازة لبعض الحشائش صعبة المكافحة.

أ - الحشائش المعمرة

  1- التين الشوكي Prickly pear Cacti Opuntia  spp.

 توجد أنواع مختلفة من التين الشوكي كنباتات ضارة في مدى ومناطق منزرعة  بالمحاصيل من العالم زاحمة بذلك النباتات الورقية الأكثر فائدة. وقد أظهر خفض أنواع أوبانشيا إنيرميس Opuntia inermis وأوبانشيا ستريكا O. strica من 60 مليون من الإيكرات إلى جزء بسيط من هذه المساحة بواسطة الفراشة الأرجنتينية كاكتوبلاستيس كاكتورام Cactoblastis cactorum، قيمة الطريقة الحيوية لمكافحة النباتات الضارة.

 2- حشيشة القلب Hypericum perforatum  Klamath weed

 هذا النبات الأوروبي الموطن انتشر خلال كثير من المناطق الحارة في العالم ولكنه جذب الانتباه كآفة نباتية رئيسية في استراليا وشمال غرب أمريكا الشمالية وكندا حيث أجريت محاولات لمكافحته بالحشرات. وبعد حصر الحشرات المصاحبة لهذا النبات الضار في إنجلترا وجنوب فرنسا بواسطة العلماء الاستراليين تم إدخال ثمانية أنواع إلى استراليا، وقد تم الوصول إلى بعض المكافحة بنوعين من الخنافس هما كرايزولينا كوادريجيمينا Chrysolina quadrigemina وكرايزولينا هيبيريسى  C. hyperici. وقد أدخل علماء الحشرات الأمريكيون هذه الخنافس إلى الولايات المتحدة وصاحب هذا نجاحاً ملحوظاً "أكثر من 2 مليون أيكر من الأراضي الموبوءة بالنبات انخفضت إلى أقل من 1% من هذه المساحة".

وفى كندا قضت خنافس الكرايزولينا على هذا النبات في كولومبيا البريطانية فخفضت النبات بنسبة 98% من كثافته الأولية. وتمت محاولات للمكافحة في نيوزيلاندا وجنوب أفريقيا وغيرها وقد حالفها بعض النجاح.

 3- اللانتانا Lantana camara   Lantana

 اللانتانا وموطنها الأصلي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية والوسطى- أوبأت 443 ألف أيكر من الأرض في هاواي عام 1962م. وقد تم إدخال حشرة تيليونيميا سكربيولوسا Teleonemia scrupulosa من المكسيك إلى الولايات المتحدة في عام 1902م وخفضت من انتشار هذا النبات. وفى الخمسينات تم الحصول على مكافحة أفضل في المناطق الأكثر جفافاً بإدخال ثلاث حشرات من رتبة حرشفية الأجنحة المتغذية على الأوراق وهى : كاتابينا إيسولا Catabena esula وهيبينا ستريجاتا Hypena strigata وسنجاميا هيمورويداليس Syngamia haemorrhoidalis وحشرة أخرى للساق هي بلاجيوهاماس سبينيبينيسPlagiohammus spinipennis واثنان من الخنافس المتغذية على الأوراق هما أُكتوتوما سكابريبينيس Octotoma scabripennis ويوروبلاتا جيرارديا Uroplata girardia تم إدخالهم لمساعدة عملية المكافحة في المناطق الأعلى رطوبة. وقد حلت خنافس الأوراق الاثنتان محل حشرات حرشفية الأجنحة في بعض المناطق. وفعالية الحشرات الأخيرة انخفضت أيضاً بحدوث تطفل على البيض واليرقات والعذارى.

4- سنسيو يعقوب Tansy ragwort Senecio jacobaea 

هذا الحشيشة الأوروبية السامة تعتبر مشكلة في أراضي المراعي في شمال غرب الولايات المتحدة وأجزاء من كندا ونيوزيلندا واستراليا وجنوب أفريقيا. وقد أُدخلت حشرة تيريا جاكوبيا Tyria jacobaeae التي تتغذى يرقاتها على الأوراق والأزهار إلى كثير من المناطق الموبوءة بهذه الحشيشة وأظهرت درجات مختلفة من المكافحة، كما حُصِلَ على مكافحة جيدة في مناطق بكاليفورنيا وكندا. وهناك حشرتان أخريات هما ذبابة البذور هيليميا سينيسيللا Hylemiya seneciella وحشرة تصيب القمة هي لونجيتارساس جاكوبيا Longitarsus jacobaeae أدخلتا إلى الولايات المتحدة لتحسين المكافحة حيث زادتا في كثافتهما إلى مستويات عالية في بعض المناطق مع تأثير جيد على النبات.

ب - الحشائش الحولية

هناك الكثير من المشاريع لاستخدام عناصر المكافحة الحيوية لكثير من الحشائش الحولية. فقد أمكن القضاء بكفاءة على حشائش المراعي إيمكس أوستراليس Emex australis وإيمكس سبينوسا  E. spinosa في هاواي باستخدام السوسة الصغيرة أبيون أنتيكام Apion antiquum المدخلة من جنوب أفريقيا. وقد أُدْخِل نوعان آخران من السوس وهما ميكرولاريناس لارينى Microlarinus lareynii وميكرولاريناس ليبريفورميس  M. lypriformis لمكافحة حشيشة تربيولاس تيريسترى Tribulus terrestris في الولايات المتحدة وبعض المناطق الأخرى.

جـ - الحشائش المائية

  1- حشيشة التمساح    Alligator weed

  Alternanthera philoxeroides

 في عام 1964م أدخلت خنفساء أجاسيليس هيجروفيلا Agasicles hygrophila  إلى الولايات المتحدة لمكافحة الكتل الطافية فوق سطح الماء من حشيشة التمساح. كما أطلقت حشرة أخرى هي حفار الساق فوجتيا مالوى Vogtia malloi في عام 1971م. وقد كان لتساقط أوراق هذا النبات بواسطة اليرقات والحشرات الكاملة للأجاسيليس الأثر الأكبر في خفض كثافة النبات في شمال فلوريدا ولويزيانا وتكساس.

  2- ياسنت الماء Waterhyacinth Eichhornia crassipes

أجرى العديد من المحاولات لمكافحة ياسنت الماء حيوياً، ومنها إطلاق أنواع السوس الصغيرة نيوختينا إيهورنيا Neochetina eichhornia (شكل أ) ونيوختينا بروخى N. bruchi (شكل ب ) (شكل ج "النوعين معاً) لمكافحة النبات في الولايات المتحدة واستراليا والسودان ومصر، وقد أثبتت كفاءة عالية في خفض كثافته. ونظراً للتخصص العالي لهذه الحشرات وغيرها مثل يرقات حشرة ساميوديس البجيوتاليس Sameodes albiguttalis على الياسنت الذى يعد من أخطر عشر حشائش في العالم ويغزو مساحات مائية شاسعة كنهر النيل وروافده، كما ذُكِرَ عنه تفصيلاً في الفصل الثالث، فهناك إمكانية عالية في التركيز على استخدام المكافحة الحيوية في مكافحته إلى جانب الوسائل الميكانيكية الفاعلة التي تؤدى دورها حالياً في مصر بكفاءة عالية خاصة بعد التوقف عن استخدام مبيدات الحشائش المائية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: احمد, سيد عاشور.2003. الحشائش ومبيداتها.