المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الطعن بقرار الحجز الاحتياطي وآثاره
30-7-2017
Christine Ladd-Franklin
18-1-2017
زاوية قائمة Right Angle
10-11-2015
معاملة البيض المخصب (الملقح) للديك الرومي
2024-04-30
ادارة الصراع في المشاريع
2023-05-29
مضخة تفريغ ماصة للأيونات getter ion pump
28-10-2019


إنّا أعطيناك الخير الكثير  
  
1542   01:45 صباحاً   التاريخ: 3-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 ، ص227- 230
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز الغيبي /

قال تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر : 1 - 3].

نطَّلع في هذه المقطع  من الآيات وهي «سورة الكوثر» على‏ ثلاث نبوءات هامة ، لأنّه تعالى‏ يقول : {انَّا اعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر* انَّ شَانِئَكَ هُوَ الابْتَرُ}.

ذكر معظم المفسرين شأن نزول هذه الآية ، وهي متقاربة مع بعضها البعض ومن جملتها ما قاله «البرسوي» في روح البيان : «وذلك أنّهم (أي المشركون) زعموا حين مات أولاده القاسم وعبد اللَّه بمكة ، وإبراهيم بالمدينة ، أن محمداً صلى الله عليه و آله ينقطع ذكره إذا ما مات وذلك لفقدان نسله ، فنبّه اللَّه سبحانه الى : إنّ الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنأه ، فأمّا هو فكما وصفه اللَّه تعالى‏ : {ورفعنا لك ذكرك} ، وذلك أنّه أعطاه نسلًا باقياً على‏ مر الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت والعالم ممتلي‏ء منهم» (1).

وقال «الطبرسي» في «مجمع البيان» : «قيل : نزلت السورة في العاص بن وائل السهمي وذلك أنّه رأى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يخرج من المسجد فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا ، واناس من صناديد قريش جلوس في المسجد ، فلما دخل العاص قالوا : مع من كنت تتحدث؟

قال : مع الأبتر ، وكان قد توفى‏ قبل ذلك عبد اللَّه ابن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو من خديجة ، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتراً فسمته قريش عند موت ابنه أبتراً» (2).

ونقل الفخر الرازي ستة أقوال في شأن نزول هذه الآية بأنّ عدّة أفراد قالوا للنبي‏ الأكرم صلى الله عليه و آله : إنّك‏ «ابتر» ، وهذه السورة ناظرة إلى‏ هؤلاء الأشخاص‏ (3).

وعلى‏ الرغم من أنّه قد ذكر افراداً متعددين ، إلّا أنّ المحتوى والمضمون واحد في جميعها ، وأنّ جميعهم كانوا يسمون النبي صلى الله عليه و آله‏ «بالأبتر» حقداً وعداوة ، وقد رد عليهم القرآن بأجمعهم ، لأنّ هذه الأقوال الستة لا تتنافى مع بعضها البعض ، فمن المحتمل أنّ هذا التعبير صدر من جميعهم ، والرد القرآني ناظر إليهم جميعاً.

وعلى‏ أيّة حال فإنّ لفظة «الأبتر» في الأصل ، تعني قطع عضو من أعضاء جسم الحيوان ، ومن المتعارف أنّها تطلق على‏ قطع الذنب ، ثم اطلقت بعد ذلك على‏ الأشخاص المقطوعي النسل ، وكذلك على‏ الذين ينقطع ذكرهم الحسن ، أو يمحى‏ من الخواطر ، والخطبة «البتراء» أيضاً تقال للخطبة التي لا تبدأ باسم اللَّه (أو أنّها لا تشتمل على‏ ذكر اللَّه).

وورد في المقاييس أيضاً أنّ‏ «البتر» هو القطع ، و «السيف الباتر» هو السيف القاطع ، ويقال لمن لا عقب له : «ابتر». أمّا «الكوثر» فهي مأخوذة من مادة الكثرة (4) ، وهي نفس هذا المعنى ، ولها هنا في هذا المقام معنى واسع وشامل ، وهو عبارة عن الخير الكثير والبركة الكثيرة ، واحد مصاديقها البارزة هم الأبناء الصالحون والسلالة الطيبة ، واجلى‏ مصداق لذلك هي بنت نبيِّ الإسلام و «سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين» فاطمة الزهراء عليها السلام.

وذكر المفسرون احتمالات كثيرة لمعنى‏ «الكوثر» بحيث نقل الفخر الرازي خمسة عشر قولًا ، ونقل صاحب تفسير روح المعاني عن بعض المفسرين ستة وعشرين قولًا ، وأشار إليه المرحوم العلّامة الطباطبائي في «الميزان» أيضاً ، ومن جملة التفاسير المشهورة له هو نفس «حوض الكوثر» المتعلق بالنبي الأكرم صلى الله عليه و آله والذي يرتوي منه المؤمنون عند دخولهم إلى‏ الجنّة (5).

وفسره البعض أيضاً بأنّه مقام النبوة ، أو القرآن ، أو نهر في الجنّة ، أو الشفاعة. وكما قلنا :

إنّ لهذه الكلمة معنى‏ واسعاً وشاملًا لكل هذه المعاني وغيرها ، ولا يمنع من جامعية المفهوم تعدد مصاديق هذا المفهوم ، فليس ثمّة تضاد وتنافر بين هذه التفاسير المتعددة.

وعلى‏ أي حال يستكشف من هذه السورة ثلاث نبوءات هامة :

أولًا : إنّه يقول : (انّا أعطيناك الخير الكثير).

إنّ كلمة «اعطيناك» وإن خرجت بهيئة الفعل الماضي إلّا أنّها من الممكن أن تكون من قبيل المضارع القطعي المبين بصيغة الفعل الماضي.

وهذا الخير الكثير في الحقيقة يستوعب كل الانتصارات التي حظي بها النبي صلى الله عليه و آله ، والتي لم تكن متوقعة حين نزول هذه السورة.

هذا مع الأخذ بنظر الاعتبار شأن النزول وكلمة «الأبتر» التي اطلقها الأعداء على‏ النبي صلى الله عليه و آله ، فيكون أحد المصاديق الجلية لهذا الخير الكثير هم «الأبناء» ، والسلالة الخيرة التي تفرعت من ابنته الوحيدة «فاطمة الزهراء عليها السلام» ، وانتشرت في سائر أنحاء الكرة الأرضية ، وعلى‏ حد قول البعض : إنّهم ملأوا العالم في يومنا هذا ، وهذا هو الذي لم يكن متوقعا في ذلك العصر.

وأشار إلى‏ هذا الموضوع- بصراحة- جماعة من مفسري أهل السنّة أيضاً ، من ضمنهم الفخر الرازي ، فالقول الثالث الذي ينقله في تفسير «الكوثر» هم نفس أولاده وأبنائه وهذه السورة إنّما نزلت رداً على‏ من عابه صلى الله عليه و آله بعدم الأولاد ، فالمعنى أنّه يعطيه اللَّه تعالى‏ نسلًا يبقون على‏ مر الزمان ، فانظركم قتل من أهل البيت ، والعالم ممتلي‏ء منهم ، ولم يبق من بني امية في الدنيا أحد يعبأ به ، ثم انظركم من الأكابر من العلماء : كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم‏ (6).

وجاء هذا المعنى‏ في تفسير روح المعاني أيضاً : وقيل : هو أولاده صلى الله عليه و آله لأنّ السورة نزلت رداً على‏ من عابه صلى الله عليه و آله وهم والحمد لله كثيرون قد ملأوا البسيطة (7).

من جهة ثانية يخبر أنّ أعداءه سيكونون «مبتورين» ، وبلا عقب ، وتحققت هذه النبوءة أيضاً ، ووصلت حالة التشرذم والتشتت بأعداء الرسول بحيث لم يبق لهم أثر في هذا اليوم.

إنّ «أبو سفيان» وأبناءه وعشيرة بني امية الذين كانوا من الأعداء الشرسين للإسلام قد وقف بعضهم بوجه النبي والبعض الآخر بوجه أبنائه ، كانوا في يوم من الأيّام جمعاً غفيراً ، بحيث تجاوز عدد ذويهم وأبنائهم وأرحامهم عن حد الاحصاء ، لكن لم يبق لهم شي‏ء يذكر في يومنا هذا فكل شي‏ء عنهم انطوى‏ في صفحة النسيان.

يقول الآلوسي في روح المعاني : «الأبتر ، هو الذي لا عقب له ، حيث لا يبقى منه نسل ولا حسن ذكر ، وأما أنت فتبقى ذريتك وحسن صيتك وآثار فضلك إلى‏ يوم القيامة» (8).

إنّ هذه السورة وإن دلّ شأن نزولها وفقاً للرواية المشهورة على‏ أنّ القائل لهذا الكلام هو «العاص بن وائل» الذي كان من الأعداء الألداء للنبي صلى الله عليه و آله إلّا أنّه من البديهي أنّ هذه السورة ليست ناظرة إلى‏ الشخص فقط ، بل إنّ كلمة «شانى‏ء» المأخوذة من مادة «شنآن» التي هي بمعنى‏ البغض والعداوة ، لها مفهوم واسع وشامل لكل الأعداء ، وهذا التنبؤ صادق في حقهم جميعاً ، لأنّه لم يبق لهم ذكر يؤثر ، ولا أبناء معروفون ولم يكن التكهن بهذا المعنى ممكنا في ذلك اليوم الذي كان النبي صلى الله عليه و آله يعيش في مكة ، والمسلمون في منتهى‏ القلة.

__________________
(1) تفسير روح البيان ، ج 10 ، ص 525.

(2) تفسير مجمع البيان ، ج 30 ، ص 549.

(3) تفسير الكبير ، ج 32 ، ص 132.

(4) يقول الآلوسي في تفسير روح المعاني ، ج 30 ، ص 245 : الكوثر صيغة مبالغة ، بمعنى‏ الكثرة التي تجاوزت حداً معيناً ، وفي لسان العرب؛ الكوثر هو الكثير من كل شي‏ء.

(5) تفسير مجمع البيان ، ج 30 ، ص 549.

(6) تفسير الكبير ، ج 32 ، ص 124.

(7) تفسير روح المعاني ، ج 30 ، ص 245.

(8) تفسير روح المعاني ، ج 30 ، ص 247.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .