أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
1868
التاريخ: 26-11-2014
1544
التاريخ: 25-04-2015
1555
التاريخ: 25-04-2015
2276
|
التفسير بوصفه علماً فهو علمٌ يُبحث فيه عن القرآن الكريم بوصفه كلاماً لله تعالى (1).
وتوضيح ذلك : أنّ القرآن الكريم له عدّة اعتبارات :
فهو تارةً يُلحظ بوصفه حروفاً كتابيّة تُرسَم على الورق.
وأُخرى : يُلحظ بوصفه أصواتاً نقرؤها ونردّدها بلساننا.
وثالثة : يُلحظ باعتباره كلاماً لله تعالى.
والقرآن الملحوظ بأيّ واحدٍ من هذه الاعتبارات يقع موضوعاً لعلمٍ يتكوّن من بحوث خاصّة به.
فالقرآن من حيث إنه حروفٌ تُكتب : موضوعٌ لعلم الرسم القرآني الذي يشرح قواعد كتابة النص القرآني.
والقرآن من حيث إنّه يُقرأ : موضوع لعلم القراءة وعلم التجويد.
والقرآن من حيث إنّه كلام الله : يقع موضوعاً لعلم التفسير.
فعلم التفسير يشتمل على جميع البحوث المتعلّقة بالقرآن بوصفه كلام الله ، ولا يدخل في نطاقه البحث في طريقة كتابة الحرف ، أو طريقة النطق بصوته؛ لأنّ الكتابة والنطق ليسا من صفات نص القرآن بوصفه كلاماً لله ، إذ ليس لكونه كلاماً لله دخل في كيفية كتابته أو قراءته.
وإنّما يدخل في علم التفسير في ضوء ما ذكرناه له من تعريف البحوث الآتية :
أوّلاً :
البحث عن مدلول كلّ لفظٍ أو جملةٍ في القرآن الكريم؛ لأنّ كون هذا المعنى أو ذاك مدلولاً للّفظ القرآني من صفات القرآن بوصفه كلاماً لله ، وليس من صفات الحروف أو أصواتها بما هي حروف أو أصوات.
ثانياً :
البحث عن إعجاز القرآن والكشف عن مناحي الإعجاز المختلفة فيه ، فإنّ الإعجاز من أوصاف القرآن باعتباره كلاماً دالاًّ على المراد.
ثالثاً :
البحث عن أسباب النزول؛ لأنّ الآية حين ندرس سبب نزولها نلاحظها بما هي كلام ، أي بما هي لفظٌ مفيدٌ دالٌّ على معنى؛ لأنّ ما لا يكون كلاماً ولا يدل على معنى ، لا يرتبط بحادثةٍ معيّنةٍ لتكون سبباً لنزول الآية.
رابعاً :
البحث عن الناسخ والمنسوخ والخاص والعام والمقيَّد والمطلق ، فإنّ كلّ ذلك يتناول النص القرآني بوصفه كلاماً دالاًّ على معنى.
خامساً :
البحث عن أثر القرآن في التاريخ ، ودوره العظيم في بناء الإنسانية وهدايتها ، فإنّ أثر القرآن ودوره مردّهما إلى فعّالية القرآن بوصفه كلاماً لله ، لا بوصفه مجرّد حروف تُكتب أو صوت أو أصوات تُقرأ.
إلى غير ذلك من البحوث التي ترتبط بالقرآن باعتباره كلاماً لله تعالى.
ومن خلال تعريف علم التفسير نحدد موضوعه أيضاً وهو (القرآن) من حيث كونه كلاماً لله تعالى.
وفي هذا الضوء نعرف أنّ إطلاق اسم علم (الناسخ والمنسوخ) أو علم (أسباب النزول) أو علم (إعجاز القرآن) : على البحوث المتعلِّقة بهذه الموضوعات ، لا يعني عدم إمكان اندراجها جميعاً في نطاق علمٍ واحدٍ باسم علم : (التفسير) فهي في الحقيقة جوانب من هذا العلم ، لُوحظ في كلّ جانبٍ منها تحقيق هدفٍ خاص يتعلَّق بالبحث في ناحيةٍ خاصّةٍ من كلام الله؛ ففي علم (إعجاز القرآن) يُدرس كلام الله في القرآن مقارناً بالنتاج البشري أو بالإمكانات البشرية ، ليدلّل على أنّه فوق تلك الإمكانات وهو معنى الإعجاز ، وفي علم (أسباب النزول) يُدرس كلام الله في القرآن من حيث ارتباطه بالأحداث والوقائع التي لابست نزوله ، وهكذا الأمر في سائر الجوانب الأُخرى.
وإنّما أُفردت هذه الأسماء وأُعطيت عناوين مستقلّة ، باعتبار أنّ العلماء بعد التوسّع في علم التفسير أفردوها أحياناً بالبحث للتركيز على الأهداف التفصيليّة لها ، كما صنعوا ذلك في آيات الأحكام وفي القصص والأمثال وأُسلوب القرآن وغيرها ، مع أنّ هذه الأبحاث وُجدت وترعرعت في أحضان علم التفسير.
_____________________
(1) قارن هذا التعريف بما ذكره الزركشي في البرهان 1 : 13 ، وما نقله الذهبي عن بعضهم في (التفسير والمفسّرون) 1 : 15 ، وما ذكره الزرقاني في (مناهل العرفان) 1 : 481.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|