المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اكباد رسول الله (صلى الله عليه واله)
5-03-2015
علم إدارة الصحف
19-12-2020
ستيلتجس، توما
26-8-2016
Bevan Braithwaite Baker
14-7-2017
القرآن والتربية الجنسية
22-04-2015
الأنماط الزراعية في العالم - نمط الزراعة المتخصصة (Special Farming)- المزارع العلمية (Plantation Agriculture)
10-5-2021


قانون العلاقة مع الناس  
  
156   09:22 صباحاً   التاريخ: 2024-11-09
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة : ص82ــ84
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2319
التاريخ: 2024-11-16 227
التاريخ: 11-1-2022 3149
التاريخ: 2023-04-20 1173

بني الإسلام الأخوة الدينية على أسس عميقة. وأمر بالأسباب التي تؤدي إلى المحبة والتوادد والتآلف، ونهى عن عوامل العدوان والتباغض، ولم يغفل عن ذكر القوانين والأسس التي يمكن من خلالها أن يبني الإنسان علاقته مع الناس.

وفي وصية الإمام علي (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) يذكر له فيها ميزان التعامل مع الناس، وحدود ومقدار هذا القانون الذي يحكم علاقات الناس مع بعضهم البعض فيقول (عليه السلام).

((يا بني إجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تُحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تُحبُّ أن تُظلم، وأحسن كما تُحبُّ أن يُحسَنَ إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وأرض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم وإن قلَّ ما تعلم، ولا تَقُلْ ما لا تُحِبُّ أن يُقال لك))(1).

وقال (عليه السلام):

((خالطوا الناس مخالطة إن مِتُّم معها بكوا عليكم، وإن عشتم حنوا إليكم))(2).

وفي كلام له (عليه السلام) يشير إلى التكوين الطبيعي الذي على أساسه خلق الله تعالى الناس عليه حيث جمعهم على الأخوة ووحدهم على دين واحد، ولكن دخلت عوامل الفرقة والتباغض بين الناس من سوء تعاملهم مع بعضهم فقال (عليه لسلام):

((وإنَّما أنتم اخوان على دين الله، ما فرَّقَ بينكم إلا خُبْتُ السرائر، وسوء الضمائر، فلا توازرون ولا تناصحون، ولا تباذلون ولا توادون... وما يَمْنَعُ أحدكم أن يستقبل أخاه بما يخافُ من عيبه، إلا مخافة أن يستقبله بمثلِهِ))(3).

وفي وصيةٍ له (عليه السلام) يأمر الناس فيها بتقوى الله، وصلاح ذات بينهم يقول: ((أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله، ونظم أمرِكُم، وصلاح ذات بينكم، فـإنـي سمعـت جـدكـمـا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام)(4).

فالمجتمع الذي يتعامل فيه أفراده على أساس التقوى والأخوة لا بد أن يكون مجتمعاً مثالياً ونموذجياً تسوده المحبة والولاء والتعاطف. وهذه الأمور عناصر أساسية لتوثيق العلاقة بين الناس وتأليف قلوبهم.

_______________________________

(1) نهج البلاغة: الرسالة 31.

(2) نهج البلاغة: الحكمة 9.

(3) نهج البلاغة: الخطبة 111.

(4) نهج البلاغة: الخطبة 286. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.