المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مواعيد زراعة البصل
2024-11-19
حكم دخول الكفار بلاد المسلمين
2024-11-19
مصداق الاستطاعة في الحج
2024-11-19
معنى قوله تعالى : اتقوا الله حق تقاته
2024-11-19
واعتصموا بحبل الله جميعا بمحمد وال محمد
2024-11-19
معنى قوله تعالى : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
2024-11-19

Causatives
14-2-2022
حقيقة الدعاء
2024-09-03
تفرع الساق Branching of stems
16-2-2017
تأثير المنظفات على الإثراء الغذائي للماء
2023-10-28
إعجاز القرآن
3-08-2015
طريقة القيمة الكبرى M لحل مسائل البرمجة الخطية (Big M)
30-1-2022


علاقة الجسد والروح  
  
166   08:28 صباحاً   التاريخ: 2024-11-08
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 8 ــ 11
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

تظهر تغييرات عميقة في القوى الجسمية ونشاطات الخلايا والتفاعلات الكيمياوية بتقدم العمر.

وبما أن النفس والجسم متحدان ومرتبطان مع بعضهما البعض وأحكام كل منهما تسري على الآخر، فإن تغييرات الجسم وتحولاته تؤدي إلى تحولات في الحالات الروحية والعواطف النفسية تماماً كما أن التحولات النفسية والتغييرات الروحية أيضاً تؤثر في الجسم.

ولكي يتضح الموضوع أكثر يجب تقديم توضيح لاتحاد النفس والجسم وعلاقة الجسم بالروح.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (الروح في الجسد كالمعنى في اللفظ) (1).

إن مسألة اتحاد النفس والجسد وتأثير كل واحد منهما فى الآخر من المسائل التي قبلها الفلاسفة والحكماء في الماضي، وكذلك العلماء والمحققون اليوم، وجاؤوا بشواهد كثيرة في كتبهم العلمية لإثبات ذلك.

وهنا نشير إلى قسم منها:

النشاطات النفسية والجسدية:

(يقول الدكتور كارل: من الواضح أن النشاط العقلي يتوقف على وجوه النشاط الفسيولوجي. فقد لوحظ أن التعديلات العضوية تتصل بتعاقب حالات الشعور. وعلى العكس من ذلك، فإن حالات وظيفية معينة للأعضاء هي التي تقرر الظواهر السيكولوجية... ويعادل الكل المكون من الجسم والشعور بالعوامل العضوية والعقلية أيضاً ... فالعقل والجسم يشتركان معاً في الإنسان مثلما يشترك الشكل والرخام في التمثال، فالإنسان لا يستطيع أن يغير شكل التمثال دون أن يحطم الرخام....

تعادل نمو الدماغ والذكاء:

ينمو الدماغ والذكاء عند الأطفال في وقت واحد ... وعندما يحدث ضمور الشيخوخة ينقص الذكاء.

يتعرض النشاط العقلي لتغييرات مؤقتة تحت تأثير الكحول الذي يحمله الدم من المعدة إلى الخلايا العصبية. ويعطل انخفاض ضغط الدم - نتيجة للنزيف - جميع ظواهر الشعور ... وبالجملة

يلاحظ أن الحياة العقلية تتوقف على حالة المخ.

حقيقة الأمر أن المراكز المخية لا تتكون من المادة العصبية فحسب إذ إنها تشتمل أيضاً على سوائل غطست فيها الخلايا وينظم تأليفها بواسطة مصل الدم ... ويحتوي مصل الدم على إفرازات الغدة التي تنتشر في الجسم كله، ولما كان كل عضو موجوداً في النخاع الشوكي بواسطة الدم والليمفا، فمن ثم فإن حالاتنا الشعورية مرتبطة بالتركيب الكيميائي لأخلاط العقل مثل ارتباطها بالحالة التركيبية لخلاياه. وحينما يحرم الوسيط العضوي من إفرازات غدد السوبرارينال فإن المريض يسقط فريسة للانقباض الشديد - ويشبه حيواناً شرساً- وتؤدي الاضطرابات الوظيفية لغدة الثايارويد إما إلى الهياج العصبي والعقلي أو إلى البلادة وفقد الإحساس. وقد وجد معتوهون وضعاف عقول ومجرمون في أسر أصبح تغيير تركيب هذه الغدة فيها بسبب إصابتها بجروح أو بأمراض، مسألة وراثية) (2).

(يكفي أن يحرم بلازما الدم من بعض المواد لتزول أعلى تجليات الروح، فإذا لم ترشح الغدة الدرقية (التيروكسين) في الدم يزول الذكاء والشعور الأخلاقي والجمالي والديني. كما أن زيادة أو نقص الكالسيوم يسبب اختلالاً نفسياً وهكذا يتأكد أن الوضع النفسي يرتبط بحالة الجسم.

إن الفعاليات الفكرية والعاطفية تنشأ عن الأوضاع الفسيولوجية والكيميائية للبدن) (3).

إن موضوع ارتباط النفس بالجسد هو حقيقة مسلم بها لا تقبل الشك، وتظهر آثاره منذ عهد الطفولة بصور وأشكال مختلفة وتبقى ثابتة ووطيدة خلال جميع مراحل الشباب والكهولة والشيخوخة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ سفينة البحار، مادة روح، ص 537.

2ـ الإنسان ذلك المجهول، ص 165 ـ 166.

3ـ سبل الحياة، ص 26. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.