رعاية وتغذية الأبقار حديثة الولادة

بعد الولادة وخروج المشيمة تبدأ فترة رجوع الرحم والأعضاء الأخرى إلى وضعها قبل الحمل، ويختفى من المهبل الانتفاخ نتيجة تراكم الأنسجة الرابطة والأغشية المخاطية hyperaemea التي تؤدى إلى إعادة مجرى المهبل إلى الوضع الضيق الذي كان عليه قبل الولادة، وينتهي رجوع الرحم عادة خلال 3 - 4 أسابيع عندما ينقفل تماما قرن الرحم.

وفى خلال الأسبوع الأول يحدث تغير واضح في جسم البقرة بالنسبة للتبادل الغذائي وفي حجم كثير من الأعضاء الداخلية، وفى توزيع الجهاز الوعائي للدم في مؤخرة جسم البقرة، ولذلك بعد فترة الولادة توجد إمكانية خطورة الإصابة الشديدة للحيوان بالمرض حيث في هذا الوقت في الأبقار يحدث خروج للمهبل والرحم أو الإصابة بشلل الولادة paresis والتهاب الضرع وإصابات مختلفة للرحم والضرع والإمساك وخلافه، ولأجل الحماية من التعرض لهذه الأمراض لابد من شدة الاهتمام برعاية الإناث بعد الولادة، وتهيئة الظروف الجيدة التي تؤدى إلى إعادة البقرة إلى وضعها قبل الولادة، والرعاية المستديمة وحماية الإناث من التيارات الهوائية والبرد، وتقديم الأغذية ذات المواصفات الجيدة، والماء جيد الصفات، واستخدام وسائل خاصة في الرعاية والتغذية وتوفير الراحة لها.

وبعد نزول الوليد الجديد تزال الفرشة القذرة والرطبة في مكان وقوف البقرة وتوضع مكانها فرشة نظيفة وجافة. وخلال 1.5 ساعة بعد الولادة يُقدم للبقرة 1 - 1.5 جردل من ماء دافئ مضاف إليه قليل من زيت عباد الشمس أو جريش من نخالة القمح أو الشوفان ثم دريس مقطع إلى قطع صغيرة من حشائش نجيلية أو نجيلية بقولية.

ويُنصح بتجفيف جسم البقرة وخاصة البطن وخن الورك بحفنة من التبن الجاف أو قماش سميك ثم تغطية الظهر والخصر ومؤخرة الحيوان شتاءا، وتُجلب الأبقار أول مرة بعد الولادة خلال ساعة تقريباً، وإذا كان الحيوان الصغير ليس لديه رغبة في رضاعة اللبن يمكن إعادة رضاعته للضرع بعد استعادة رغبته.

وقبل الحلابة لابد من غسيل الضرع بماء دافئ وكذلك تنظيف الذيل والأرجل الخلفية وجانب الحيوان وبجوار الضرع، ويجفف الحيوان بمنشفة نظيفة، ويربط ذيل البقرة في وقت الحلابة مع الرجل، ويجب حلابة أول قطرات اللبن (السرسوب) في إناء خاص.

وإن إجراء المساج لسطح الجسم وشرب البقرة الجريش الدافئ وراحتها ورضاعة الصغار اللبن والعناية بجلد البقرة ومعاملات أخرى لرعايتها تؤدى إلى نتائج جيدة من حيث رجوع الرحم والأعضاء الأخرى إلى وضعها قبل الولادة وكذلك تمكن البقرة من أداء وظائفها بصورة طبيعية. ويجب التأكد من نظافة إناء الحليب قبل كل حلبة وبعدها.

وفى حجرة الولادة تحلب الأبقار من 3-4 مرات يوميًا، وتتغذى الصغار من العجول أو العجلات بنفس عدد المرات، وفى 3-4 أيام الأولى تتغذى البقرة حديثة الولادة على 0.5-2 كجم في اليوم نخالة قمح أو شوفان ودريس محاصيل نجيلية أو نجيلية بقولية حتى الشبع، وابتداء من اليوم الرابع والخامس تبدأ تغذيتها على خليط من أغذية المركزات وتدخل الأبقار بالتدريج في مجال التغذية على الأغذية الدرنية والحشائش الطازجة (أو البرسيم إن وجد).

وبالنسبة لخليط المركزات لأجل تغذية الأمهات حديثة الولادة لابد أن تكون من الأغذية المتاحة والتي تساعد البقرة في تقوية رجوع الرحم إلى وضعه الطبيعي، وسهولة اتمام عملية الهضم ومن أمثلة هذه المركزات نخالة القمح والشوفان وكسب بذرة الكتان وخلافه وتصل الأبقار إلى التغذية الكاملة عادة ابتداء من اليوم 10 - 12 من بعد الولادة، وخلال 2 - 3 أسابيع وأحيانًا قبل هذه الفترة تبدأ التغذية على السيلاج.

وتبقى الأبقار صحيحة الجسم في حجرة الولادة بعد الولادة حوالي 10 أيام، والحيوانات التي درجة حرارة جسمها عالية (40° م وأكثر) أو التي تظهر بها الإصابة بالمرض يجب أن تنقل إلى المعزل، وتوضع تحتها فرشة نظيفة معقمة، وفي هذه الحالات وكذلك في حالة إصابة الأبقار بعد الولادة بجميع أمراض الضرع يجب أن تشرب العجول والعجلات الصغيرة السن لبن من أبقار أخرى غير مصابة.

ومع وجود الحيوانات في حجرة الولادة يجب قياس درجة حرارة الجسم ويتم الفحص البيطري على هذه الحيوانات يوميا والأفضل اجراؤه مرتين في اليوم ويمنع دخول اشخاص غريبة في حجرة الولادة.