تربية وتغذية ورعاية صغار الماشية بعد شهر من الولادة

تتميز الحيوانات المجترة تامة النمو بنظام معين للهضم في المعدة والأمعاء، وهذا النظام في الهضم يختص بهضم الأغذية الغنية بالألياف، وفى العجول والعجلات في فترة الرضاعة على اللبن تساهم الأمعاء في الهضم حيث لا تُهضم الألياف جيدا في المعدة، ولذلك فالهدف الأساسي عند اختيار نظام تغذية لصغار الماشية هو إثارة الشهية وتقوية تطور الهضم عن طريق المعدة والأمعاء معا، ولأجل هذا وخاصة الهضم في الكرش من المهم جدًا الأخذ في الاعتبار تدريب صغار الماشية في وقت مبكر على تناول الأغذية النباتية وبصفة خاصة الدريس والأفضل الاهتمام بدريس المحاصيل النجيلية - البقولية من الحشائش الطرية والتي تُحصد قبل التزهير أو في بداية التزهير وتجفف سريعا. وبعد فترة ما بعد الولادة يُوضع الدريس بصفة مستديمة في أواني التغذية، ولابد أن نسمح للعجول والعجلات شتاءًا بالرعي في المرعى وتدريبها على تناول الحشائش الخضراء، وتقريبا ابتداءًا من عمر ثلاثة أسابيع تبدأ الحيوانات التغذية على حبوب الشوفان المجروشة. وفى وقت متأخر عن ذلك تقريباً في عمر شهرين تتغذى الحيوانات على خليط من أغذية المركزات. وفى فترة وجودها في الحظيرة في عمر 1-1.5 شهر يمكن تغذيتها على قطع صغيرة من الأغذية الدرنية مثل البنجر والجزر والروتاباج rutabage وفي عمر شهرين على علف البطاطا جيد الصفات.

وتبدأ العجول والعجلات في عمر ثلاثة شهور وأكبر من ذلك التغذية على السيلاج الجيد الصفات، ويعتبر إدخال السيلاج في العليقة في عمر 1-1.5 شهر غير ملائم لهذه الحيوانات في هذا العمر حيث أن تغذية الحيوانات صغيرة السن على أغذية نباتية ذات تأثير حامضي في هذا العمر يمكن أن يؤدى إلى توقف تكوين الميكروفلورا المرغوبة في الكرش.

وابتداء من عمر 3-4 أسابيع يمكن أن تشرب الحيوانات اللبن واللبن المنزوع منه الدهن مرتين في اليوم صباحًا ومساءًا، ويُنصح بتقديم الأغذية النباتية مرتين في اليوم. ويُحدد نظام تقديم الأغذية في المزرعة تبعا للظروف الواقعية فيها، ويفضل تقديم الدريس في حالة توفره في المزرعة، كما تقدم المركزات لكل حيوان على حدة. وتقدم للحيوانات الإضافات الغذائية من الأملاح المعدنية في صورة نقية مع اللبن وضمن خليط أغذية المركزات، وكذلك في صورة خليط من الأملاح التي يمكن تحضيرها في المزرعة. ولأجل تحضير هذا الخليط من الأملاح نأخذ خليط ملحي ويضاف إليه نخالة قمح ناعمة بنسبة 15-25٪ وماء، والخليط الذي نحصل عليه يتعرض للغليان حتى يصبح في صورة جيلي ويتم تحريكه طول الوقت ثم تعمل منه شرائح ويُقدم للحيوان باردا.