أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2021
2587
التاريخ: 8-06-2015
21470
التاريخ: 14-12-2015
3794
التاريخ: 24-11-2015
10606
|
مقا- سوى : أصل يدلّ على استقامة واعتدال بين شيئين . قال هذا لا يساوي كذا ، أي لا يعادله . وفلان وفلان على سويّة من هذا الأمر ، أي سواء .
ومكان سوى ، أي معلم قد علم القوم الدخول فيه والخروج منه . ويقال أسوى الرجل ، إذا كان خلفه وولده سويّا . وعن الكسائيّ : يقال كيف أمسيتم ؟ فيقال : مستوون صالحون . يريدون- أولادنا وماشيتنا سويّة صالحة . ومن الباب : السيّ : الفضاء من الأرض . والسيّ : المثل ، وقولهم سيّان أي مثلان ، ومن ذلك قولهم- لا سيّما ، أي لا مثل ما . كما يقال ولا سواء . ومن الباب السواء : وسط الدار وغيرها ، وسمّي بذلك لاستوائه . وأمّا قولهم : هذا سوى ذلك ، أي غيره : فهو من الباب ، لأنّه إذا كان سواه فهما كلّ واحد منهما في حيّزه على سواء ، والدليل على ذلك مدّهم السواء بمعنى سوى . ويقال قصدت سوى فلان : كما يقال قصدت قصده .
مصبا- ساواه مساواة : ماثله وعادله قدرا أو قيمة . ومنه قولهم هذا يساوي درهما ، أي تعادل قيمته درهما ، وفي لغة قليلة : سوي درهما يسواه من باب تعب ، ومنعها أبو زيد فقال : يقال يساويه ولا يقال يسواه . واستوى الطعام أي نضج ، واستوى القوم في المال : إذا لم يفضل منهم أحد على غيره . وتساووا فيه وهم فيه سواء .
واستوى جالسا واستوى على الفرس : استقرّ ، واستوى المكان اعتدل .
صحا- السواء : العدل . وسواء الشيء : وسطه . وسواء الشيء : غيره . قال الأخفش : سوى إذا كان بمعنى غير أو بمعنى العدل تكون فيه ثلاث لغات : ان ضممت السين أو كسرت قصرت فيهما جميعا ، وإن فتحت مددت ، تقول مكان سوى وسوى وسواء أي عدل ووسط ، ومررت برجل سواك وسوك وسواءك أي غيرك .
مفر- المساواة : المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل ، وقد يعتبر بالكيفيّة .
واستوى : يقال على وجهين :
أحدهما- يسند اليه فاعلان فصاعدا نحو استوى زيد وعمرو .
والثاني- لإعتدال الشيء في ذاته نحو فإذا استويت أنت . ومتى عدّى بعلى :
اقتضى معنى الاستيلاء- على العرش استوى . وإذا عدّي بإلى : اقتضى معنى الانتهاء اليه إمّا بالذات أو بالتدبير . وتسوية الشيء : إمّا في الرفعة أو في الضعة .
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو التوسّط مع الاعتدال ، فكلا المفهومان مأخوذان في الأصل معا ، وهذا ينطبق على جميع موارد استعمالها مجرّدا ومزيدا ، مضافا اليه خصوصيّة الصيغة .
فالسواء اسم مصدر يلاحظ فيه التوسّط مع الاعتدال من حيث هو ومن دون نظر الى نسبة الحدث ، وهو المتحصّل من المصدر .
{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة : 6] .
{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } [الرعد : 10] .
{تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } [آل عمران : 64] .
يراد المرتبة المتوسّطة والحدّ الوسط من الكفر الّذي كانوا عليه ، من دون حصول تفاوت في طريقتهم ، ومن دون تمايل الى اليمين والشمال بإنذار أو تركه ، فهم ثابتون في كفرهم .
وأنّ اللّٰه تعالى محيط وعالم بما في سرّكم وجهركم ويشهد ما في قلوبكم ، والجهر في القول أو الإخفات فيه لا يخرجه عن حدّ التوسّط والاعتدال في علمه .
ويا أهل الكتاب تعالوا نتوافق في مرتبة متوسّطة معتدلة- . { أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا} [آل عمران : 64] .
هذه الآيات الكريمة في المعنويّات .
وأمّا التوسّط في المادّيّات المحسوسة : فكما في- . {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال : 58] .
{وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} [الحج : 25] .
أي فاطرح اليهم معونتهم ونصرتهم وتعهّدهم وتوافقهم ، وكن على سواء في وفاقهم وخلافهم ، وجهادهم وقعودهم ، وأنّ العاكف والباد يستويان فيه .
{فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [البقرة : 108] * ، . {وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } [المائدة : 60] ، . {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} [ص : 22] ، . {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} [الدخان : 47] .
فالوسط المعتدل من الطريق والصراط والسبيل : هو الجهة الّتي تكون مصونة عن الانحراف الى اليمين والشمال وعن الضلال والتعدّي ، وهو أشدّ اعتدالا واستقامة من جهة العلو والسفل في سطح الطريق .
ثمّ الإستواء يختلف باختلاف الموارد : ففي كلّ مورد بحسبه وعلى ما يقتضيه ، فالتوسّط في الاعتدال في الخلق من جهة النظم والكمال في خلقه وتدبيره- . {فَخَلَقَ فَسَوَّى } [القيامة : 38] ، . {ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا} [الكهف : 37] ، . {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [الشمس : 7] ، . {عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة : 4] .
والاستواء في التمكّن في محلّ : عبارة عن الاستقرار التامّ والتمكّن الكامل من دون انكسار وضعف وتزلزل واضطراب - . {وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود : 44] ، {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ} [المؤمنون : 28] ، . {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ} [الزخرف : 13].
فالافتعال للمطاوعة ، فيدلّ على اختيار الاعتدال والتوسّط في مورد التمكّن ، وهو الاستقرار التامّ المطمئنّ .
ومن هذا الباب : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة : 29] * ، . { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس : 3] .
{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه : 5] .
يراد الاستقرار التامّ المطمئنّ والتمكّن بالاعتدال بإتمام الخلق وإكمال التدبير فيه .
والتعبير في السماء بحرف- على : فانّ السماء جهة علوّ ، وليست بموضع للتمكّن والاستقرار- راجع العرش .
و التسوية : جعل شيء معتدلا في توسّطه ، ومتوسّطا معتدلا بالعمل والنظم و التدبير والتكميل .
{الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } [الانفطار : 7] .
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} [السجدة : 9] .
{رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} [النازعات : 28] .
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } [الشمس : 7] .
أي جعلها في توسّط مع اعتدال .
{حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [الكهف : 96] .
صيغة المفاعلة تدلّ على التكرر والاستمرار ، أي جعل بينهما في توسّط واعتدال حتّى عادلهما .
وإذا أريد من التوسّط معناه في نفسه : فيكون المراد جعل بين الصدفين سدّا في حدّ الاعتدال والتوسّط خارجا عن الافراط والتفريط كما وكيفا .
{الصِّرَاطِ السَّوِيِّ} [طه : 135] ، . {بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم : 17] ، . {يَمْشِي سَوِيًّا} [الملك : 22] ، . {أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا } [مريم : 10] .
أي الصراط الّذي يكون في توسّط مع اعتدال غير منحرف عن الاستقامة .
والبشر السويّ في الخلقة والطبيعة . ويمشي حال كونه سويّا غير مكبّ على وجهه .
وألّا تكلّم مع أنّك في حالة توسّط مع اعتدال .
{مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه : 58] .
أي متوسّطا باعتدال من جهة كيفيّة أو كميّة أو نسبة وبعد بيننا وبينكم أو غيرها .
وأمّا مفهوم الغير- هذا الرجل سوى زيد : فهو في الأصل هذا في مكان أو مرتبة يعادل زيدا ويقابله ، وهذا المعنى يلازم التغاير .
_______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ. .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|