أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2014
2400
التاريخ: 27-5-2022
2127
التاريخ: 21/11/2022
1975
التاريخ: 14-12-2015
12670
|
مقا- سمع : أصل واحد وهو إيناس الشيء بالإذن من الناس وكلّ ذي اذن.
تقول سمعت الشيء سمعا. والسمع : الذكر الجميل ، يقال قد ذهب سمعه في الناس أي صيته ، ويقال سماع : بمعنى استمع ، ويقال سمعت بالشيء إذا أشعته ليتكلّم به ، والمسمعة المغنّية ، والمسمع كالإذن للغرب وهي عروة تكون في وسط الغرب يجعل فيها حبل ليعدل الدلو.
مصبا- سمعته وسمعت له سمعا وتسمّعت واستمعت : كلّها يتعدّى بنفسه وبالحرف : بمعنى ، واستمع لما كان يقصد لأنّه لا يكون إلّا بالإصغاء ، وسمع يكون بقصد وبدونه ، والسماع اسم منه ، فأنا سميع وسامع ، وأسمعت زيدا : أبلغته ، فهو سميع أيضا. قال الصنعانيّ : وقد سمّوا سمعان والعامّة تفتح السين ، ومنه دير سمعان. وطرق الكلام السمع والمسمع ، والجمع أسماع ومسامع. وسمعت كلامه أي فهمت معنى لفظه ، فان لم نفهمه لبعد أو لغط فهو سماع صوت لا سماع كلام ، وسمع اللّه قولك : علمه. وسمع اللّه لمن حمده : قبل حمد الحامد. وقال ابن الأنباريّ:
أجاب اللّه حمد من حمده ، ومن الأوّل قولهم- سمع القاضي البيّنة أي قبلها. وسمّعت بالشيء أذعته ليقوله الناس.
الاشتقاق 355- إن كسرت الميم فالأذن مسمع. ويقال أنت منّي بمرأى ومسمع ، أي حيث أراك واسمع كلامك. ويكون مسمع مأخوذا من أسمعت الدلو ، والسامعان والمسمعان : الأذنان. والسمع ضرب من السباع بين الذئب والضبع. والسمعة : الذكر حسنا أو قبيحا. وسمّع فلان بفلان إذا ذكره بقبيح لا غير. والرياء والسمعة : بأن يسمّع بأكثر ممّا عنده. وتقول العرب : فعلت ذاك تسمعتك ، أي لتسمعه. ودير سمعان : موضع بالشام مات فيه عمر بن عبد العزيز.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو إدراك الأصوات سواء كان بواسطة عضو الاذن الجسمانيّ أو بوسيلة قوّة روحانيّة ونور باطنيّ ، أو بسبب إحاطة وجوديّة وقيّوميّة مطلقة.
فالأوّل كما في : {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ...} [يوسف : 31] ، . {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا...} [البقرة : 285] * ، . {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ...} [البقرة : 181] ، {وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ ...} [الأنبياء : 45] ، { يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} [البقرة : 75].
والثاني كما في : {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا...} [الجن : 1] ، {نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ...} [الأحقاف : 29] ، . {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى...} [طه : 13] ، . {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى} [الصافات : 8].
والثالث كما في : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ...} [المجادلة : 1] ، . {إِنَّ الله كٰانَ سَمِيعاً}.
وكشف المرام في هذا الموضوع يتوقّف على تبيين امور:
1- سماع الكلام في الإنسان : إنّما يتحقّق بوصول الاهتزازات الهوائيّة والتموّجات الحاصلة الى صماخ الاذن ، ثمّ تنتقل تلك الاهتزازات الصوتيّة بواسطة الأعصاب في الاذن ، الى مخّ الجمجمة.
2- المدرك بالأصوات وكذلك بسائر المدركات : هو النفس ، وإذا فرض السماع المادّي : فلا بدّ من سلامة وصحّة ونظم في الأذن ، لكي يتحقّق السمع بواسطته ، وتستوي القوّة السامعة فيه ، ويكون الإدراك به تامّا.
3- المدرك بالمدركات والمحسوسات في الموجودات البرزخيّة كالجنّ والشياطين وكذلك الانس في عالم برزخه : هو الوسائط والأعضاء البرزخيّة اللطيفة ، ويشبّه هذا العالم عالم الجنّة والنار وأهلهما ، فانّ الآخرة جسمانيّة لا جسدانيّة. ومع هذا فانّ المدرك الحقيقيّ الأصليّ هو الروح.
4- المدرك في عالم العقول : هو نفس الروح المجرّد السميع في ذاته من دون آلة وواسطة ، وهذا العالم مظهر الصفات والأسماء الإلهيّة ، لا فرق بينها وبينه الّا أنّها مخلوقة ومحدودة ذاتا ، واللّه هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن والحقّ القيّوم لا إله إلّا هو العزيز الرحمن الرحيم.
5- إنّ اللّه عزّ وجلّ هو المنزّه عن الحدود الماديّة والجسمانيّة والذاتيّة وهو الأزليّ الابديّ الحيّ المريد المحيط المدرك.
فهو تعالى أكبر وأعلى من عالم المادّة الّتي هي محدودة بأبعاد الزمان وأبعاد المكان و أبعاد الذاتيّات وحدودها. وأعلى وأكبر من الأبعاد الّتي في عالم البرزخ من الحدود العرضيّة والطوليّة في عالمه ومن الحدود الذاتيّة فيه. وأكبر وأعلى من الحدود الذاتيّة في عالم العقل.
فهو الحيّ المطلق والنور المطلق وهو المريد القيّوم المحيط.
6- الإنسان يعيش في الدنيا بوسائل ووسائط ، يرى بحاسّة الباصرة ، ويسمع بحاسّة السامعة ، وينطق باللسان ، ويبطش باليد ، ويتحرّك بالرجل ، ويذوق بالذائقة ، ويشمّ بحاسّة الشامّة ، ويتغذّى بجهاز الهاضمة ، ويتنفّس بجهاز التنفّس ، ويلمس بحاسّة اللامسة ، وهكذا. وهذه هي الحياة الدنيا ، ولا يمكن إدامة الحياة والعيش فيها إلّا بوسائط ، فلا يتحقّق الإدراك فيها إلّا بواسطة الحواسّ الخمسة ، ولا يمكن إدراك الأصوات إلّا بواسطة الاذن ، ليس إلّا.
7- ولمّا كانت الحياة الدنيا إنّما تجري أمورها ومعايشها بالوسائط فيصعب العيش ويشكل دوام الحياة ، ويحتاج تهيّة الوسائط والعمل بالوسائل والاستفادة بالأسباب والقوى الى تكلّف وتحمّل زحمة ، ومع هذا لا يخلو حصول النتيجة وتحقّق المقصود عن إمكان وقوع موانع وفقدان شرائط لازمة. فيكون تحصيل اليقين في الأمور والقضايا وفي الإدراكات والإحساسات في غاية الإشكال.
8- وكلّما كانت الوسائط قليلة كانت النتائج المأخوذة ولا سيّما في المدركات بالحواسّ الخمسة : متيقّنة مشهودة مسلّمة. فالاشتباه والتردّد في عالم البرزخ أقلّ كثيرا. وفي عالم العقل منتفية بالكليّة ، وفي عالم اللاهوت علم مطلق وشهود تامّ وإحاطة كاملة.
فجميع الأمور وقاطبة الأشياء وكلّ عمل ونيّة في أيّ عالم ماديّا أو برزخيّا مشهودة عنده حاضرة لديه تعالى ، في الأزل والأبد ، لا يحجبه زمان ولا مكان ولا بعد ولا حدّ ولا حجاب ولا واسطة ، فالأزل والأبد عنده سواء ، والشرق والغرب لديه غير متفاوت ، وطبقات الخلق محاطة بعلمه وحضوره بنحو واحد وبنسبة فاردة ، ولا يتصوّر بعد عنده.
9- إنّ اللّه عزّ وجلّ قد أعطى لكلّ حيوان من أيّ نوع روحا ، وذلك الروح يختلف بحسب اختلاف الأنواع والأشخاص ، ففي كلّ نوع يتميّز ويتجلّى بخصوصيّات وصفات خاصّة ، ويتفاوت بالشدّة والقوّة والضعف ، وفي الإنسان يعطى روح قويّ له استعداد إدارة الأمور الدنيويّة والاخرويّة ، وفيه قدرة التكميل والتربية من جهة الحياة الماديّة والحياة الروحانيّة ، وله استطاعة أن يترقّى من عالم المادّة الى عالم العقل.
فبسبب هذا الاستعداد التكوينيّ الروحيّ يمتاز عن سائر الحيوانات ، وبلحاظ تكميل استعداده بالعمل والرياضة : يمتاز عن الملائكة الّذين خلقوا تكوينا ، متناسبة وفي سنخ عالم البرزخ ، فانّ له جزاء ما عمل وسلك ، الى أن يصل الى البرزخ أو الى عالم العقل ، مضافا الى مالهم.
10- وبهذا يظهر حقيقة الحشر في الإنسان دون الحيوان : فانّ الحيوان ليس له استعداد التوجّه الى عالم ما وراء المادّة وتربية الروح وتزكيته وتكميله وتهذيبه والسلوك الى عالم الآخرة ، فلا معنى لحشرهم في عالم الآخرة ، لأنّهم قد خلقوا للحياة الدنيا ، وهم يجزون في امتداد حياتهم بحسب ما عملوا من خير أو شرّ ، بجريان طبيعيّ إلهيّ.
11- فالإنسان العاقل المتنبّه : لا بدّ له بمقتضى فطرته التكوينيّة وبلحاظ استعداده الذاتيّة الروحيّة ، أن يهذّب نفسه ، ويتوجّه الى ماله خير وصلاح وكمال ، ويسلك في صراط خلق له ، ويعيش بعيش الآخرة ، ويحيى بالحياة الروحيّة النورانيّة ، ويجعل الدنيا وسيلة الى الوصول بلذائذ عالم الآخرة ، ويجتهد في تحصيل إدراك الحقائق والمعارف الحقّة.
12- فظهر أنّ اللّه تعالى بصير بذاته لا بواسطة ، كما أنّه تعالى بذاته سميع وبذاته فعّال ومريد وذو بطش ، فلا حاجة له تعالى في السماع الى الشرائط والوسائل اللازمة في عالم الجسم.
فهو تعالى في تفرّده وتجرّده : له الصفات العليا والأسماء الحسنى.
و هذه كلّها اعتبارات وملحوظات بالنسبة الى خلقه وتكوينه وفضله وجوده.
و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه.
13- والفرق بين السماع والإبصار والعلم : أنّ في السمع يلاحظ ظهور صوت ولو في القلب أوّلا ثم يتوجّه اليه ويحصل الإدراك. وفي الإبصار يلاحظ ابتداء التوجّه الى المبصر وإدراكه من دون نظر الى تظاهر في المبصر أو عدمه. وأمّا العلم فهو انكشاف مطلق من دون نظر الى ظهور المعلوم أو قصد الإدراك من العالم ، فلا خصوصيّة في العلم.
14- كثيرا ما يذكر- السميع- في القرآن الكريم مقرونا باسم- العليم كما في : {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا...} [النساء : 134] ، {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنفال : 61] *.
فانّ ذكر العامّ أو المطلق بعد الخاصّ والمقيّد يكون تأكيدا له وتحكيما للحكم.
وقد يذكر باسم- البصير : كما في :
{فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 134].
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [الشورى : 11].
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [غافر : 20].
{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج : 75].
{وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج : 61].
وذلك في موارد خاصّة مربوطة بفعل اللّه تعالى وتقديره وحكمه ، وهذا إشارة الى أنّ ما يصدر ويظهر منه يلاحظ فيه الجهتان : جهة ظهور وطلب من الطرف ، وجهة توجّه ونظر اليه من جانب اللّه تعالى ، ومرجعهما الى تحكيم وتقدير في التوجّه الى جهة الطلب والاستقضاء ، وتحكيم في جهة القضاء وإتمام الحكم وإكماله بمقتضى المورد ، وهذا كما في : {لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه : 46]
وأمّا-. {وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا} [الأعراف : 179].
{قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال : 21].
قلنا إنّ السماع هو الإدراك ، وإذا لم يدرك فهو غير سامع.
__________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- الإشتقاق - لأبن دريد ، طبع مصر، ١٧٧٨ هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|