أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2021
2507
التاريخ: 3-06-2015
2661
التاريخ: 24-11-2015
11817
التاريخ: 8-06-2015
4505
|
الجمهرة 1/ 151- السلسلة : اتّصال الشيء بالشيء ، وبه سمّيت سلسلة الحديد وسلسلة الرمل ، والسلسلة من البرق : المستطيلة في عرض السحاب. وماء سلسل وسلسال وسلاسل إذا كان صافيا.
الاشتقاق 387- والسلسلة : كلّ ما تسلسل من شيء. تسلسل البرق إذا استطال في عرض السماء. وماء سلسل وسلسال إذا كان سهل المزدرد (الابتلاع).
وسلاسل الرمل : قطع تستطيل وتتداخل.
التهذيب 12/ 294- وقال الليث : هو السلسل وهو الماء العذب الصافي الّذي إذا شرب تسلسل في الحلق ، والماء إذا جرى في صبب أو حدور تسلسل.
والسلسلة : معروفة. وبرق ذو سلاسل ، ورمل ذو سلاسل ، وهو تسلسله الّذي يرى في التوائه. عن الأصمعيّ : السلاسل رمل يتعقّد بعضه على بعض. وعن ابن الأعرابيّ : البرق المسلسل الّذي يتسلسل في أعاليه ولا يكاد يخلف.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو استطالة في اتّصال أجزاء أو ارتباط حلقات مع انتظام والتواء وسلاسة.
يقال : تسلسل الماء ، وسلسلة البرق الظاهر في السحاب ، وسلسلة الرمل المستطيلة المتداخلة ، وماء سلسل عذب في الحلق.
ويلاحظ في السلسلة : كون شيء مستطيلا في انتظام وارتباط بين أجزائه. وأمّا الغلّ : فهو ما يوجب محدوديّة وتقيّدا.
{إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا} [الإنسان : 4].
فالسلاسل : شعب مستطيلة مرتبطة في أنفسها تكون متعلّقة للإنسان تجرّه وتحرّكه الى ما تريد.
والأغلال : كلما يقيّد ويجعل الإنسان محدودا ومحصورا لا يستطيع سيرا ولا حركة.
والسعير : هو الحرارة الشديدة تعذّب الإنسان في أيّ حالة وفي أيّ محيط ومحدوديّة.
هذا بحسب الظاهر. وأمّا بحسب الباطن والحقيقة الواسعة : فالسلاسل : عبارة عن الشهوات والتمايلات النفسانيّة والبرنامج المادّيّ الدنيويّ المنبسط في شعب متنوّعة حيوانيّة ، فتكون سلاسل لصاحبها تمنع عن السير الى خلافها والسلوك الى سبيل الحقّ والفلاح.
وأمّا الأغلال : فهي عبارة عن العلائق والتقيّدات المادّيّة الدنيويّة من المال والعنوان والأهل والشهرة وغيرها ، تجعل الإنسان محدودا مقيّدا لا يتمكّن من إطلاق نفسه وتحصيل سعادته.
وأمّا السعير : وهو ما يتجسّم من الأعمال الفاسدة والحركات الشنيعة والمعاصي وما يخالف مقام العبوديّة والحقوق الانسانيّة-. {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ } [القمر : 47].
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} [الحاق ة: 25].... { ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ } [الحاقة : 32 ، 33].
قلنا إنّ السلاسل عبارة عن برنامج التمايلات والشهوات النفسانيّة ، ومرجع هذا المعنى الى التوجّه بالحياة الدنيا والتمايل الى تأمين القوى البدنيّة الجسمانيّة.
ولمّا كان اليمين مظهرا للتوجّه وظهور القوّة والاستطاعة طبعا ، كما أنّ اليسار على خلاف ذلك ، فانّ الإنسان بالطبع لا يتوجّه أوّلا الى جانب اليسار ولا يريد في مقام إظهار القوّة والقدرة وفي الحاجة الى الدفاع ، أن يتوسل ابتداء وبالفطرة الى يساره ، فهو متأخّر دائما ومتخلّف بالطبع عن اليمين : فيناسب هذا المعنى أن يعبّر عالم الروحانيّة للإنسان باليمين ، وعالم الجسمانيّة والبدن باليسار ، فانّ جهة الروح في أمام الإنسان وفيما بين أيديه ، ولازم له أن يسلك الى هذه الجهة ، وهو طريق الهدى وسبيل النجاة والصلاح والسعادة والكمال.
وأمّا جهة الجسمانيّة : فانّها في جهة الخلف والمؤخّر للإنسان ، ولازم له أن يجعل هذه الجهة وراء ظهره ، ولا تكون الدنيا وجهة في حياته وسلوكه.
وإيتاء الكتاب بالشمال : عبارة عن أخذ برنامج للحياة الدنيا ، بان يسير الى هذه الجهة ويجعلها أمام قصده وسلوكه ، ويتّبع عن تمايلاته النفسانيّة وشهواته الجسمانيّة والتحرّك على وفق القوى البدنيّة. فالكتاب هو البرنامج وما يضبط ويقدّر ويعيّن للعمل والسير.
وهذا التوجّه الى الحياة الدنيا وأخذ برنامجها : هو المتجسّم بالسلاسل والمتظاهر في عالم الآخرة بها ، وعلى هذا عبّر في المورد بها.
ثمّ إنّ أخذ هذا البرنامج واختيار مسير الحياة الدنيا : هو القدم الأوّل والمرحلة الابتدائيّة من السير القهقرائيّ للإنسان. وإذا تثبّت في هذه المرحلة وتحقّق العمل بالبرنامج : تحصّل له التقيّد والتعلّق به ، وهذا هو مرحلة الاستقرار تحت قيود الأغلال. ثمّ إذا تحقّق هذا التعلّق والمحدوديّة : يتظاهر آثاره في ظواهره وفي أعضائه وجوارحه ، بصورة الخلاف والعصيان والكفران والعدوان ، وهذا هو مرحلة النار والسعير.
فيظهر أنّ العصيان هو أعلى مرتبة التخلّف والإعراض ، وأتمّ مرحلة في السير القهقرائيّ للإنسان ، ومن يرى منه العصيان فهو متجاوز حدّ السلاسل والأغلال ، ومتوغّل في الخلاف والعدوان.
. {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ} [غافر : 71 ، 72].
أي إنّ التعلّقات الدنيويّة تكون بصورة أغلال في أعناقهم تقيّدهم فلا يتمكّنوا من الحركة والتحوّل والتقلّب ، ثمّ يسحبون ويجرّون بالسلاسل في الحميم.
فالسلاسل مبتدأ خبره قوله يسحبون بها ، والضمير محذوف لكونه معلوما ولنظم آخر الآية. ولمّا كان البرنامج منهاج السير والعمل على طبقه ، والعمل على ذاك المنهاج يسوق الى العصيان وينتهي الى النار : فعبّر في المورد بقوله تعالى : { يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ }.
ولا يصحّ عطف السلاسل على الأغلال : فانّ السلاسل صورة البرنامج وعبارة عن حقيقة المنهاج المتّخذ للسير ، وهذا المعنى لا يناسب أن تعلّق في الأعناق ، بل يناسب السحب والجرّ في محلّ المنهاج.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|