أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2016
15674
التاريخ: 2024-09-29
132
التاريخ: 2024-10-01
129
التاريخ: 2024-09-26
144
|
ري القطن
يعتبر القطن نبات استوائي معمر بطبيعته. فعندما تسود ظروف رطبة وتربة خصبة فانه يتجه نحو النمو الخضري بدلا من النمو الثمري. اما قلة مياه الري او الجفاف فان ذلك يجعله يتجه نحو النمو الثمري المبكر بدلا من النمو الخضري. ولهذا السبب فان ضبط كميات مياه الري مع توفير عوامل النمو الأخرى وبصورة متوازنة يحقق اعلى انتاج من الالياف.
لقد وجد ان حاصل الالياف يتأثر بالتوازن الموجود بين مساحة الاوراق وعدد الجوز المتكون في النبات، ولهذا السبب يجب ضبط كميات المياه المعطاة للنباتات بحيث يقلل من المساحات الورقية من دون ان يؤثر ذلك على الحاصل لقد ثبت من الخبرة ولسنين طويلة لدى المختصين في نبات القطن ان هذا النبات يكمل نموه الخضري تقريبا عندما يبدأ بالتزهير ومن الممكن التحكم في ذلك عن طريق ضبط المقنن المائي له.
يظهر تأثير المقننات المائية المختلفة للقطن على اشده عندما يتراوح عمر النبات من (70 - 80 يوما)، فقد وجد ان قلة المياه خلال هذا الدور تؤدي الى تأخير في النمو وعند اعطاء مياه كثيرة بعد هذه الفترة فانه يدفع النبات للنمو الخضري فينخفض الانتاج بالمقارنة مع النبات الذي يأخذ حاجته من الماء في نفس الفترة. ويمكن تفسير هذه الحالة بما يلي: -
ان تعطيش القطن في اول ادوار نموه ثم ريه يؤدي الى زيادة في نسبة تساقط الازهار والجوز ولا يمكن للنبات استعادة قابليته على التزهير والانتاج مجددا الا بعد مرور فترة اربعة اسابيع على ذلك. وخلال هذه الفترة يكون النمو خضريا بحتا بالإضافة الى ذلك فان المياه الزائدة تساعد على زيادة الاصابة بالأمراض النباتية كمرض تخيس الجوز وزيادة الاضطجاع وتأخير النضج وصعوبة تسقيط الاوراق واجراء الجني الميكانيكي.
تأثير الماء على التبكير:
يؤثر المقنن المائي على موعد ظهور الازهار الاولي في نباتات القطن وفترة التزهير. لقد تأيد ان الري المتكرر يؤخر النضج بغض النظر عن مستوى خصوبة التربة ويكون انتاج الفترة الاولى منخفضا بالمقارنة مع القطن المروي بصورة متوازنة. ويؤدي الري المتكرر الى زيادة النمو الخضري وهذا يقلل من حركة الهواء بين النباتات وكنتيجة لذلك يتأخر تفتح الجوز كما تزداد الفترة اللازمة لجفاف الجوز المتفتح. اما قلة المياه فأنها تؤدي الى التبكير في تفتح الجوز وتقليل الفترة اللازمة للفتح.
ان السبب المباشر للتبكير في النضج في حالة الجفاف او انخفاض الرطوبة هو تقصير فترة تكوين ونضج الجوزة وليست ازدياد سرعة النمو والنضج.
تبكر الاقطان النامية على مياه مخزونة في التربة بمقدار بضعة أسابيع بالمقارنة مع تلك التي تروى كما يكون نضجها متجانس. وفي حالة اعطاء بعض الريات القليلة لدعم المياه الموجودة في التربة فان ذلك سوف يؤدي ايضا الى التبكير في النضج ولفترة تتراوح من (2 – 3) أسابيع.
تأثير موعد فطام القطن:
ان لموعد الرية الاخيرة تأثير واضح على موعد النضج فكلما كان موعد ايقاف الري مبكرا كان موعد النضج مبكرا.
التزهير ونسبة التساقط:
ليس للمقنن المائي تأثير كبير على نسبة التزهير اليومية، ولكن وجد ان نظام الري المناسب يزيد فترة التزهير وعليه فان عدد الازهار المتكونة يكون كبير. يبدأ تكوين الازهار بالتناقص بصورة طبيعية عندما تصل نسبته الى حالة التشبع في النبات ويمكن تأخير هذا التناقص لفترة اسبوعين عندما لا يكون هناك نقص في المحتوى المائي للتربة.
يصل العجز في رطوبة التربة مداه الاكبر عندما يقترب الموسم من نهايته فيؤدي ذلك الى زيادة في عدد الجوزات الساقطة (نسبة التساقط). ويحصل التساقط بعد مرور من (4 – 7) ايام على حصول العجز في مياه التربة. وبالإمكان ايقاف عملية التساقط هذا فيما إذا جهزت التربة بالماء خلال هذه الفترة أي بعد مرور ثلاثة ايام من بداية العجز. ولهذا السبب فبالإمكان تحقيق اعلى نسبة في تكوين الجوز إذا لم يسمح للعجز في رطوبة التربة بالاستمرار لأكثر من اربعة ايام فقط.
عادة يعقب كل رية سقوط نسبة لا بأس بها من الجوزات بعدها يعاود النبات على تكوين الجوز ويعرف ذلك بالتساقط الطبيعي. ويعود سبب ذلك لفعل الهرمونات التي تعمل على وجود توازن في عدد الجوز الذي يستوعبه كل نبات فعندما تنخفض نسبة الرطوبة في التربة وتصبح النباتات بحاجة للماء عندئذ تأتي الرية متأخرة بعض الشيء فتحصل عملية التساقط وبعدها تتوقف ولذلك فهناك دورات من التساقط وتكوين الجوز تبدأ عندما ينخفض المحتوى الرطوبي للتربة وتقف عندها بعد الري.
تأثير المحتوى الرطوبي للتربة على حجم الجوز:
للأوراق القابلية على سحب الماء من اجزاء النبات الاخرى ومن ضمنها الجوز عندما يكون المحتوى المائي للنبات قليل أي في حالة الذبول المؤقت، فعند ذبول النبات لأكثر من ثلاثة ايام تبدأ الاوراق بسحب المياه من الجوزات التي يقل حجمها تباعا وبصورة واضحة. اما إذا استمرت ظاهرة الذبول لأكثر من ذلك فانه يؤدي الى سقوط الجوز.
تأثير مياه الري على صافي الحلج المئوي ونوعية الالياف:
يكون تأثير النظام الرطوبي للتربة محدود على نسبة صافي الحلج المئوي. وقد تزداد نسبة صافي الحلج احيانا عندما يكون هناك نقص في رطوبة التربة. ويعزى سبب ذلك الى نقص في وزن البذور بينما لا يؤثر ذلك بحل وزن الالياف فتزداد نسبة صافي الحلج المئوي.
اما تأثير الماء على نوعية الالياف فهو غير بارز ولا ثابت في جميع الاحوال، ومع هذا فان نقص الماء في التربة قد يؤدي الى تكوين الياف اقل نعومة ولكنها أكثر متانة وانتظاما ونضجا من تلك الالياف المنتجة تحت ظروف ري مستمر ومنظم.
وبصورة عامة وجد ان زيادة المحتوى الرطوبي للتربة يؤثر تأثير سيئ على صفات التيلة ويرجع سبب ذلك بصورة رئيسة الى زيادة نسبة الالياف الرديئة التكوين والنضج.
احتياجات محصول القطن للماء:
تختلف الاحتياجات المائية لمحصول القطن من قطر الى آخر ومن منطقة الى منطقة اخرى وذلك بسبب اختلاف الظروف المناخية والتربة. فمثلا يحتاج القطن المنزرع في صعيد مصر من (17 - 18) رية خلال الموسم وبسعة (100 ملم) لكل رية. اما في منطقة الدلتا فينخفض عدد الريات الى (8 أو 10) وبنفس السعة للرية الواحدة. وفي السودان يعطي الري على فترات طول الفترة بين رية والتي تليها ( 12 يوما ) وبسعة ( 110 ملم ) لكل رية. ويقل عدد الريات في المناطق الرطبة نوعا ما كما هو الحال في كاليفورنيا حيث يصبح نصف هذا العدد. ولقد وجد ان المجموع الكلي للماء المطلوب لإنتاج القطن هو ( 600 ملم) في الترب الطينية المزيجة و (700 ملم ) في الترب المزيجية والمزيجة الرملية. وتدخل ضمن هذه الكميات المياه المخزونة في التربة قبل الزراعة والتي تعادل (340 ملم) في الترب الثقيلة و (275 ملم) في الترب الخفيفة. لقد تم الحصول على اعلى انتاج في اريزونا في ظروف مناخية وتربة مشابهة لظروف المنطقة الوسطى من العراق. وقد تراوح المجموع الكلي لكميات المياه المعطاة من (1020 - 1190 ملم) خلال الموسم بأكمله وكان طول الفترة بين الرية والاخرى تمتد من (14 - 21 يوما) وبصورة عامة فان الاحتياجات المائية للقطن ذات تأثير مهم على انتاجيته. ويمكن تحقيق اعلى حاصل عندما لا يكون هناك نقص في رطوبة التربة خلال الموسم. يمكن المحافظة على الانتاج العالي للقطن في حالة سقيه مباشرة عند ظهور اول اعراض نقص الرطوبة في التربة وعلى عكس ذلك فان الحاصل يقل بشدة إذا استمر النقص لفترة طويلة وحتى الذبول يتفق معظم الباحثين على ان تحقيق اعلى حاصل من الياف القطن ممكن ان يتم عندما تتعدى نسبة الرطوبة المفقودة من (90 سم) العليا من التربة عن (50٪) وفي بحث اجري في حقول كلية الزراعة في ابي غريب من قبل (البرزنجي والانصاري 1975) فقد وجد ان افضل انتاج يتحقق عندما يباشر بالري حال انخفاض مستوى الماء الجاهز في التربة الى (60٪). من السعة الحقلية ولقد بلغت كميات المياه المستهلكة خلال موسم ( 1974 ) في هذه التجربة ( 1689 ملم) موزعة على (25 رية ) اما في سنة (1975) فقد بلغت كميات المياه ( 1726 ملم) وموزعة على (26 رية).
تنظيم سقى القطن:
عندما يكون الماء هو العامل المحدد للإنتاج كما هو الحال في القطر العراقي والاقطار العربية الأخرى عندئذ لا يكون الهدف هو تحقيق اعلى انتاج وانما هو ضمان الاستغلال الامثل للموارد المائية. ويمكن ان يتم ذلك عن طريق تقليل مياه الري خلال فترة النمو غير الحرجة واعطاء المياه الكافية خلال الفترات الاخرى وسوف يتم تفصيل ذلك فيما يلي: -
تتميز ثلاث فترات مهمة عند ري القطن وهذه الفترات:
(1) الفترة من الزراعة وحتى التزهير.
(2) الفترة من التزهير وحتى تكوين الجوز.
(3) الفترة من استعادة النمو الخضري وحتى انتاج الجوز.
1) الفترة من الزراعة وحتى التزهير:
عندما يزرع القطن في تربة تكون رطوبتها عند السعة الحقلية (Field Capacity) ولكافة عمق الجذور لا توجد هناك حاجة للري وحتى بداية التزهير الا ان أي تأخير يحصل في الري بعد هذا التأريخ سوف يؤدي الى حصول نقص كبير في الحاصل. ولا يمكن تحديد موعد اعطاء الرية الاولى على اساس عمر النباتات وانما يتم على اساس حالة الرطوبة في التربة ويعتمد ذلك على عوامل عديدة منها المنطقة وموعد الزراعة والظروف المناخية ونوع التربة وحالة المحصول، وكقاعدة عامة لا توجد حاجة لري المحصول من يوم الزراعة وحتى موعد التزهير الاول. وتتراوح الفترة اللازمة لإعطاء اول رية من شهر في الترب التي تجف بسرعة الى شهرين في الترب التي تحتفظ بالماء مع توفر الظروف الملائمة الاخرى. ويتراوح الحد الادنى لنسبة الرطوبة الكافية لنمو النباتات نموا طبيعيا خلال القدمين العلويين من التربة من ( 50 - 60% ). وعند اعطاء الري بعد انخفاض نسبة الرطوبة عن هذا الحد يجب ان لا تكون كميات المياه كبيرة لأن الزيادة فيها تؤدي الى دفع النباتات نحو النمو الخضري فيقل الحاصل.
اما السقية الثانية فأنها تعطى عادة عندما تصل رطوبة التربة على عمق (90 سم) الى 60٪ او 70٪ من نسبة الرطوبة المتوفرة اساسا في التربة. وتحصل مثل هذه الحالة عندما يكون ظهور البراعم الزهرية على أشده وهي نفس الفترة التي يزداد فيها النمو الخضري والذي يؤدي الى زيادة في فقدان الماء عن طريق النتح والتبخر. وعلى هذا الاساس يجب ملاحظة توفير المياه اللازمة خلال هذه الفترة وان أي نقص في الماء سوف يؤدي الى زيادة في نسبة التساقط.
(2) الفترة من التزهير وحتى ظهور الجوز ونضجه:
يجب كذلك ضبط المياه المتوفرة في التربة خلال هذه الفترة لأن النقص فيها يؤدي الى تقصير فترة تكوين ونضج الجوز، وتصل حراجة الفترة الى الحد الاعلى خلال الثلاث اسابيع التي تتبع ظهور الازهار الاولى علما ان حوالي (94٪) من الجوز الكلي للجنية الاولى للنبات يأتي من البراعم المتكونة خلال هذه الفترة.
وتنخفض حاجة النبات للماء بعد هذه الفترة بسبب بطئ سير عملية النمو الخضري للنبات ومع هذا فيجب ان يكون المحتوى الرطوبي للتربة كاف لضمان تكوين ونضج الالياف بصورة طبيعية.
تعطي الريات عندما تفقد التربة من (60 - 70٪) من رطوبتها الاساسية الموجودة فيها ولكافة العمق من سطح التربة وحتى عمق (90 سم). وبالنظر لارتفاع نسبة التبخر والنتح خلال هذه الفترة لذلك ينبغي ان تتراوح الفترة بين الرية والتي تليها من (12 - 20 يوما) علما ان هذه الفترة تتراوح من (7 - 10) ايام في المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق بسبب الجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة كثيرا. وتتراوح كميات المياه المطلوبة لكل رية من (100 - 130 ملم) في الاجواء الرطبة نوعا ما ومن (130 - 150 ملم) في الاجواء الجافة ذات التبخر والنتح العاليين.
(3) فترة استعادة النمو الخضري وتكوين الجوز:
تعتبر هذه الفترة الحرجة الثالثة وخلالها تتوقف عمليات الري عندما يقارب حاصل الدفعة الاولى للجوز مرحلة النضج اما إذا كانت هناك رغبة في الحصول على جنية ثانية فعندئذ تعطى رية بعد الانتهاء من عملية الجني مباشرة.
دليل حاجة النباتات للماء: ان أفضل العلامات المميزة لحاجة النباتات للماء هو عندما تصبح الازهار أكثر زهوا للناظر مع وجود نباتات متفرقة في الحقل ذات لون اخضر غامق. اما النمو المستمر للقمم النامية فهو دليل على توفر المياه في التربة. ويمكن التعرف على حاجة النباتات لمياه الري من انخفاض سرعة نمو هذه القمم ولذلك يباشر بالري ثانية عندما تنخفض سرعة النمو اليومي الى (1 - 2 سم) في الترب الخصبة والى (1/2 - 1 سم) في الترب متوسطة الخصوبة او الفقيرة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|