المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

العلاقة بين الخصائص الديموجرافية وقراءة الصحف الإلكترونية
5-2-2022
Rearrangements of Cationic Oxygen
14-9-2018
مسؤولية الناقل
17-3-2016
الشيخ علي الأحسائي.
26-8-2020
معنى كلمة نبع‌
10-1-2016
آداب النوم
22-6-2017


لم تتزوج خديجة "ع" قبل النبي "ص"  
  
380   03:39 مساءً   التاريخ: 2024-09-13
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص349-350
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / زوجاته واولاده /

أ . من مسائل السيرة : هل كانت خديجة « عليها السلام » متزوجة قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) أم كانت باكراً كما قال المؤرخ البلاذري وغيره . ومن الذي أشاع أنها كانت متزوجة ؟

لا نجد مستفيداً من هذه الانتقاص من خديجة « عليها السلام » إلا عائشة التي تعترف أنها تغار منها غيرة شديدة ، رغم أنها لم ترها !

قالت عائشة كما في البخاري : 4 / 231 : « ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة ، فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة ! فيقول : إنها كانت وكانت ، وكان لي منها ولد » .

وفي رواية البخاري : 6 / 158 : « غِرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إياها وثنائه عليها ، وقد أوحى إلى رسول الله أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب » . وفي فضائل الصحابة للنسائي / 75 : « يبشرها ببيت في الجنة » بدون قصب .

فهذه الغيرة المفرطة التي تعترف بها عائشة ، يمكن أن تدفعها إلى ارتكاب أنواع من الأعمال ، ومنها ادعاء أن خديجة كانت متزوجة قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأن بيتها في الجنة من قصب ، لأنها لم تُصَلِّ وماتت قبل أن تُشرع الصلاة ، أما بيت عائشة فمن لؤلؤ ومرجان لأنها صَلَّت ، لكن الصلاة شُرعت في الإسراء والمعراج في أول البعثة ، فاضطرت عائشة للقول : إن خديجة ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ، والمعراج كان قبل الهجرة بسنة ، وبذلك غيرت تاريخ وفاة خديجة ، وتاريخ المعراج لتصحح مقولتها ، ولا ضير عندها في ذلك !

وفي اعتقادي أن عائشة وراء نشر روايات كثيرة تنتقص من خديجة ومارية القبطية رضي الله عنهما ، فقد تحدثت عن غيرتها من مارية أيضاً واعترفت أنها آذتها هي وحفصة حتى جزعت ! فاضطر النبي ( صلى الله عليه وآله ) لنقلها إلى بيت بعيد عنهن !

قالت عن مارية كما في الطبقات : 8 / 313 : « كانت جميلة من النساء جعدة ، وأعجب بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان أنزلها أول ما قُدم بها في بيت لحارثة بن النعمان ، فكانت جارتنا فكان رسول الله عامة النهار والليل عندها ، حتى فرغنا لها فجزعت ! فحولها إلى العالية ، فكان يختلف إليها هناك ، فكان ذلك أشد علينا . ثم رزقه الله منها الولد وحرمنا منه » !

لهذا لا يمكن أن نقبل أحاديث عائشة في أي شئ يتعلق بخديجة ومارية « عليهما السلام » ، كما يجب أن ننتبه إلى تحريكها أحداث السيرة تقديماً وتأخيراً وتغييراً لتوافق مقولاتها ، والى طاعة الرواة لها لأنها بنت الرئيس ، ووقوعهم في تناقضات بسبب ذلك !

فقد رووا أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يصلي قبل البعثة وبعدها ، وكانت خديجة تصلي معه ثم صححوا قول عائشة إنها لم تصلِّ ولذلك كان بيتها في الجنة من قصب !

ورووا أن المعراج كان في السنة الثانية ، ثم صححوا قول عائشة أنه كان بعد وفاة خديجة وقبل الهجرة بسنة .

ورووا أن خديجة توفيت قبل الهجرة بسنة ، ثم صححوا قول عائشة أنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين . . وهكذا !

وقد شهد المؤرخ الثقة البلاذري ، وكذا ابن شهرآشوب وغيرهما ، بأن خديجة لم تتزوج قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال في المناقب : 1 / 138 و 140 : « روى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تزوج بها وكانت عذراء ، يؤكد ذلك ما ذَكر في كتابي الأنوار والبدع ، أن أم كلثوم وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة . . وفي الأنوار ، والكشف ، واللمع ، وكتاب البلاذري : أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش » .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.