أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-08
485
التاريخ: 2024-03-19
827
التاريخ: 2024-06-20
645
التاريخ: 2024-07-14
503
|
يعتقد كثير من الكتاب الذين تناولوا موضوع خروج بني إسرائيل أن «بحر سوف» هذا هو البحر الأحمر، بيد أن الحقائق التاريخية والبحوث الحديثة تكشف عن غير ذلك، وسنتحدث هنا عن كل ذلك ببعض الاختصار.
كُتبت التوراة في الأصل باللغة العبرية، وفي خلال القرن الثالث قبل الميلاد أمر «بطليموس» الثالث على ما يُقال بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة الإغريقية، وهذه الترجمة تعرف بالترجمة السبعينية نسبة إلى الكهنة السبعين الذين ترجموها، ومما يؤسف له جد الأسف أنه لم تصل إلينا نسخة واحدة من الأصل القديم الذي ترجم عنه، وأقدم نسخة لدينا بالعبرية يرجع عهدها إلى القرن العاشر الميلادي، وبالموازنة بين النسختين وجد أنه لم تحدث اختلافات كبيرة بين نسخة القرن الثالث قبل الميلاد المترجمة ونسخة القرن العاشر بعد الميلاد. وحيثما وُجدت فروق فإنها أتت عن طريق المترجمين الذين أرادوا أن يتصرفوا في ترجمتهم بدلًا من تتبع الترجمة الحرفية، ومن ذلك أنهم وضعوا بدلًا من عبارة «يام سوف» (بحر سوف) عبارة «البحر الأحمر» أو «بحر القلزم»، ولا نزاع في أن هذا التغيير كان ذا أثر بيِّن فيما كتبه أولئك الذين فحصوا هذا الموضوع، كما ظهر أثره كذلك في بحوث علماء الآثار الذين قاموا بأعمال الحفر في خرائب «وادي طميلات»، فمثلًا نعلم أن وجود تمثال «رعمسيس الثاني» قد جعلهم يعتقدون أن خرائب «تل المسخوطة» هي «بررعمسيس»، وكذلك لما رأوا السور الضخم الذي بُني حول المعبد من اللبن في هذه البقعة تأكدوا أن الإسرائيليين كانوا مسخرين ههنا لصنعها.
وقد كان خروج بني إسرائيل من الموضوعات الخلابة في عصرنا لكل طائفة من العلماء الباحثين، فنجد مثلًا «لينان دي بلفون» الذي كان عمله الأصلي درس قناة السويس البحرية قد اندفع إلى درس خروج بني إسرائيل ولكي يصل إلى حل مشكلة البحر الأحمر وعبوره جعله يمتد شمالًا حتى بحيرة التمساح ليجعل التفاصيل التي ذُكرت في التوراة مطابقة للواقع.
وفي عام 1936 قام «روبرتسون» بعبر خليج السويس، ولكنه كان على نقيض «لينان»؛ إذ نجد الأخير قد رفع مستوى البحر الحمر وجعله يصل حتى بحيرة التمساح، على حين أن «روبرتسون» قد خفضه بما يتراوح بين خمس عشرة وعشرين عقدة ليجعل عبره من قبالة الطور ممكنة، وبذلك يقدم للناس اتساعًا معقولًا بين سلسلة الجبال المعروفة باسم «جلال» الشمالية والجنوبية، غير أن كل هذه النظريات السمجة المتكلفة قد تلاشت أمام الكشف الحديث الذي أثبت أن «بررعمسيس» هي «قنتير» الحالية، ونظرة بسيطة إلى المصور الجغرافي تفسر ما نقصده من ذلك.
ولا تزال كلمة «سوف» باقية في المتون العربية والعبرية، وتعني بالعبرية (البوص)، وهي نبات يكثر وجوده في المياه الضحضاحة في بحيرة المنزلة، وعند مصبات الترع والمصارف بخاصة، ولا يزال يعيش عليه حتى الآن قطعان من البقر عند فم مصرف بحر البقر، وقد ذكر لنا الكاتب «بيبسا» أن «بررعمسيس» كانت تأخذ حاجتها من البردي من المستنقعات، كما كانت تأخذ حاجتها من البوص من مياه «حور» والبردي الذي يُسمى الآن «سمار» ينمو عادة في المياه الحلوة نسبيًّا، ولكن البوص لا ينمو إلا في المياه الملحة تقريبًا كالتي في البحيرات، ولهذا السبب يقول الكاتب «بيبسا»: إن مياه «حور» كانت تنتج ملحًا، ولا تزال حتى يومنا هذا عادة إقامة أكواخ من البوص شائعة، كما يُشاهَد ذلك في «رأس البر» حيث يقيم عظماء القوم عششهم في فصل الصيف من هذا النبات لسهولة تخلل هواء البحر العليل سيقانه، وذكر لنا «بيبسا» أن البوص كان يُجلب من مياه «حور» مما يدل على أنه كان ينمو بكثرة في هذه الجهة وبارتفاع عظيم حتى إن بني إسرائيل سموا هذه البحيرة باسمه «يام سوف»، يُضاف إلى ذلك أن كلمة «سوفي» معناها بالمصرية القديمة «البردي» وهو نبات ينبت في الدلتا والحدائق وتُصنع منه الحصير، وهذه الكلمة لم تظهر في اللغة المصرية القديمة إلا في عهد الدولة الحديثة، ويُسمَّى كذلك بالعبرية «سوف»، وعلى ذلك فإن «يام سوف» يقع في شرقي «تانيس» و«بررعمسيس»، فقد ذُكر في التوراة أن الله أرسل ريحًا عاتية غربية ليبعد وباء الجراد فأقصته عن حقول «تانيس» إلى «بحر سوف» الذي تُرجم خطأ بالبحر الأحمر أو بحر القلزم:
فرد الرب ريحًا غربية شديدة جدًّا فحملت الجراد وطرحته في «بحر القلزم» ولم تبقَ جرادة واحدة في كل تخوم مصر
(راجع سفر الخروج 10: 20).
ويُشاهَد على المصور الجغرافي الذي وضعه «علي بك شافعي» أن «يام سوف» تقع على نفس خط عرض «تانيس» وأن امتداده هو بحيرات البلح قبالة «قنتير «.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|