وتنبع هذه الأنهار من الجوانب الشمالية للجبال الألبية الحديثة ، أو من الجبال الوسطى القديمة ،وتصب إما في المحيط الأطلسي وبحر الشمال أو في البحر البلطي ، ومن أهم تلك الأنهار ؛ السين ، واللوار ، والغارون ، والسوم ، والميز ، والشيلد ، والراين ، والفيزر ، والإلب ، والاودر، والفستولا . ومن هذه الأنهار ما يتميز بنظام جرياني بسيط كأنهار السين والسوم والميز والشيلد التي تعتمد في تغذيتها على مياه الأمطار، وقل أن تتلقى المياه من ذوبان الثلوج . ونتيجة لكون الأمطار في غربي أوربا تهطل تقريباً طوال العام مع زيادة ملحوظة في نصف السنة الشتوي ، فإن مستوى الأنهار يتميز بارتفاع ملحوظ في فصل الشتاء ، وإن كانت نسبة التدني في فصل الصيف ليست كبيرة ، وهكذا توصف مثل تلك الأنهار باعتدال جريانها . وهناك من الأنهار ما هو أكثر طولاً ، وتتركز منابعها في المرتفعات المغطاة بالثلوج طيلة فصل الشتاء ، لذا فإن نظام تغذيتها مطري وثلجي بآن واحد ، وهذا ما يتضح أكثر في مجاريها العليا والوسطى ، حيث يسبب ذوبان الثلج في الربيع زيادة ملحوظة في كمية المياه الواردة إلى الأنهار ، ومن الأمثلة عن الأنهار تلك ، نهر الإلب ، والاودر اللذان ينبعان من جبال الخام Ore وهضبة بوهيميا ومرتفعات السوديت ، وكذلك نهر اللوار والألييه  Allier ) رافد لنهر اللوار ) والدردوني Dordogne ) جنوب غربي فرنسا ) ، وهي أنهار تفيض في الشتاء نتيجة الأمطار، كما تفيض في الربيع بفعل ذوبان الثلوج . إلا أن أنهار الشمال المتطرف والسهل الأوربي الأوسط تتصف بنظام جریان مشابه لما هو سائد في الأنهار القارية ، فأنهار السويد المتعددة التي تنبع من الجانب الشرقي لجبال كيولن لتصب في البحر البلطي وخليج بوثنيا تتصف بقصر مجاريها وبتجمد مياهها في فصل الشتاء ، وتصرف هذه الأنهار مياه العديد من البحيرات الجليدية، ولها أهمية اقتصادية كبيرة تتمثل في استخدامها لنقل أخشاب الغابات ، وفي توليد الطاقة الكهربائية التي تستعمل في مصانع الخشب والورق . وتسيطر ظروف المناخ القارية على الأنهار التي تجري في وسط أوربا باتجاه الشمال ، كحال الأنهار البولندية مثل نهر فستولا الذي ينبع من جبال الكربات ، ونهر الأودر الذي ينبع من جبال السوديت .