المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الهور ( Marsh)
29-6-2021
العوامل المؤثرة في استغلال المعادن - الموقع الجغرافي للمعدن - قرب الخامات من السطح
28-1-2023
تكوين الجذور Rhizogenic Path
11-12-2019
احداث وغزوات قبل معركة احد
10-7-2019
يسأل عما مضى
27-6-2019
حجّية العام المخصّص في الباقي
31-8-2016


العقل في كلام رسول الله  
  
196   01:34 مساءً   التاريخ: 2024-08-25
المؤلف : مركز المعارف للتأليف والتحقيق
الكتاب أو المصدر : نهج الرسول
الجزء والصفحة : ص19-23
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَقَ الْعَقْلَ مِنْ نُورٍ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ فِي سَابِقِ عِلْمِهِ الَّتِي لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، ولَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، فَجَعَلَ الْعِلْمَ نَفْسَهُ، والْفَهْمَ رُوحَهُ، والزُّهْدَ رَأْسَهُ، والْحَيَاءَ عَيْنَيْهِ، والحِكْمَةَ لِسَانَهُ، والرَّأْفَةَ هَمَّهُ، والرَّحْمَةَ قَلْبَهُ، ثُمَّ حَشَاهُ وقَوَّاهُ بِعَشَرَةِ أَشْيَاءَ: بِالْيَقِينِ والْإِيمَانِ والصِّدْقِ والسَّكِينَةِ والْإِخْلَاصِ والرِّفْقِ والْعَطِيَّةِ والْقُنُوعِ والتَّسْلِيمِ والشُّكْرِ، ثُمَّ قَالَ عَزَّ وجَلَّ: أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ، فَأَقْبَلَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ تَكَلَّمْ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ ضِدٌّ ولَا نِدٌّ ولَا شَبِيهٌ ولَا كُفْوٌ ولَا عَدِيلٌ ولَا مِثْلٌ، الَّذِي كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ خَاضِعٌ ذَلِيلٌ، فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وتَعَالَى: وعِزَّتِي وجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ، ولَا أَطْوَعَ لِي مِنْكَ، ولَا أَرْفَعَ مِنْكَ، ولَا أَشْرَفَ مِنْكَ، ولَا أَعَزَّ مِنْكَ، بِكَ أُؤَاخِذُ، وبِكَ أُعْطِي، وبِكَ أُوَحَّدُ، وبِكَ أُعْبَدُ، وبِكَ أُدْعَى، وبِكَ أُرْتَجَى، وبِكَ أُبْتَغَى، وبِكَ أُخَافُ، وبِكَ أُحْذَرُ، وبِكَ الثَّوَابُ، وبِكَ الْعِقَابُ، فَخَرَّ الْعَقْلُ عِنْدَ ذَلِكَ سَاجِداً، فَكَانَ فِي سُجُودِهِ أَلْفَ عَامٍ. فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَرَفَعَ الْعَقْلُ رَأْسَهُ فَقَالَ: إِلَهِي أَسْأَلُكَ أَنْ تُشَفِّعَنِي فِيمَنْ خَلَقْتَنِي فِيهِ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لِمَلَائِكَتِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ شَفَّعْتُهُ فِيمَنْ خَلَقْتُهُ فِيهِ»[1].

 أهمّيّة العقل 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «إِنَّمَا يُدْرَكُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بِالْعَقْلِ، ولَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ»[2].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ كَثِيرَ الصِّيَامِ فَلَا تُبَاهُوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا كَيْفَ عَقْلُهُ»[3]

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ، فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ، وإِفْطَارُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ الْجَاهِلِ، وإِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ، ولَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ولَا نَبِيّاً حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ ويَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ أُمَّتِهِ، ومَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلَ مِنِ اجْتِهَادِ جَمِيعِ الْمُجْتَهِدِين، ومَا أَدَّى الْعَاقِلُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ مِنْهُو ولَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ، إِنَّ الْعُقَلَاءَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلبَٰبِ[4]»[5].

وأَثْنَى قَوْمٌ بِحَضْرَتِهِ عَلَى رَجُلٍ حَتَّى ذَكَرُوا جَمِيعَ خِصَالِ الْخَيْرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله):

  1. «كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُخْبِرُكَ عَنْهُ بِاجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وأَصْنَافِ الْخَيْرِ تَسْأَلُنَا[6] عَنْ عَقْلِهِ. فَقَالَ (صلى الله عليه وآله): إِنَّ الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وإِنَّمَا يَرْتَفِعُ الْعِبَادُ غَداً فِي الدَّرَجَاتِ ويَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ»[7].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «أَعْقَلُ النَّاسِ أَفْضَلُهُمْ، ومَنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلُهُ أَغْلَبَ خِصَالِ الْخَيْرِ فِيهِ كَانَ حَقُّهُ فِي أَغْلَبِ خِصَالِ الشَّرِّ فِيهِ، وكُلُّ شَيْءٍ إِذَا كَثُرَ رَخُصَ إِلَّا الْعَقْلَ إِذَا كَثُرَ غَلَا، والْعَقْلُ الصَّحِيحُ مَا حُصِّلَتْ بِهِ الْجَنَّةُ، والْعَاقِلُ يَأْلَفُ الْعَاقِلَ والْجَاهِلُ يَأْلَفُ الْجَاهِلَ»[8]

 علامات العقل 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «وإِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْعَقْلِ التَّجَافِيَ عَنْ دَارِ الْغُرُورِ والْإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ والتَّزَوُّدَ لِسُكْنَى الْقُبُورِ والتَّأَهُّبَ لِيَوْمِ النُّشُورِ»[9].

وروي أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله): قِيلَ لَهُ: مَا الْعَقْلُ؟ قَالَ:

  1. «الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ وإنَّ الْعُمَّالَ بِطَاعَةِ اللَّهِ هُمُ الْعُقَلَاءُ»[10].

خصال العاقل 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «لِلْعَاقِلِ خِصَالٌ يُعْرَفُ بِهَا يَحْلُمُ عَمَّنْ ظَلَمَه،ُ ويَتَوَاضَعُ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ، ويُسَارِعُ إِلَى بِرِّ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، إِنْ رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا، لَا يُفَارِقُهُ الْخَوْفُ، ولَا يَغْتَرُّ بِلَعَلَّ وسَوْفَ، يُدَبِّرُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَإِنْ تَكَلَّمَ غَنِمَ، وإِنْ سَكَتَ سَلِمَ، وإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ فَسَكَّنَهَا»[11].

 دور العقل 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «الْعَقْلُ نُورٌ فِي الْقَلْبِ يُفَرَّقُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ والْبَاطِلِ»[12].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةً وعُدَّةً وآلَةُ الْمُؤْمِنِ وعُدَّتُهُ الْعَقْل، ولِكُلِّ شَيْءٍ مَطِيَّةٌ ومَطِيَّةُ الْمَرْءِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ ودِعَامَةُ الدِّينِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ وغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ ورَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وعِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ، ولِكُلِّ سَفَرٍ فُسْطَاطٌ يَلْجَأونَ إِلَيْهِ وفُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ الْعَقْل»[13].

 الجهل عدوّ العقل 

روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:

  1. «لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ولَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْل»[14].

وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:

  1. «صديقُ كلّ امرئٍ عقلُه، وعدوُّه جهلُه»[15].
 

[1]  الخصال، ص427، ح4؛ معاني الأخبار، ص312، ح1؛ الأمالي (الطوسي)، ص541، ح1164؛ في كنز العمال، ج3، ص383(قطعة منه).

[2] تحف العقول، ص54؛ بحار الأنوار، ج77، ص160، ح143؛ مستدرك الوسائل، ج11، ص209، ح12763. مكارم الاخلاق، ابن ابي الدنيا، ص44.

[3] الكافي، ج1، ص26، ح28.

[4] سورة الرعد، الآية 19؛ سورة الزمر، الآية 9.

[5] المحاسن، ج1، ص308، ح609؛ الكافي، ج1، ص12، ح11؛ شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ج18، ص186.

[6] في بعض النسخ [تسأله].

[7] تحف العقول، ص54؛ مجمع البيان، ج10، ص487؛ بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، علي بن أبي بكر الهيثمي، ص255.

[8] إرشاد القلوب، ج1، ص198.

[9] أعلام الدين، ص333؛ إرشاد القلوب، ج1، ص45.

[10] روضة الواعظين، ص4؛ مشكاة الأنوار، ص438، ح1469.

[11] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص246.

[12] إرشاد القلوب، ج1، ص198؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج20، ص40.

[13]  كنز الفوائد، ج1، ص55؛ بحار الأنوار، ج1، ص95، ح34 (قطعة منه)؛ ص160، ح39؛ بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، علي بن أبي بكر الهيثمي (قريب منه).

[14] الكافي، ج1، ص25، ح25؛ كنز العمال، ج16، ص17.

[15] المحاسن، ج1، ص309، ح610؛ عيون أخبار الرضا، ج1، ص234، ح15؛ ج2، ص27، ح1؛ علل الشرائع، ص101، ح2؛ بحار الأنوار، ج1، ص87، ح11؛ مستدرك الوسائل، ج1، ص83، ح37؛ ج11، ص207، ح1275؛ مسند الإمام الرضا (عليه السلام)، ج1، ص3، ح1.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.