أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2020
1937
التاريخ: 18-7-2016
1547
التاريخ: 2024-08-07
360
التاريخ: 18-7-2016
2084
|
إنّ للوصول إلى مرتبة الإخلاص والتحقّق بهذا المقام الرفيع آثاراً وخصائص هي ليست إلّا من نصيب الإنسان المخلص، أما الآخرون فمحرومون من هذه النِّعم والكرامات السَّنيّة والتي منها:
أولاً: ما نصّت عليه الآية الكريمة من عدم تسلّط الشيطان على الإنسان المخلص، حيث لا يعود للشيطان قدرة على إغوائه. لأن الله تعالى حاضر دائماً في حياته، فهو لا يرى غيره، ولا يفكّر إلّا فيه، ونيّته دائماً متوجّهة إليه، فكيف يكون للشيطان إليه سبيلٌ! ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[1].
الثاني: الإنسان المخلص مُعفى من الحساب في يوم الحشر وعند الوقوف في عرصة يوم القيامة. فقد جاء في القرآن الكريم ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ﴾[2]، تشير الآية الكريمة إلى وجود فئةٍ من الناس تأمن صعقة يوم القيامة وفزعه، وإذا ضممنا إليها الآية الشريفة ﴿فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾[3]، يتّضح أنّ هذه الطائفة من النّاس هي عباد الله المخلصون، لأنّه ليس لهؤلاء أعمال توجب حضورهم في عرصة يوم القيامة، فهم قد قتلوا النفس الأمّارة بالسوء في ساحات جهاد النفس وترويضها بالمراقبة والعبادة والأعمال الصالحة، وخرجوا من أبدانهم ونالوا شرف الشهادة عند جهادهم لأعداء الدين والحقّ، وتمّ لهم حسابهم خلال فترة جهادهم لعدوّهم الباطنيّ والظاهريّ في الحياة الدنيا.
الثالث: كلّ ما يُعطى الإنسان في يوم القيامة من ثوابٍ وأجرٍ فهو مقابل ما عمله في الحياة الدنيا إلّا طائفة المخلَصين من الناس، فإنّ الكرامة الإلهيّة لهم تتعدّى حدود الأجر على العمل كما أخبر تعالى بذلك في كتابه الكريم حيث قال: ﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ﴾[4]، فالمعذّبون يُجزون بحسب أعمالهم، أما عباد الله المخلَصون فلن يكون جزاؤهم بحسب أعمالهم، بل الله المنّان سوف يعطيهم بفضله وكرمه، فعباد الله المخلَصون لا ينالون الجزاء مقابل العمل وإنّما كلّ ما تتعلّق به مشيئتهم يُتاح لهم بل وأكثر، فيتّضح أنهم يُعطَون من الكرامات الإلهيّة فوق ما تتعلّق به الإرادة والمشيئة، وأعلى من مستوى التصوّر.
الرابع: أنّ لهؤلاء المقام المنيع والمنصب الرّفيع والمرتبة العظيمة التي يستطيعون فيها أداء الحمد والشّكر والثناء للذّات المقدّسة كما هو لائق بها. قال عزّ من قائل: ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ﴾[5]، وهذه غاية كمال المخلوق ومنتهى الدرجة الممكنة، فهذه الآية وصفت المخلصين بأنهم الوحيدون الذين يصحّ منهم وصف الذات الإلهيّة المقدّسة، ما يدلّ على عمق معرفتهم بالله سبحانه وتعالى، فلم يكن في وصفهم لله تعالى أيّ إشكال بخلاف سائر الناس.
الخامس: من يخلص لله يرزقه الله العلم والحكمة كما في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "ما أخلص عبدٌ لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلّا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه"[6]، فالمداومة على الإخلاص تورث الإنسان العلم الإلهي الّذي ليس فوقه أيّ علم.
السادس: من يخلص لله تعالى في النيّة والعمل يرزقه الله تعالى البصيرة في دينه، فلا تلتبس عليه الأمور، ولا يقع في مضلّات الفتن، ويصبح عارفاً بطريقه جيّداً وموقناً بما يفعله، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: "عند تحقّق الإخلاص تستنير البصائر"[7].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|