المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

التربية عند العبرانيين
17-2-2017
وجوب الهجرة
25-11-2016
السيد محمد ابن السيد حسن بن هاشم بن محمد
24-1-2018
معنى كلمة بحر
19-4-2022
شعر المسلمين وواقع الحركة الشعرية
17-6-2017
مقطعات ليحيى السرقسطي
2024-02-22


اشتراك (رعمسيس الثاني) في الملك مع والده (سيتي الأول).  
  
456   08:36 مساءً   التاريخ: 2024-07-25
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج6 ص 203 ــ 212.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

من الموضوعات المعقدة التي كانت ولم تزَل تعترض المؤرِّخ عند فحص تاريخ «رعمسيس الثاني» لأول وهلة، مسألة اشتراكه في الحكم مع والده «سيتي الأول» قبل أن يتربع على عرش البلاد منفردًا مدة طويلة بلغت أكثر من جيلين من الزمن، وقد تناول بحث هذا الموضوع أخيرًا الأثري «كيث سيلي» في مقال رائع فصل القول فيه على ضوء الآثار العدة التي أقامها هذا الفرعون هو ووالده «سيتي الأول»، وقد وصل فعلًا إلى بعض نتائج تستوقف النظر، وسنتكلم عنها هنا بعض الشيء ليرى القارئ مقدار ما فيها من صواب (1). فقد دلت الوثائق التي وُجدت على آثار «رعمسيس الثاني» التي أقامها، أو اشترك في إقامتها في أثناء حكمه مع والده، على أن ادعاء هذا الفرعون باشتراكه مع والده في الحكم كان ادعاء حقيقيًّا لا غبار عليه، غير أن هذه الحقيقة قد أنكرها الأستاذ «برستد»، وشايعه في رأيه بعض المؤرخين (2) مثل الأستاذ «زيته»، وغيره. فقد فسر الأستاذ «برستد» — كما ذكرنا آنفًا — إضافة «رعمسيس الثاني» صورته إلى بعض نقوش المناظر الحربية التي لوالده على جدران معبد الكرنك بأنها غش وتزوير في الوثائق التاريخية الأصلية، وأن غرض «رعمسيس» من ذلك قلب الحقائق؛ ليبرهن للعالم مقاسمته لوالده في الحروب التي قام بها، وأن والده قد أشركه منذ نعومة أظفاره معه في عرش الملك مدة حياته، ثم انفرد به من بعده، ولكن التحليل والفحص الدقيق لنقوش المعابد من حيث موضوع مادتها، وطراز نقشها، وترتيبها قد أسفر عن ظهور صورة واضحة تتفق في معظم تفاصيلها مع الاقتباس الذي يدَّعي «رعمسيس الثاني» أنه مقتبس من كلمات والده التي فاه بها، كما وردت في نقش الإهداء العظيم الذي حفره «رعمسيس» على جدران معبد «العرابة المدفونة» بعد موت والده، وقد أرِّخ بالسنة الأولى من حكم هذا الفرعون، وهو أعظم وثيقة وصلت إلينا عن فاتحة حكمه، عندما انفرد بالمُلك بعد وفاة والده. وفي هذه الوثيقة يدَّعي «رعمسيس» أن والده قد عينه «الابن الأكبر، والأمير الوراثي، ورئيس المشاة والفرسان.» ثم يستمر قائلًا: «وعندما ظهر والدي للملأ كنت لا أزال طفلًا بين ذراعيه، وقد قال عني: توِّجوه ملكًا حتى أستطيع رؤية جماله وأنا عائش معه.» وعلى ذلك اقترب (؟) رجال البلاط ليضعوا التاج المزدوج على رأسي، وقد تكلم عني، وهو لم يزل على الأرض قائلًا: «ضعوا له التاج على رأسه

 

شكل 1: تمثال رعمسيس الثاني في عنفوان شبابه (محفوظ في متحف تورين).

 

ونجد مثل هذا الادعاء في نقوش لوحة «كوبان» المؤرَّخة بالسنة الثالثة من حكمه عندما خاطب رجال البلاط «رعمسيس» قائلين: «لقد وضعت خططًا حينما كنت لم تزل في البيضة في وظيفة طفل أمير، وكانت تلقى عليك شئون البلاد حينما كنت صبيًّا تتحلى بالضفيرة، ولم يُنفذ أثر إذا لم يكن تحت سلطانك، ولم يُقطع بأمر إلا كنت تعلمه، وكنت رئيس الجيش منذ أن كنت طفلًا في العاشرة«(3). ومع ما في هذه العبارات من مبالغات، فإن نواة الحقيقة ظاهرة فيها؛ إذ الواقع أن «رعمسيس» اشترك في شئون والده الفعلية، وهو في سن العاشرة، فقد أُعلن وليًّا للعهد في سن مبكرة، وتُوج شريكًا لوالده في الملك، وعلى أثر ذلك كلف القيام ببعض مسئوليات الدولة وشئونها كإقامة المباني وغيرها، ولا نعلم — على وجه التأكيد — التاريخ الذي تُوج فيه على التحديد، غير أن حوادثه ظاهرة وواضحة، فقد ذكر لنا «رعمسيس الثاني» حوادث الاشتراك في الملك بألفاظه هو، وكذلك مثل أمامنا حادث تتويج (4) » رعمسيس» على يد الإله «آمون» في حضرة الفرعون «سيتي الأول» والده، الذي كان يقف خلف الإله «خنسو» في المنظر، ويقبض على القضيب المعقوف، والسوط في يده اليسرى، وعلامة الحياة في يده اليمنى، وهذا المنظر ممثَل في معبد «سيتي الأول» «بالقرنة» بنقوش بارزة، وقد لُقب فيه «رعمسيس الثاني» بلقبه البسيط «وسر ماعت رع»؛ أي رع قوي العدالة (5). ولدينا منظر تتويج له آخر حدث في مدينة «هليوبوليس» على يد الإله «آتوم» كما سيأتي بعد. والواقع أن «رعمسيس الثاني» قد أعلن اشتراكه في الملك مع والده في أثناء حياته، وكتب اسمه ولقبه في طغرائين. وقد اتخذ «رعمسيس» لنفسه اللقب الرسمي التالي: «وسر ماعت رع»؛ أي رع قوي العدالة، مقلدًا في ذلك والده الذي كان يحمل اللقب الرسمي «من ماعت رع» (رع ثابت العدالة)، ولكن «رعمسيس» كان يضيف في حالات خاصة إلى لقبه هذا نعوتًا مختلفة مثل: «مري رع» (محبوب «رع»)، أو «تيت رع» (صورة «رع»)، أو «أعورع» (وارث «رع»)، أو «ستبن رع»، (مختار «رع»)، وكان في هذا كله مقلدًا والده أيضًا، وقد استمر في استعمال هذه النعوت كلها مدة قصيرة بعد وفاة والده مع اللقب القصير «وسر ماعت رع» الذي كان له غالبية الاستعمال على كل الألقاب الأخرى الطويلة التي كان يتألف كل منها من هذا اللقب القصير، مع إضافة نعت من النعوت السابقة، وفي النهاية اتخذ لقب «وسر ماعت رع، ستبن رع» (رع قوي العدالة، ومختار رع) لقبًا مختارًا، ونبذ كل النعوت الإضافية التي كانت تضاف إلى اللقب «وسر ماعت رع«. من أجل ذلك يمكن القول بأن اللقب البسيط «وسر ماعت رع» كان من مميزات مدة اشتراك «رعمسيس الثاني» في الملك مع والده، هذا بالإضافة إلى استعماله مع النعوت السالفة بدرجة قليلة في تلك الفترة، مع مراعاة أنه كان يستعمل نادرًا مع النعت «ستبن رع»، أما اللقب «وسر ماعت رع، ستبن رع» فكان يحمله «رعمسيس الثاني» فقط على الآثار التي تُنسب إلى عهد حكمه المنفرد بعد وفاة والده. وإذا ألقينا نظرة فاحصة على كثير من المعابد التي كان العمل مستمرًّا فيها خلال السنين الأخيرة من حكم «سيتي الأول»، ظهر لنا واضحًا حقيقة اشتراك «رعمسيس» مع والده، فإن «سيتي الأول» كان يستعمل بوجه عام النقش البارز طرازًا رئيسيًّا لتزيين جدران معابده. ويظهر أن «سيتي» قد وكل أخيرًا لضرورة حربية تزيين معابده لابنه الصغير، وشريكه في الملك «رعمسيس الثاني»، وربما كان هذا هو السبب الذي نجد من أجله رجال بلاطه يخاطبونه كما جاء على لوحة «كوبان» المؤرَّخة بالسنة الثالثة من حكمه، واصفين بعض نواحي حياته الملكية الأولى قائلين: «وإنه لم يُنفذ أثر إذا لم يكن تحت سطانك.» وقد قفا «رعمسيس» في بادئ الأمر تقاليد والده الهندسية باستعمال النقش البارز، ولكن بعد فترة من الزمن — لا يمكن تحديد مداها — نبذ استعمال هذا الطراز من النقش كلية، واتُّخذ بدلًا منه طراز النقش الغائر، وجعله طرازًا سائدًا متبعًا في مبانيه كلها؛ ولذلك محا عندما انفرد بالحكم كل نقوشه، وقليلًا من نقوش والده البارزة، وأعادها بالنقش الغائر، وهذا التحول في طراز النقش من بارز إلى غائر، يمكن الاهتداء إليه بسهولة عظيمة على جدران المعابد التي أقامها. ويمكن القول بأن التدرج الذي حدث مدة حكمه من هذه الناحية قد مر في أربعة أطوار تاريخية متتالية معلمة، من حيث الألقاب التي كان يحملها، ومن حيث نقش المعابد، وهي:

الطور الأول: كان «رعمسيس» يحمل اللقب القصير «وسر ماعت رع»، وكان يضيف إليه أحيانًا نعتًا من النعوت السالفة الذكر، هذا إلى أن النقش البارز كان هو الطراز الشائع الاستعمال.

الطور الثاني: كان «رعمسيس» يحمل فيه نفس أشكال لقب الطور الأول المختلفة، غير أن النقوش التي استعملها كانت من الطراز الغائر كلها، والطوران الأول والثاني كانا في عهد اشتراكه في الملك مع والده، هذا إلى أن الطور الثاني قد امتد بعض الشيء في مدة حكمه المنفرد.

الطور الثالث: يبدو فيه جليًّا أن «رعمسيس الثاني» قد حول طراز النقش من بارز إلى غائر، وبخاصة في «معبد العرابة»، وقاعة العمد العظمى في الكرنك، وكذلك نشاهد أنه زاد في لقبه القصير «وسر ماعت رع» بإضافة النعت «ستبن رع»؛ أي مختار رع.

الطور الرابع: نجد أن «رعمسيس» حفر نقوشًا جديدة من الطراز الغائر فقط، واستعمل اللقب «وسر ماعت رع ستبن رع»، ويجب أن نضع الطورين الثالث والرابع في فترة انفراده بالحكم، ومن الجائز أنهما كان يتداخلان تاريخيًّا.

ومن أهم الشواهد التي قد تبرهن لنا على صحة اشتراك «رعمسيس الثاني» مع والده «سيتي الأول» ما نجده محفورًا حفرًا غائرًا على جدران معبد «بيت الوالي» الواقع في منتصف الطريق بين الشلال الأول والشلال الثاني، وكله منحوت في الصخر، فنشاهد منظر جزية بلاد النوبة يقدمها للفرعون «رعمسيس» طائفة من وجهاء المصريين، ومن بينهم ولده البكر المسمى «آمون حرونمف» الذي مات قبل إتمام نقش هذا المنظر، وكذلك «أمنمأبت» الذي كان يحمل لقب نائب الملك في بلاد النوبة، وقد أشار الأستاذ «ريزنر» عند درسه نوَّاب الفرعون في بلاد النوبة، إلى أن ابن الملك صاحب «كوش» «أمنمأبت» ابن «باسر» شغل هذه الوظيفة نحو عشرين عامًا، قضى معظمها في خدمة «سيتي الأول»، وأنه قد مثل بلقبه نائب الملك في منظر «بيت الوالي»، الذي يقدم فيه الجزية، وقد أخذ بعد ذلك «ريزنر» يقول: «إنه كان يوجد ابن ملك صاحب «كوش» يُدعى «يوني» ممثلًا على جدران معبد «وادي مياه»، أو «وادي عباد»، وهو المعروف عند الأثريين بمعبد «الرديسية»، ومعه نقوش ذُكر فيها «سيتي الأول»، وأنه كان لم يزَل على قيد الحياة، وأن «يوني» هذا نفسه قد مثل ثانية بوصفه «ابن الملك صاحب كوش» على لوحة منقوشة في الصخر تقع شمال معبد «بو سمبل» الصغير، في عهد «رعمسيس الثاني».» ثم يقرر بعد ذلك «ريزنر» أنه لم يكن في مقدوره أن يجد بين نوَّاب الملك في «كوش» مثالًا واحدًا لنائبين حكما في وقت واحد في بلاد النوبة مدة أربعة القرون التي أمكنه خلالها بحث تاريخ هذه الوظيفة، وبذلك يقرر «ريزنر» أنه إذا كان «أمنمأبت» نائبًا للملك في بلاد «كوش» في عهد كل من «سيتي»، و«رعمسيس»، فمن الواضح جدًّا أن يكون «يوني» قد خلف «أمنمأبت» في مدة اشتراك الملك «سيتي» مع ابنه في حكم البلاد (6). ولما كان «أمنمأبت» قد ظهر ممثلًا في النقش الذي في «بيت الوالي» — وهو الذي كان قد نُحت في مدة الطور الثاني، عندما كان «رعمسيس«  يستعمل لقب «وسر ماعت رع» — فلا شك في أن هذا اللقب القصير كان من مميزات عهد اشتراك الملكين في الحكم، وإذا كان «سيتي» على قيد الحياة عندما زين معبد «بيت الوالي»، كانت الحملات الحربية التي شنها على «سوريا»، و«لوبيا»، وبلاد «النوبة»، وهي الممثلة على جدرانه قد حدثت في عهد اشتراك الوالد والابن في حكم البلاد؛ ولذلك يمكن العدول عن التفسير الذي ذكره «برستد»، وهو الذي يقول فيه: «إن «رعمسيس الثاني» قد أقحم صورته في نقوش حروب «سيتي الأول» التي حفرها على جدران معبد الكرنك؛ إذ الواقع أن «رعمسيس» قد أضاف صورته لاشتراكه فعلًا في بعض الحملات، ومن المحتمل أنه كان — كما جاء في لوحة «كوبان» — رئيس الجيش عندما … كان طفلًا في العاشرة من عمره«. وللبرهان الذي عثرنا عليه في نقوش معبد «بيت الوالي» نتائج أخرى؛ إذ لم يقتصر الأمر على أن «رعمسيس» كان مشتركًا في ثلاث حملات على الأقل في حياة والده وحسب، بل إن اثنين من أولاده كانا يصحبانه، وهذا يضع أمامنا مسألة بحث عمره عندما اشترك في الملك مع والده «سيتي «. ولما كنا نعلم أن حكم «رعمسيس» قد امتد نحو سبع وستين سنة — على أقل تقدير، فمن المعقول أنه كان لم يزل حدث السن نسبيًّا عندما اشترك في الحكم مع والده، وتدل موميته بوضوح على أنه كان رجلًا طاعنًا في السن عند وفاته، ولكنا مع الأسف لا نستطيع من فحصها تقدير سنه على التحديد. ومن نقوش السنة الأولى من حكمه — وهي التي عثر عليها في مقبرة الكاهن الأعظم «نب وننف»، وما يتبعها من رسوم — نعلم أنه كان في هذا الوقت قد بنى بزوجته المحببة إلى قلبه الملكة «نفرتاري «. ولما كانت نقوش معبد «بيت الوالي» قد مثل فيها ابناه الأميران «آمون حرونمف»، و«خعمواست» فلا بد أنهما قد ولدا بطبيعة الحال قبل ذلك ببضع سنين؛ وبذلك يجوز لنا أن نحكم بأن الملكة «نفرتاري» قد تزوجت من «رعمسيس» في صباه المبكر جدًّا، ويحتمل أن ذلك كان قبل اشتراكه مع والده في الحكم، وأنها كانت أم ولديه السالفي الذكر. والآن يتساءل الإنسان، كم كان عمر «رعمسيس» وقتئذ، وبخاصة أنه كان قد أنجب ولدين في مقدورهما أن يشتركا معه في ساحة القتال، ويقودا العربات، ويقدما الجزية عند الاحتفال بالنصر النهائي، وهو لم يبدأ السنة الأولى من حكمه المنفرد؟ والجواب على مثل هذا التساؤل يقتضي — كغيره من الأسئلة التي يُطلب تفسيرها في التاريخ المصري — أن يكون مبنيًّا إلى حد بعيد على الظن والاستنباط، يضاف إلى ذلك ما قد يكون لدينا من الحقائق الثابتة التي تسعفنا بها الآثار، ومع ذلك فإن لدينا براهين تستحق النظر، غير أنها مع ذلك مبهمة لا يعتمد عليها اعتمادًا تامًّا. ففي مناظر معبد «بيت الوالي» نشاهد كلًّا من الأميرين ولدي «رعمسيس» قد رُسم مُحلى بضفيرة جانبية، وهذه الضفيرة تعد في الفن المصري، والتقاليد المصرية رمز صغر السن والطفولة، غير أنه كان يحتفظ بها أحيانًا عند الأمراء لمدة طويلة بوصفها شارة لرتبة ملكية، ولكنها أقل من رتبة الملك الحاكم، ومن المحتمل إذن أنهما كانا صغيري السن. وقد ذهب «إدوردمير» إلى أبعد من ذلك، إذ قال: «إنهما ماتا في طفولتهما.» وإذا كانا قد تبعا والدهما في ساحة القتال، فكما يفعل الأطفال حين يتبعون مربياتهم،7 وليس هناك ما يمنع من أن يكون قد سُمح للطفلين الصغيرين بالظهور أمام الملأ في الحفل الذي أقيم تكريمًا لانتصار والدهما، كما يحتمل أن يكون ظهورهما لأجل أن يقدما لوالدهما بصورة رسمية الجزية التي جُبيت من بلاد العدو المقهور، أما رسمهما وهما يقودان عربتيهما في ساحة القتال فيمكن التجاوز عنه؛ لأن الصورة لا تمثل إلا الكبرياء الفرعوني، والمبالغة المعهودة في فراعنة مصر عند تمثيل الحوادث. ولا أدل على ذلك مما نشاهده في صور الحروب التي مثلت على غطاء صندوق «توت عنخ آمون» وهو يحارب الأعداء، ولم يكن بعد قد تجاوز سن العاشرة. وعلى ذلك يمكن القول بأن ابني «رعمسيس» كانا في طفولتهما عند تمثيلهما على جدران معبد «بيت الوالي»، ومن الجائز كذلك أنهما كانا قد ماتا في طفولتهما على الرغم من أنهما رُسما بالحجم الطبيعي الذي يمثل الرجولة. وعندما نطبق هذا القياس على صور «رعمسيس الثاني» نفسه في الصور التي ربما كانت تمثله من بداية مجال حياته، نجد فيه ما يمكن أن نعتمد عليه بحق في استنباط براهين على صدق ما نقول بوجه عام، حقًّا إن هذه البراهين لا تخلو من الإبهام، ولكنها مقبولة، فمثلًا؛ في نقوش «الكرنك» التي اقتبسها «برستد» ليبرهن على أن «رعمسيس» لم يكن يومًا ما وارثًا للعرش إلا بعد أن أزال من الوجود أميرًا آخر نجده (رعمسيس) قد رُسم عليها بصورة أصغر من أي شخص آخر معه، وتعليل ذلك: أن ضيق المكان هو الذي دعا إلى حشر كل صور «رعمسيس» في مساحات صغيرة جدًّا بالنسبة للصور الأخرى، وأغلب الظن أن هذه الأشكال المحشورة لا يمكن أن تعد معاصرة للنقش الأصلي؛ ومن الجائز أنها قد أضيفت إليه بأمر من «رعمسيس» بعد مضي سنين على الحوادث التي أراد تخليدها بنفسه. وإذا ألقينا نظرة فاحصة على منظر التتويج الذي رسمه «رعمسيس» في معبد «القرنة»، شاهدنا أن «رعمسيس» نفسه قد رُسم بنفس الحجم الذي رُسم به والده «سيتي»، وبحجم الآلهة الثلاثة الذين أقيم هذا الحفل في حضرتهم. وإذا كان هذا المنظر يمثل فعلًا تتويج «رعمسيس» مشتركًا في الملك مع والده كما سنرى، فإن ذلك يدل على أنه قد بلغ سن الرشد على الأقل من حيث النمو الجسمي، اللهم إلا إذا اعترفنا — وذلك ممكن — أن «رعمسيس» لم يكن ليسمح أن تُنحت صورته في هذا المنظر بالذات بحجم أصغر من صور والده، أو الآلهة الذين كانوا معه، وعندنا على أية حال ثلاثة مناظر في معبد والده «بالعرابة المدفونة» رُسم فيها «رعمسيس» بوصفه ولي عهد بصورة أصغر من صورة والده «سيتي الأول»، ويلاحظ في كل من هذه المناظر أن اسمه لم يُنقش في طغراء في نهاية سلسلة الألقاب التي لُقب فيها «رعمسيس» «بالأمير، بكر وأولاد الملك من صلبه«. وفي منظر آخر نشاهد الأمير يحمل الطغراءين اللذين يحتويان اسمه وألقابه على مقدمة ردائه، ويلاحظ أن لقبه قد كُتب بالصيغة القصيرة؛ أي «وسر ماعت رع»، وعلى أساس ما استنبطناه من براهين في نقوش معبد «بيت الوالي» كان «رعمسيس» فعلًا وقتئذ مشتركًا في الملك مع والده عندما حُفرت نقوش «العرابة»، وأنه كان لم يزل وقتئذ صغيرًا لدرجة أنه مثل في هذه المناظر في صورة صبي صغير. والآن يحق لنا بعد كل ما ذكرناه أن نذهب إلى أن «رعمسيس» عندما بدأ حكمه المنفرد الذي ظل نحو 67 عامًا كان في نحو العشرين من عمره، وكان قد تزوج في الرابعة عشرة أو قبل ذلك من الملكة «نفرتاري»، ولمَّا بلغ السادسة عشرة صار والدًا للأميرين «آمون حرونمف»، و«خعمواست»، وقد صحبه هذان الطفلان مع مربيتيهما في مغامراته الحربية على حسب ما جاء في حقائق مشابهة دونت في نقوش موقعة «قادش «(8). والواقع أن الأولاد في الشرق ينضجون غالبًا قبل السن المعتادة، فلسنا مبالغين إذا قلنا: إن ولديه قد اشتركا في الاحتفال بنصر والدهما، كما شاهدناهما مصوَّرين على جدران معبد «بيت الوالي»، والظاهر أنهما قد لقيا حتفهما وهما في السادسة والثامنة من عمريهما على التوالي، ومع أنهما قد اختُطفا في سن الطفولة إلا أن حياتهما القصيرة قد خُلدت على نقوش جدران معبد «بيت الوالي» الذي نحته والدهما في صخور بلاد النوبة. ولدينا مناظر ونقوش عديدة في معبد «القرنة» حُفرت في الطور الأول والثاني، وتمثل الموقف التاريخي الذي شاهدناه في معبد «بيت الوالي»، فقد رُسم — كما ذكرنا — على جدران هذا المعبد منظر تتويج «رعمسيس» مشتركًا مع والده في الملك، وقد نُقش الحفر البارز المميز للطور الأول من أطوار حكمه التي ذكرناها سابقًا. هذا ونشاهد في مناظر ثلاثة شعائر متتابعة من طراز الطور الثاني، اسم كل من «رعمسيس» و«سيتي» يُذكر بالتوالي في أحوال يمكن فهمها على الوجه الأكمل إذا كانا مشتركين في حكم البلاد بمرتبة متساوية. هذا، ويوجد إفريز محلَّى بعلامات «خكر» أقيم فوق سلسلة المناظر السالفة الذكر، وقد كُرر عليه اسما الملكين بالتوالي؛ مما يدل كذلك على صحة مشاطرتهما ملك البلاد معًا. وفي «العرابة» نجد في كل من معبد «سيتي الأول»، ومعبد «رعمسيس الثاني» ما وجدناه من مادة في كل من معبد «بيت الوالي»، ومعبد «القرنة»؛ إذ الواقع أن جزءًا كبيرًا من معبد «رعمسيس الثاني» كان قد تم بناؤه، وزخرفته قبل موت والده، أما في معبد «سيتي» نفسه فقد صُور «رعمسيس» بوصفه ولي العهد في حضرة والده لابسًا رداء مزينًا بطغراء نُقش فيه لقبه القصير الخاص بعهد اشتراكه في الملك مع والده، وقد أتم «رعمسيس» معبد «سيتي الأول» بعد وفاة والده؛ حيث نشاهد أنه قد حول نقوش والده البارزة في الردهة الثانية إلى نقوش غائرة باسمه، وقد استعمل لقبه الطويل كما كان المنتظر في هذا الطور من تاريخ حياته. والآن نلقي نظرة على قاعة العمد العظيمة «بالكرنك» التي كان الغرض الأساسي في طراز بنائها محاكاة قاعة عمد معبد «الأقصر»، وتدل شواهد الأحوال على أن العمل قد بُدئ فيها في عهد الفرعون «حور محب» كما أسلفنا، غير أن التصميم الأصلي قد غُير في عهد «رعمسيس الأول»، وقد تم تزيين الممر الشمالي في عهد «سيتي الأول»، وتم تزيين الممر الجنوبي في عهد «رعمسيس الثاني»، وكان إنجاز معظمه في عهد اشتراكه في الملك مع والده. وإذا أنعمنا النظر وجدنا أن كل الأطوار الأربعة التي تقلب فيها عهد «رعمسيس الثاني» — كما أسلفنا — ممثلة في زخرفة هذه القاعة الشاسعة الأرجاء وفي زينتها، فنشاهد أن أكثر من نصف الصور التي على الواجهة الشرقية لبرج البوابة الجنوبي، وكذلك أغلبية الصور التي على الجدار الجنوبي كانت كلها محفورة حفرًا بارزًا من طراز الطور الأول، ويلاحظ أن هذه النقوش بعينها مضافًا إليها بعض مناظر «سيتي الأول» المحفورة حفرًا بارزًا، قد حُولت إلى نقش غائر في الطور الثالث، عندما أضاف «رعمسيس الثاني» إلى لقبه البسيط نعت «ستبن رع»، وأصبح يلقب «وسر ماعت رع ستبن رع»، ويلاحظ أن النقوش الغائرة من الطور الثاني التي كانت تحمل اللقب القصير «وسر ماعت رع» قد بقيت كما كانت دون إحداث أي تغيير.

............................................

1- راجع: The Coregency of Ramses II, with Seti I, and the Date of the Great Hypostyle Hall at Karnak p. 23 ff..

2- راجع: Breasted A. R. III. §§ 123–131.

3- راجع: Breasted. Ibid. § 288.

4- راجع: Breasted. Ibid.

5- راجع:  L. D. III, 150 c.

6- راجع:  J. E. A. VI, pp. 39-40.

7- راجع:  Ed. Meyer Gèsch. II, 1 p. 547. Note. 1.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).