أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-16
845
التاريخ: 2024-05-19
754
التاريخ: 2024-04-19
779
التاريخ: 2024-02-07
995
|
وبهذه المناسبة يجب علينا أن نتحدث عن بردية اشتراها «درافوتي» من «طيبة»، وهي الآن محفوظة ضمن نفائس متحف «تورين»، وقد صُوِّر عليها على حسب ما وصلت إليه معلوماتنا أقدم مصور جغرافي في العالم، وهذا المصور قد مثل عليه الأصقاع التي يوجد فيها الذهب في وادي النيل، فنرى فيها الجبال، والطرق، والعمل، والمباني المختلفة، كما نشاهد لوحة نُقش عليها اسم «سيتي الأول»، وهي تقع بجوار بئر في قطعة أرض مزروعة، ومن هذه الإشارة عرفنا أن هذه البردية قد ترجع إلى عهد «سيتي الأول»، وقد قامت محاولات عدة للتعرُّف على البقعة التي تمثل هذا المصور على وجه التأكيد، ولكن الأمر لا يزال تكنفه بعض الشكوك، ويظنُّ «توماس» أن المناجم القديمة المسماة «داراهيب darahib « الواقعة في «وادي علاقي» هي المكان الذي يمثل هذا المصور (1)،وقد كشف «لينان دي بلفور» عن هذه المناجم ثانية، وعمل لها مصورًا، وبمضاهاة مصور «تورين» القديم بمصور «لينان» في عتبايه وجد «توماس» أوجه الشبه الآتية، وهي:
(1) أن المناجم المشغولة كانت في جنوب الوادي.
(2) أن الوادي يحتوي كلأ وفيرًا، وفي المصور القديم نجد أن الجزء الأوسط المنزرع الذي رُسمت فيه اللوحة يشير بصفة تلفت النظر إلى الرواسب الخصبة الواقعة شمالي الوادي.
(3) لاحظ «لينان» بعض الدلائل على وجود بئر قديمة بالقرب من جامع قرية المناجم، وكذلك لاحظ وجود قبر أو معبد محفور في الصخر في الشمال من المنجم الرئيسي، وهذه الظواهر نجدها كذلك ممثلة في المصور.
(4) يظهر أن موضع الوديان أو الطرق الجبلية متشابهة في المصور القديم وفي مصور «لينان»، ويلاحظ في هذا المصور أن البحر يقع فيه على اليسار، ولولا وجود هذا الاتجاه لأصبح في وسع الإنسان أن يقول: إن منجم «براميا» الواقع شرقي «إدفو» هو الذي يمثل مكان المعبد، أو البئر، والمنجم القديم. ولم يعثَر حتى الآن على اللوحة التي نحتها الملك «سيتي» بالقرب من البئر الموجودة في «وادي مياه»، أو «وادي عباد»، وليس ببعيد أن تكون واحدة قد حُفرت هناك، وأنها لا تزال مطمورة تحت الرمال، وتنتظر الكشف عنها؛ لأن هذا المكان لم تعمل فيه حفريات علمية حتى الآن.
أما البردية التي رسم عليها هذا المصور (انظر الصورة 1) فيبلغ عرضها نحو ثلاثة وثلاثين وخمسمائة مليمتر، وارتفاعها نحو سبعة وخمسين وأربعمائة مليمتر، ويظهر في المصور ترتيب خاص تُعرف منه الجبال، والطرق، وبعض تفاصيل أخرى، وإيضاحات كُتبت بالخط الهيراطيقي، فتُعرف فيه ست طرق، وسلسلة من التلال رُسمت بقمم مدببة، وقد رُسم واحد منها باللون الأحمر المائل للسمرة، وتظهر في وسط المصور تقريبًا بقعة ذات قمة مستديرة، وبئر بيضية الشكل لونها أخضر، وبالقرب من البئر مباشرة نشاهد أربعة بيوت للعمال، وإلى اليمين يوجد معبد، أما النقوش التي على هذا المصور فقد ترجمها الأستاذ «جاردنر«(2)، وهي كالآتي:
(1) الجبال التي يُستخرج منها الذهب، وهي بهذا اللون الأحمر.
(2) نقشان موجودان تحت الطريق السفلية، إحداهما على الشمال، وفوق الطريق العلوية على اليسار، وهو «جبل ذهب»، وعلى الجهة اليمنى تحت أسفل الطريق «جبال من الفضة (؟) والذهب.»
(3) ونقرأ بجانب تخطيط معبد، أو محراب ما يأتي: «محراب آمون صاحب الجبل النقي (الطاهر).»
(4) وعلى الطريق المؤدية جنوبًا إلى أعلى طريق نقرأ: «طريق ثامتني».
(5) وعلى التل الواقع فوق المحراب كتب: «جبل آمون (؟).»
(6) ونجد أعلى من الطريق المؤدية لبيوت العمال، وعلى يمينها ما يأتي: «الجبل الذي يأوي إليه آمون.»
(7) وبجانب بيوت العمال على الطريق كُتب: «بيوت مستعمرة مناجم الذهب.»
(8) وبجانب اللوحة كُتب: «لوحة من «ماعت رع» (سيتي الأول) (له الحياة والصحة).»
(9) وعلى الطريق الوسطي من اليسار كُتب: «طريق أخرى تؤدي إلى الصحراء.»
(10) وعلى أسفل طريق من اليسار دوِّن: «طريق تنت … بارمر … (؟).»
ولا شك في أن المطَّلع على هذا المصور لا يشك كثيرًا في أن المصري في ذلك العهد السحيق كانت له دراية لا بأس بها في علم تخطيط البلدان، والأماكن الطبعية.
شكل 1: مصور لمناجم الذهب أقدم مصور جغرافي في العالم.
............................................
1- راجع: E. S., Thomas. The Ancient Mine Plan of Turin Papyrus Caire Scientific Journal Vol. VIII, (1913) pp. 158–160.
2- راجع: Cairo Sceintific Journal VIII, (1914) p. 41–46.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|