أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2015
6340
التاريخ: 6-12-2015
1623
التاريخ: 2-11-2015
1796
التاريخ: 3-11-2015
2574
|
الرازي
هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، ولد في مدينة الري (1) من أعمال (فارس) جنوبي طهران سنة 240 هـ/854 م.
ازدهرت في عهد العباسيين والبويمهيين والسلاجقة وكانت من عواصم الإسلام التجارية والثقافية والفنية. خربها المغول 1220. فيها ولد هارون الرشيد. ونسب اليها علماء كثيرون منهم الرازي. والاسم ري اسم المدينة القديمة (رغا) التي كانت في الدولة القديمة المسماة (ميديا) ببلاد الفرس. (دائرة المعارف الإسلامية 3/1134).
وتوفي في بغداد سنة 320 هـ/ 932م، فيلسوف وطبيب وكيميائي وفيزيائي، بل ويعد من اعم أطباء العالم الاسلامي واطباء العالم في القرون الوسطى اجمع.
عرف عند الغرب اسم "رازيس" Rhazes.
كان موسوعة في العلوم ويروى انه كان في بداية حياته صرافا. وكان مثالا في الصدق والنزاهة العلمية، كما مارس فن الصياغة وكثف بحثه عن الاكسير.
سماه ابن أبي اصيبعة "جالينوس العرب".
اشتهر الرازي بمقدرته على التصنيف الذي يعتمد على البحث العلمي والطرقة العلمية البحتة. فعرف عنه انه يعطي كل ذي حق حقه.
عاش في الري طيلة ثلاثين عاما. تعلم الموسيقى وكان بارعا في العزف على العود ونظم الشعر في صغره، والرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والادب.
انتقل الى بغداد في خلافة المكتفي (288-295)/(901 -908)، حيث ظهرت مواهبه فاستشاره الخليفة المعتضد عند بناء البيمارستان الذي تولى فيما بعد رئاسته فأجرى التجارب المخبرية وباشر العلاج ودون مصنفاته ودرس عددا من التلاميذ منظما اياهم في صفوف تتقدم بتقدمهم في الدراسة. ويذكر ان الخليفة المقتدر (بعيد 295 0 321هـ) / 901 – 932، أوكل اليها دارة المستشفى المقتدري ببغداد وبعدها ذاع صيته رئيسا للأطباء في عصره وطبيب السلاطين والامراء في المشرق الاسلامي. وفي تاريخ وفاته اختلاف واسع اذ يذهب فريق الى انه توفي قبل التاريخ الذي حدده البيروني بكثير كما يذهب فريق آخر (فيهم صاعد وابن العبري) الى انه توفي قريبا من 320 او 323.
ويدفع فريق ثالث (ابن شيرزاد والقفطي) تاريخ وفاته الى سنة 364. وانتقل هذا الاضطراب في تحديد تاريخ وفاته الى المتأخرين (كحالة والزركلي والجلبي ووجوي).(2)
ومن الخطأ قول ابن شيرزادان الرازي عاصر عضد الدولة وتولى ادارة المستشفى العضدي أو أنه عاصر ابن العميد (على ما ذهب اليه ابن أبي اصيبعة والصفدي) اذا اخذ بتاريخ وفاته كما حدده البيروني اذ كان دخول عضد الدولة الى بغداد سنة 364هـ /975م أي بعد التاريخ المعتمد لوفاة الرازي بما يزيد على نصف قرن. (3)
كان المريض يفحص أولا من قبل احد التلاميذ واذا ما صعب عليه كان يمر الى تلميذ اقدم وعند الضرورة كان يستدعي الاستاذ الرازي نفسه.
ومن ثم صار الرازي رئيس أطباء مستشفى بغداد.(4)
وعندما كان في ايران تمتع بصداقة وحماية الامير منصور بن اسحق حاكم خراسان وقد الف له كتابا في الطب اشتهر باسم الكتاب المنصوري. (5)
وكان الرازي ينصح تلاميذه بقوله :
"فاكثر جمع كتب الطب جهدك ثم اعمل لنفسك كتابا تذكر فيه كل علة، ما قصر الكتاب الاخر واغفله من كل نوع من انواع العلل وحفظ الصحة والرتبة من تعريف او سبب او تقسيم او علامة او علاج او استعداد او انذار او احتراس فيكون ذلك كنزا عظيما وخزانة عامرة. (6)
ولكن ابن رضوان لا يوافق على هذه الطريقة ويراها سيئة لأنها تبعد الطالب عن النص الأصلي فاذا ما اخطأ في نقل فهم نص ما واعتمد على كناشة في الحفظ ظل الخطأ طويلا لذا فهو يقول :
حتى ان ابا بكر الرازي يأمر كل طبيب ان يضع كناشا لنفسه فكثرت كتب الطب وصار كل واحد يتناول كناشا لنفسه ويصل منه للناس فامحت بذلك صنعة الطب، واضطربت فضائلها، لان امر الناس مبني على حب اللذة والراحة فاستراحوا بالكناينش والجوامع وتركوا العلم فنسي طريق تعلم ابقراط (7) وطريق جالينوس(8).(9)
وصل الرازي الى مرتبة رفيعة كعالم وممارس لصناعة الطب ذلك بسلوكه سبيلين هما الاساس في شهرة الأطباء في كل العصور، الأولى طريق البحث العلمي بالتجربة وتسجيل التطورات السريرية على المرضى، والاخر اهتمامه بالعلوم الأساسية (كالتشريح وعلم وظائف الاعضاء). وكان من سعة علمه انتقاده بعض أفكار جالينوس.
الف نحو 224 كتابا ضاع منها الكثير.
اما كتبه الطبية فتربو على الخمسين. وهو أول من ادخل المستحضرات الكيميائية في مداواة المرضى. (10)
وله كتب عديدة متنوعة في المنطق ومن وراء الطبيعة والالهيات وعلم النفس والطبيعيات والهندسة والموسيقى والسياسة.
ولكن قيمته الأساسية في كتبه الطبية واهمها كتابه الحاوي وهو من أشمل ما الفه طبيب.(11)
ومن اشهر ما الف الرازي في الطب كذلك كان عن الجدري والحصبة. (12)
درس الرازي وكتب جابر بن حيان وتجنب بعض الاخطاء التي مر بها هذا الأخير فاهتم بالتنظيم واستعمال المصطلحات الدقيقة فظهرت مصنفاته سهلة الفهم.
جاء في كتب الموجز في تأريخ الطب والصيدلة عند العرب :
"ان الرازي قام بتحضير الاحماض مثل زيت الزاج والزاج الأخضر كما حضر الكحول بتقطير المواد النشوية والسكرية المتميزة واستعمل ذلك في الصيدليات وصناعة الأدوية. كما قدر الكثافة النوعية لعدد من السوائل مستخدما ميزانا اسماه الميزان الطبيعي.
يعتبر الرازي أول من اهتم بالمناحي النفسية في العلاج لان للنفس الشأن الاول فيما بينها وبين البدن من صلة.
يقول الرازي :
"ان شفاء المريض بفعل الأدوية التي يصفها الطبيب هو نتيجة لإثارة تفاعل كيميائي في جسم الإنسان المريض.
وقد قام بتقسيم المواد الكيميائية المعروفة في زمانه الى أربعة أقسام اساسية :
المواد المعدنية والمواد النباتية والمواد الحيوانية والمواد المشتقة.
يقول صاحب الفهرست :
"انه كان يرى حقيقة الصنعة وقد ألف في ذلك كتباً كثيرة منها كتاب يحتوي على اثنتي عشر كتابا وهي :
كتاب المدخل التعليمي، كتاب المدخل البرهاني، كتاب الابيات، كتاب التدبير، كتاب الحجر، كتاب الاكسير، كتاب شرف الصنعة، كتاب الترتيب، كتاب التدابير، كتاب نكت الرموز، كتاب المحبة، كتاب الحيل.
وكان له بعد ذلك كتب أخرى في الصنعة :
"كتاب الاسرار، كتاب سر الاسرار، كتاب التبويب، كتاب رسالة الخاصة، كتاب الحجر الاصفر، كتاب رسائل الملوك، كتاب الرد على الكندي في رده على الصنعة. (13)
ومن كتبه أيضا "كتاب اثبات صناعة الكيمياء(14) وكتاب المنصوري لمنصور ابن سامان. (15) وكتاب سر الاسرار اشهر مؤلفاته الكيميائية كما انه كتاب علمي بحت يصف فيه المواد الكيميائية المعروفة وطرق تنقيتها وكيفية تحضير المركبات، كما يصف تجاربه ويثبت نتائجها بدقة واحكام شديدين.
يقول هولميارد :
كان الرازي رجلا عبقريا متحررا رحيما بالمرضى يعالج الفقراء بنفسه.
روى احد معارفه انه لم يزوره الا ووجد في يديه كتابا ينسخه او يقرأ فيه.
وللرازي تصنيفاً بديعا في الكيمياء المتعددة الجوانب التي لاحظها بعناية، كما نجد وصفا للأجهزة والمواد المستعملة.
وبالرغم من كل ما توصلت اليه عبقريته الا انه يذكر جابر بن حيان بإعجاب واحترام شديدين.(16)
والطرافة في كيمياء الرازي هو تقسيمه الواضح للمواد الكيميائية الى اصناف ثلاثة : معدنية ونباتية وحيوانية.
وتقسيمه للمواد المعدنية الى ستة أصناف هي : الأرواح والأجساد والأحجار والزاجات والبوارق والأملاح.
ثم ذكره للمشتقات الكيميائية التي تظهر فاعل جهده في الوصول الى مركبات جديدة وهو لم يرتض تقسيم جابر للمواد الى أجسام واجساد وارواح.
والرازي يصف الاجهزة الكيميائية المستخدمة في بحوثه وصفا دقيقا ويقسمها فيها الى قسمين كبيرين : احدهما يستخدم في اذابة المعادن والاخر تتم به المعالجة اليدوية للمواد عموما وذلك على نحو لا يختلف كثيرا عما هو متبع الان في معاملنا الاولية. ومن أهم الاجهزة والادوات التي استخدمها الرازي : (17)
(الآتال، العمياء، القرعة، القابلة، الأنبيق، المرجل، القوارير، الطابستان، المنفاخ، البواتق، والاحواض الزجاجية).
وقد حضر الرازي حامض الكبريتيك واطلق عليه اسم (زيت الزاج) او الزاج الأخضر وسمي بعد (كبريت الفلاسفة).
واستحضر الكحول بتقطيره لمواد نشوية وسكرية متخمرة. (18)
كما قام بعدة أبحاث عن الكثافة النوعية للسوائل وقياساتها.
يقول هولميارد عن الرازي :
" ان التفكير المنظم والتعبير السليم الواضح جعلا انتاج الرازي الكيميائي مفهوما وذا قيمة.
وان تصنيفه للمواد الكيميائية على نحو فريد ليبين تماما مدى بصيرته وادراكه لموضوعات الكيمياء.
وبعض الباحثين قالوا :
"الرازي مؤسس الكيمياء الحديثة في الشرق والغرب معا".
وستابلتن بعد ان درس كيمياء الرازي قال عنه :
"يجب اعتباره واحدا من أولئك الاعلام طلاب الحقيقة وهو لا يعد فريد عصره على نحو لا يبارى فحسب بل هو الى جانب ذلك قل ان نجد له نظريا حتى بعد ان اخذ فجر العلم يشرق على اوروبا ببحوث جاليليو وروبرت بويل ".
والرازي في راي بارتنجتن :
"كيميائيا ماهرا في اعتماده على التجريب العملي".
ان سارتون حينما ارخ للعلم في الفترة التي عاش فيها الرازي جعل منه علما عليها كما اقر بان اثر الرازي ونفوذه العلمي قد نفذ بطريقة مباشرة خلال قرون عدة، كما انه احد الرواد الذين كانوا طليعة المدرسة الكيميائية الطبيعة في عصر النهضة
من اهم مؤلفات الرازي في الكيمياء : (19)
وفي الطب :
في الفلسفة :
كما له :
__________________________________________
(1) الري: مدينة في شمال ايران بضاحية طهران، مزار ديني، اطلال مدينة تاريخية قديمة فتحها العرب في صدر الإسلام. جاء ذكرها في (الأفستا) راغا ذات الاجناس الثلاثة، هي احد الإثنى عشر بلدا خلقها (اهورامازدا) – انظر الطب العربي /48.
(2) موسوعة الحضارة الإسلامية / 45.
(3) موسوعة الحضارة الإسلامية / 45.
(4) يقال انه استشر عن احسن موقع لبناء المستشفى فيروى عن هذا الامر اخذ قطعا من اللحم وعلق كل قطعة منها في ناحية من المدينة ثم اختار المحل الذي حصل فيه اللحم اقل تفسخا وتعفنا من غيره.
(5) الطب العربي/ 49.
(6) وهذا ما فعله الرازي في كتابه (الحاوي) وهو عبارة عن كناش كبير.
(7) ابقراط (نحو 460 – 377 قبل الميلاد) طبيب يوناني اكبر الأطباء الاقدمين واشهرهم. يتعهد الأطباء في قسمهم بالتقيد بنهجه الأخلاقي المعروف بقسم ابقراط.
(8) جالينوس (نحو 131 – 201) طبيب يوناني اشتهر باكتشافاته في التشريح اخذ عنه الأطباء العرب.
(9) الطب عند العرب / 274 – 275.
(10) موسوعة العلماء والمخترعين : د. خليل البدوي : ص150.
(11) نقل الحاوي الى اللاتينية واعيد طبع الترجمة مرات عدة منذ عام 1486. وكان له تأثير كبير على الطب الاوروبي. والحاوي موسوعة في علوم الطب حوت خلاصة معارف العرب المستقاة من المصادر اليونانية والفارسية والهندية وبعضا من مآثر العرب. ويقع الحاوي في ثلاثين مجلداً
(12) وهو أول بيان واضح عن هذين المرضين وقد طبع هذا المؤلف بعد ترجمته ما يقرب من الخمسين مرة على مدى أربعة قرون من 1498 الى 1866.
(13) الفهرست : ابن النديم ص504.
(14) ابن خلكان : وفيات الاعيان ج4 ص245.
(15) طبع هذا الكتاب في اوروبا سنة 1481م.
(16) واضعوا علم الكيمياء : هولميارد ص 64 – 66.
(17) الكيمياء عند العرب : مصطفى لبيب عبد الغني.
(18) اخذ عنه فيما بعد (ارنودو فيلنيف) واشاع استعماله في اوروبا في القرن الثالث عشر ويطلق عليه ارنالدو فيلانوفا (1250 – 1313م) كيميائي غير معروف الجنسية من الرهبنة اليستريانية. مارس الطب في بولونيا ونابولي وعند البابا كليمان الخامس. لقي حتفه على متن سفينة. من اهم كتبه : حول النبيذ، حول السموم، حول جرعات الترياق، موردة الفلاسفة او بستان الفلاسفة.
(19) ترجمت كتبه الى اللاتينية واولى التراجم كتاب صناعة الكيمياء نقله روبرت شستر عام 1144 ونقل جيرار الكرموني كتاب السبعين عام 1187 الى اللاتينية (انظر الفهرست : ابن النديم).
(20) يرجع للتفصيل الى موسوعة علماء الكيمياء – دار اسامة- الاردن.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|