المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الاسلام والشيوخ  
  
524   12:59 صباحاً   التاريخ: 2024-07-09
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 53 ــ 56
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2342
التاريخ: 28-4-2017 2465
التاريخ: 15-12-2016 2099
التاريخ: 15/12/2022 1052

هناك عناية كبيرة بالشيوخ في الدين الإسلامي، فقد دعا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرون (عليهم السلام) أتباعهم إلى تكريم الشيوخ واحترامهم، وقد قدمنا القيمة المعنوية والإجتماعية لاحترامهم.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (البركة مع أكابركم) (1).

تجارب الشيوخ:

رأى الشيوخ الكثير طوال عمرهم وذاقوا حلو الحياة ومرها كما أنهم حصلوا على دروس كثيرة من مدرسة الحياة، وهؤلاء رغم أن أجسامهم ضعفت، وفقدوا الكثير من القدرة والحركة والنشاط، ولكنهم اكتسبوا تجارب قيمة، ويعرفون الخير والشر، ويفسرون المسائل بشكل أفضل، ويستطيعون كالقادة الدينيين أن يكونوا هداة للآخرين، ويدلون الشباب والرجال على خيرهم وسعادتهم.

قال الصادق (عليه السلام): (الشيخ في اهله كالنبي في امته) (2).

كانت بين بعض الأقوام والقبائل عادات عجيبة بالنسبة للوالدين المعمرين، إذ كان الأبناء طبقاً لعقيدة خرافية، او مراسم محلية يتصرفون بظلم مع آبائهم المسنين وينهون حياتهم بطريقة غير إنسانية.

خرافات بعض القبائل:

(أهالي جزيرة (فيجي) يعتقدون أن أي شخص يحتفظ بقواه البدنية والروحية التي هو عليها لدى موته في العالم الآخر، ولذا فإن الشخص عندما يصل إلى الشيخوخة فإنه سيبقى كذلك إلى الأبد، ولهذا السبب فإن الإبن الذي يحترم والديه يستطيع أن يقتلهما بضمير هادئ، وهو يعتقد أنه قدم أكبر خدمة لهما) (3).

وأد الشيوخ:

(يقول ويل ديورانت: سكان ملانزي يدفنون المرضى العجائز أحياء ويعتبرون ذلك وسيلة جيدة للخلاص من بقاياهم) (4).

(يقول راسل: لقد كان التعاون الإجتماعي في الأساس مبنياً على القوة والقدرة وعلاقات الوالدين بأبنائهما، طالما هم صغار، فهي مبنية على القوة والقدرة، وعندما يكبر الأبناء ويضعف الوالدان، ينقلب الوضع، بعض القبائل كانوا يبيعون الوالدين الضعاف إلى القبائل المجاورة آكلة لحوم البشر، ولذا كانوا يقتصدون في تكاليف العيش. ولكن عندما كان الآباء في عنفوان الشباب حالوا دون ذلك ووقفوا بوجه هذه العاقبة السيئة، حيث إنهم بدأوا تعليم الأبناء منذ الصغر فضيلة المحبة والعطف) (5).

الشيوخ وعالم اليوم:

في عالم اليوم، حيث إن المبادىء الإيمانية ومكارم الأخلاق سارت نحو الضعف، وفقدت العواطف الإنسانية والألفة العائلية قيمتها في عالم أصبح أساس الحياة فيه مبنياً على اللذة والشهوة، وأصبح الهدف الأساس للناس جمع الثروة أكثر فأكثر، فإن وضع الوالدين أصبح مؤسفاً، حيث لا ايمان كامل في قلوب الأبناء ليكرموا الوالدين في سبيل الله، وليس لديهم للفضائل الأخلاقية قيمة حتى يحترموهما لما لهما من حق.

انعدام عاطفة الشباب حيال الشيوخ:

والشباب والكهول يسيرون بسرعة نحو أهدافهم المادية، وليس فقط لا يعيرون أهمية لوالديهم المسنين، بل يعتبرونهما سداً ومانعاً امام تقدمهم ولذا يسعون لإبعادهما عنهم ليتخلصوا من عبئهما.

إن الأشخاص الذين عاشوا عمرهم لوحدهم، ولم يؤسسوا عائلة منذ البداية ولا يملكون زوجة ولا أبناء، أو كانوا لديهم ثم فقدوهم، عندما يصل هؤلاء إلى مرحلة الشيخوخة يعانون من (مشكلة) واحدة هي (الشيخوخة). ولكن الوالدين اللذين أمضيا أكثر من نصف قرن وتحملا أعباء تكوين عائلة وصرفا في هذا السبيل عمرهما وأموالهما على أبنائهما وبناتهما، لو حرما في وقت الشيخوخة من المحبة، وأحياناً يواجهان التحقير وعدم الاحترام من الأبناء والأحفاد فإنهما يصابان بمصيبتين، مصيبة الشيخوخة ومصيبة الإهانة وفقدان المحبة. ولا شك ان القلق النفسي والضغوط الروحية التي يصابان بها هي أقسى بكثير من المصيبة الأولى. لحسن الحظ أن مجتمعنا الذي أكثر سكانه من المسلمين، الناعمين بتعاليم الإسلام، يعطفون ويكرمون الوالدين عند الشيخوخة، ولذا نرى الوالدين المسنين يحظون بنوع من المحبة والاحترام، ولكن في الدول الغربية قلت بشكل ملحوظ مكانة الوالدين المسنين، وفي بعض الأحيان يصابان بوضع مؤسف بحيث يقدمان على الانتحار بسبب الضغوط والوضع النفسي السيء لهما. وأحياناً يكون الأبناء العاقون هم الذين يمهدون لموت الوالدين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وهج الفصاحة، كلمة 1103، ص 398.

2ـ لئالىء الأخبار، ص 181.

3ـ علم النفس الاجتماعي، ج 1، ص 180.

4ـ مباهج الفلسفة، ص 85.

5ـ الآمال الجديدة، ص 99. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.