المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

communication (n.)
2023-07-08
الافعال الخمسة
16-10-2014
المحيط والشخصية والسلوك
27-6-2016
كروماتوغرافيا الغاز Gas chromatography
2023-11-29
ماضغة بادرات القمح
5-4-2018
وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) و أمره بجيش أسامة
5-11-2015


التربية وحسن التفاهم  
  
646   08:03 صباحاً   التاريخ: 2024-06-15
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 93 ــ 95
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 2326
التاريخ: 22-6-2018 1900
التاريخ: 11-1-2016 2067
التاريخ: 12-1-2016 2075

أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم. الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).

إن التربية الصحيحة هي أحد عوامل الانسجام وحسن التفاهم بين الشبان والشيوخ. فالأشخاص الذين تربوا منذ الطفولة تربية صحيحة وتلقوا الإرشادات اللازمة، وتعلموا فن الحياة جيداً، يستطيعون في شبابهم ورجولتهم وكهولتهم، أن يستفيدوا مما اختزنوه من تربيتهم وينسجموا تماماً مع محيط العائلة والمجتمع، ليحيوا سعداء مستقرين طيلة حياتهم. وبعكس ذلك فإن اولئك الذين لم يتلقوا في طفولتهم تربية صحيحة، ونشأوا بأخلاق سيئة. فإنهم في شبابهم ورجولتهم لن يتعرفوا على الطريق الصحيح للحياة. ولن يستطيعوا بأخلاقهم القبيحة أن ينسجموا بشكل جيد مع المجتمع. إن هؤلاء غالباً ما يواجهون الفشل في معاشراتهم الاجتماعية، لأنهم، بشكل لا إرادي، يتصرفون وفق تعاليمهم الخاطئة التي تلقوها في طفولتهم، فيولدون عدم الارتياح للآخرين، ويؤلمونهم. إن هؤلاء يرون أنفسهم دائماً سيئي الطالع، ويشعرون بأنهم تعساء لأن المجتمع لا يعيرهم اهتماماً فيتألمون منه ويسخطون عليه.

سريان الأمراض الأخلاقية:

لسوء الحظ أن التربية السيئة كالأمراض المعدية تنتقل من جيل إلى آخر، فالشابات والشبان الذين تلقوا تربية سيئة في عهد الطفولة وأصيبوا بأمراض الفساد الأخلاقي، فإنهم بدون إرادة أو علم ينقلون صفاتهم الذميمة وأخلاقهم السيئة إلى أبنائهم وبذلك يكونون سبباً لتعاستهم وانحرافهم. إن للتربية الحسنة أو السيئة أعمق الأثر في بناء المجتمع أو هدمه.

أن حسن التربية له أثر فعال في تفاهم الشبان والشيوخ، من الممكن أن ينزعج بعض الشبان من قراءة هذه المقالة. ويفكروا في أنه مهما كانت فترة الطفولة فإنها قد انتهت، ولم نعد إليها. وإذا كان حقاً أن التربية السيئة لفترة الطفولة سبب لتعاسة وفشل جميع أيام العمر، ونحن تربينا تربية سيئة نتيجة سوء الوالدين، فلا بد أن نصبح تعساء إلى آخر العمر وطوال أيام حياتنا نعيش في ألم وعذاب وعدم راحة وهذه مصيبة لا يمكن تحملها.

مرض يمكن علاجه:

ولكي لا يفكر الشبان هكذا، ولا يصابوا باليأس والقلق، يجب الإشارة إلى أن التربية غير الصحيحة في فترة الطفولة هي منشأ الكثير من الأعمال والأخلاق السيئة لنا في مرحلة الشباب والكبر. ولكن هذا لا يعني أن التربية السيئة لا يمكن اجتنابها، والإنسان مجبر حتى نهاية العمر على أن يبقى سيء الأخلاق ولا يستطيع إصلاح نفسه. وإنما بالعكس إذا كان الإنسان يستطيع أن يشخص أمراضه الأخلاقية. فيمكنه حينئذ مكافحتها والتخلص من أعراضها المشؤومة ويصمم على معالجتها إلى الأبد، وهذه نظرية مقبولة علمياً من قبل العلماء. وأئمة الإسلام أيضاً صرحوا بذلك قبل اربعة عشر قرناً. واعتبروا المجاهدة في إصلاح النفس من الفرائض الإسلامية، كما اعتبروها فريضة على أتباعهم.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك واسعَ في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك) (1).

قال الإمام علي (عليه السلام): (من لم يهذب نفسه فضحه سوء العادة) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 4، ص 40.

2ـ غرر الحكم، ص 719. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.