أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2326
التاريخ: 22-6-2018
1900
التاريخ: 11-1-2016
2067
التاريخ: 12-1-2016
2075
|
أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم. الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
إن التربية الصحيحة هي أحد عوامل الانسجام وحسن التفاهم بين الشبان والشيوخ. فالأشخاص الذين تربوا منذ الطفولة تربية صحيحة وتلقوا الإرشادات اللازمة، وتعلموا فن الحياة جيداً، يستطيعون في شبابهم ورجولتهم وكهولتهم، أن يستفيدوا مما اختزنوه من تربيتهم وينسجموا تماماً مع محيط العائلة والمجتمع، ليحيوا سعداء مستقرين طيلة حياتهم. وبعكس ذلك فإن اولئك الذين لم يتلقوا في طفولتهم تربية صحيحة، ونشأوا بأخلاق سيئة. فإنهم في شبابهم ورجولتهم لن يتعرفوا على الطريق الصحيح للحياة. ولن يستطيعوا بأخلاقهم القبيحة أن ينسجموا بشكل جيد مع المجتمع. إن هؤلاء غالباً ما يواجهون الفشل في معاشراتهم الاجتماعية، لأنهم، بشكل لا إرادي، يتصرفون وفق تعاليمهم الخاطئة التي تلقوها في طفولتهم، فيولدون عدم الارتياح للآخرين، ويؤلمونهم. إن هؤلاء يرون أنفسهم دائماً سيئي الطالع، ويشعرون بأنهم تعساء لأن المجتمع لا يعيرهم اهتماماً فيتألمون منه ويسخطون عليه.
سريان الأمراض الأخلاقية:
لسوء الحظ أن التربية السيئة كالأمراض المعدية تنتقل من جيل إلى آخر، فالشابات والشبان الذين تلقوا تربية سيئة في عهد الطفولة وأصيبوا بأمراض الفساد الأخلاقي، فإنهم بدون إرادة أو علم ينقلون صفاتهم الذميمة وأخلاقهم السيئة إلى أبنائهم وبذلك يكونون سبباً لتعاستهم وانحرافهم. إن للتربية الحسنة أو السيئة أعمق الأثر في بناء المجتمع أو هدمه.
أن حسن التربية له أثر فعال في تفاهم الشبان والشيوخ، من الممكن أن ينزعج بعض الشبان من قراءة هذه المقالة. ويفكروا في أنه مهما كانت فترة الطفولة فإنها قد انتهت، ولم نعد إليها. وإذا كان حقاً أن التربية السيئة لفترة الطفولة سبب لتعاسة وفشل جميع أيام العمر، ونحن تربينا تربية سيئة نتيجة سوء الوالدين، فلا بد أن نصبح تعساء إلى آخر العمر وطوال أيام حياتنا نعيش في ألم وعذاب وعدم راحة وهذه مصيبة لا يمكن تحملها.
مرض يمكن علاجه:
ولكي لا يفكر الشبان هكذا، ولا يصابوا باليأس والقلق، يجب الإشارة إلى أن التربية غير الصحيحة في فترة الطفولة هي منشأ الكثير من الأعمال والأخلاق السيئة لنا في مرحلة الشباب والكبر. ولكن هذا لا يعني أن التربية السيئة لا يمكن اجتنابها، والإنسان مجبر حتى نهاية العمر على أن يبقى سيء الأخلاق ولا يستطيع إصلاح نفسه. وإنما بالعكس إذا كان الإنسان يستطيع أن يشخص أمراضه الأخلاقية. فيمكنه حينئذ مكافحتها والتخلص من أعراضها المشؤومة ويصمم على معالجتها إلى الأبد، وهذه نظرية مقبولة علمياً من قبل العلماء. وأئمة الإسلام أيضاً صرحوا بذلك قبل اربعة عشر قرناً. واعتبروا المجاهدة في إصلاح النفس من الفرائض الإسلامية، كما اعتبروها فريضة على أتباعهم.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك واسعَ في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك) (1).
قال الإمام علي (عليه السلام): (من لم يهذب نفسه فضحه سوء العادة) (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة، ج 4، ص 40.
2ـ غرر الحكم، ص 719.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|