المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحديث الأوّل من كتاب العقل والجهل.
2024-07-08
القرنفل
2024-07-08
مجالات استخدام النظام الجديد في إعداد الحسابات القومية في ليبيا
2024-07-08
الافكار الرئيسة في سورة الاعلى
2024-07-08
الاعجاز الغيبي للقران الكريم
2024-07-08
الاعجاز البياني للقران الكريم
2024-07-08

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مثال الشخصية  
  
226   09:06 صباحاً   التاريخ: 2024-06-13
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 43 ــ 47
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-18 707
التاريخ: 27-6-2016 1969
التاريخ: 14-12-2021 1760
التاريخ: 26-6-2016 3048

أي شخصية تعجب بها وترغب فيها لنفسك؟ هل تريد ان تكون

مثل الشمس: رفيعة، حارة، معطاء وبعيدة التناول؟

مثل الأمواج: فائرة غير مستقرة؟

مثل ماء النهر: جار دائماً ومسرع؟

ثم أي مكان ومقام تختاره لنفسك وتراه مناسباً ومفيداً لها بحيث تحس معه بأنك حصلت على الطمأنينة والوزن اللائقين بشخصيتك؟

هل تريد ان تمتلك شخصية سياسية أو عسكرية ممتازة؟

أو تريد ان تكون من ذوي الرتب الإدارية العالية في الدولة؟

أو أن تكون عالماً مفكراً أو كاتباً كبيراً أو مخترعاً أو مكتشفاً أو فيلسوفاً؟

أو بطلاً عالمياً معروفاً في كرة القدم، أو الملاكمة، أو فناناً أو ممثلا عالمياً شهيراً؟

أو ملكاً للنفط والحديد أو ذا ثروة هائلة، أو مديراً لشركة كبرى أو مساهماً في الكارتيلات الكبرى (مجموعة الشركات الكبرى)؟

أو ان تكون ذا شخصية سامية في المجالات الأخلاقية والروحية المعنوية الدينية؟

ومن الواضح جداً ان أياً من هذه المقامات التي عددناها تعتبر رائعة مشرقة لدى مجموعة خاصة، وان كل فرد طبقاً لميوله وتربيته وخصائصه الروحية يعتبر أحدها مثالاً عالياً ونموذجاً سامياً لشخصيته.

ولكن يمكن القول - عموماً - بان الكل يريدون لأنفسهم شخصية ممتازة رفيعة ليكونوا من خلالها منبعاً لخدمات هامة تكون مورداً لافتخارهم على غيرهم أو اعتزازهم بأنفسهم وحالة تجلب إليها أنظار الآخرين التي ترمقها بكل حسرة وغبطة.

ما هي الشخصية؟

ويجب الآن معرفة حقيقة الشخصية التي يسعى إليها الجميع فيجدها كل إنسان في شيء - اما صحيحاً او اشتباهاً - فيعتبر موضوعاً ما أو نموذجاً معيناً ملاكاً للشخصية المثالية فيسعى لها بكل وجوده.

وكما نرى: فان البعض يرى ان امتلاك ملابس ثمينة وعقد قيمته ملايين الدنانير، أو بالطو جلدي بقيمة آلاف الدولارات، يرون ذلك ملاك عظمتهم وشخصيتهم.

في حين يرى البعض الآخر ان وجود المعجبين والأتباع الكثيرين للشخص يشكل علامة لعظمة شخصيتهم حتى انه لأجل موت مثل هذا الإنسان ينتحر الآلاف أو يشترى عقب سيكارته أو بعض خصلات شعره بالآلاف!! أو يفتخر الكثيرون بأنهم يمتلكون صورته، أو حتى امضاءه أو انهم رأوه ولو للحظة وان كان ذلك عن بعد!!

وهكذا فلنرجع إلى سؤالنا السابق وهو: ما هي الشخصية في الواقع؟

ما يبدو من مراجعة الكتب المختلفة وخصوصاً كتب النفسيين ان التعريف الجامع – نسبياً - للشخصية هو انها: (مجموعة الصفات الطبيعية والمكتسبة الخاصة بأي فرد والتي تعين له مسيرته في المجال الحياتي والعلاقات العامة والتوافقات الاجتماعية) والإسلام: لما كان ينظر إلى الظواهر نظرة أكثر واقعية فان له في هذا المجال رأيا أصيلاً يركز على الصفات الروحية والفضائل الإنسانية القيمة ويرى ان شخصية الفرد تتقوم بالتقوى والطهارة والعلم في حين لا يرى أي ملاك للشخصية في الثروة والقوة والمقام واللباس ووو... ولا يعتبرها بشيء وانما يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، ويقول نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله): ( لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى) (1).

فالشخصية التي لا تقوى فيها لا قيمة لها في نظر الإسلام وذلك لان التقوى تشكل باعثاً على تكوين شخصية قوية عميقة فمن يتقي الله تعالى تنعكس تقواه على عمله وتعامله فيراعي كلما يقوده هو ومجتمعه إلى السعادة.

وهكذا تنبع من التقوى كل النتائج والأمور التي تتحلى بها شخصية الأفراد فان المتقي لا يستطيع ان يكون مسيئاً في عمله وسلوكه، خشنا وملوثاً بالانحراف ولن تجتمع التقوى مع التلوث والرذالة والخشونة.

ان الإسلام وهو مبدأ التربية والعمل يولي إهتماماً خاصاً بتربية أفراد ذوي شخصية سامية لتستطيع ان تكون رفيعة الهمة، مرموقة، ونموذجية في كل مراحل الحياة، وبالتالي فالإسلام قد وجه كل مراحل الحياة وجعلها تحت سيطرته التوجيهية.

الممهدات الإسلامية:

ان الإسلام يراقب كل أعمال الإنسان من المهد إلى اللحد بعين الإهتمام الدقيق فيعطي توجيهاته عند انعقاد النطفة بل وحتى قبلها ويصدر أوامر بهذا الخصوص وتتناول كل المراحل: حمل الأم، إرضاع الطفل، البيئة التربوية للبيت، البيئة التعليمية، العمل، الإجتماعات وغير ذلك، فرعاية هذه التوجيهات هي التي تصوغ الشخصية الرفيعة.

وها نحن نتعرف على نماذج من هذه التعليمات فيما يلي

مرحلة انعقاد نطفة الجنين:

وهي مرحلة دقيقة حساسة جداً حيث يؤكد العلماء ان عامل الوراثة في هذه المرحلة يودع في النسل الإنساني صفات مشابهة لصفات الأبوين وخصائصهما، وعلى هذا الأساس نجد الإسلام بتعليماته الملزمة يلفت نظر الوالدين بدقة إلى أهمية هذه المرحلة فيقول مثلاً:

(شارب الخمر لا يزوج إذا خطب) (2).

(لا تزوجه ان كان سيئ الخلق) (3).

(إياكم وتزويج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع) (4).

(ان خير نسائكم الولود الودود العفيفة العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها المتبرجة مع زوجها الحصان على غيره) (5).

(إياكم وخضراء الدمن) (6) أي الفتاة الحسناء في منبت السوء.

ان اشراقة كل هذه الدقة والعمق لن ترى إلآ في عين الإسلام الرحيمة، وان كل هذه الدقة توضح كيف ان الإسلام عارف ومتوجه لكل هذه الأمور البسيطة والدقيقة المؤثرة في صياغة شخصية الطفل عند انعقاد نطفته، وهكذا نجد للإسلام تعليمات مفيدة في المراحل التالية كأيام الحمل، والرضاعة والطفولة وذلك من مجالات التغذية والصحة والنوم والاستراحة وكذلك في السلوك والعمل والروابط الجنسية العائلية.

حتى انه ينبه للطريق الأسلم عند اختيار المربية والمرضعة. ويرى الإسلام ان أسلوب تعامل الوالدين وسلوكهما مؤثر في تربية الطفل الصحيحة أو المنحرفة. حتى انه يمنعهما من الإتيان بالحركات الغير مناسبة أمام الطفل وهذه النقاط القيمة توصل إليها علماء النفس والبيئة حديثاً حيث عرفوا:

ان عهد الطفولة يجب ان يكون سالماً ومنزها عن أية تحريكات غير مناسبة، فالطفل حساس والكل يعلمون ان معاكسة حساسية الطفل أمر صعب.

فليس هناك أصعب - على الباحث النفسي - من رؤيته أعصاب الطفل وهي تواجه منذ بدء طفولته التحريكات الغير مناسبة أو ما يشبهها على الأقل.

ان جذور هذه التحريكات في عهد الطفولة هي التي ستبرز بعد ذلك وتطغى بشكل عقد نفسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ رجال حول الرسول لخالد محمد خالد.

2ـ الوسائل، ج 14، ص 53.

3ـ المصدر السابق، ص 54.

4ـ المصدر السابق، ص 56. 

5ـ المصدر السابق، ص 14.

6ـ المصدر السابق، ص 19. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.