أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
1737
التاريخ: 20-4-2022
2032
التاريخ: 1-3-2021
2577
التاريخ: 6-10-2016
1440
|
الذنوب والخطايا تعبيران يشتملان على جميع المحظورات الشرعيّة. ومن المسلّم به، أنّ الشريعة الإسلاميّة لم تَسُنّ للبشريّة أحكاماً إلّا بحسب المصالح والمفاسد التي لا يطّلع على حقائقها ووقائعها بشكلٍ كاملٍ إلّا خالق البشر ومصوّرهم.
ومن هنا، كانت الذنوب والخطايا من أخطر الأمراض التي تهدّد مصالح المجتمع البشريّ بشكل مباشر أو غير مباشر.
وإذا كانت الذنوب والمعاصي تختلف من حيث آثارها، ومن حيث مراتب عقوباتها، لكنّها تشترك جميعاً في كونها تؤدّي إلى حالة من الانحراف، وتهدّد سلامة الإنسانيّة.
وإذا كانت الشريعة الإسلاميّة قد وضعت سلسلة من العقوبات الجزائيّة الدنيويّة على بعض الذنوب، فإنّما هي لأجل الحدّ من ارتكاب الجرائم والمعاصي والتخلّفات التي تنخر المجتمعات البشريّة بشكل مباشر.
والخطر لا ينحصر في هذا النوع من الذنوب، لذا، فإنّ تلك العقوبات تهدف إلى استئصال الجريمة عند من لا يدرك الخطورة الكامنة وراء ارتكاب الجريمة، فهي خطابات بلغةٍ يفهمها كلّ إنسان، حتّى أولئك الذين أعمت الدنيا أبصارهم، وطمست على قلوبهم.
إنّ الإسلام يسعى إلى اجتثاث الانحراف من جذوره، ويركّز على تربية الإنسان فكراً وروحاً، وإبعاده عن كلّ ما يعكّر صفاء نفسه، ويعوق سموّه في مراتب الكمال الروحيّ. وهو يسعى – كذلك - من خلال أسلوبه التربويّ إلى ردع الإنسان عن التفكير في ارتكاب الذنب، فيحول دون حصول البذرة التي قد تجد الظرف الملائم للنموّ، وبالتالي السقوط في مستنقع الرذائل والذنوب.
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: "من كثر فكره في اللّذّات غلبت عليه"[1].
وروي أنّ نبيّ الله عيسى (عليه السلام) قال للحواريّين لمّا اجتمعوا إليه: "إنّ موسى نبيّ الله (عليه السلام) أمركم أن لا تزنوا، وأنا آمركم أن لا تحدّثوا أنفسكم بالزنا، فضلاً عن أن تزنوا، فإنّ من حدّث نفسه بالزنا، كان كمن أوقد في بيت مزوّق، فأفسد التزاويق الدخان، وإنْ لم يحترق البيت"[2].
وإنّ دراسة آثار الذنوب من موقع ما يهتمّ به علم الأخلاق تختلف عن دراستنا لها من موقع ما يهتمّ به علم الفقه، فإنّ الفقه - كما تقدّم سابقاً - يهتمّ بدراسة الحكم من حيث مستوى الإلزام، والذنب من حيث العقوبات الدنيويّة المترتّبة عليه، وهي وظيفة الإمام أو القاضي أو الولي. مثلاً: عندما يدرس الفقيه مسألة الزنا، ينظر إليها من زاوية ما يترتّب على ذلك، من حدٍّ، وعدّةٍ، ومهرٍ، وتحريم نكاحٍ، وأمثال ذلك. لكنّ علم الأخلاق يهتمّ بدراسة زاوية أخرى، وهي ما يتركه الزنا من آثارٍ على النفس، وعلى المجتمع، وكيفيّة إزالة تلك الآثار، والوقاية من ذلك العار.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|