أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2016
3026
التاريخ: 22-11-2015
2774
التاريخ: 17/10/2022
1431
التاريخ: 31-1-2016
2958
|
قال تعالى : {أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}([1]).
الرؤيا هنا ليست الحاسة الباصـرة، وإنما يقصد بها الرؤية الاعتبارية ، فإنزال الماء من السماء واخرجه للثمار المختلفة ، هي آية يرى بها الناظرون بألبابهم قدرة الله عز وجل ، وإبداعه في هذا الجماد (الأرض الهامدة) ، فمن هذا التراب الأسود ، اكتست الأرض العارية ، حلةً عشبية من الزهر والثمر ، المختلف الألوان ، بين أحمر وأصفر وأبيض ... إلى غير ذلك مما لا حصـر له من الألوان . فهذا مدعاة الى السؤال من أبداع هذا ؟ ومن صوره على تلك الصور ؟
وأفضل الإجابات عن هذا قول الحكماء وهو ( سل الأرض من شق أنهارك ، ومن غرس أشجارك فإن لم تجبك حواراً أجابتك إعتباراً ) ([2])، وهذا يعرف عند علماء الكلام بالهداية التكوينية علماً أن الهداية تنقسم على قسمين : هداية تشـريعية وتتم بإرسال الأنبياء ، وهداية تكوينية وتتم هذه بالنظر الى الكون وما فيه من دلائل على وجود الله تعالى ، قال تعالى : {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ}([3]).
فهذا اللون من الهداية (النظر في آيات الله) أسـرع السبل المرشدة الى طريق الحق ، قال تعالى : {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}([4]). وقوله تعالى:{أَفَرَأَيْتُمْ الْـمَاءَ الَّذِي تَشـربُونَ * أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْـمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْـمُنزِلُونَ}([5]).
وبهذا يثبت العجز للمخاطب ؛ لأنه خارج عن مقدوره . فكذلك الألوان بالطبيعة خارجة عن قدرة الإنسان ، وإن كانت هناك محاولات لإيجاد الألوان لكن هي في الحقيقة كمن يضع قطع زجاج ملونة أمام ضوء الشمس، فما هو الا توظيف للموارد التي اوجدها الله للبشر.
ومن دون اللون ينتفي الجزء الأعظم من الوجود ، ولا يمكن أن نتصور الحياة على وجه الأرض من دونه؛ لأنه دخل جميع مجالات الحياة ، ففي الجانب الروحي ، نلاحظ أن علماء النفس توصلوا إلى أن بعض الألوان تبعث الهدوء والسكينة فأوصوا بطلاء غرف النوم والمستشفيات النفسية خصوصاً ، وتوصلوا إلى أن بعض الألوان تبعث النشاط والحيوية فطليت به جدران المصانع لزيادة الإنتاج .
وأما اللون في الطب فقد كان له دورٌ كبيرٌ في اكتشاف الجراثيم بتبدل الألوان في محجر العين أو البلعوم أو الجلد . وكذلك في إنتاج العقاقير الطبية ، وولج اللون المجالات العسكرية ، وذلك بطلاء المعدات العسكرية بألوان مقاربة للون الأرض للتخفي من العدو .
فاليوم يمثل اللون لغة عالمية تخاطب جميع اللغات ، وهذا واضح من خلال الامتثال للإرشادات المرورية إذ يعرفها القاصي والداني([6])، وطرق اللون باباً آخر، يرتبط بالإنسان ارتباطاً وثيقاً ألا وهو باب المعتقد الصحيح – الذي يتوصل به الى السعادة في الدارين ، فهو ذا اللون ، نجده في كتاب الله العزيز يدل على التشـريع، والترغيب والترهيب كي يحقق التكامل الإنساني ، الهدف الأول من إرسال الأنبياء والمرسلين على مر العصور .
[1] سورة فاطر : 27 –28.
[2] ظ: آل الشيح : محسن: الفرائد الغوالي 2 : 15 .
[3] سورة النحل :13.
[4] سورة الغاشية : 17 – 20.
[5] سورة الواقعة : 68 –69.
[6] ظ: التخطيط والألوان :151.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|