الغدد في نحل العسل Glands

يوجد العديد من الغدد في جسم النحل وبشكل خاص في جسم العاملة. وتتوزع هذه الغدد في الرأس والصدر والبطن وهي تتطور مع تقدم الحشرة بالعمر وتلعب دوراً مهماً في حياة الطائفة. ويكون إفراز هذه الغدد إما داخلياً أو خارجياً.

أ- الغدد الرأسية Head's glands

هناك ثلاثة نماذج من هذه الغدد التي تنفتح داخل البلعوم Oesophage وهي تنمو بتوقيت يماشي تطور الأعمال التي تقوم بها العاملة علماً أن إفراز أي من هذه الغدد يكون تحت تصرف ورغبة العاملة وهي:

الشكل 1 : مقطع طولي لرأس وصدر وبطن عاملة نحل العسل تظهر فيه الغدد

1- الغدد الجبهية أو البلعومية Hypopharyngeal glands:

وهي تتواجد على شكل زوجي على يمين ويسار البلعوم وطولها حوالي (14) ملم وتتركب من (500) عقدة عصبية ملتحمة. يتصل بها أنبوب كيتيني لجمع إفرازاتها الحمضية (5-4.5 pH) وتوجيهها نحو البلعوم (الشكل 2). تنشط هذه الغدد عند العاملات التي عمرها بين (6-12) يوماً، وتسمى في هذه الفترة بالعاملات المرضعات Nourrices والتي تنتج بشكل وافر الغذاء الملكي Royal jelly الضروري لتغذية اليرقات والملكة، ويعتبر البروتين ضرورياً لإنتاج هذه المادة ويتمثل ذلك بتوفر غبار الطلع، تضمر هذه الغدد عندما تبلغ العاملة اليوم الثامن عشر من عمرها علماً أنها تفرز عند العاملة بعمر ثلاثة أسابيع أنزيمي الأميلاز Amylase والانفرتاز Invertase، حيث يكون الأميلاز (الدياستاز) مسؤولاً عن هضم النشا، ويكون الأنفرتاز مسؤولاً عن فصل الكربون C₁₂ في السكروز إلى شقين من الكربون C₆ وهما الغلوكوز والفركتوز. ويصبح إفرازها نشطأ بشكل خاص عندما تبلغ العاملة شهراً من عمرها، هذا ما يفسر سبب تواجد هذين الأنزيمين في العسل. لا تملك الذكور هذه الغدد اللعابية.

الشكل 2 : الغدد البلعومية عند عاملة النحل

A : عند العاملة المرضعة B : عند العاملة السارحة

2- الغدد الفكية أو غدد مؤخرة الرأس Mandibular glands : الشكل (3)

وتسمى أيضاً بالغدد الوجنية Subgena glands وهي تتوضع على قاعدة الفكين العلويين ولها شكل الكيس، تتميز إفرازاتها أنها حمضية (4,6 - 4,8 :pH) الا أن وظيفتها غير معروفة تماماً، لكنها تفيد في تطرية وعجن الشمع وبالتالي في فتح غطاء العين السداسية وتسهيل خروج العاملة منها (1931,Latky) و (1936 ,Dreher) . تنشط هذه الغدد نوعاً ما عند العاملات التي عمرها بين (12-18) يوماً. وهي غير نشطة عند الذكور. أما عند الملكة فتكون نشطة من اليوم الأول من عمرها، وهي المسؤولة عن إفراز ما يسمى المادة الملكية Queen substance أو فيرمون الملكة Royal pheromone وهي المادة التي تلعب دوراً مهماً في توازن الطائفة.

الشكل 3 : طريقة انتشار الرائحة الملكية من الملكة إلى أفراد الطائفة

ب- الغدد الصدرية Thorax's glands: (انظر الشكل 1)

تقع في الصدر من جهتي الأنبوب الهضمي، وهي عبارة عن غدد لعابية تفرز اللعاب من أجل حل السوائل اللزجة جدا والصلبة مثل العسل وكاندي السكر وكذلك من أجل ترطيب العيون السداسية الخاصة بالحضنة علما أن وظيفة هذه الإفرازات غير محددة بشكل دقيق. وتتصل الغدد الصدرية بوساطة قناة جامعة مع الغدد المخية Dost cerebral glands التي تنتهي إلى اللسان، وإفرازات الغدة المخية عبارة عن مادة لزجة.

جـ - الغدد البطنية Abdomen's glands: وهذه الغدد هي التالية:

1- الغدد الشمعية Wax glands : (الشكل 4)

تتواجد هذه الغدد في بطن العاملة فقط وهي معدومة عند الملكة والذكر، وهي تتوضع بشكل زوجي على إسترنات الحلقات الأربع الأخيرة 3 و 4 و 5 و6 وبشكل متناظر على خط الوسط للبطن. يبدأ عملها عندما يصبح عمر العاملة ما بين (12 - 18) يوماً. تعتبر هذه الغدد غدداً جلدية تفرز مادة سائلة خاصة هي الشمع تتصلب عند ملامستها للجو الخارجي تخرج إلى سطح الجسم بفضل قنوات دقيقة تعبر الكيتين الرخو. وتبدو على شكل شرائح Wax scales تزن الواحدة منها (0,8) ملغ ولهذا يلزم (1250000) شريحة لصنع واحد كيلو غرام من الشمع. تعتبر الظروف المؤثرة على هذه الإفرازات معقدة بشكل كبير.

الشكل 4 : الغدد الشمعية عند عاملة نحل العسل

2- غدة الرائحة أو ناسانوف Nasanoff gland : (الشكل 5)

ولهذه الغدة مهمة خاصة اكتشفت من قبل Nasanoff عام 1883. وهي عبارة عن غدة تطلق الفيرمونات التي عبارة عن تربينات مثل الجيرانيول وذلك لمناداة العاملات الخاصة بالخلية. علماً أن رائحة هذه الغدة والمادة الملكية إضافة الى روائح أخرى تشكل الرائحة الخاصة بالخلية، مما يسهل تعرف عاملات الطائفة الواحدة على بعضها البعض وتمييز العاملات الغريبة ومنعها من الدخول إن لم تكن حاملة للرحيق أو غبار الطلع.

الشكل 5 : غدة ناسانوف ومكان تواجدها عاملة نحل العسل

وتتمثل هذه الغدة باجتماع طبقة رقيقة من الخلايا الغددية متواجدة تحت السطح الغشائي الرابط ما بين الحلقة السادسة والسابعة من الناحية الظهرية، وتكون متصلة مع السطح الخارجي بواسطة قنوات دقيقة جدا، تخرج المادة العطرية منها تأثير الضغط الأزموزي تظهر غدة ناسانوف بتحريك الحلقة البطنية الأخيرة نحو الأسفل، بواسطة العضلات الخاصة، مما يسمح بظهور الغشاء الرابط بين الحلقتين، وكثيراً ما تشاهد العاملات على باب الخلية قبل غروب الشمس تقوم بهذه الحركة موجهة مؤخرتها نحو الخارج بغية توجيه العاملات التائهات إلى الخلية.

والجدير بالذكر أن هذه الغدد توجد عند العاملات فقط، فهي مفقودة عند الذكر والملكة، إلا أن الملكة تملك ثلاث غدد رائحة تتوضع على السطح السفلي للترجات البطنية للحلقات رقم 3 و 4 و 5 لكن هناك الكثير مما يعارض أن تكون وظيفة هذه الغدد مماثلة لغدة ناسانوف (1956, Lukoschus) (الشكل 5).