السرقة بين الطوائف نحل العسل Roobing

السرقة بين الطوائف ظاهرة سلبية في تربية النحل وتسبب خسائر كبيرة. وهي عبارة عن حالة هجوم طائفة قوية على طائفة ضعيفة لسرقة محتوياتها من العسل، تستخدم العاملات خلال ذلك أداة اللسع لقتل الأخريات، ودائما تكون الغلبة للخلية القوية السارقة. يكون التفاوت بين قوة الطوائف في المنحل سبباً أساسياً لحدوث السرقة.

تبدأ هذه الظاهرة بمحاولة عاملات طائفة قوية الدخول للخلية الضعيفة التي تطردها حارساتها في البداية، لكنها تعود بأعداد كبيرة وتبدأ حالة من القتال بين الطائفتين. وتتشكل أمام الخلية سحابة سوداء ذات طنين عال ومميز، يُحذر الاقتراب منها إلا لمعالجة ذلك، فاللسع يكون غزيراً وأي شخص يدخل في دائرة الاشتباك يغدو بمتناول النحل من كلا الطائفتين. تدخل العاملات السارقات الخلية مسرعة إلى أقراص الشمع مُحدثة اضطراباً داخل الخلية، وغالباً ما تقتل الملكة في بداية السرقة، وتشاهد سحابة من العاملات ذهاباً وإياباً بين الخلية المسروقة والخلية السارقة لنقل العسل، ويكون طيرانها مثقلاً بسبب وزن العسل الذي يملأ معدتها. حيث يكون مسار طيرانها في البداية منحنياً باتجاه الأرض. بعد السرقة يشاهد النحل المقتول منثوراً أمام الخلية بسبب اللسع. علماً أن السرقة تبدأ في الصباح بشكل خاص وتنتهي متأخرة في المساء ويمكن أن يستمر حتى الليل.

تجنب ظاهرة السرقة Roobing Control:

ويتم ذلك بمراعاة الأمور التالية:

1- الحفاظ على الخلايا متينة ورفعها عن الأرض بمسافة (20-30) سم حتى لا تتعفن القاعدة وتتشقق الخلية، والعمل على سد هذه الشقوق إن وجدت. فالخلية ذات الشقوق غير صحية وتؤدي لإضعاف الطائفة، حيث أنه من خلال هذه الشقوق تتسرب رائحة العسل التي تعتبر جاذباً مهماً جداً وقوياً لنحل الطائفة السارقة.

2- عدم إطالة مدة فتح الخلايا. وتجنب فتح الخلايا خلال فترة الجفاف إلا للضرورة.

3- تجنب ترك إطارات العسل قرب الخلايا، وعدم بعثرة العسل والمحلول السكري على حواف الخلايا أو قربها. علماً أن العسل محرض للسرقة أكثر من المحلول السكري.

4- تجنب تغذية الخلايا خلال النهار ويفضل إجراء ذلك مساء، حيث تكون جميع العاملات قد عادت لخلاياها وأن يكون توزيع المحاليل السكري ضمن أوعية محكمة لتجنب التسرب الذي يمكن أن يحرض على السرقة في اليوم التالي.

5- إبعاد العاسلات مباشرة عن متناول النحل عند قطف العسل، حيث يؤدي وجودها إلى هيجان النحل في جميع طوائف المنحل.

6- عدم ترك الأدوات المستخدمة وخاصة الفراز خارج غرفة الفرز.

7- ضرورة تضييق جميع مداخل الخلايا عند نهاية فصل النشاط أو جني الرحيق وخاصة الخلايا الضعيفة.

8- عدم وضع نويات التلقيح قريبة من المنحل، لأنها عبارة عن طوائف صغيرة مؤلفة من أربعة أو خمسة إطارات، وهي غير قادرة على الدفاع عن نفسها وستكون عرضة للسرقة.

والجدير بالذكر أن السرقة بين الطوائف ليست دائماً ملاحظة وشرسة بالشكل المعروف، بل يمكن أن تكون أحياناً بشكل بطيء. وهذا النوع من السرقة يحدث بشكل خاص في نهاية موسم جني الرحيق.

إيقاف السرقة بين الطوائف Roobing control:

عندما يتم التأكد من السرقة فيجب الإسراع لإيقافها بالطرق التالية:

1- يتم تضييق مدخل النحل إلى الخلية وفي حال عدم الجدوى يتم إغلاقها بالكامل. يعاد فتح المدخل خلال 15-20 دقيقة للسماح للعاملات السارقات بالخروج ولعاملات الخلية المسروقة بالعودة إلى خليتها.

2- يتم رش مدخل الخلية والنحل أثناء اشتباكه بالماء الذي يحوي آثاراً من حمض الفينيك acide Phenic الذي يملك مفعولاً طارداً للعاملات السارقات فيبعدها.

3- يتم تعفير النحل المُتشابك بالطحين، حيث ينشغل النحل بتنظيف نفسه ويتوقف عن السرقة. وتفيد هذه الطريقة بمعرفة الخلية السارقة بتتبع آثار الطحين على لوحات الطيران للخلايا.

4- وضع قطعة زجاج والأفضل مرآة أمام مدخل الخلية بشكل مائل. حيث تعمل على طرد العاملات السارقات التي ترهب هذا الحاجز، أما عاملات الخلية المسروقة تذهب بعيداً ثم تعود إلى خليتها.

5- طريقة روت Root التي تتمثل بأن تنثر حزمة من العشب الطويل حول المدخل أو قربه ثم يبلل هذا العشب بالماء، وتُضاف كمية أخرى من العشب المبلل أيضا. تضطر العاملات للمرور على هذا العشب الرطب لكي تدخل إلى الخلية، وكذلك الحال بالنسبة للعاملات التي تريد الخروج منها، وهذا يخفف من عصبية النحل ويوقف السرقة. يجب المحافظة على العشب رطباً خلال ساعة أو ساعتين والأفضل حتى غياب الشمس يفضل تضييق مدخل الخلية قبل نزع العشب بحيث لا سمح بمرور إلا عاملة أو عاملتين فقط.

6- طريقة بيس Pesce: تتضمن استخدام مزيج كيميائي لإيقاف مباشر للسرقة بين الطوائف مكون من بنزين مُكرر أو مُنقى بنسبة 60% مع ايتر كبريتي بنسبة 30% مع زيت التربنتين بنسبة 10 % يوضع المزيج ضمن وعاء صغير داخل مدخل الخلية، إن رائحة هذا المزيج مُنفرة للعاملات. يجب الانتباه إلى أنه قابل للاشتعال.

كما نصح بوضع أفخاخ ذات آلية مماثلة لمصيدة الدبابير تحوي عسلا من أجل حجز العاملات السارقات المستطلعات وإتلافها لأنها عاملات هرمة ولا يشكل قتلها أي ضرر على الخلايا.