أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-25
780
التاريخ: 2023-07-19
932
التاريخ: 2024-07-13
568
التاريخ: 11-1-2017
1596
|
تدل كل الأحوال على أن ملك «قادش» كان لا يزال مصرًّا على عناده وتمسُّكه بقوميته واستقلاله، فلم يعترف يومًا بالسيادة المصرية على بلاده؛ ولذلك كان دائمًا يتحين الفرص ليثير الأمراء المجاورين له ويحرِّضهم على العصيان، والقيام يدًا واحدة بثورة للخلاص من عبء النير المصري، وقد أفلح فعلًا في اجتذاب ملك «المتني» وإقليم «تونب» إلى جانبه، فأعلنوا العصيان على مصر، ولما علم «تحتمس» بهذا الحلف، سار بأسطوله إلى شواطئ فينيقيا، ونزل في ميناء «سميرا» وهاجَمَ ميناء «عروقات» فاستولى عليها عنوةً، ومن ثَمَّ زحف مباشَرةً على «تونب» (بعلبك؟) على مقربة من قادش ونهر العاصي، ونذكر هنا أن أميرًا من أمراء هذه البلدة كان قد دافَعَ عن بلدة «وارثت» في خلال الحملة الخامسة التي قام بها هذا الفرعون. على أن النقوش لم تقدِّم لنا أية تفاصيل عن الاستيلاء على «تونب»، وعلى أية حال فإنه بعد سقوطها بدأ الفرعون حصار قادش، وتفاصيل حصار هذه البلدة قد يكون مجهولًا لنا لولا ما قصَّه علينا «أمنمحاب»، والظاهر أن الفرعون لم يهاجم المدينة إلا بعد فصل جني الحصاد، ولم يجد كبير عناء في الاستيلاء عليها، وذلك أن العدو كما يقصُّ علينا «أمنمحاب» تفاديًا لمحاصرة المدينة اشتبك في موقعة مع الفرعون خارجها، وفي هذه الموقعة لجأ ملك «قادش» إلى حيلة ساذجة ظنًّا منه أنه ربما استطاع بها تشتيت شمل الجيش المصري والتغلُّب عليه؛ ذلك أنه أطلق العنان لفرس أمام جياد عربة الفرعون ظنًّا منه أنها تهيج الجياد وتجعلها غير صالحة للقتال، وبذلك ينشر الذعر والارتباك في صفوف الجيش المصري، ولكن «أمنمحاب» لما رأى ذلك فطن للحيلة التي دبَّرها العدو، وقفز من عربته في الحال والسيف في يده، وانطلق خلف الفرس وشقَّ بطنها وقطع ذيلها وحمله للفرعون.
فلما رأى الأعداء أن حيلتهم قد انفضح أمرها، لاذوا بالفرار إلى داخل المدينة واحتموا وراء جدرانها، وقد أمر الفرعون بعمل نقب في سورها، وهنا نجد أن «أمنمحاب» يُظهِر شجاعته ثانيةً ويفخر بأنه هو الذي اخترق جدران هذه المدينة الحصينة، وقد سلمت بعد أن أُسِر أمراء «نهرين» الذين اشتركوا مع ملك «قادش» في هذه الحروب؛ ولذلك لم يَرَ الفرعون ضرورةً للسير شمالًا، ولا غرابة إذ قررنا هنا أن سقوط «قادش» قد سحق آخِر قوة للهكسوس الذين أحاقوا بالبلاد المصرية أكبر مصيبة، وبذلك اختفت آثارهم جملةً، وكانت لا تزال عالقة بالأذهان في البلاد المصرية؛ وقد برهنت الكشوف الحديثة على أن ما رواه كتَّاب اليونان في هذا الصدد صحيح، «وهو أن «تحتمس الثالث» هو الفرعون الذي قضى على قوة الهكسوس، الذين التجئوا إلى آسيا بعد أن طردهم أسلافه من مصر وقضوا عليهم قضاءً مبرمًا»، كما تحدَّثنا عن ذلك من قبلُ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|