أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-04
925
التاريخ: 2023-07-05
1041
التاريخ: 2024-03-25
906
التاريخ: 2024-04-13
951
|
والظاهر أن «تحتمس الثالث» عندما عاد من حملته الأولى المظفرة التي جنى منها الخيرات الكثيرة والمال الوافر، أراد أن يقيم للإله آمون معبدًا يناهض في عظمته وبهائه وضخامته معبدَ الدير البحري الذي أقامته «حتشبسوت» للإله آمون ولنفسها، غير أنه أراد أن يقيم معبدًا للإله «آمون» وحده بالقرب من معبده بالكرنك، والظاهر أنه بدأ في إقامته على إثر عودته في الحال كما تحدِّثنا عن ذلك اللوحةُ التي تركها لنا في معبد الكرنك، وهي لوحة عظيمة مصنوعة من حجر الجرانيت، وقد احتفل بعيدِ وَضْع أساس هذا المعبد في السنة الرابعة والعشرين، اليوم الثلاثين من الشهر الثاني من الفصل الثاني، وقد كان هذا الاحتفال يوافق أول يوم في الشهر القمري (Mariette, “Karnak” p. 12). وهذه اللوحة مهشمة ولم يَبْقَ منها إلا الأسطر الافتتاحية، غير أننا نفهم منها أن «تحتمس الثالث» قد أقام قائمتي العمد والمحراب اللتين يتكوَّن منهما الجزء الشرقي من امتداد معبد الكرنك، وقد كان هذا المعبد شاسع المسافة، حتى إن «تحتمس الثالث» أمر بإزالة معبد قديم للإله «نون»، ووضعه في أقصى الشرق ليفسح المكان لمعبده، على أن السبب الجوهري على ما يظهر لإقامة «تحتمس الثالث» هذا المبنى العظيم شرقي معبد الكرنك، يرجع إلى أن قائمة العمد التي أقامها «تحتمس الأول» بين «بوابتيه» الرابعة والخامسة، تكون المدخل لمعبد الكرنك، وكانت وقتئذٍ أكبر قاعة في المعبد، والوحيدة التي كان يمكن عقد احتفالات للإله فيها، مثل الاحتفال الذي أُقِيم عند تولية «تحتمس» العرش على يد الإله «آمون» ووالده، غير أن هذه القاعة كانت قد أصبحت غير صالحة لإقامة الاحتفالات؛ إذ كانت «حتشبسوت» قد نصبت مسلتها فيها، وبذلك أصبحت بدون سقف، وكان فيها طائفة من العمد عددها ستة في الجهة الشمالية؛ منها أربعة كان قد صنعها «تحتمس الأول» من خشب الأرز، وهي التي جدَّدها «تحتمس الثالث» ودوَّنَ عمله هذا على أحد هذه الأعمدة إذ قال: «لقد أقامها (أي: تحتمس الثالث) أثرًا لوالده «آمون رع»، وذلك بإقامة أربعة عمد من الحجر الرملي أُقِيمت في قاعة العمد تجديدًا للتي أقامها الإله الطيب رب القربان (تحتمس الأول) من خشب الأرز، وقد أضاف جلالتي أربعة عمد زيادة على العمودين اللذين في الجانب الشمالي، ومجموعها ستة مغشاة ﺑ … ومؤسسة … والذي أحضر بسبب اسم جلالتي، وهي جزية كل البلاد التي منحني إياها والدي الإله «آمون» مصنوعة من الحجر الرملي، وارتفاع كل منها ثلاثون ذراعًا على كل جانبي «البوابة» السامية العظيمة … وكانت تضيء الكرنك … من الحجر الرملي نقش بالألوان صور والدي «آمون»، وكذلك صور جلالتي، وكذلك صور والدي الطيب «تحتمس الأول «. تأمَّلْ! لقد أقمتُ ما كان متداعيًا فيها بالحجر الرملي؛ لكي يصبح هذا المعبد مؤسسًا … مثل السماء مرتكزة على عمدها الأربعة بوصفها آثارًا ممتازة مفيدة لوالد الأبدية من الجرانيت والعاج والحجر الرملي … والفضة «لجميل الوجه» (لقب يطلق على الإله بتاح)، وإني أقسم بقدر ما يحبني الإله «رع» وبقدر ما يحبني الإله «آمون»، بأني أقمتها من جديد في الجهة الجنوبية، بالإضافة إلى ما كان قد أضافه والدي «. وعلى ذلك نجد أن الجزء الشمالي من القاعة — وهو المكان الذي كان قد وقف فيه «تحتمس الثالث» عندما تُوِّج ملكًا على البلاد — قد أصلحه هو، ولكن الجزء الجنوبي كان لا يزال بدون عمد وسقف، وكانت قاعدة مسلة «حتشبسوت» التي أُقِيمت فيه قد شغلت مكان ثمانية أعمدة؛ أيْ ما يقرب من ثلث قاعة العمد كلها، وعلى ذلك أصبحت القاعة غير صالحة لإقامة المحافل فيها لوجود المسلة في وسطها، ممَّا عاق في الوقت نفسه وضع سقف لها، ولهذا أقام «تحتمس الثالث» بناء حول كلٍّ من المسلتين ليكسو نقوش «حتشبسوت» التي كان يكره ذكراها، هذا إلى أنه توقَّف عن عمل أي إصلاح في القاعة التي تُوِّج فيها.
شكل 3: قاعة الأعياد بالكرنك.
قاعة الأعياد: ولما كانت مثل هذه الحجرة لا غنًى عنها لإقامة المحافل العظيمة، فإنه بنى في الجهة الشرقية من المعبد قاعةَ الأعياد التي نحن بصددها، وقد كلَّفَ مهندس مباني «منخبر رع سنب» الإشراف على هذا المبنى، وكان هذا المهندس يحمل كذلك لقبَ الكاهن الأول للإله «آمون»، وقد ذكر لنا في نقوش مقبرته علاقته بهذا المعبد الجديد، (1) أما النقش الذي على اللوحة التي دُوِّنت عن بناء هذا المعبد فهو:
الوحي: … لقد أمر الملك نفسه بتدوينها على حسب ما ذكر الوحي لتنفيذ آثاره أمام الذين على الأرض، لقد رغب جلالتي في إقامة هذا الأثر لوالدي «آمون رع» في الكرنك، وهو إقامة مسكن يجمل الأفق ويزين «خافت حرنبس»، وهو المكان المختار لوالدي منذ الأزل (أحد ربوع طيبة) «آمون رع» رب طيبة، ولقد أقمته له على هذه الكتلة من الحجر الصلب، رافعًا اسمه ومعظمًا له بدرجة عظيمة منذ … ماء محراب «نون» عندما يصل في مواعيده.
إزالة المباني القديمة: لقد أقمته له على حسب رغبته وأرضيته بما فعلته له؛ لأني أقمتُ أولًا محرابًا في الجهة الشرقية من هذا المعبد. تأمَّلْ! لقد وجد جلالتي الجدارَ المحيط من اللبن، وقد أزلت الجدار المبني من اللبن لأجل أن أمدَّ بناء هذا المعبد فنظَّفْتُه، وأزلتُ الأجزاء المخربة منه، وأزلت السور الذي كان بجانبه، وهو الذي امتدَّ حتى المعبد، وقد أقمت هذا المكان حيث كان السور لأُقِيم عليه هذا الأثر … الكرنك، فأقمته من جديد ونفذت ما كان قد أمر به، ولم أستحل لنفسي آثارَ غيري، وإن جلالتي ينطق صدقًا ليعلمه كل واحد؛ لأني أمقت الكذب والمين. حقًّا إني أعلم أنه مسرور بذلك.
محافل التأسيس: وقد أمر جلالتي أن يُعَدَّ الحفل لوضع الحجر الأساسي عند حلول يوم العيد بالقمر الجديد، وأن يُمَدَّ حبلُ المقياس على هذا الأثر في السنة الرابعة والعشرين، الشهر الثاني من الفصل الثاني، اليوم الأخير من الشهر، وهو يوم العيد العاشر للإله «آمون» في … وقد جلس الإله على عرشه العظيم، وبعد ذلك سرت وراء والدي «آمون»، وقد بدأ الإله في ذهابه للاحتفال بعيده هذا الجميل، وقد تعجَّبَ هذا الإله … وقد اتخذ هذا الإله مكانه لمدِّ حبل القياس لوضع الأساس، وقد وضع جلالته أمامه هذا الأثر الذي حدَّده لجلالته، وقد سُرَّ جلالة هذا الإله بهذا الأثر … ثم تقدَّمَ جلالة هذا الإله واحتفَلَ بهذا العيد الجميل لسيده. ويلحظ هنا أن الجزء الأخير من هذا النقش مهشم، ولا يمكن فهم شيء منه على وجه التأكيد.
هندسة المعبد
وهذا المعبد العظيم الذي سردنا ذكره ممَّا بقي في اللوحة التي نقشت عنه، لا يزال قائمًا حتى الآن، ويحتوي على قاعة رئيسة فسيحة الأرجاء يرتكز سقفها على صفين من العمد، يشتمل كلٌّ منهما على عشرة عمد ذات تيجان غريبة تمثِّل في الواقع عشرة محاور ارتكازية لسرادق؛ ولذلك يجد المتأمِّل في القاعة أنها تمثِّل خيمة عظيمة، وتحقيقًا لهذه الفكرة أُقِيم دهليز منخفض السقف حول جوانب القاعة مماثِل للهدب المرفوعة على جوانب الخيمة، ومن المحتمل جدًّا أن هذا الطراز الفذ من المباني كان يقصد به «تحتمس الثالث» أن يُبرِز به في صراحة صفات الفرعون الحربية، وأن يُبرِز اعتقادَه بأن الإله «آمون» إله حرب من جهة أخرى، وأنه إنما يأوي إلى معسكر في سرادق مثل هذا لا إلى بيت أو محراب على غرار الآلهة الآخرين. وفي جوانب هذه القاعة وخلفها أُقِيمت حجرات عدة كما أُقِيمت أمام المعبد في الجهة الغربية ردهة مكشوفة تفصل بين هذا المعبد ومعبد الإله آمون الأصلي، (2) وهذا المعبد يُعرَف بقاعة الأعياد، ويُعَدُّ بحقٍّ من أجمل المباني في طيبة، ويبلغ طول القاعة العظمى التي وصفناها نحو 140 قدمًا، وخلفها يقع المحراب أو قدس الأقداس.
حجرة الأجداد: أما الحجرة التي حولها فيبلغ عددها نحو خمسين حجرة، ومن بينها الحجرة التي تُعرَف «بحجرة الأجداد»، وتقع في الجهة الجنوبية، وهي التي أمر «تحتمس الثالث» بأن تُنقَش فيها نخبةٌ من أسماء أجداده ملوك مصر، وأن يزاد في قربانهم، وأن تُصنَع لهم تماثيل، وهذه الأسماء الملكية من المصادر التي يُعتمَد عليها في تاريخ ملوك مصر كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وقد انتزع «بريس دافن» أحجارَ هذه الحجرة برمتها ونقلها إلى باريس حيث بُنِيت من جديدٍ بمتحف اللوفر بالقسم المصري، ومن غريب الصدف أن بعض التماثيل، التي أمر بنحتها الفرعون لهذه الحجرة، عُثِر عليها في خبيئة الكرنك مع غيرها من التماثيل التي كان منصوبةً في هذا المعبد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|