أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-01
160
التاريخ: 2024-04-08
652
التاريخ: 2024-03-27
771
التاريخ: 2024-05-15
811
|
وقد كان «تحوتي» أحد الذين ناصروا الملكة «حتشبسوت» بكلِّ ما لديهم من قوة؛ ولذلك فإن قبره قد حاق به من التخريب والتلف ما نال قبورَ كلِّ مَن كان حول «حتشبسوت»؛ غير أن التلف الذي أصاب قبره كان منصبًّا على اسم الملكة، وما يتصل به من ألقاب، وقد خلف «تحوتي» هذا «إنني» في الإشراف على بيتي الفضة وبيتي الذهب، وهذه الوظيفة قد أهَّلَتْه للإشراف على القيام بعمل عدة آثار من المعادن الكريمة، فهو الذي أنجز عمل غطاءي مسلتي «حتشبسوت» العظيمتين، وكذلك هو الذي أشرف بشخصه على كيل الذهب ووزنه، والمعادن الثمينة الأخرى التي وردت من حملة الملكة إلى بلاد «بنت»، وهذا العمل قد خلد له في نقوش الدير البحري ومناظره (Naville, “Dier el Bahari”, Vol. III. p. 79). ومنظر الدير البحري قد رسم مزدوجًا، ففي أحد الرسمين يشاهد «تحوتي» الموظف يسجل الكيل للملكة، والثاني يُشاهَد فيه الإله «تحوتي» يقوم بنفس العمل للإله «آمون»، ومن اللوحة التي في قبره نعلم أنه كان يحمل الألقاب التالية: الأمير الوراثي، وحامل خاتم الوجه البحري، والكاتب، والمشرف على الخزانة، والسمير الوحيد، والمقرَّب الممتاز عند سيد رب الأرضين، والممدوح من الإله الطيب، مدير المباني، والمشرف على بيتي الفضة، والمشرف على بيتي الذهب، والمشرف على ثيران «آمون»، وحامل خاتم مالية الملك (راجع: Urk. IV. p. 420 ff).
ما أنجزه من الأعمال
يقول: «لقد عملت بوصفي رئيسًا مصدرًا التعليمات، وأرشد الصنَّاع في عملهم عند بناء السفينة العظيمة (لأجل عيد) بداية الفيضان (المسماة) «عظيمة في حضرة آمون»، وكانت موشاة بالذهب من أحسن ما وُجِد في الصحراء، وقد أضاءت الأرض بأشعتها (وكذلك أردت عمل) محراب لأفق الإله، وكذلك عرشه العظيم من السام (وأدرت العمل في) «زسر زسرو» (اسم معبد الدير البحري)، وهو معبد عشرات آلاف السنين (بوابته العظيمة مصنوعة من النحاس الأسود وأشكالها مرصعة بالسام)، وكذلك المعبد المسمَّى «مضيئًا على الأفق» عرش آمون العظيم الذي هو أفقه في الغرب، وكل أبوابه من خشب الأرز الحقيقي المغشى بالبرنز، ومعبد آمون الذي هو أفقه الدائم الأبدي، ورقعته موشاة بالذهب والفضة، حتى إن جمالها كان مثل أفق السماء، وكذلك أشرف على عمل محراب عظيم من أبنوس بلاد النوبة، والسلم الذي تحته عالٍ ومتَّسِع من المرمر الحر من محاجر حتشبسوت، و(عمل) جوسق للإله موشى بالذهب والفضة، حتى إنه ينير وجوه الناظرين بلألائه«. وكذلك أشرفت على عمل الأبواب العظيمة العالية الواسعة في معبد الكرنك، وقد غشيت بالنحاس والبرنز، وأشكاله المرصعة كانت من السام، وعمل قلائد فاخرة وتعاويذ كبيرة (لتمثال الآلهة) من السام، وكل الأحجار الغالية، وعمل المسلتين العظيمتين اللتين يبلغ طولهما 108 أذرع (ربما يقصد أن طول كل واحدة منها 54 ذراعًا) موشاتين بالسام، وهما اللتان ملأتا الأرضين ببهائهما (وأشرفت على عمل) بوابة فاخرة اسمها «ذعر آمون»، وصنعت من النحاس من قطعة واحدة وعلى الجهة المقابلة أيضًا، وعلى عمل موائد قربان كثيرة للإله «آمون في الكرنك» مصنوعة من السام الذي لا يُحصَى، ومن كل حجر ثمين، وعلى عمل عرش عظيم ومحراب مصنوع من الجرانيت الذي دعامته مثل عمد السماء وصنعه أبدي، والآن قد أهديت كل طرائف البلدان وجزيتها، وأحسن ما في تحف أرض بنت للإله «آمون» رب الكرنك، وكنت أنا الذي عملت قوائمها؛ لأني كنت ممتازًا في نظر الفرعون، وقد عرف أني إنسان يفعل ما يقول كتوم الأسرار، وقد نصبتني الملكة مرشدًا في القصر عالمة بأني عالم في عملي. وقد أمرني جلالتها أن أكيل السام من أحسن ما تنتجه الصحراء في وسط قاعة العمد الخاصة بالأعياد، وقد كلته بمكيال «حقت» لأجل الإله «آمون» في البلاد كلها، وقد بلغ حسابه «حقت» (أي: نحو بوشل) … وكل هذه الأشياء حدثت وليس فيها كذب. وكنت يَقِظًا وكان لبُّي ممتازًا في رأي مليكي، حتى إنه أصبح في استطاعتي أن أرتاح (بعد الموت) في الصحراء العالية الخاصة بالمنعمين الذين في الجبانة، وحتى تبقى ذكراي على الأرض، وحتى يعيش روحي مع (أوزير) رب الأبدية، وحتى لا يصدها الحراس الذين يحرسون أبواب العالم السفلي، وحتى تستطيع أن تخرج عند مناجاة أولئك الذين يصنعون القرابين أمام قبري في الجبانة، وحتى يغزر طعامها، وحتى يكون عندها الماء، وحتى تنهل ماء النهر الحي. والنقوش التي على جدران معبد «الدير البحري» التي تصوِّر لنا نشاط «تحوتي» يوجد ما يؤكِّد صحة ما جاء فيها من الوثائق التي تركها لنا على جدران قبره إذ يقول (راجع: Breasted, A. R. II. §. 377): «تأمَّلْ! إن كل الطرائف، وكل الجزية من الأراضي كلها وأحسن عجائب بلاد «بنت» قد قُدِّمت «لآمون» رب «الكرنك»، لحياة وسعادة وصحة الملكة «باعت كارع» (حتشبسوت) (معطاة الحياة والثبات والصحة)، وإنه (أي: آمون) قد منحها الأرضين؛ لأنه يعلم أنه (أي: الملك) كان سيقدِّمها (الطرائف والجزية) له. والآن كنت أنا الذي حسبتها؛ وذلك لأني كنت ممتاز جدًّا في قلبه … وقد بصر بأني إنسان أعلم ما يقال، مخفيًا كلامي فيما يخص قصره، وقد نصبني مديرًا للقصر، عالمًا بأني كنت مدربًا في العمل، ولقد حافظت (؟) على بيتي الفضة، وكل الأحجار الثمينة في معبد «الكرنك»، وهي (الخزانة) التي كانت مفعمة بالجزية حتى سقفها، ولم يحدث مثل ذلك في زمن الأجداد، وقد أمرني جلالته أن أضع … (ميزانًا؟) من السام من أحسن ما تنتجه الأرض العالية (أي: جبال النوبة) في داخل قاعة الأعياد؛ التي تكال فيها (أي: الجزية) بالحقت، لأجل «آمون» أمام وجه الأرض جميعًا. قائمة بذلك: ثمانٍ وثمانون ونصف حقت من السام (أي: بوشل) أي ما يساوي: اثنين وتسعين وخمسمائة وثمانية آلاف دبن ونصف، لأجل حياة وسعادة وصحة الملك «ماعت كارع» (حتشبسوت) معطاة الحياة مخلدة، ولقد تسلمت رغفانًا من التي تُقدَّم للإله «آمون رع» رب «الكرنك». وكل هذه الأشياء قد حدثت لي حقًّا، وليس فيها مين ولا كذب فقد فعلتها، ولقد كنت يَقِظًا، وكان قلبي مخلصًا لسيدي حتى يمكنني أن آوي إلى الأرض العالية للمنعمين الذين في الجبانة» (راجع: Urk. IV. p. 426).
أهمية هذه الوثيقة: ولا نزاع في أنه من الأشياء الهامة تاريخيًّا أن يجد الإنسان وثائق ملكية رسمية، ووثائق خاصة يؤكِّد بعضها بعضًا، على أن هذه ليست الحالة الوحيدة، فسنرى وثائق من هذا النوع من عهد «تحتمس الثالث»، على أن ذلك يُظهِر لنا من جهة أخرى أن جزءًا كبيرًا من ترجمة حياة عظماء القوم يمكن الاعتماد عليه إلى حدٍّ ما، على الرغم ممَّا يحتويه من أسلوب منمق وألفاظ ضخمة.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|